ليلى علوى: أحرص على التواجد فى كل رمضان لأننى "أخدم المجتمع"
نقلا عن اليومى..
النجمة ليلى علوى قادرة على التواجد بقوة والمنافسة كل عام بمسلسل تليفزيونى جديد، ليس فقط لموهبتها المميزة، لكن أيضا لقدرتها على التجديد والتغيير والبحث عن كل ما هو جديد، والسعى وراء تطوير نفسها بقدر المستطاع.
عن أعمالها الفنية الجديدة، ورأيها فى ثورة يونيو، وأحوال مصر الآن كان لـ«اليوم السابع» هذا الحوار.
خضتِ السباق الرمضانى الماضى بمسلسل «فرح ليلى» فكيف استقبلتِ ردود الأفعال عن العمل خاصة أن العرض الثانى للمسلسل قد بدأ على عدد من الفضائيات؟
- الحمد لله كل ردود الأفعال التى وصلتنى جيدة، وعرفتها من خلال القنوات الفضائية، وكم الشاشات التى تولت عرض العمل فى شهر رمضان، وارتفاع نسب المشاهدة لهذه الفضائيات التى قامت بعرضه الثانى بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، فأشكر الله كثيرا لأن كل ما تمنيته عن هذا المسلسل هو ما حدث فى النهاية، وبالفعل لكل مجتهد نصيب، لأننا بذلنا مجهودًا خياليًا فى هذا المسلسل كأسرة عمل.
كان من المفترض أن تقدمى مسلسلاً آخر بعنوان «عصفور الجنة».. وتم الإعلان عنه بالفعل، لكن فجأة تم تأجيله وقدمتِ مسلسلك الأخير؟
- كنت أحضر بالفعل لمسلسل «عصفور الجنة» حتى أخوض به موسم رمضان، وكنت أتابع مؤلفه محمد الحناوى فى كتابة الحلقات أولاً بأول، لكنه أبلغنى بأننا لن نلحق بالعرض خلال شهر رمضان، وله كل التحية على المجهود الذى بذله، وبعد أن فقدت الأمل فى التواجد بهذا الموسم وقلت لنفسى خلاص لن أخوض سباق رمضان الحالى، وسأسافر لقضاء فترة راحة واستجمام خارج مصر، إلا أن الجهة المنتجة وهى شركة كينج توت، ومعها مدينة الإنتاج الإعلامى فاجآنى بإصرارهما على تقديم عمل نلحق به هذا الموسم، وعرضا على عدة سيناريوهات، واستقررنا فى النهاية على مسلسل «فرح ليلى»، والحمد لله كان حظى جيدًا أنا والشركة المنتجة، حيث لحقنا العرض الرمضانى، خاصة أننا بدأنا التصوير قبل الشهر الكريم بشهرين فقط.
وهل حرصك على التواجد بموسم رمضان هو الذى جعلك تخوضين المغامرة بالتصوير لمدة تصل إلى 16 ساعة يوميًا؟
- من المؤكد أننى أحرص على التواجد فى كل موسم بعمل جيد أخدم من خلاله المجتمع، وأناقش فى أحداث حلقاته قضايا مختلفة، مثلما حدث فى مسلسل «فرح ليلى» الذى ناقشت من خلاله مرض سرطان الثدى، والتخوف الشديد الذى ينتاب بعض الفتيات من الزواج بسببه، وفى الوقت نفسه أقدم عملاً ينال رضا جميع الأذواق، ولكن الغريب أن ما حدث فى هذا العمل كان قضاء الله قبل أى شىء، خاصة أننا بدأنا فى وقت متأخر للغاية، وكان هذا وحده كفيلا بإخراجنا من السباق، إضافة إلى أن التصوير كان يتم فى ظروف لا يتخيلها أحد من توترات سياسية وأمنية مستمرة فى الشارع المصرى آنذاك، ولكن لإصرار أسرة العمل بأكملها على التواجد خلال الشهر الكريم، نجحنا فى الانتهاء من العمل فى زمن قياسى، وأوجه الشكر لجميع العاملين بالمسلسل، سواء من المتواجدين أمام الكاميرا أو خلفها لتفانيهم فى هذا العمل.
وما تعليقك على آراء بعض النقاد الذين قالوا إن هناك تشابهًا كبيرًا بين فيلم «حب البنات» مع المخرج خالد الحجر، وبين مسلسلك الأخير مع المخرج نفسه؟
- لا يوجد تشابه على الإطلاق، فكل عمل منهما يدور فى سياق مختلف عن الآخر، وشرائح اجتماعية مختلفة، وإن كان هناك من يرون وجود تشابه بينهما، فإن وجهة نظرى أن بطلة العمل هى البنت المصرية «الجدعة» التى تحب أسرتها، فالمرأة هى عادة المسؤولة عن الأسرة دائما، سواء أكانت هى الزوجة أم الأم أم البنت، وعموما أنا سعيدة لتجسيدى نماذج مختلفة من السيدات المصريات، والحمد لله نجحت فى إيصال الرسالة التى أقدمها فى «فرح ليلى»، حيث قابلتنى فتيات وسيدات متزوجات وقلن لى: «فهمنا يعنى إيه توعية ضد سرطان الثدى، وتقبلنا هذه النصائح وحفرناها فى عقولنا»، فالحمد لله حققت أشياء جميلة لمجتمعى، وهذا هو دور الفن، أن يقدم رسالة للمجتمع من خلال مناقشة مشكلاته، وتقديم الحلول المناسبة لها.
