[اللجنة الإخبارية والصحافية]

حوار / «أنا فنان وسفير ويجب أن أوفق بين المجالين»

محمد عساف لـ «الراي»: هناك مشتركون ظُلموا في «Arab Idol»

| بيروت ـ من هيام بنوت |

يختلف «محبوب العرب» محمد عساف عن الفنانين الذين هم في مثل سنّه بأنه يجيد ببراعة التعبير عن آرائه في جميع المجالات السياسية والفنية والاجتماعية ويدرك أن الفن ليس مجرد أغنية وفيديو كليب و«نطنطة».
لا شك في أن الظروف التي عاشها محمد عساف في غزة، جعلته يكبر قبل عمره، فهو يشعر بأن هناك حملاً ثقيلاً على ظهره، ويعرف أنه محمد الفلسطيني ومحمد ابن غزة ومحمد ابن القضية، تماماً كما يدرك أن كل العيون مركّزة عليه بعدما تمّ تعيينه سفيراً للشباب للنوايا الحسنة من «الأونروا» وأيضاً سفيراً للثقافة والفنون من السلطة الفلسطينية، وكل ما يتمناه أن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
محمد عساف الذي فاز في برنامج «Arab Idol» بـ «رتبة نجم»، تحدث لـ«الراي» عن فنه وعن نجوميته، وأيضاً عن الاشاعات التي تطارده حيث قال إنه «منذ اليوم الأول الذي شاركتُ في برنامج (Arab Idol) وضعت كل الاحتمالات نصب عينيّ وكنتُ أعرف أنني دخلت عالماً لا مكان للخصوصية فيه وأن كل الناس سيتحدثون عني، وينتظرني الكثير خلال الفترة المقبلة» ومضيفاً: «أتقبل بكل صدر رحب كل الكلام الذي يمكن أن يقال عني إلا إذا جرحني أحد على المستوى الشخصي»:

• راغب علامة ربما دعمني... ولكنني لا أعرف إذا كانت شيرين قد فعلت الشيء نفسه معي

• أتقبل بكل صدر رحب كل الكلام الذي يمكن أن يقال عني... إلا إذا جرحني أحد على المستوى الشخصي

• لست مربكاً بل متعب ... وأشعر بأن هناك حملاً ثقيلاً على ظهري

• ما كسبته فعلاً ليس لقب «محبوب العرب» فقط... بل أيضاً محبة الناس

• لم يخطر ببالي أنني سأفوز باللقب

• أنا إنسان بسيط واجتماعي أحب لمة الأهل والجيران والأصدقاء وأصحابي يعنون لي الكثير

