[اللجنة الإخبارية والصحافية]

حوار / «متمسك بوجهة نظري: الفن جنون ولا حدود له»
جميل المغازي لـ «الراي»: «حب ناقص» و«24 ساعة» كلّفا شمس 2.5 مليون جنيه






| حوار - علاء محمود |

استطاع المخرج المصري الألماني جميل المغازي أن يصنع له بصمة في عالم صناعة الكليبات على نطاق الوطن العربي، من خلال تعاوناته العديدة مع كبار الفنانين الذين وضعوا ثقتهم بقدراته الإخراجية وأفكاره المتجددة، والتي تكون مترابطة تماماً مع الكلمة. وعلى الرغم من الانتقادات التي لاقاها بعد إخراجه فيديو كليب «اشطح »، إلاّ أن ذلك لم يوقف التعاون بينه وبين الفنانة شمس.
«الراي» التقت المخرج المغازي للحديث عن تعاوناته العديدة مع شمس والانتقادات التي طالته، وأيضاً لمعرفة الجديد الذي يحضّران له معا خلال الأيام المقبلة. إضافة إلى الحديث عن الجديد الذي سيجدد به التعاون مع مطربي من الوطن العربي ومنهم إيهاب توفيق وسميرة سعيدة وكذلك حاتم العراقي. وفي الحوار أشار المغازي إلى أنه لا يمكن المقارنة بين صناعة الفيديو كليبات في دول الغرب والدول العربية بسبب العادات والتقاليد التي تحكم الأخيرة، وفي الوقت نفسه أكّد أنه من متابعي ما يقدمه الغرب دوماً، كما أفصح عن أنه لا يمكن تحديد تكلفة صناعة الفيديو كليب لأنه يعتمد على عوامل عدة، وأمور أخرى عديدة في ما يأتي تفاصيلها:

• سأصوّر مع شمس « البوابة» في دبي... بعدها «دين أبوكو اسموا إيه» في مصر

• لم ألمس أي نوع من الجرأة التي يتحدثون عنها في كليب «اشطح» • مهما تطورت وحاولت أن «أشطح» بفكري لا بد من حدود معيّنة لا أتخطاها

