لم ينل الفيلم المصري «نظرية عمتي»، الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، رضا مشاهدين اعتبروا أن الكوميديا لا تليق ببطلي الفيلم، حورية فرغلي وحسن الرداد، لطبيعتهما المختلفة التي اعتادها المشاهد في أعمال سابقة، مشيرين إلى أن هناك تشابها كبيرا بين «نظرية عمتي»، وفكرة فيلم الفنان أحمد مكي «طير انت»، خصوصا أن البطلين يقدمان خمس شخصيات مختلفة.
وحصل الفيلم الذي أخرجه أكرم فريد، وشارك في بطولته، بالإضافة لحورية والرداد، لبلبة وحسن حسني، على علامة راوحت بين خمس وسبع درجات، وفق مشاهدين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم.
ويدور الفيلم حول حكايات مختلفة بين البطلين «حورية فرغلي (سارة)، وحسن الرداد (نور فريد)، في تجسيدهما خمس شخصيات مختلفة، في محاولة من البطل الذي يعمل مذيعا تلفزيونيا للهرب من المعجبات، رغم عشقه للجنس اللطيف، وتتعدد الحكايات في الفيلم، لكنها تتمحور حول الحب والشهرة.
هرب
يظهر الفيلم المذيع المشهور (نور فريد)، الذي تعشقه النساء، وينتظرن خروجه من الاستوديو كي يلتقطن معه الصور، إذ يراقبهن في كل مكان يقصده. وفي المقابل هناك «سارة» معدة برنامجه التي تحبه «من طرف واحد»، وتظهر في الفيلم مرتدية نظارة طبية بسبب ضعف شديد في بصرها، ولا تهتم بشكلها الخارجي.
قالت مرفت محمد (33 عاما) «كان من الممكن أن يتحول الفيلم إلى عمل جيد، إذا استعان بكوميديين حقيقيين، وليس إقحام ممثلين في هذا اللون تحديدا»، موضحة أن حسن الرداد بطبعه الهادئ، الذي شاهدته في أعمال عدة منوعة بين تلفزيونية وسينمائية، لم يستطع إضحاكي، ببساطة لأنه كالطفل الذي يرتدي بدلة والده، ورغم أن حورية فرغلي فنانة جميلة، إلا أنها ليست لها علاقة بالكوميديا لا من قريب ولا من بعيد، لذلك كان أداء الكوميديا باهتا بالمقارنة بعملاقي الكوميديا الموجودين في الفيلم لبلبة وحسن حسني، مانحة الفيلم خمس درجات. من جهتها، وجدت هيام إسماعيل (46 عاما)، أن الفيلم بشكل عام لطيف «لكنني ضحكت بسبب حسن حسني ولبلبة، وليس بسبب بطلي العمل»، مانحة الفيلم خمس درجات. بينما اعترف ايهاب السلطاني (26 عاما)، بأن الفيلم شكل له صدمة لم يتقبلها بسهولة، مضيفاً «نحن اعتدنا نمطاً معيناً في أداء البطلين، ووجدناهما مختلفين، وهذا ليس عيبا فيهما بقدر ما هو عيب في تقبلنا كل ما هو جديد عن المعتاد» حسب تعبيره، مانحا الفيلم سبع درجات.
المستشارة لبلبة
يحصل المذيع المشهور على عقد عمل في دبي، ما يؤثر في نفسية «سارة»، التي لم تعترف له بحبها الشديد، هنا تظهر شخصية «لبلبة»، وهي عمة المذيع ومستشارته في كل خطوة يخطوها، فتقصدها سارة عن طريق ابنة أختها (إيناس كامل)، بحكم الزمالة السابقة بينهما، لتأخذ رأيها في حبها الشديد لابن أخيها (معشوق الفتيات).
لبلبة على حد تعبير صافي عنبتاوي (29 عاما) «من اساتذة الكوميديا النسائية، وأحب أن أشاهد أي فيلم تشارك فيه، لما تضفيه من جو مرح على أحداثه، مثلها مثل وجود الفنان الكوميدي بالفطرة حسن حسني»، مانحة الفيلم سبع درجات.
في المقابل، قال عادل الشرغلي (50 عاما)، إن «أسوأ ما في السينما المصرية، الكوميدية منها والجدية، أن المشاهد من أول لقطة يعرف النهاية»، مؤكدا «الفيلم سيئ، لكن لبلبة جيدة وأكبر من الفيلم كله، فالمشاهد يرى فنانة لها تاريخها العريق والذي يبدو جليا في الفيلم أداء وحتى صوتا، ما لم نعد نلحظه على الفنانين الجدد الذين أنا شخصيا لا أفهم ما يقولون»، مانحا الفيلم سبع درجات.
