01-04-2012, 10:30 PM
|
#1 (permalink)
|
مشرف الأقسام الفنية ( كبير الكتّاب في الشبكة )
العــضوية: 4026 تاريخ التسجيل: 15/07/2009
المشاركات: 2,534
| رأي خاص.. (مدينة الرياح) و(الطماعون) عملان ضعيفان من ناحيتين مختلفتين! رأي خاص.. (مدينة الرياح) و(الطماعون) عملان ضعيفان من ناحيتين مختلفتين! مرحبا بالجميع،،، في البداية أود التوضيح بأني كتبت هذا الموضوع بناء على توقفي عند مشاركة في هذا الموضوع: قراءة لمسلسل: مدينة الرياح http://forum.fnkuwait.com/t15511 وبالتحديد مشاركة العضو (يخليك ربي) والتي قال فيها: هذا المسلسل تابعته كثيراً على مدى السنوات السابقة , هو مسلسل جميل و نابع من زمن أجمل , لكن هذا المسلسل لم يعجبني كثيراً !!! , تلفزيون دولة الكويت أنتج في الثمانينات العديد من مسلسلات الأطفال التراثية على مدى عقد كامل من تلك المرحلة لكن في رأيي أقوى هذه الأعمال هي التي ظهرت مع نهاية السبعينات إلى منصف الثمانينات !!! مثل .. (مذكرات جحا) , (حبابه) , (علاء الدين) , (بدر الزمان) , (علي بابا) , (كامل الأوصاف) , في إعتقادي هذه هي الأعمال الأبرز و ما جاء بعدها في النصف الأخير من الثمانينات مثل (مدينة الرياح) و (الطماعين) لم تكن بمستوى الأعمال السابقة !!! ----------------------------------------------------------------------------------- أعود إلى موضوعي.. دعونا نطرح السؤال التالي: لماذا أعتبر العملين الأخيرين (مدينة الرياح) و(الطماعون) بأنهما دون مستوى الأعمال الخالدة التي تنتمي إلى نفس هذه الفئة من الأعمال والتي يطلق عليها مسمى (الأعمال التراثية) ذات الصراع التقليدي بين الخير والشر؟! - بالنسبة لمسلسل (مدينة الرياح): أؤكد لكم بأن (النص القوي) لهذا العمل للمؤلف الكبير (طارق عثمان) هو السبب الأساسي في بقاء هذا العمل في ذاكرة الجمهور حتى يومنا هذا.. فالسبب لم يكن لزمة (علقم علقم مر ومدلقم) كما يعتقد البعض.. صحيح أن الأداء الجميل والعفوي للفنان القدير خالد العبيد كان بمثابة (البهارات) التي أعطت نكهة خاصة للشخصية.. لكن تلك البهارات ما كانت تستطيع أن تصمد لوحدها دون ذلك النص القوي! هذا العمل فقير إنتاجيا بكل ما تعنيه الكلمة إذا ما قورن مع الأعمال الخالدة التي سبقته.. حيث نرى التخطيط الفاشل في رسم وهندسة الديكورات خاصة ديكورات سوق المدينة والدكاكين والمنازل .. طبعا تذكرون منظر تلك الديكورات المضحك.. حيث كان دكان (علقم) للأقمشة ملاصقا لبيت الشاهبندر على جهة اليمين، ومن جهة اليسار يوجد بيت علقم الذي يوجد على جواره أيضا دكان الشاهبندر.. وبين الدكانين يوجد مسجد في زاوية صغيرة!! في منظر يفتقد لأدنى درجات الذوق الفني والاحترام للمشاهد في تخطيط تلك الديكورات! فالمساحة المحدودة في الاستديو ليست عذرا ليظهر منظر السوق بهذه الطريقة المضحكة.. وهل يعقل أن بيوت التجار تكون وسط الأسواق؟! بينما نلاحظ في أعمال أقدم بكثير من هذا العمل أنه كان هناك كرم إنتاجي في هندسة الديكورات وتعدد زوايا التصوير.. رغم أن التصوير في جميع هذه الأعمال كان في استديو أيضا.. فهل يفترض أن يتقدم المستوى الإنتاجي مع الوقت أم يتراجع؟! - بالنسبة لمسلسل (الطماعون): إذا كان (مدينة الرياح) مميزا من ناحية النص، فإن مسلسل (الطماعون) الذي أنتج في رمضان الذي بعده على عكسه تماما.. حيث أنه عمل توفرت له إنتاجية جيدة من حيث هندسة الديكوارت في الاستديو وكذلك المواقع الخارجية للتصوير. ولكن.. العيب الذي دمر هذا المسلسل هو ضعف النص إلى درجة تجلب الملل والغثيان للمشاهد! وحتى نتعرف على الظروف التي دفعت الفنان القدير (محمد جابر) لتأليف هذا العمل.. سوف أخبركم بأن التلفزيون كان قد وقع في ورطة قبل إنتاجه.. حيث اعتذر الكاتب الكبير (طارق عثمان) عن كتابة عمل من هذه النوعية لرمضان بعد النجاح الجماهيري لــ(مدينة الرياح)، حيث أبلغ المسئولين بأن ظروفه لا تسمح حاليا بكتابة عمل قبل رمضان وبأنه يحتاج وقتا لتجديد أفكاره ولا يريد أن يتسرع ويقدم نصا ضعيفا.. وعندما علم الفنان (محمد جابر) بالأمر تطوع لكتابة عمل من هذه النوعية لأن التلفزيون لم يكن يريد أن يأتي رمضان دون وجود عمل تراثي لأن الناس تعودت على ذلك.. لكن مع الأسف لم يحالف الحظ الفنان (محمد جابر) في تقديم نص قوي!! ربما كنا سنعتبر هذا النص قويا لو أنه قدم في زمن (مذكرات جحا)، ولكل وقت طبيعته وظروفه، لكن تقديم نص بهذه السطحية بعد ذلك الفارق الزمني الكبير هو أمر لا يتقبله المشاهد! يعني وباختصار.. قدم تلفزيون الكويت مسلسل (الطماعون) حتى يكون بمثابة سد فراغ لفترة ما بعد الإفطار في ذلك العام، وحتى يظهر فيه خالد العبيد ليقول (أنا طباق طبق أنا أحسن من حدق)! وليظهر علي المفيدي ويقول: أنا طعمار.. اللي آكل كنار! وليظهر جاسم النبهان ويقول: أنا ترياق اللي ما أنباق.. اسألوا الأسواق! لكن العمل لم يستقر في ذاكرة المشاهدين.. لأن وقع القصة عليهم لم يكن له ذلك المفعول القوي الذي يجعل الناس تتذكر شخصية (طباق) التي حاول فيها القدير (محمد جابر) استنساخ شخصية (علقم) لتكون بمثابة سد فراغ على الشاشة إلى أن يجدد الكاتب العملاق (طارق عثمان) أفكاره ويأتي بعمل جديد بالمستوى المطلوب.. وبالفعل نجح (طارق عثمان) في ذلك وجاء بالعام الذي بعده بالمسلسل الجميل (مسلسل رحلة العجائب) والذي كان خاتمة هذه النوعية من الأعمال التي انتهى عصرها بلا عودة!
|
| |