14-12-2011, 10:41 PM
|
#1 (permalink)
|
مشرف الأقسام الفنية ( كبير الكتّاب في الشبكة )
العــضوية: 4026 تاريخ التسجيل: 15/07/2009
المشاركات: 2,534
| الدراما الخليجية سوف تنهار في سنوات عجاف مقبلة وسيظهر نمط جديد من الفن الخليجي لا نستطيع تحديد نوعيته! الدراما الخليجية سوف تنهار في سنوات عجاف مقبلة وسيظهر نمط جديد من الفن الخليجي لا نستطيع تحديد نوعيته!
مرحبا بالجميع،،،
ربما لاحظ البعض أني منذ فترة طويلة لم أعد أشارك في النقاشات الفنية..
سبب ابتعادي عن النقاشات هو أنني أدركت منذ فترة طويلة أن الدراما الخليجية قد دخلت مرحلة الانهيار المبكر! كيف حدث ذلك الانهيار؟! لنلاحظ هذا الهرم:
منذ فترة قليلة ماضية، وصل مستوى الدراما الخليجية إلى أعلى قمة الهرم بفضل عوامل عديدة مثل بعض المخرجين المميزين والدعم الإعلامي والدعائي من قنوات لها وزنها الثقيل ومشاركة فنانين عمالقة كداعمين للشباب، مما أدى إلى أن تصبح تلك الدراما متابعة حتى على المستوى العربي بشكل معقول نسبيا.
ولكن...!! في رمضان المنصرم وقعت الكارثة.. كيف؟!
كانت هناك صافرات إنذار استمرت طويلا قبل ذلك الرمضان، لكن أحدا لم ينتبه إليها أو يعطي لها أي قيمة.. حيث إن الأمور - حتى ما قبل رمضان المنصرم -كانت تسير على هوى المنتجين وكانت غالبية الأعمال تحظى بجماهيرية كبيرة وبعضها كان (حديث الدواوين) كما يقولون.. وفي ظل هذه الظروف الجميلة.. لماذا كنا نتوقع من المنتجين الانتباه لصافرات الإنذار؟!
من الطبيعي أنهم لم يكونوا مضطرين للانتباه.. طالما أن الوضع في صالحهم والظروف كانت تخدمهم!
وطبعا تميز أعمالهم في تلك المرحلة ليس بسبب قوة الطرح أو الأفكار المتجددة، لكن بسبب العوامل السابقة (فنانون كبار - مخرجين - قنوات - وغيرها).
بدأ مستوى تلك الدراما بالهبوط تدريجيا إلى المنطقة (B) في الهرم، وظهرت فجأة بوادر الانهيار في رمضان المنصرم من خلال الأمور التالية:
- رحيل وغياب غالبية الفنانين العمالقة واعتماد الأعمال على عناصر شابة مع عدد محدود جدا من الفنانين الكبار.
- اعتماد الأعمال الخليجية على مؤلفين شباب جدد تنقصهم الخبرة القوية، وهؤلاء ليسوا بالمستوى الذي يجعلنا نقول إنهم يستطيعون حمل لواء المرحلة القادمة!
- انحسار الأطروحات الدرامية الخليجية في نظاق المشاكل الاجتماعية المكررة والمستهلكة في وقت تعيش فيه دول عربية أحداثا سياسية ضخمة أدت إلى تغيير مزاج المشاهد، وهو ما يؤكد عدم قدرة صناع الدراما الخليجية على تحدي ومواكبة الدراما الجديدة (الصاعقة) التي ستخرج قريبا من تلك الدول العربية بعد التغييرات التي ضربتها.
- ظهور أعمال ذات أفكار مقتبسة من أعمال عربية ومكسيكية وتركية، وقد أشارت الصحف بشكل مكثف لهذه المسألة! لنأخذ هذا العمل نموذجا.. مسلسل فرصة ثانية
عمل مخيب للآمال بكل المقاييس... كان هذا العمل نكسة حقيقية على كاتبته وعلى الفريق المشارك فيه... لقد حاولت الكاتبة العودة إلى النمط الكلاسيكي في معالجة فكرتها.. لكنها سقطت في فخ التكرار الممل، حيث لم أشاهد في حياتي عملا مملا أكثر من هذا العمل البارد.. كنت أعتقد أني سأتابع عملا فيه طرح لا يخطر على البال، خصوصا مع التصريحات الصحفية الضخمة التي واكبته!
