حسين المهدي: أعداء النجاح هم وراء منع العلي من التصوير
تحدَّث المخرج، حسين المهدي، عن النقد والإستهجان الذي يطال أفكاره الجرئية في المسلسلات، مشيرًا إلى أنَّ منع المخرج علي العلي من التصوير يقف خلفة أعداء النجاح.
المنامة: تعرض للهجوم الشديد ونالته الأقلام نقدًا واستهجانًا لأفكاره الجريئة في أعماله التي تلقي الضوء على سلبيات مجتمع إعتاد أن يغض الطرف عن سلبياته الجريئة ويناقشها باستحياء، لذلك قرر المخرج حسين المهدي أن يخرج عن صمته ويتحدث لـ"إيلاف" ليزيل الستار ويكشف الحقائق عن الضجة الكبيرة التي أحدثها مسلسل "أكون أو لا" ويفسر للجمهور قرار منع المخرج علي العلي من التصوير في البحرين.
تناولت في مسلسل "أكون أو لا" طرحًا جريئًا وجديدًا في ذات الوقت على الدراما الخليجية، حدثنا عن هذا الأمر؟
في البداية أنا لم أتناول نقدًا لرجال الدين بأي صورة أيَّا كانت، فالبعض فسر ما حدث في المسلسل بأنه تشويه لصورة رجال الدين، لكن الحقيقة أن العمل تناول سارق دجاج يرتدي عباءة الدين والناس صدقوه في كل أكاذيبه، ومن تابع العمل من البداية يعلم قصة هذا الرجل ويعلم أنه لا مساس بأهل الدين، لكن من إنتقد المسلسل في أواخر حلقاته ظهر له الأمر وإلتبس عليه وظن بأن "أكون أو لا " ينتقد رجال الدين بصورة فجة وهذا الأمر غير صحيح بالمرة.
المسلسل محاولة لإزالة القدسية عن بعض الأشخاص والجهات التي كانت منزهة عن النقد ولا يطالها ما يطال غيرها من إنتقاد بنَّاء، فرسالة العمل كانت تأصل لفكرة عدم وجود وسيط بين العبد وربه فلا نجعل الشيخ يفكر بدلًا منا ويكون وسيطًا بيننا وبين الله، وهكذا تتمحور فكرة العمل الرئيسية وهي إنتقاد المنافقين ونحن نعلم جيدًا أن تلك القضية شائكة وحرجة لأن الجميع تغاضى عن طرحها من قبل.
وحاولنا أن نزيل القدسية عن رجال الدين فمنهم المنافقين المتلبسين بلباس الدين فهم ليسوا معصومين حتى لا يتعرضوا للنقد.
هل فعلًا الصورة التي تناولتها لرجل الدين في "أكون أو لا" موجودة على أرض الواقع؟
هي موجودة بالفعل في الواقع لكن ليست بهذه الصورة فهي بها مبالغات من أجل إظهار الطابع الدرامي، لكن شخصية عبدالملك ليس رجل دين بل رجل منافق يتربح من خلال إرتداءه لعباءة الدين.
هناك من فسر " أكون أو لا " تفسيرًا طائفيًا، ما رأيك في هذا التفسير؟
المسلسل بعيد كل البعد عن الطائفية، فأنا تعرضت لهجوم من كل الإتجاهات، فالبعض قال بأن المجتمع شيعي وينقده المهدي في المسلسل، والأخرون يقولون هذا مجتمع سني وينقده المهدي، لكن أنا رجل لا أعتز بمذهبي الشيعي لأنه هدف يوصلني لعبادة الله تعالى، لذلك لم ولن أستخدم مذهبي للهجوم على المذاهب الأخرى، فالله تعالى يقول "إنا العزة لله جميعًا" فأنا أعتز بديني وعبادتي لله تعالى وهي غايتي وهدفي.
وأنا لا ألوم أحد على فهم المسلسل بطريقة مغلوطة، لأن البعض قبل عرض المسلسل شنوا هجومًا عليه حتى لا يتابعه الناس بطريقة حيادية، وأصَّلوا لفكرة أن العمل شيعي يهاجم السنة لأنهم لم يستطيعوا تقبل النقد بصورة عقلانية فاتجهوا للعب على الوتر الطائفي.
أنت قلت أنك لا تعتز بمذهبك، فسر لنا هذا الإعتقاد؟
أنا لا أهتم بفكرة الإعتزاز بالمذهب لأنه كما قلت لك من قبل العزة لله والمذاهب زائلة والله تعالى باقٍ، وكم من مذهب في الإسلام إنقرض وإختفى، والأشخاص فانيون ويبقى الله تعالى لذلك لا أعتز بمذهب ولا طريقة ولكن أعتز بديانتي وكوني عبدًا لله تعالى.
المخرج علي العلي منع من التصوير في البحرين، هل تعتقد أن سبب المنع يرجع لتناوله قضايا جريئة في مسلسل "أكون أو لا"؟
لا أعتقد بأن السبب الرئيسي يعود للمسلسل، لكن هيئة الإعلام في البحرين بها كارثة حقيقية تكمن في إضطهادها لأي نوع من أنواع النجاح، فهم أعداء للنجاح لذلك لا أجزم بأن قرار المنع نابع من قضية طائفية بل من أفراد في هيئة الإعلام ضد النجاح وأعداء له، فنحن من قبل أزمة المسلسل ذهبنا لهم وقلنا نحن بحاجة إلى المساعدة لأننا مبتدئين لكنهم غضوا الطرف عنَّا وأهملونا لأنهم أعداء للنجاح.
لكن من الممكن أن يكونوا تأثروا بحملة التشويه التي سبقت العمل وسمعوا لمن أراد قتل الفن والإبداع، وقد تحدثت لأحد المخرجين الكبار من دون ذكر اسماء وتفاجأت بأنه تأثر هو الأخر بحملة التشويه التي نالت المسلسل.
وبدأت الأقلام تكتب وتقول بأننا غزو فكري دخيل على المجتمع الخليجي، فلو أنا غزو فكري فماذا عن الأتراك والأميركيين وأعمالهم التي تملأ الشاشات ليلًا نهارًا؟
هناك من يتهم المهدي بأنه يظهر المجتمع البحريني بصورة سيئة خاصة في مسلسلك القادم "لو باقي ليلة"، ما ردك على هذا الإدعاء؟
أنا لا أشوه المجتمع الذي نشأت فيه، أما مسلسل "لو باقي ليلة" فبأي حالٍ من الأحوال سينجز ويطرح على الساحة لأنه جريء ويعد استكمالًا للفكرة التي نريد إيصالها، ومن يعتقد بأن المسلسل سيفشل فهو خاطيء وسيخسر رهانه لا محالة.