وجوه نسائية تبحث عن ذاتها
في كل عام وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك تبرز مجموعة من الأسماء النسائية الواعدة في الأعمال التلفزيونية، يتوقع لها البعض التميز والإنطلاق من نجاح إلى آخر في التجارب الجديدة، لكن معظم هذه الأسماء تتوقف عند تجربة محددة، ولا تواصل عطاءها بالقوة نفسها، هذا ما شهدته الساحة الفنية خلال السنوات الماضية، إذ أن بعض الأسماء النسائية التي كنا نتوقع لها النجومية سرعان ما تراجعت وانزوت في الصفوف الأخيرة، وقدمت ادوارا هامشية، ونسى الجمهور إطلالتها الأولى.
في شهر رمضان المنصرم برزت بعض الوجوه النسائية الشابة، وقدمت أدوارا مختلفة ولكل واحدة من هؤلاء الممثلات طموحها في الوصول إلى قلوب الجمهور، ومواصلة النجاح في مشاريعها الجديدة من خلال تقديم أدوار تضعها في دائرة الضوء.
طموح فنانة
من العناصر الشابة التي لفتت الأنظار خلال شهر رمضان المنصرم الممثلة صمود، وهي تمتلك الموهبة ولديها الحضور، قادرة على إعطاء الشخصية التي تسند إليها ما تستحقه من مساحة من خلال التعبير بملامح الوجه والتحول من حالة إلى أخرى وان غلب عليها الأداء الرومانسي، وينقصها المزيد من التدريب على مخارج الحروف، والابتعاد عن الأدوار الرومانسية كي لا تكرر نفسها كثيرا، وتبقى اسيرة شخصية محددة.
صمود التي برزت قبل عدة أعوام شاركت خلال شهر رمضان المنصرم في مسلسل «توالي الليل»، وشكلت ثنائيا منسجما مع الفنان حمد أشكناني، فنانة موهوبة تحتاج الى المزيد من الثقة واختيار ما يناسب قدراتها.
نتوقع لصمود إن تخلصت من بعض عيوب الإلقاء، وتدربت أكثر على التلوين في الأداء تحقيق المزيد من النجاح.
مولد ممثلة
تابعت خلال رمضان الممثلة الواعدة ليلى عبدالله في أكثر من مسلسل، ووجدت أنها قادرة على الخروج من دائرة شخصية الفتاة الصغيرة المراهقة، ففي مسلسل «جار القمر» قدمت دورا جميلا من خلال شخصية الفتاة التي تواجه والدتها وتقف في طريق شقيقها، وعلى الرغم من الصورة السلبية التي يرسمها المسلسل لتلك الشخصية فان ليلى عبدالله أوصلت البعد النفسي والحقيقي للفتاة التي تتمرد على والدتها، ممثلة واثقة من نفسها، وتمتلك مواصفات من الممكن أن تحقق لها في المستقبل نجاحا أكثر إذا ابتعدت عن تكرار تلك الشخصية، فهي تمتلك الحضور الفني، وقادرة على إعطاء الشخصية ما تحتاجه من خلال أداء عفوي ومن دون مبالغة.
ليلى عبداله أيضا شاركت في أكثر من مسلسل وقدمت أكثر من دور، واعتقد أنها تسير على الطريق الصحيح لكن عليها أولا الاهتمام بدراستها ومواصلة تحصيلها العلمي.
كاريزما خاصة
الممثلة الحرينية شيلاء سبت شقيقة شيماء وشذى لعبت أحد أبرز أدوار البطولة في مسلسل «جار القمر»، ومنحها النص مساحة كبيرة لتقدم موهبتها، وتنطلق في التعبير عن ذاتها، وكانت عند حسن الظن بها، ممثلة تمتلك أدواتها، ولديها كاريزما خاصة تمنحها المزيد من القبول والحضور على الشاشة الصغيرة.
تمتاز عن شقيقتيها بقدرتها على التلوين في الأداء، لكن تنقصها الخبرة الكافية وهي أمر يمكنه تحقيقه من خلال المزيد من المشاركات الدرامية.
لا شك أن هناك أكثر من موهبة نسائية يمكن لها أن تواصل العطاء وتبرز في الدراما المحلية التي تحتاج إلى دماء جديدة قادرة على العطاء، وربما يولد جيل نسائي جديد قادر على حمل راية النجومية والتميز ومواصلة طريق الرواد لأن التجديد سنة الحياة، والدراما تحتاج إلى ضخ دماء جديدة من الجيل الشاب يحمل اللواء.
المصدر :
جريدة القبس