• كيف تتعامل مع الاشاعات التي تطاردك يومياً، وهل ترى فيها ضريبة للنجومية الكبيرة التي حصدتها خلال وبعد فوزك بلقب «Arab Idol»؟
- منذ اليوم الأول الذي شاركتُ في برنامج «Arab Idol» وضعتُ كل الاحتمالات نصب عينيّ وكنت أعرف أنني دخلت عالماً لا مكان للخصوصية فيه وأن كل الناس سيتحدثون عني، وأن البعض منهم سيقول إنني سيئ والبعض الآخر إنني جيّد، كما أنني متأكد أنه ينتظرني الكثير خلال الفترة المقبلة، ولذلك أنا أتقبل بكل صدر رحب كل الكلام الذي يمكن أن يقال عني إلا إذا جرحني أحد على المستوى الشخصي.
• هل تشعر بالإرباك لأن العروض عليك كثيرة والمهام التي ألقيت على عاتقك كثيرة، هذا عدا عن الحفلات الكثيرة التي تحييها في مختلف الدول العربية؟
- لست مربكاً بل متعب. أشعر بأن هناك حملاً ثقيلاً على ظهري، وهو ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض. صحيح أنني فنان، وهذا أمر جميل جداً، ولكنني ابن فلسطين وابن القضية التي يتحدث عنها كل الناس، وأنا الفنان الفلسطيني ولا أقول الوحيد الموجود على الساحة العربية، لأن هناك أيضاً عمار حسن الذي أحبه وأحترمه وأقدّره. ولكن ما حصل معي غريب نوعاً ما، لأن كل العيون مسلطة عليّ. محمد فلسطيني ومحمد ابن غزة ومحمد ابن القضية كما تم تعينني من الأونروا سفيراً للشباب للنوايا الحسنة وأيضاً سفيراً للثقافة والفنون من السلطة الفلسطينية. هذه الأمور تفرض عليّ مسؤوليات إضافية، وهذا يعني أنني اليوم فنان وسفير ويجب أن اوفّق بين المجالين. أعرف أن المسؤولية ليست سهلة وأتمنى أن أكون على قدرها.
• هل تشعر كشاب في مقتبل العمر بأنك فقدت حريتك، وبأنك أصبحت فجأة بمواجهة التزامات كبيرة جداً؟
- طبعاً، ولن أخفي هذا الأمر. حياتي اختلفت تماماً ولكن من المستحيل أن أتغيّر من الداخل وكشخصية.
• وكيف تتحدث عن محمد عساف من الداخل؟
- أنا إنسان بسيط، اجتماعي أحب الناس الذين يحيطون بي. أحب لمة الأهل والجيران والأصدقاء وأصحابي يعنون لي الكثير ولا أخفي أنني أفتقد كثيراً لهذه اللمة. صحيح أنني أتواصل هاتفياً مع أصدقائي وبشكل دائم، ولكن هذا لا يكفي أبداً، وأمي تقدّر وتعرف المسؤوليات المترتبة عليّ حتى أن والدي قال لي «يابا انت وصلت إلى مرحلة مختلفة عما كنت عليه، فإما أن تكمل الطريق وإما أن تنسحب منذ البداية وما عليك إلا الاختيار».
• وأنت اخترتَ الاستمرار في طريق الفن؟
- طبعاً. اخترت حلمي كأي شاب آخر موهوب في العالم العربي، وكثيرون هم الشباب الموهوبون الذين يتمنون لو أنهم مكاني. حرام، بعد كل التعب والمكان الذي وصلتُ إليه أن أنسحب أو أن أتناسى الحلم الذي أركض وراءه منذ سنوات بعيدة.
• تتحدث عن حلم النجومية، هل ترى أن هذا الحلم تحقق فعلاً؟
- صدقيني، لا أحب أن أقول عن نفسي مثل هذا الكلام بل أتركه لغيري. يصعب عليّ القول أن محمد عساف هو نجم.
• بماذا تشعر عندما تغني مع النجوم في حفلات مشتركة، هل تشعر مثلاً بأنك نجم مثلهم؟
- حالياً أشعر بأنني نجم، ولكن في بداية الطريق. لا يمكنني أن أشعر بأنني فنان ومشهور إلا بعد اجتياز مراحل فنية عدة. لا شك في أن محبة الناس حلوة ولمستُ أنه يوجد لديّ عدد كبير من المعجبين.
• وبماذا شعرتَ عندما غنيت إلى جانب راغب علامة؟
- صدقيني، أشعر بشرف كبير عندما أغني إلى جانب الأستاذ راغب علامة، فهو بدأ من الصفر وهو اليوم فنان كبير ويحافظ على وهجه ونجوميته الرائعة.
• بصراحة، هل شعرتَ بأنه زميلك أم كان أستاذك في «Arab Idol»؟
- هو زميلي وأستاذي وأيضاً قدوتي، لأنني أسمع أغنياته منذ أن كنت صغيراً، ومثله الكثير من النجوم على الساحة الفنية في العالم العربي.