• صعب على المخرج الدرامي إخراج فيديو كليب مدته 4 دقائق

• ما يراه المشاهد في 4 دقائق يحتاج إلى شهرين من الاستعداد


• بداية... هل لك أن تعرّف الجمهور الكويتي أكثر عن شخصك؟
- جميل جميل المغازي، مخرج فيديو كليبات منذ فترة طويلة جداً، من والد مصري وأم ألمانية. درست الآداب - قسم التاريخ في جمهورية مصر العربية، من ثم توجّهت إلى ألمانيا لأتخصص في الدراسات الحرّة بالإخراج.
• هل لك أن تحدثنا عن سرّ تعاوناتك العديدة مع الفنانة شمس؟
- أول تعاون جمعني بها كان قبل ثلاث سنوات في أغنية «اشطح»، ثم تعاونّا في أغنية «ادخلوها آمنين» التي خصّت بها مصر، وسيتم عرض الكليب على شاشات التلفاز خلال الفترة المقبلة. من ثم تجدد التعاون في أغنيتي «حب ناقص» و«24 ساعة» اللتين تمّ تصويرهما في لندن لمدة شهرين.
• ما الجديد الذي سيجمعكما قريباً؟
- حالياً نحن متواجدان في دبي استعداداً لتصوير أغنية «البوابة»، بعدها سنتوجه إلى مصر لتصوير أغنية » دين أبوكو اسموا إيه» التي غنّتها شمس باللهجة المصرية، وموضوعها يتكلم عن الإرهاب والتطرّف. وفور أن ننتهي منها سأتفرغ لتصوير أغنية «بحبك موت يا محمد» التي ستكون باللهجة المصرية.
• هل من تعاونات أخرى مع مطربين آخرين ستتصدى لها قريباً؟
- نعم، فور انتهاء ارتباطي مع شمس سأتصدى لتصوير كليب مع الفنان إيهاب توفيق، وآخر مع سميرة سعيد، ومن ثم حاتم العراقي.
• لاقى فيديو كليب «اشطح» كثيراً من النقد السلبي على مستوى الخليجي العربي بسبب جرأته... ما ردّك؟
- سمعت هذا الكلام كثيراً، لكنني على الصعيد الشخصي لم ألمس فيه أي نوع من الجرأة التي يتحدثون عنها، والصورة التي ظهرت بها شمس جميلة لأنها كانت على طبيعتها «شقيّة وحبوبة»، وخالية من الجرأة «الأوفر».
• إذاً... ما سبب ادعائهم بالجرأة؟
- ربما لأنهم في منطقة الخليج قد اعتادوا على نوع معيّن من الفيديو كليبات لناحية الصورة والفكرة، وهو الأمر الذي لمسته في أكثر من تعاون مع فناني دول الخليج عامّة. لذلك من المفترض أن نقوم ببعض التغيير.
- هل هذا الأمر ينطبق فقط على منطقة الخليج؟
- صدقاً كنت سألاقي النقد ذاته في مصر لو قدمت لهم أمراً جديداً إلى أن يعتادوا عليه بعد فترة من الزمن. وفي النهاية سأبقى متمسكاً بوجهة نظري بأن الفن جنون ولا حدود له، وأنه يجب أن يلامسه بعض التغيير إلى حد معيّن من دون تخطي القيم والعادات والتقاليد لبلد معيّن ما.
• هل سيكون كليب «البوابة» بأسلوب وفكر «اشطح» نفسه؟
- كلا، سيكون مغايراً تماماً. فالأغنية خليجية بحتة، لكنها مع ذلك ستحتوي على «شقاوة» شمس العفوية وروحها الخفيفة.
• هل تعتقد أن الكليبات باتت تعتمد في الدرجة الأولى على «الموديلز» الراقصات؟
- من الممكن أن أصنع فيديو كليب «جامد جداً» ويحتوي على «مودلز» راقصات، لكن المطرب لن يظهر بالصورة المطلوبة وهنا أكون «معملتش حاجة». لهذا أهم نقطة في صناعة الكليب هي الفنان نفسه، فهو سر نجاحه أو فشله.
• هل يمكن مقارنة الفيديو كليبات العربية بالغربية؟
- الفيديو الكليب الغربي أمر مختلف تماماً ولا يمكن مقارنته بما نقدمه في الوطن العربي، لأن ما يقدمونه بالنسبة إلينا «أوفر» جداً وجريء إلى أبعد الحدود لناحية الملابس وأسلوب الرقص. في المقابل هو أمر عادي بالنسبة إليهم وبسيط، ومجتمعهم اعتاد على هذه المناظر وأصبح متشبّعاً منها، ناهيك عن عاداتهم وتقاليدهم التي تسمح لهم بتقديم كل شيء من دون قيود.
• هل تميل إلى صناعة فيديو كليبات مماثلة للطريقة الغريبة في الوطن العربي؟
