لم تكن ليلة غنائية عادية، بل كانت أمسية مفعمة بالأحاسيس الطربية المتميزة، تلك التي جمعت قطبي الأغنية الكويتية الفنانين عبدالله الرويشد ونوال، اللذين استهلا حضورهما ضمن موسم الحفلات الصيفية هذا العام بعد غياب، خلال الحفل الغنائي الساهر الذي أحيياه يوم أمس الأول في فندق الغرافنر هاوس في عاصمة الضباب لندن.
الحفل من تنظيم وإشراف روتانا، واعتبرت الحفلة من أنجح حفلات الصيف الجاري هناك لوجود النجمين الرويشد ونوال إلى جانب الفنان القطري فهد الكبيسي، وحضرها جمهور خليجي ضخم خصوصا من الأسر الكويتية والسعودية والجاليات العربية، تفاعل برقي مع الوصلات الغنائية طوال فترات الحفل الذي امتد حتى ساعات الفجر الأولى، بقيادة المايسترو الشهير هاني فرحات.
موهبة الكبيسي
النجم القطري فهد الكبيسي الذي دشن انطلاق الحفل الساعة الحادية عشرة مساء بأغان متميزة نالت قبول الحضور الذي تجاوب معه وتفاعل إلى درجة كبيرة نظرا لموهبته وقدراته الصوتية وخبرته في التعامل مع مثل تلك الأجواء.
وقدم الكبيسي مجموعة من أغانيه البارزة من ألبوماته، منها «تجي تعشق» و«صح النوم» الى جانب غناء عدد من الأغاني الشعبية ذات اللون الخليجي التي نالت قبول الحضور الكبير، وهو جمهور متعطش للطرب الأصيل.
ليلة القيثارة
تجلى إبداع قيثارة الخليج الفنانة نوال وحضورها بقوة بعد وصلة الكبيسي، الابتسامة لم تفارقها وروحها العالية التي لامست الحضور لدى إطلالتها على خشبة المسرح، حيث قوبلت باستقبال حار وتصفيق وتهليل وتعالت الأصوات مرحبة بها، وحرصت نوال على مخاطبة الجمهور الغفير المتعطش لفنها بين وصلة غنائية وأخرى وسعت لتلبية اختياراتهم من الأغاني، أيضا أتعبت القلوب والأحاسيس بفضل أغانيها المختارة بدقة، حيث استهلت الحفل بأغنية «لولا المحبة» التي أشعلت الصالة عن بكرة أبيها تفاعلا:
لولا المحبة بين الأحباب مقياس
لا ما يصل مقياس حبك قياسي
أنت حبيبي مطمعي بين هالناس
لكن لك إحساسك وأنا لي إحساسي
أنت طيب
واصلت القيثارة حضورها القوي المدوي فنا وطربا وتفاعلا، حيث غنت «في غيابك» وهي من أحدث أعمالها الغنائية التي طرحتها العام الجاري، وحملت رومانسية مملوءة بالاحاسيس الطربية الأصيلة، أتبعتها بأغنية «القلوب الساهية» و«تفضل» التي أشعلت صالة الحفل مجددا، بعدها عادت نوال الى اللون الطربي والرومانسية مجددا وغنت «أنت طيب» الى جانب أغنية «يا شوق» من أعمالها الغنائية الجديدة.
رومانسية وانسجام
وتواصل صوت نوال العذب في الحفل حيث غنت «ذبحني الشوق» ذات اللون الكلاسيكي الرائع، ثم ما لبثت أن عادت الى أغانيها القديمة ذات الإيقاع الطربي خلال أغنية «يا مصبر الموعود»، وكان هناك انسجام تام من الحضور معها، بعدها غنت «لا تغلط» التي رسمت رومانسيتها المتجددة داخل قلوب مستمعيها.
ولامست القيثارة القلوب مرة أخرى في أغنية «شمس وقمر» وهي من أغانيها البارزة، أما مسك الختام فقد كان مع أغنية «تهددني» التي أشعلت تفاعل الحضور:
تهددني تحب ثاني تنسى الحب وتنساني
نسيت انك في كم مره عجزت انك تحداني
أنا أتحداك أنا أتحداك إذا عزمت في فرقاك
إذا شفت المفارق جد تتوب تقول لي انسي
إطلالة الرويشد
مع بداية ساعات الفجر الأولى كان الجمهور يترقب إطلالة سفير الأغنية الكويتية الفنان عبدالله الرويشد، الذي ما إن صعد خشبة المسرح حتى تعالت الأصوات والتهليل بإطلالته، قدم التحية لهم وسرعان ما ذاب في الطرب الغنائي الأصيل في أغنية «رمادي» التي حكت عن لونها هذه الليلة الغنائية المتميزة، ووجدت تفاعلا كبيرا من الحضور تصفيقا وتمايلا وتفاعلا، أتبعها بأغنية «مسألة وقت» التي أعادت الرويشد الى الماضي الغنائي الجميل:
كنت غالي بقلبي وكنت حلمي الجميل
وصرت لي جرح مؤلم.. وهم ليل الطويل
مسألة وقت.. وقت وانسى قلبك اللي نساني
وضحكتي اللي هجرتني راجعه لقلبي ثاني
تعال
وحلق السفير الرويشد في سماء الطرب الأصيل راسما لوحة غنائية جميلة في أغنية «تصور» انسجمت مع أسماع الحضور في الرومانسية والعاطفة، وأراد الرويشد إيقاظ القلوب الهائمة من سباتها وأن يزيل النعاس عن العيون التي بدأ النوم يتسلل إليها مع ساعات الفجر الأولى، حيث غنى «دنيا الوله»، وواصل حضوره القوي في وصلات غنائية جميلة منها «اللي نساك» و«ما في أحد مرتاح» و«تعال»:
تعال وما بقى لي يوم
بغيابك يصبرني
أخاف أموت من شوقي
وأنت مطوِّل غيابك.
المصدر :
جريدة القبس