مشكلة هذا العمل هو أنه يجب أن يكون في (سباعية) فقط ولا يحتمل كل هذا التطويل القاتل الذي جعل الناس ينفرون من متابعته.. فهناك كثيرون تركوا المتابعة في منتصف الحلقات، وهناك أشخاص لو سألتهم: هل لديك الرغبة بمتابعة هذا العمل من جديد؟! فسوف يقولون: مستحيل أكرر متابعته!
مع ملاحظة أن هذا العمل قد جمع أسماء تعتبر في القمة على المستوى الخليجي سواء من الكبار أو الشباب!!
وهو ما يؤكد وجود خلل واضح في نمطية المعالجة الدرامية والدوران في دائرة استهلاكية مفرغة! والسؤال هو:
هل بإمكان الدراما الخليجية أن تصعد إلى قمة الهرم من جديد بعد أن بدأت بالهبوط تدريجيا إلى المنطقة (B) في الهرم الموضح أعلاه؟!
الجواب وبكل أسف.. لا .. وهناك سنوات عجاف قادمة على تلك الدراما وسوف يستمر الهبوط التدريجي خلال المرحلة المقبلة بسبب غياب عناصر الدعم المتوفرة حاليا والمتوفرة غدا.. لكن بعد غد؟! من يدري؟!
وطبعا لن يعترف المنتجون بذلك.. سوف يستمرون (كالعادة) في العناد والمكابرة حتى يصلوا مرحلة الإفلاس! المرحلة المستقبلية:
ما هي ملامح الفن الخليجي الجديد المرشح للظهور بعد تزايد مرحلة انهيار الدراما مستقبلا؟!
لا أحد يستطيع تحديد نمطية الفن الخليجي القادم.. لكن بالتأكيد هناك تغيير خلال السنوات القادمة! أؤكد لكم أن التغيير قادم مهما طال الوقت! لأن ظروف اليوم لن تكون متوفرة كما هي مستقبلا!!
من وجهة نظري، سيأخذ التغيير أحد الأشكال التالية وربما يأخذ أكثر من شكل:
- ستتجه القنوات إلى نوعية المسلسلات (المتصلة المنفصلة) أي ذات الحلقات غير المترابطة في قصتها ولكل حلقة قصة منفصلة بهدف القضاء على الملل لدى المشاهد! ولعل هذا الاتجاه قد بدأ فعليا لدى قنوات كبيرة لها وزنها حيث زادت مؤخرا نسبة الأعمال ذات الحلقات المتصلة المنفصلة خصوصا ذات الطابع الكوميدي.. فهل ذلك يعني أن تلك القنوات قد استشعرت مرحلة الانهيار فعليا؟! لا أستبعد ذلك!
- قد تضطر القنوات إلى العودة إلى نظام (السباعيات) في الإنتاج الدرامي الخليجي بهدف القضاء على الملل ورفع نسبة المتابعة خصوصا للأعمال الاجتماعية.
- قد يعلو نجم السينما الخليجية بشكل مفاجئ، خصوصا إذا توافرت الظروف والإمكانات.. وتزدهر السينما خليجيا من حيث لا يتوقع أحد وتهبط جماهيرية الدراما!
- في حال رفع سقف الرقابة أو ربما إلغاؤها مستقبلا، قد يأخذ الإنتاج الخليجي نمطا جديدا يتمثل في إنتاج أعمال سياسية، وقد يستغل البعض هذه الحرية فيدخل في نظاق تقديم أعمال إباحية بهدف جذب المشاهد الخليجي وأتمنى أن لا نصل لهذه المرحلة! ختاما.. نتمنى من الجميع إبداء الرأي حول الموضوع..
|
| |