- أحب مشاهدتها على شاشة التلفاز والاستمتاع بما يقدمونه، لكن لا أستطيع تقديمها في الوطن العربي، لأنني مهما تطورت وحاولت أن «أشطح» بفكري لا بد لي من الالتزام بحدود معينّة لا أتخطاها.
• هل تعني وجود رقابة تحدّ من أفكار المخرج؟
- لا توجد رقابة بالمعنى اللفظي تحدّ من إبداع وفكر المخرج، لأن الإبداع ليس له احتكار. بل الأمر يكون نابعاً من داخل المخرج نفسه، إما أن يقدّم عملاً ضمن الحدود أو أن يخرج عن المألوف بسبب أن المطرب لا يمتلك مقومات الصوت، بالتالي يحدّه ذلك لأن يلجأ إلى أمور أخرى تغطي هذا الضعف، لكن هؤلاء قلةّ لهم فترة محدودة ويختفون.
• هل تتناقش مع المطرب حول «الستوري بورد»؟
- من الضروي أن يتم النقاش مع المطرب والشاعر وحتى الملحن كي نصل إلى إحساس الأغنية نفسها، وهو الأمر الذي أحرص عليه مع كل الذين تعاونت معهم مثل نبيل شعيل، عبدالله الرويشد، سميرة سعيد، إيهاب توفيق، هاني شاكر، شمس وغيرهم الكثير. الكليب يجب أن يكون متوافقاً مع الكلام وليس عكسه، حتى لو كان سريعاً، يجب أن تعبّر الصورة عن الكلام.
• هل من مطربين اتعبوك في التعامل؟
- لم يصادفني مطرب أتعبني في العمل، بل ألمس فيهم فقط الشعور بالقلق، والخوف من التغيير في أشكالهم.
• ما المدة الزمنية لتصوير فيديو كليب متكامل؟
- لا يوجد وقت معيّن بحد ذاته، لأن العملية تحتاج إلى تجهيزات ضخمة سواء من اختيار الأزياء والموقع والديكورات المناسبة وخلافه، وما يراه المشاهد في أربع دقائق احتاج مدّة قد تصل إلى الشهرين من الاستعداد.
• هل من الممكن أن يتصدى مخرج الفيديو كليبات للأعمال الدرامية والعكس؟
- أرى أن المخرج الدرامي من الصعوبة عليه إخراج فيديو كليب بمدة زمينة قدرها أربع دقائق، والسبب أنه متشبع بالدراما كثيراً.
• هل تفكر في اقتحام الاخراج الدرامي؟
- هذه الفكرة موجودة، إذ أحضّر حالياً لمسلسل درامي لموسم رمضان المقبل بعنوان «الياشمك» تأليف محمد عبد الخالق وأنتاج شركة مصرية كبيرة، وأتمنى أن يظهر بالشكل المرجو. والعنوان يعني باللهجة الخيجية «البرقع».
• هل استفدت من دراسة الإخراج أم أن الحياة العملية أكسبتك الخبرة اللازمة؟
- الحياة العملية أفادتني كثيراً، خصوصاً أن والدي جميل المغازي مخرج قديم ومنتج، فتشبعت منه المهنة. أما الإضافة، فهي تعلّم الأمور النظرية وتفهمك «التكنيك» بشكل موسّع وتصقل الموهبة.
• كم تصل تكلفة الكليب؟
- الأمر يتوقف على حسب الأغنية نفسها، وحسب الفكرة والمطرب، والمكان الذي يتم التصوير فيه، بمعنى ليس له مقياس. وأعلى سقف فيديو كليب أخرجته له وصلت قميته إلى مليونين ونصف المليون جنيه لأغنيتيّ «حب ناقص» و «24 ساعة» مع المطربة شمس وتم التصوير في لندن.
• هل تؤيد مشاركة الممثلات كـ«موديلز» في الكليبات؟
- الأمر يرجع إلى اختيار المخرج، فإن كانت الأغنية بحاجة إلى أداء تمثيلي فلا ضرر بالاستعانة ببعض الممثلات كنوع من إضفاء اللمسات الجمالية على الفيديو كليب، بشرط أن يبقى المطرب هو الأساس.
• هل لديك فريق عمل محدد تتعامل معه؟
- طبعاً لدي فريق عملي الخاص، في الوقت نفسه أعمد على تغيير البعض لإضفاء روح جديدة على الفيديو كليبات التي أصنعها.
• كيف تقوم بتطوير أداوتك الاخراجية؟
- أتابع ما يدور في العالم من صناعات فنية بشكل كبير، كما أن الأغنية نفسها تمنحني أفكاراً وأسلوباً مختلفاً، ناهيك عن متابعتي لجميع الأحداث حول العالم، مع منح الفرصة لفريق عملي بطرح الأفكار، ومشاركة الفنان والشاعر وكل من حولي بما لديهم، لأحاول في النهاية اقتباس الأفضل.


المصدر : جريدة الراي