03-10-2011, 10:30 AM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,524
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | العروض المسرحية أزمة نص أم تغير مجتمع؟ جاسم النبهان
في ظل كثافة الانتاج المسرحي، وخصوصا في فترات الاحتفالات والأعياد، فإننا بتنا نفتقر الى العروض المسرحية التي تحاكي قضايا المجتمع بشكل جدي، وتثري المكتبة المسرحية الكويتية، لتصبح معظم تلك العروض مجرد فكرة تبنى عليها قصة مسرحية مليئة بالمواقف الكوميدية، التي قد لا تكون لها علاقة بالعمل أصلا، مما اثر سلبا على إرث الكويت المسرحي، حيث لم تعد لدينا أعمال خالدة كالتي كانت تقدم في فترة ما قبل الغزو.
ما السبب وراء هذه الظاهرة المسرحية؟ هل هي ازمة كتاب أم هي إرادة منتجين؟
حول هذا الموضوع اطلعنا على آراء المختصين في هذا الجانب.
د. خالد عبد اللطيف رمضان، أستاذ النقد والأدب المسرحي، اعتبر أن الساحة المسرحية منذ سنوات تغيب عنها العروض الجادة، قائلا: «تعاني الساحة المسرحية المحلية منذ سنوات من شح في العروض التي تتناول قضايا اجتماعية أو سياسية محلية، واقتصرت العروض على المسرحيات المهرجانية التي تقدم خلال المهرجانات، وتطرح قضايا فلسفية أو انسانية او سياسية عامة، وتقدم عرضا واحدا لجمهور المهرجان، كما تشهد الساحة عروضا محدودة لمسرحيات كوميدية موجهة لجمهور الشباب، وتعمد غالبا الى الترفيه السطحي، لذا غاب الجمهور المعتاد من العائلات الذي يرتاد سابقا مسرحيات تطرح قضايا اجتماعية وسياسية محلية من خلال المتعة.
معادلة صعبة
ولخشية المنتجين من الخسارة، نظرا للكلفة العالية للانتاج، بعد الزيادة الكبيرة في أجور الممثلين، انصرفوا عن انتاج مثل هذه الاعمال، وبعضهم بدلا من ذلك انصرف إلى انتاج مسرحيات موجهة للاطفال تقدم في الأعياد ضمانا للمكسب المادي، والأمر يحتاج الى منتج مغامر لمحاولة إعادة الجمهور الحقيقي إلى صالات العروض المسرحية، بتقديم أعمال تحقق المعادلة الصعبة وتجمع بين الفكر والمتعة.
وأضاف رمضان: «إن العزوف عن تقديم الأعمال الجادة، ترتب عليه بالتبعية عزوف الكاتب المسرحي عن كتابة نصوص تتعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بشكل جاد وقالب فني ناضج، مما أدى إلى فقد المكتبة المسرحية في السنوات الأخيرة لنصوص تحمل هم الإنسان الكويتي في شتى المجالات، وأصبحت النصوص المتوفرة تتسم بطابع هزلي ضعيف يدغدغ مشاعر الجمهور».
المنتجون الدخلاء
من جانبه، تحدث الكاتب المسرحي بدر محارب عن رأيه في الموضوع، قائلا: «كي أكون واقعيا وأكثر وضوحا، فكثير من أعمال ما قبل الغزو لم تكن بالمثال المحتذى، بل كان ترمومتر المستوى الفني للأعمال المسرحية في انحدار منذ منتصف الثمانينات، وإن ظهرت أعمال جيدة استطاعت جذب الجماهير، لكن المستوى العام كان يتردى عاما بعد عام، حتى وصلنا الى يومنا هذا، ولا يزال الانحدار مستمرا مع الأسف».
