كاظم الساهر يلهب «إهدن» في ليلة صيف باردة
كان التعب باديا عليه واضطر إلى تغيير برنامج السهرة نزولا عند طلب الجمهور
«قيصر الغناء» يختتم مهرجانات إهدن بعد تأجيل الحفلة إثر وقوع تفجيري طرابلس
بيروت: كارولين عاكوم
غنى قيصر الغناء في ليلة شمالية باردة في شهر أغسطس (آب) فألهب الجمهور حبا وحماسة. صوته المميز وإحساسه الراقي كانا كفيلين ببث الدفء في قلوب محبيه رغم أن التعب كان باديا على ملامحه وبقي يعاني «وحيدا» من تدني درجات الحرارة وفق ما ردد مرات عدة، على الرغم من الشال الرمادي الذي كان يلف رقبته.
في حفلة كتب لها التأجيل من يوم الجمعة إلى الأحد بفعل التفجيرين اللذين ضربا العاصمة الشمالية طرابلس، أبدع كاظم الساهر في نقل اللبنانيين من أجواء الحزن إلى أجواء ملؤها أحلام وحب، انتفضوا على حنين صوت مطربهم ثائرين ضد الإرهاب والموت.
أكثر من ساعتين من «الرومانسية المتواصلة» التي اخترقت جبال «إهدن» وأشجارها، تربع خلالها صوت الساهر على عرش أحلام الفتيات اللواتي كن يلاحقن أغنياته بأصواتهن حينا ورقصاتهن حينا آخر، فيما تصدح في المكان كلمات الإعجاب المختارة من أغنياته، من «كلك على بعضك حلو» إلى «ها حبيبي» لتنهال طلبات الأغنيات ولا سيما القديمة منها عليه من كل حدب وصوب ما اضطره لتغيير برنامج الحفل وفقا لمزاج الجمهور الذي كان مصرا على أن يسمع من فنانه تلك الأغنيات ويسابقه على إلقائها، فما كان منه إلا أن قال لهم ضاحكا «تطلبون الأغنيات القديمة وما تخلونا نغني الجديد».
لكن السباق الذي وصل إلى حد الرجاء من الفتيات ولا سيما المراهقات منهن للصعود إلى المسرح طمعا منه بسلام أو تحية قريبة من الساهر، كان في كل مرة يصطدم بمنع رجال الأمن الذين كانوا لهن بالمرصاد، فيما نجحت إحداهن ومن حيث لا يدرون بخرق المحظور وإيصال باقة من الورد له هدية منها في عيد ميلادها هي! شغف عاشقي أغنياته القديمة حولت الحفلة الثانية له في إهدن، التي ختم بها الساهر مهرجانات «إهدنيات» إلى ليلة رومانسية تساوى فيها «الحب البغدادي» في أغنية «بغداد» ورومانسية المراهقة والعشق الناضج مع حنين كبار السن. امتلأت المدرجات بالآتين من مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما منها الشمالية، فيما نسي الذين أتوا من بيروت، مسافة الطريق الطويلة في اللحظة التي استهل الساهر بها حفلته بآهات الحب وأغنية «ها حبيبي» مطلقا بذلك صفارة الانطلاق لليلة حب صاخبة، وتكر السبحة.
وسط ديكور لافت تناغم مع الأجواء الجبلية والمنظر الطبيعي الخلاب، غنى الساهر قصائد في معظمها للشاعر نزار قباني. كان الجمهور هائجا كالموج يتمايل على وقع الأنغام التي يعلو صخبها حينا وتهدأ حينا آخر لتتفاعل على إيقاعها الأجواء من دون ملل.
«هل عندك شك» و«صغير وملعب» و«الحب المستحيل» و«يا رايحين لبنان» و«عيد وحب»... وغيرها من الأغنيات التي تلونت أيضا بموالين عراقيين تراثيين. كان الختام مسكا مع «أنا وليلى» وأخيرا مع «مدرسة الحب» التي اختار الساهر أن يودع جمهوره اللبناني على إيقاعها بعدما ألهبت كلماتها الساهرين الذي لم يكتفوا بما سمعوه من مطربهم بل اختار بعضهم أن يكمل ليلته على صوته في السيارة خلال رحلة العودة.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=741456&issueno=1269 2