• هل زعلت من زميلك أحمد جمال لأنه قال إن شيرين عبد الوهاب وراغب علامة قدما لك الدعم أكثر منه؟
- لا أعرف ماذا أقول في هذا الموضوع، لأن كل واحد منا لديه عمله واهتماماته. ربما راغب علامة دعمني، ولكنني لا أعرف إذا كانت شيرين قد فعلت الشيء نفسه معي. بصراحة، ربما وجدا فيّ شيئاً مميزاً وأحباني أكثر مما أحبا فرح يوسف وأحمد جمال.
• هل ترى أن المشتركين الذين وصلوا إلى مراتب متقدمة في برنامج «Arab Idol» كانوا يستحقون ذلك أم أن ظلماً لحق بالبعض؟
- لا شك في أن هناك مشتركين ظُلموا ومن دون أن أذكر أسماء. أكثر ما يلفتني في الفنان هو صوته، ولكن الحكم لا يتم على أساس الصوت وحده، بل يجب أن تتوافر عند الفنان مواصفات أخرى إلى جانبه.
• وأيّ من المشتركين ترى أنه لحق به الظلم؟
- هناك أسامة ناجي من العراق وآخر اسمه أيوب العربي من ليبيا، وكنتُ أتوقع أن يصلا إلى النهائيات، ولكنهما لم يوفقا. وفي برامج الهواة كل الاحتمالات واردة، ودور الأغنية مهم جداً فيها، لأنها يمكن أن تدفع المشترك إلى الأمام تماماً كما يمكن أن تجعله يتراجع إلى الخلف.
• غالباً ما يتم الربط بين جنسية المشترك وعدد سكان البلد الذي ينتمي إليه في وصوله إلى اللقب. بما أنك من غزة الصغيرة بحجمها وعدد سكانها، فهل ترى أن الإجماع العربي هو الذي أوصلك إلى لقب محبوب العرب؟
- ما كسبته فعلاً ليس لقب «محبوب العرب» فقط، بل أيضاً محبة الناس وهي الأهم بالنسبة إليّ، لأنها العنوان الأساسي في نجاح وجماهيرية وشهرة أي فنان. ليس كل الذين تابعوا برنامج «Arab Idol» يحبونني، بل هناك مَن يحب أحمد جمال وفرح يوسف وسلمى رشيد وغيرهم ممن وصلوا النهائيات.
• ما صحة ما قيل عن فشل مؤتمرك الصحافي في الأردن وإنك تأخرت في الوصول إلى المكان الذي عقد فيه؟
- هذا غير صحيح، والمؤتمر الصحافي كان ناجحاً جداً، ولكن يبدو أن هناك مَن يريد أن يدقق في كل كبيرة وصغيرة. أنا حضّرتُ نفسي قبل مشاركتي في برنامج «Arab Idol» لمثل هذه الأمور، رغم أنه لم يخطر في بالي أنني سأفوز باللقب، بل كنت أشعر فقط بأنني سأصل إلى النهائيات.
• ومَن هو المشترك الذي كنت تتوقع فوزه باللقب؟
- غالباً ما كنت أشعر بأن اللقب سيكون من نصيب أحمد جمال، لأن عدد سكان مصر كبير جداً ومن الممكن أن يصبّ التصويت في مصلحته.
• كلمة أخيرة لكل الناس الذين يحبونك؟
- «للمرة الخمسين مليون» أريد أن أشكرهم على دعمهم لي وثقتهم بي خلال وبعد برنامج «Arab Idol» لأنني ألاحظ مدى تمسكهم وثقتهم بي وهذا أكثر ما يهمني. صدقيني لا أعرف كيف أشكر كل هؤلاء. ولأتمنى للناس الذين أوصلوني إلى هذه المكانة ألا أخيّب أملهم بي، وأن أقدم لهم رسالة فنية جميلة. بكل صدق أقول، إن الفن والشهرة بالنسبة إليّ ليسا مجرد أغنية وفيديو كليب ورقص و«نطنطة»، بل هو رسالة وأنا أؤمن بهذا المبدأ. الأغنية لا تتحدث عن الحب فقط، بل أيضاً عن الإنسانية، وعلينا كعالم عربي أن نحب بعضنا بعضاً. ولو فعلنا ذلك، لا بد أن تنتهي كل مشاكلنا. أنا أريد تقديم الفن الهادف وليس الغناء للحب فقط، بل حتى الحب لا ينحصر بالحب الموجود بين الرجل والمرأة، بل هناك أيضاً حب الأرض وحب الأم وحب الناس. كما يهمني أن ألقي الضوء من خلال أغنيتي على مشاكل المرأة في العالم العربي، وعلى الفتيات اللواتي يحرمن من الميراث والتعليم، وكلها قضايا مهمة في العالم العربي وعلينا كفنانين أن نحكي عن هذه القضايا بطريقة أو بأخرى بلحن جميل وأسلوب يجعل الناس يعرفون أن الفن رسالة وليس مجرد رقص وضحك وفتيات حلوة.

المصدر : جريدة الراي