وأضاف: «لقد أفسد بعض المنتجين الدخلاء المسرح، وافسدوا الذائقة الجماهيرية، وقتلوا الموسم المسرحي، وتحوّل الموسم الذي اعتدناه في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات إلى أيام معدودات في العيدين، تقدم فيها عروض لا علاقة لها بالمسرح، وأصبح معظم المنتجين لا يهتمون بتقديم الأعمال الجادة المتماسكة فنيا، بل اصبح كل همهم تقديم عروض مسرحية تستجدي الضحك بأي طريقة كانت وبأقل وقت من التجهيز والإعداد، ويشاركهم المسؤولية هنا بعض الكتّاب الذين يتراكضون خلف المنتج لإرضائه والرضوخ لطلباته التي تخلو من الفهم الحقيقي للمسرح ويغيب عنها الذوق الفني».
تسطيح وإسفاف
وأشار محارب الى غياب الثقافة العامة عن الكتاب المسرحيين وأثرها قائلا: «كما أن لغياب الثقافة العامة عن معظم كتّاب المسرح الحاليين دور مهم في ابتعاد المسرح عن تناول الواقع المحلي بشكل فني جميل، وتركيز هؤلاء الكتّاب على تسطيح القضايا بغية استدرار أكبر كم من ضحك الجمهور، حتى وإن كان على حساب القضية المطروحة او على حساب النص بأكمله، من خلال تقديم الإسفاف والتهريج السمج، والضحية هنا هي الثقافة بشكل عام، والمسرح بشكل خاص، والمسرح هو الواجهة الحضارية في كل بلد يفتخر بثقافة أبنائه».
للمهرجانات فقط
الفنان جاسم النبهان قدم العديد من الأعمال المسرحية الجادة التي حاكت الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد في فترة ما قبل الغزو، وكانت له وقفه حول هذا الموضوع، قائلا «إن المنتج الذي يحمل هم المجتمع بشكل جاد محارب، وللأسف أن الدولة تشجع من جانب آخر على إفساد الذوق العام، عندما تسمح للاعمال التي لا تمت للمسرح بصلة بأن تعرض، ولا تدعم العروض المتميزة في المهرجانات كي تقدم عروضا جماهيرية، حيث تقتل هذه العروض وهي على خشبة المسرح، فلا يراها جمهور الشارع، مما يوجد حالة من الانحدار بالذوق العام في ظل عدم التفات المسرح الخاص الى الهم الحقيقي للمواطن، وإن عرج على بعض النقاط لا يطرحها كما يجب، فراج نوع من المسرح يعتمد على الهزل أكثر من الجد».
وأوضح النبهان ان من تبقى من فناني الزمن الجميل للمسرح الذين قدموا أجمل العروض لا يتجاوزون الخمسة أشخاص، والكاتب عبد الأمير التركي الذي كتب اجمل العروض السياسية والاجتماعية محارب، متسائلا: متى يكون هناك من يلتفت الى الهم الحقيقي للمواطن للارتقاء بالذوقية العامة للجمهور؟
معطيات جديدة
كاملة العياد، مديرة إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قالت في هذا الموضوع: «كل مجتمع يؤثر ويتأثر بمعطيات كثيرة، ومن هذه المعطيات وضع الاقتصاد وتأثيره على الفرد سلبا وإيجابا، والثقافات العالمية من خلال الانفتاح والتطور الالكتروني، ونقل هذه الثقافات الدخيلة على المجتمع وسلوكه.
كل هذه التحولات يرصدها المسرح كونه المرآة العاكسة لما يحدث في المجتمع، والمسرح الكويتي كأي مسرح في العالم يرصد التغيرات ويطرحها من خلال وجهة نظر الكاتب والمخرج، ومن الطبيعي أن يتغير شكل المسرح الكويتي وقضاياه عما كان في فترة ما قبل الغزو، لأن المجتمع نفسه تغير بكل ما فيه عما كان عليه قبل قرابة 21 عاما، إلا أن المسرح الكويتي يبقى دائما متصلا بقضاياه وإن تغيرت لغة الطرح». http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=03102011 كاملة العياد خالد عبداللطيف رمضان بدر المحارب __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |