[قـصـــائـــد اعـــجبـــتنــي ] من الشعر الـــفصـــيح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشكر الاخ العزيز احمد سامي الذي يسعى دائما لبروز المنتدى بأبهى حله كما هو الحال الآن ولله الحمد
ومن هذا السعي والاجتهاد افتتاح هذا القسم ليعبر الجميع بلغتهم الخاصه ولنؤرخ البعض من الادب العربي فشكر مني لشخصه الكريم
احببت ان اكتب لكم قصائد اعجبتني من الشعر العربي الذي يعد معجزه اذا استخدمت اغراضه ووظفت معانيه بشكل ممتاز
من منا لايعجبه الادب العربي بكل انواعه الذي يعد فخر لجميع من يتكلم بلغة الضاد
اترككم مع القصائد الجميله حقا
معلقة امرؤ القيس
:+:+:+:+:+:+:+:+:+:+:+:+:
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ و منزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوبٍ و شمأل
رخاء تسح الريح في جنباتها ... كساها الصبا سحق الملاء المذيل
ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل
كأني غداة البين يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسىً و تجمل
فدع عنك شيئاً قد مضى لسبيله ... و لكن على ما غالك اليوم أقبل
وقفت بها حتى إذا ما ترددت ... عماية محزونٍ بشوقٍ موكل
و إن شفائي عبرة مهراقةٌ ... فهل عند رسمٍ دارسٍ من معول
كدأبك من أم الحويرث قبلها ... و جارتها أم الرباب بمأسل
إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
ففاضت دموع العين مني صبابةً ... على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يومٍ لك منهن صالحٍ ... و لا سيما يوم بدارة جلجل
و يوم عقرت للعذاري مطيتي ... فيا عجبا من كورها المتحمل
و يا عجباً من حلها بعد رحلها ... و يا عجبا للجازر المتبذل
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... و شحمٍ كهداب الدمقس المفتل
تدار علينا بالسيف صحافنا ... و يؤتى إلينا بالعبيط المثمل
تقول و قد مال الغبيط بنا معاً ... عقرت بعيري يا أمرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري و أرخي زقاقه ... و لا تبعديني من جناك المعلل
دعي البكر , لا ترثي له من ردافنا ... و هاتي أذيقينا جناة القرنفل
بثغرٍ كمثل الأقحوان منورٍ ... نقي الثنايا أشنبٍ غير أثعل
فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعٍ ... فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشق و تحتي شقها لم يحول
و يوماً على ظهر الكثيب تعذرت ... علي و آلت حلفةً لم تحلل
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... و إن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
و إن كنت قد ساءتك مني خليقةٌ ... فسلي ثيابي من ثيايك تغسل
أغرك مني أن حبك قاتلي ... و أنك مهما تأمري القلب يفعل
و أنك قسمت الفؤاد فنصفه ... قتيلٌ و نصفٌ بالحديد مكبل
و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهمك في أعشار قلب مقتل
و بيضة خدرٍ لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها و معشراً ... علي حراصاً لو يسرون مقتلي
فجئت , و قد نضت لنوم ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله , ما لك حيلةٌ ... و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى ... بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقل
هصرت بفودي رأسها فتمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
إذا التقتت نحوي تضوع ريحها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
إذا قلت هاتي نوليني تمايلت ... علي هضيم الكشح ريا المخلخل
مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير محلل
تصد و تبدي عن أسيلٍ و تتقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل
وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته و لا بمعطل
وجيدٍ كجيد الريم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته و لا بمعطل
و فرع يزين المتن أسود فاحمٍ ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل
غدائرة مستشزرًات إلى العلا ... تضل العقاصٌ في مثنى و مرسل
وكشحٍ لطيف كالجديل مخصر ... و ساقٍ كأنبوب السقي المذلل
و يضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
و تعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممس راهب متبتل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً ... إذا ما اسبكرت بين درعٍ و مجول
تسلت عمايات الرجال عن الصبا ... و ليس فؤادي عن هواك بمنسل
ألا رب خصمٍ فيك ألوى رددته ... نصيحٍ على تعذاله غير مؤتلي
و ليلٍ كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه ... و أردف أعجازاً و ناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليلٍ كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتانٍ إلى صم جندل
و قربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهلٍ مني ذلولٍ مرحل
و وادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته ... به الذئب يعوي كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى : إن شأننا ... قليل الغنى , إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نال شيئاً أفاته ... ومن يحترث حرثي و حرثك يهزل
و قد أغتدي و الطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
و قد أغتدي و الطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معاً ... كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل
كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسحٍ إذا ما السابحات على الوبى ... أثرن الغبار بالكديد المٌركل
يزل الغلام الخف عن صهواته ... و يلوي بأثواب العنيف المثقل
دريرٌ كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيطٍ موصل
له أيطلا ظبيٍ , و ساقا نعامةٍ ... و إرخاءٍ سرحانٍ , و تقريب تنقل
ضليعٌ إذا استد سد فرجه ... بضافٍ فويق الأض ليس بأعزل
كأن على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ , أو صلاية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حنًاءٍ بشيبٍ مرجل
فعن لنا سربٌ , كأن نعاجه ... عذارى دوارٍ في ملاءٍ مذبل
فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد معمٍ في العشيرة مخول
فألحقنا بالهاديات و دونه ... جواحرها في صرةٍ لم تزيل
فعادى عداء بين ثورٍ و نعجةٍ ... دراكاً و لم ينضح بماءٍ فيغسل
فظل طهاه اللحم من بين منضج ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه ... متى ما ترق العين فيه تسهل
فبات عليه سرجه و لجامه ... و بات بعيني قائماً غير مرسل
أصاح ترى برقاً أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
يضيء سناه , أو مصابيح راهبٍ ... أمال السليط بالذبال المفتل
قعدت له و صحبتي بين ضارجٍ ... و بين العذيب بعد ما متأملي
علاً قطناً بالشيم أيمن صوبه ... و أيسره على الستار فيذبل
فأضحى يسح الماء حول كتيفةٍ ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل
و تيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ... و لا أجماً إلا مشيداً بجندل
كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوةً ... من السيل و الأغثاء فلكه مغزل
و ألقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني , ذي العياب المحمل
كأن مكاكي الجواء غديةً ... صبحن سلافاً من رحيقٍ مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشيةً ... بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
/
\
قصيدة للأمير / عبدالله الفيصل
بعنوان - ثورة الشك ،
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِيرٌ
مِنَ الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
--------------------------------------------------------------------------------
\
/
\
قصيدة بعنوان / و غدا ً ...!
للدكتور / غازي القصيبي ،
الدجى شوق و عطر و وتر
و دنا منا القمر
و امتطينا الحلم مهرا
و انطلقنا في متاهات القدر
لا تقولي الآن شيئا
طالما ضقت بحمل الكلمات
كاذبات.. خائنات.. خادعات
و لنعش أعنف أسرار الحياة
لحظة ما شابهتها اللحظات
* * *
و غدا...
نرجع من عبقر لا شيء لدينا
غير ومض باهت في مقلتينا
و بقايا رعشة في شفتينا
و غدا نرسف ما بين الجموع
بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع
فكأنا ما التقينا
* * *
و غدا...
نرجع للعرس الحزين
في ضفاف الميتين
الألى لم يدفنوا.. يسعون في الأرض
الحيارى الضائعين
و غدا نذكر جوع الفقراء
و عذاب البؤساء
و غدا تلمسنا الحمى فننهار
كباقي الأشقياء
\
/
\
\
/
\
قصيدة بعنوان / الواسطة ،
للدكتور / ناصر بن مسفر الزهراني
\
يؤمل الناس في ربَّ البريَّات ِ
لفضله ثمًّ في أهل الوجاهات ِ
والويل للمرء إن ظنوا له قدما ً
في الخير أو كان من أهل العلاقات ِ
تأتي إليه وفود الناس طامعة ُ ُ
حتى يُرى مثل أصحاب ِ العيادات ِ
كم من محبَّ ٍ لنفع الناس في حرج ٍ
من الدوائر من أمثال حالاتي
والحمد لله أنَّا من ذوي بلد ٍ
ذووه أصحاب معروف ٍ وشيمات ِ
أتيتكم يا طويل العمر مُفعمة ُ ُ
نفسي بحبَّك لولا الحب لم آت ِ
أدعو العظيم الذي أولاكَ نعمته
من المعالي وأنواع الوسامات ِ
يزيدكم في الهدى والخير إنَّ له
جودا ً على كلَّ ذي جود ٍ وفَزعات ِ
تشفَّع الناس بي من حُسن ظنهم ُ
وأنت تدري بمقدار الشفاعات ِ
من سار في كربة ٍ أو جلب مصلحة ٍ
لمسلم ٍ نال رضوانا ً وجنَّات ِ
جمعتها كلها واليوم جئت بها
فانظر فديتك ماذا في الملفات
بادر بإنقاذ بيتي من تجمعهم
ما بين نوم ٍ ومشروب ٍ وكبسات ِ
حتى غدا البيت مفروشا ً لحضرتهم
وحولوهُ إلى بعض اللَّكندات ِ
قضوا على الرز ثم العيش بل فتكوا
بجمبري ٍ لأبنائي وكِتكاتي
والجيب يبكي حنيناً للريال فلم
يظفر بصحبة شيء من معاشاتي
ظنوا بأني وزيرُ ُ لا يرد له
أمرُ ُ وأن قضاياهم بمخباتي
تجاهلوا أنني في الخير واسطةُ ُ
شكواي لله من داء الوساطات ِ
وقد أموتُ شهيدا ً إن هوى جبلُ
من الملفات فوقي والخطابات ِ
ضجَّت شريحة جوالي وكم رقم ٍ
في بيجري بين تنغيم ٍ وهزات ِ
أما الهواتف كادت من تلهُبها
تشبَّ نارا ً لجورِ الاتصالات ِ
وإن تعثر خطُ ُ في مكالمة ٍ
جاؤا لأجراسنا والتيكتوفونات ِ
إن قال أهلي بآني نائمُ ُ حلفوا
إن لم يقم أنها أتلى الوصالاتي
أو قيل بعد سويعات ٍ يقابلكم
قالوا أتيناه من أقصى المسافات ِ
نريد أن نلتقيه الآن في عجل ٍ
وعندنا بعده بعض الشغيلات ِ
أو قيل أني مريضُ ُ متعبُ ُ زعمو
بأنهم ما نووا الاَّ الزيارات ِ
وإن كتبنا لهم قالوا الكتابة لن
تُغني إذا أنت للمسئول ِ لم تأتي ِ
أقوم أجتر آلامي ومحتسبا ً
أجري على الله أو غفران زلاتي
وأنني أحمد الباري وأشكره
أن أمَّل الناس بي خيرا ً ومدات ِ
من لم يُؤمَّل به خيرُ ُ ومنفعة ُ ُ
ما دقَّ أبوابه أربابُ حاجات ِ
أجرُ عظيم من الباري يفوز به ِ
من يبذل الخير في إخلاص نيات ِ
عُذرا ً لكم يا أخا الإيمان يا رجلا ً
عرفته بجميل الفعل والذات ِ
وأعلم بأن جميل الشعر ما خَسِرت
أبياتُه عند أصحابِ المروءات ِ
صنائع البَّر والمعروف واقيةُ ُ
للمرء من أمر سوء ٍ أو مذلات ِ
فاصبر وصابر وسر في الخير مجتهدا ً
ولتقبلوا يا أخي أزكى تحياتي
وبعدها عَشوة ٍ عندي إذا قُبلَتْ
هذي الملفات بالخرفان والساتي
أما إذا باء سعْييْ بالضياع فلن
تحظوا بكبش ٍ ولا عنز ٍ ولا شاة ٍ
\
\
قصيدة بعنوان / ابتسم ،
للشاعر / إيليا أبو ما ضي ،
\
قالَ : الســــــــــــــماءُ كئيبةُ ُ ، وتجهَّما
قلتُ : ابتسم يكفـــــي التجهُمُ في السماء
قالَ : الصَّبا ولَّى ! ، فقلتُ له : ابتسمْ
لن يُرجعَ الأسفُ الصَّــــــــبا المتصرما
قالَ : التي كانت سمائي في الهـــــــوى
صــــــــــــارت لنفسي في الغرام جهنَّما
خانت عهــــــــــــــودي بعدما مَلَّـكـْـتـُـها
قلبي ، فكيـــــــــــــــفَ أطيقُ أن أتَبسَّما
قلتُ : ابتسمْ واطـــــــــــرَبْ فلو قارنتها
قضَّيتَ عمـــــــــــــــــــــرَكَ كلَّه متألمَّا !
قالَ التجارةُ في صـــــــــــــــــراع ٍ هائل ِ
مثلُ المســـــــــــــــــــافر كاد يقتله الضما
أو غادة ٍ مســــــــــلولة ٍ محتــــــــــــــاجة ٍ
لدم ٍ ، وتنفُثُ ، كلــــــــــــــــــما لهثتْ دما
قلتُ : ابتســـــــــــــــم ما أنت جالبُ دائها
وشفائها ، فإذا ابتســــــــــــــــــــمتَ فربَّما
أيكونُ غيـــــــــــــرك مجرما ً ، وتبيتُ في
وجــــــــــــل ٍ كأنك أنت صرت المجرما ؟
قالَ : العِـــــــــــدى حولي عَلَت صيحاتُهُم
أَأُسَرُّ والأعــــــــــــــداءُ حولي في الحمى ؟
قلتً : ابتســـــــــــــــــــم لم يطلبوك بذمَّهم
لو لم تَكُن منهمْ أجـــَــــــــــــــــلَّ وأعظما !
قالَ : المواســـــــــــــــــــم قد بدت أعلامُها
وتعرضت لي في المــــــــــــــلابس ِ والدُّمى
وعليَّ للأحبـــــــــــــــــــــــــاب فرضُ لازم ُ
لكنَّ كـَفي ليــــــــــــــــــــــــــس تملكُ درهما
قلتُ : ابتســـــــــــــــــم ، يكفيك أنك لم تزل
حيَّا ، ولســــــــــــــــــت من الأحبة ِ مُعدما !
قالَ : الليـــــــــــــــــــــــالي جرعَّتني علقما ً
قلتُ : ابتســــــــــــــــم ولئن جرعتَ العلقما
فلعلَّ غيـــــــــــــــــــــــــــرك إن رآك مرنَّما ً
طـــــــــــــــــــــــــــرح الكآبة َ جانبا ً وترنمَّا
أتُـــــــــــــــــــــــــــــراكَ تغنم بالتبرُّم ِ درهما ً
أم أنت تخســــــــــــــــــــر بالبشاشة ِ مغنما ؟
يا صـــــــــــــــــاح ِ لا خَطَرُ على شفتيك لأن
تتثلمَّا ، والوجــــــــــــــــــــــــــــه أن يتحطمَّا
فاضحك فإن الشهب تضـــــــــــــــحكُ والدُجى
متلاطِـــــــــــــــــــــــمُ ُ ، ولذا نحبُّ الأنجمَّا !
قالَ : البشـــــــــــــــــــــاشة ُ ليس تُسعِدُ كائنا ً
يأتي إلى الدنيــــــــــــــــــــــــا ويذهبُ مرغما
قلتُ : ابتســــــــــــــــــــمْ ما دام بينك والردى
شــــــــــــــــبـرُ ، فإنك بعدُ لنْ تـَتـَبسَّما ،
\
قصيدة بعنوان / القرار الأخير ،
لفضيلة الشيخ الدكتور / عائض القرني ،
\
يا أرضَ بالقـرن مازلنـا محبينـا
لا البعدُ ينسي ولا الأعـذارُ تثنينـا
فسائلي الغيمَ كم أسقـى معاطفَنـا
وسائلي البرقَ كم أحيـا مغانينـا
لي فيكِ يا دوحةَ الأمجـادِ ملحمـةٌ
محفورةٌ فـي كتـابٍ مـن ليالينـا
يوم الصبا كقميصِ الخـزِ ألبسُـه
والروضُ اخضرُ مملـوءٌ رياحينـا
والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا
والربعُ يمطـرهُ القمـريْ تلاحينـا
يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي
وجـدتِ فيـه أخاديـدًا وتأبيـنـا
جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ
أطرافُـهُ بـاتَ يُقصينـا ويُدنينـا
قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمى
وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينـا
فما رضيتُ سواكم في الهوى بـدلاً
لأننـي عاشـقٌ دنيـاك والديـنـا
رأيتُ باريسَ فـي جلبـابِ راهبـةٍ
شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينـا
وأنتِ في ريَعَـان العمـرِ زاهيـةٌ
في ميعةِ الحسن إشراقـاً وتكوينـا
أتيتُ واشنطنًـا لا طـاب مربعُهـا
رأيتُ ساحتَها في الضيـقِ سجِّينـا
فلا نسيـمَ كأرضـي إذ يُصبِّحنـا
ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينـا
ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ
يـاسِحْرَ الوجودِ ويا حـرزَ المحبينـا
يا روضةً طالما هـزَّتْ معاطفَهـا
كأنـهـا بتباشـيـرٍ تحيـيـنـا
وربوةٍ كم درجنـا فـي ملاعبهـا
عهدُ الطفولة يزهـو مـن أمانينـا
والأربعون علـى خـدي مروِّعـةٌ
يا ليت أني أهادي سـنَّ عشرينـا
والغبنُ يكتب في أضلاعنـا خطبًـا
مـدربُ القلـف يعطينـا تمارينـا
يقتاتُ من لحمنا غصْبًـا ويجلُدنـا
ويستقـي دَمَنـا زورًا ويظميـنـا
وإن نظَمْنا بيوتَ الشعـرِ نمدحـه
يظـل بالشَّعَـر المفتـولِ يلوينـا
إذا اقترحنـا علـى أيامنـا طلبًـا
ذقنا المنايا التـي تطـوي أمانينـا
آهٍ على قهـوةٍ سمـراءَ نشربُهـا
في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينـا
سِجادُها بحصيـرِ النخـلِ ننسجـه
وريشُها بنقـي الصـوفِ يدفينـا
بعنـا الهمـومَ بدنيانـا صيارفـةً
لسنـا جبـاةً ومـا كنـا مرابينـا
لم ندّخِرْ قوتَنـا بخـلاً ليـومِ غـدٍ
لكل يـومٍ طعـامٌ سـوف يأتينـا
ونملأُ الضيـفَ ترحابًـا لننسيَـهُ
ما غابَ من أهله عنـه ويُنسينـا
أمام غرفتِنا يجـري الغديـرُ على
صـوتِ الحمـامِ بأبيـاتٍ يُغنينـا
قلوبُ أصحابِنـا طُهْـرٌ وسيرتُهـم
مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينـا
أيـامَ لا كدلـكٍ يعـوي بحارتنـا
ولا البواري تـدوّي فـي نوادينـا
واليـومَ أموالُنـا باتـتْ تؤرقُنـا
همًـا وأولادُنـا بالغـمِّ تؤذيـنـا
إذا رفعـنـا بـآيـاتٍ عقيرتَـنـا
قالوا: غلوٌ وهـذا خالـفَ الدينـا
وإن همسنا بحـبٍّ فـي مجالِسنـا
قالـوا: يدبـر أعمـالاً لترديـنـا
وإن لبسنا بشوتًا عرَّضـوا سفهًـا
بأننـا نزدهـي فيهـا مرائيـنـا
وإن تقشَّـف منـا صــادقٌ ورِعٌ
قالوا: يخادِعُنـا عمْـدًا ويغوينـا
إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهـم
وإن نطقنا شربنـا كأسَنـا طينـا
إذا أجبْنا علـى الجـوالِ أمطَرَنـا
بالسبِّ مَنْ كـان نغليـه ويغلينـا
وإن أبينـا أتتنـا مـن رسائـلـه
مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينـا
قلنا لهـم هـذه الأشيـاءُ حلَّلَهـا
أبو حنيفـة بـل سُقنـا البراهينـا
قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَـهٍ
مِن رأيِك الفـجِّ بالنكـراءِ تأتينـا
وإن ضحكنـا أضافونـا بسخريـة
صفـراءَ تملؤنـا غبنًـا وتذوينـا
وإن بكينـا لظلـوا شامتيـن بنـا
كأنهم وحدَهُـم صـاروا موازينـا
تفـردوا بخطايـانـا وأشغلَـهُـم
عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينـا
ويفرحـون إذا زل النعـال بـنـا
ويهزؤون بمـن يـروي معالينـا
ولا يـرون سـوى أغلاطِنـا أبـدًا
فنقدُهُمْ صارَ فـي أهوائهـم دينـا
وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهـمُ
وردُّنـا هـو زورٌ مـن مغاوينـا
لحومُهُـم عندنـا مسمومـةٌ أبـدًا
ولحمُنا صارَ تحت النقـدِ سردينـا
فنحـن عنـد الحداثييـن قافـلـةٌ
من الخوارج نقفـو النهـجَ تالينـا
أما الغـلاةُ فإنـا عنـد شيخهمـو
لسنا ثقـاتٍ ومـا كنـا موامينـا
ونحن في شرعِـهِ خُنَّـا عقيدتَنـا
مـن بائعيـن مبادينـا وشارينـا
حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفـــ
ــــت لنـا ملائكـةٌ جــاءوا مزكيـنـا
كم مولَعٍ بخلافـي لـو أقـولُ لـه
هذا النهارُ لقالَ الليـلُ يضوينـا
إذا طلبنـا جليـسًـا لا يوافقُـنـا
واديه ليس علـى قـربٍ بوادينـا
فتاجـرٌ لاهـثٌ ألهتْـهُ ثـروتُـه
عبدَ الدراهمِ قد عـادى المساكينـا
وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ مـا بصُـرَت
عينـاه سِفْـرًا ومـا أمَّ الدواوينـا
ومعْجَـبٌ صَلِـفٌ زاهٍ بمنصـبـه
تواضعٌ منـه فضـلاً أن يماشينـا
فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميـعِ وفـي
لـزومِ منزِلِنـا غُنْـمٌ يواسيـنـا
نصاحبُ الكُتُبَ الصفـراءَ نلْثِمُهـا
نشكو لها صخَبَ الدنيـا فتشكينـا
تضمُّنا من لهيبِ الهجـرِ تمطِرُنـا
بالحبِّ تُضحِكُنـا طـورًا وتُبْكينـا
ما في الخيامِ أخو وجـدٍ نطارِحُـه
حديـثَ نجـدٍ ولا خـلٌ يصافينـا
فالزمْ فديتُـك بيتًـا أنـتَ تسكُنُـهوا
صمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينـا
شكرًا لكم أيها الأعـداءُ فابتهجـوا
صارت عداوتُكُـم تينًـا وزيتونـا
علَّمتمونا طِلابَ المجـدِ فانطلقـتْ
بنـا المطامـحُ تهدينـا وتعلينـا
جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكـم صلحـت
أخطاؤنا واستَفَقْنا مـن معاصينـا
دلَلْتُمونـا علـى زلاتِنـا كـرمًـا
وغيرُكُـم بِسُكـارِ المـدحِ يُعمينـا
فسامِحونـا إذا سالـتْ مدامعُـنـا
من لذعِ أسياطِكُم كنتـم مصيبينـا
تجاوزوا عن زفيرٍ مـن جوانِحنـا
حلمًا على زفـراتٍ فـي حواشينـا
ثنـاءُ أحبابِنـا قـد عـاقَ همتَنـا
ولـومُ حسادِنـا أذكـى مواضينـا
ماذا لقينا مـن الدنيـا وعشرتِهـا
عشاقُها نحنُ وهي الدهـرَ تقلينـا
على مصائبهـا ناحـتْ مواجعُنـا
ومـن نكائدِهـا ذابـتْ مآقيـنـا
تغتالُنـا بدواهيـهـا وتنحـرُنـا
صارتْ مخالبُهـا فينـا سكاكينـا
والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَـرُّ بـه
إلا الكتـابُ يناجينـا ويشجيـنـا
\
اتمنى لكم قضاء اوقاتا ممتعه __________________
عندما يتكـــلم البـــدر لايمــلك الحــــضور الا الصمـــت
وسام التميز تقديرا ً من إدارة المنتدى للمتألق " وارث الطيب "
|