العودة إلى الوراء
الاستشارة بالنسبة للعاشقة من قبل عمة المذيع، كانت عبارة عن حكايات نجاح قامت بها العمة في جمع «راسين في الحلال»، عن طريق سرد الطرق التي تختلف بين شخصية وأخرى، فتعود كاميرا «أكرم فريد» إلى الوراء ليعيش المشاهد خمس حكايات يجسدها بطلا الفيلم، بين رجل أعمال وتاجر مجوهرات وفتاة ارستقراطية، وأخرى بين صاحبة «ميكروباص» وأمين شرطة، وبين راقصة وزائر عراقي الى مصر، ولاعب كرة قدم ومعجبة به، مع العلم بأن نهايات كل هذه الزيجات لم تكلل بالنجاح.
القصة مكررة كثيرا في السينما المصرية، حسب عبير رامز (24 عاما)، «والمجتمع المصري والعربي بشكل عام خالٍ من القصص الجدية منها والكوميدية»، مؤكدة «نحتاج فعلا الى كتاب يقتربون من الشارع أكثر، كي يبتعدوا عن تكرار أنفسهم وإشعارنا باليأس من كل ما هو جديد في السينما المصرية»، مانحة الفيلم ست درجات. وتمنى عابد المرتضى (20 عاما)، وفق تعبيره، أن يشاهد فيلما عربيا ويضحك من قلبه، مضيفا «كأن حياتنا المليئة بمشاهد الدماء، لا تكفي لجعل صناع السينما يعملون على إضحاكنا»، رافضا إعطاء أي علامة للفيلم.
في المقابل، أثنت سوسن علي (40 عاما) على الفيلم، ورأت أنه «جميل وفيه كثير من الضحك، خصوصا مع لبلبة وحسن حسني، وحسن الرداد أعجبني، لكن أداء حورية لم يقنعني»، مانحة الفيلم سبع درجات.
تقليد
لاحظ مشاهدون أن الفيلم كان شبيها، إلى حد كبير، حسب وصفهم، بفيلم «طير انت»، بطولة أحمد مكي ودنيا سمير غانم، خصوصا أنه تأليف عمر طاهر ايضا، ما سبب استياء عاما من كتاب النصوص الدرامية، إذ قال خالد صفوت (34 عاما)، إن «بعض الكتاب في وطننا العربي لا يعطون أنفسهم فرصة لابتكار الجديد، يريدون أن ينهوا القصص ويبيعوها بسرعة، مستخفين بعقل المشاهد الذي قد يربط بين أحداث فيلم وآخر»، مضيفا «شعرت بأنني أشاهد فيلم (طير انت)، كأنني لم اشاهد فيلما جديدا»، مانحا الفيلم خمس درجات.
في المقابل، قالت هبة درويش (30 عاما)، «لم تعد القضية قضية استنساخ عن أفلام أجنبية وحسب، بل اصبحت الآن إعادة صياغة النصوص القديمة بتغيير بسيط في الأحداث وتقديمها إلى الناس، فالفيلم يشبه كثيرا من الأفلام، وأنا شعرت بالملل أثناء مشاهدتي له»، مانحة اياه خمس درجات. بدوره، رأى علي الذيباني (26 عاما)، أن الفيلم بشكل عام جيد، لكنه مكرر في قصته، ولم يضحكني كثيرا إلا في بعض المواقف، وهذا شأن الكثير من الأفلام المصرية في الفترة الماضية، حسب وصف الذيباني، الذي منح «نظرية عمتي» سبع درجات.
النهايات المتوقعة
النهاية التي في الفيلم حي حال معظم النهايات في الأفلام العربية، متوقعة دائما، والأغنية التي اختارها المخرج لينهي بها فيلمه، لم تكن تشبه سوى الفيلم في ركاكته واختيار المفردات غير المحببة للمستمع والمشاهد، وهذا أعطى توصيفا للفيلم بأنه خالٍ من أي جديد ومليء بالحشو، وأن صناعته لم تأخذ المجهود المطلوب، في ظل حاجة ملحة من قبل مشاهدين في رؤية أفلام مصرية تتصف بالمختلفة عن السابق.
المصدر :
جريدة الامارات اليوم