ماذا عن تعاونك مع المخرج خالد الحجر فى تجربتين؟ بالإضافة إلى عمل آخر مؤجل يجمعكما وهو«عصفور الجنة»؟
- المخرج خالد الحجر محل ثقة كبيرة لكل من يعمل معه، لأنه مخرج حقيقى، ويتحمل بشدة مسؤولية كل عمل يقدمه، ودائما ما يصدق فى وعوده، فضلا على حبه للممثل الذى يعمل معه، واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، فهو حساس، ولديه المنطقية فى الأحداث التى يتناولها، وهذه أهم صفات أحب أن تكون متواجدة فى المخرج الذى أعمل معه، ولكننى فى الحقيقة- حتى لو كنت أعمل مع أكبر مخرج فى العالم- دائما ما أكون فى حالة قلق أثناء تحضير وتصوير العمل، حتى لو كنت مذاكرة بشكل جيد، وأعتقد أنها ظاهرة إيجابية تجعل الفنان يخرج أفضل ما عنده.
كيف رأيتِ مشهد ثورة 30 يونيو بعد خروج جموع الشعب المصرى بمختلف فئاته ضد حكم الإخوان؟
- رأيتها ثورة شعب ومن أعظم ثورات العالم، لأنها لم تقتصر على فئة معينة، حيث شارك فيها جميع طوائف الشعب المصرى من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، كلهم خرجوا على هتاف واحد ليرددوا كلمة «مصر»، ولينقذوها من البلاء الذى كان سيلحق بها، فهذه الثورة جمعت المصريين على قلب رجل واحد.
بعد ثورة يناير توترت العلاقة بين الشعب والشرطة إلى حد كبير.. ولكن أتت ثورة 30 يونيو لتصحح هذا المسار، فكيف ترين هذه العلاقة الآن؟
- الحقيقة المفزعة أن السبب وراء توتر هذه العلاقة هو الجماعات المتأسلمة، لكن الحمد لله عادت هذه العلاقة إلى أفضل ما كانت عليه، بعد أن انكشف الغطاء، وظهر الكثير من الحقائق، لذلك فأنا لا أملك إلا أن أوجه تحية كبيرة للشعب المصرى والشرطة والجيش العظيم لأنهم أثبتوا للعالم بأكمله أننا جميعًا يد واحدة.
وما سبب حرصك على زيارة مصابى وزارة الداخلية بمستشفيات الشرطة؟
- لأقوم بأقل واجب تجاه هؤلاء الأبطال الذين يضحون بحياتهم من أجل أمن وسلامة مصر، فذهبت لأقول لهم «حمد الله على سلامتكم أيها الأبطال»، ونحن معكم، فهم يضحون بأمنهم من أجل سلامتنا نحن وأبنائنا.
وكيف شاهدت مشهد إحراق قسم شرطة كرداسة الذى حدث عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة مباشرة؟
- شىء لا إنسانى، وغير آدمى، ولا يمتّ للإسلام بأى صلة، ولا أعرف إلى أى نوع من البشر ينتمى هؤلاء الذين قاموا بسكب «مياه النار» على الضباط بعد قتلهم ثم التمثيل بجثثهم، فكل هذا ضد العدل، وضد قوانين الإسلام القائمة على معانى الإنسانية وهى الرحمة والتسامح.
وهل ترين أن الشعب المصرى أصبح أكثر خبرة سياسية بعد الثورتين الأخيرتين، وبالتحديد ثورة يونيو؟
- بالفعل، فالشعب المصرى بعد الثورة الأخيرة بالتحديد، فهم معنى الإرهاب، ومن الذى يقوم به، ومن هو الذى يكره أمان ومستقبل البلاد، وكشف هؤلاء الذين لا يريدون الخير للوطن، ونحن جميعا كمصريين من فنانين ورجال شرطة وجيش وشعب وقضاء وأزهر وكنيسة سنحاربه أينما كان بعدما ظهروا لنا على حقيقتهم السيئة والمؤسفة.
وما الجديد الذى تحضرين له على المستوى الفنى؟
- أحضر لفيلم جديد أعود من خلاله للسينما، وهو «آخر ليلة» من تأليف محمد أمين راضى، وهو عمل اجتماعى تشويقى غامض يجمع عدة خطوط سينمائية، وهو ما جذبنى للعودة للسينما، حيث وجدت نفسى أمام عمل سينمائى مختلف، وأنا متعاقدة على هذا الفيلم منذ ما يقرب من 5 سنوات، وأتمنى تنفيذه قريبًا.