.... الاعزاء في شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية .. بعد إنقطاع دام لفترة ليست بالقليلة وذلك بسبب ظروف خارجة عن الإرادة .. هاهي العودة ,, وأتمنى أن تكون عودة موفقة لنكمل مسيرة هذا الصرح الشامخ معا ً .
لنلُج في صلب الموضوع مباشرة ً ..
إن الحركة المسرحية في أي دولة هي إنعكاس حقيقي للحالة السياسية والمجتمعية التي عليها هذا البلد أو ذاك .. فالكويت الدولة الرائدة في المجال الإعلامي والفني والدرامي والمسرحي على وجه التحديد
هي كانت تستقي هذه كل هذه الحرية على خشبة المسرح وهذه النصوص الجريئة والقوية والتي تعالج
أكثر القضايا السياسية حساسية ً وأكثر القضايا الإجتماعية عمقا ً من الحرية الممنوحة لها والتي كانت
تنعم دولة الكويت بها وهذا التناغم الكبير الذي كان بين الحكومة الكويتية والبرلمان فسبقت الكويت دول
الخليج بسنين ضوئية في مجال التنمية والعمران والاعلام والفن وبدأت الريادة الكويتية منذ الخمسينات
والى منتصف الثمانينات حينما بدأت تترنح وتتراجع وبدأت دول الخليج بالزحف بل بالركض للحاق
بركب الحضارة والتقدم ..
.......
فمنذ منتصف الثمانينات صعد مايُسمى
" بتيار الاسلام السياسي " وهو أحد أكثر التيارات السياسية عهرا ً
على مستوى الدول العربية قاطبة .. وماتعيشه مصر الان بعد سقوط مبارك وسيطرة الاخوان المسلمين
الا دلالة على ذلك .. لنرجع الى الكويت
فصعود تيار الاسلام السياسي بالاضافة الى بعض التحالفات القبلية وغيرها خلق بالكويت حالة من
عدم الاستقرار في التشريع .. فقد دمر هؤلاء الرعاع الحركة المسرحية بالكويت والفن والتنمية عموما ً
ولقد تم الزج بعمالقة الفن " عبدالحسين عبدالرضا .. وسعد الفرج .. وخالد النفيسي .. وغيرهم " الى السجن في فترة عرض مسرحية " هذا سيفوه " في نهاية الثمانينات الميلادية بسبب إنتقادهم لرجال الدين وتدهورت الحركة المسرحية منذ ذلك الوقت حتى إضمحلت .. ولم نشاهد الا الاعمال السطحية والسخيفة والساذجة كما يقدمها
طارق العلي وعبدالعزيز المسلم وأحيانا ً داود حسين وآخرون ..
وإستمرت سيطرة هؤلاء للمشهد السياسي بدولة الكويت حتى بعد مرحلة الغزو الصدامي الغاشم
ولم تفلح محاولات القيادة الكويتية في ردع هؤلاء ,.
........ حتى فعلها الشجاع .. سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح ..
حينما أصدر مرسوم ضرورة أميري
يقضي بتغيير نظام الانتخاب في الكويت بدلا ً من 4 أصوات لكل ناخب يكون هنالك صوت واحد
فإنتهت بذلك لعبة التحالفات " الشيطانية " التي جعلت من فئة لا تمثل الاغلبية أن تسيطر على مجلس الامة
وبمقاطعة هذه الفئة المخربة والمعطلة لكل أشكال التنمية بالبلد .. هاهو مجلس أمة جديد مملوء بالكفاءات
يصعد الى البرلمان وينتظر أن يكون مجلسا ً توافقيا ً مع الحكومة وناقدا ً ومحاسبا ً بطريقة هادفة وفعالة
بعيدا ً عن الصدام والضوضاء والفوضوية
وبهذا سيتاح المجال وبشكل ٍ كبير الى فناني الكويت لإحياء المسرح الكويتي " المتوفى سريريا ً " ولإعادة الاعمال المسرحيات الجميلة والنصوص القوية وستعود الكويت منارة للخليج بالمجالات الاعلامية والثقافية والفكرية كما كانت صحيح أن جيل الرواد الان في مرحلة " الشيخوخة " ولكن كثير منهم قادر على العطاء وكذلك نتأمل كل الخير في الجيل الذي يليهم والجيل الجديد إذا ماتم توجيهه بالطريقة الصحيحة
ملاحظة / إنني لا أنكر وصول بعض المتطرفين والطائفيين في هذا المجلس الجديد ولكني متأكد
بأنه سيتم ضبط تصرفات وردات فعل كل مُخالف وضوضائي وسيكون الاستقرار والانفتاح
هو الفعّال .. فالكويت الان أدركت خطورة توجهات الاسلام السياسي وتوابعه .
أعتذر عن الإطالة .. وتقبلوا تحياتي .