فرسان المناخ .. المسرحية التي لن تتكرر.. قام بتأليفها شخص عاش الأزمة وكان أحد ضحاياها !
فرسان المناخ .. المسرحية التي لن تتكرر.. قام بتأليفها شخص عاش الأزمة وكان أحد ضحاياها !
مرحبا...
هذا الموضوع هو عن عمل مسرحي خالد يصعب تكراره...
إنها مسرحية فرسان المناخ ...
تأليف الفنان عبد الحسين عبد الرضا
كلمات وألحان الأغاني: أحمد باقر
إخراج مسرحي: عبد الأمير مطر
مهما تكلمت عن هذه المسرحية أشعر أني عاجز عن التعبير..
فهي عمل يمكنني أن أقول وبكل ثقة إنه لم ولن يتكرر على مستوى المسرح الكويتي...
عمل جمع بين الكوميديا المتزنة الراقية والطرح الموضوعي الذي غاص في أسباب الأزمة وشرح أسبابها وتداعياتها بشكل لا يتقنه إلا من عايش الأزمة!
نعم... إن من كتبها (الفنان عبد الحسين عبد الرضا) كان أحد ضحايا الأزمة الذين دخلوا السوق وتعاملوا فيه خلال فترة ازدهاره حتى خسر الملايين من ثروته التي جمعها..
حيث قال في أحد لقاءاته: كسبت الملايين، لكن الإنسان طبعه الطمع، فقررت الاستمرار حتى أكسب أكثر، لكني خسرت ما كسبته في البداية!
من يتابع المسرحية بكل تفاصيلها وحواراتها.. يستطيع أن يخرج بمعلومات ثرية حول أسباب تلك الأزمة وكيفية حدوثها بالتفصيل الممل...
بل إن الحصيلة الضخمة من المعلومات التي يكسبها المشاهد من هذه المسرحية قد تكون أكبر وأفضل من أي بحث اقتصادي يتناول أزمة المناخ وتداعياتها...
مسرحية تصل مدتها إلى حوالي الأربع ساعات.. ورغم ذلك لا يشعر متابعها بأي ملل..
شاهدنا في المسرحية المضاربات المحمومة لأسعار الأسهم والبيع والشراء بالآجل، والذي تجاوز كل الحدود!
وكذلك تأسيس الشركات الوهمية التي لا مكتب لها ولا وجود في الواقع.. سوى أوراق فقط لا غير!
ورأينا دور وزارة التجارة (التخريبي) من حيث السماح للجميع بتأسيس الشركات المقفلة ودون ضوابط!
وكذلك البنوك وطريقتها العشوائية في منح القروض حسب اسم الشخص وعائلته حتى لو كان بلا أي ضمان!
ولا ننسى صغار الموظفين الذين راحوا ضحية الاستغلال وخسروا أموالهم!
وطبعا كان للكوميديا دورها الفعال في هذا العمل المسرحي...
فلا أحد ينسى حوارات التجار مع الوزير في مكتبه وموضوع (بيض الخعفق) و(فرخ الخعنفق)!
وكذلك لقاء الفعاليات الاقتصادية من كبار السن (شخصيتا بوعدنان وبوصلاح) مع وزير التجارة بعد حدوث الأزمة!
ولا ننسى الظهور القصير للفنان الراحل المبدع (عبدالعزيز النمش) في هذه المسرحية وما أضفاه من جو فكاهي جميل جدا...
وحتى الفنانين (الكومبارس) كان لهم تأثير في مشاهد المسرحية...
رغم أني أعترض على كلمة كومبارس في هذه المسرحية بالذات..
فلا أعتقد أن أحدا منهم كان ينطبق عليه مسمى كومبارس.. فكل واحد له تأثير.. وكل ممثل شاب قال كلمة أو أدى حركة قد ترك تأثيرا لدى المشاهد!
وطبعا لا ننسى إبداع الملحن الكبير الراحل (أحمد باقر) في هذه المسرحية...