[أحمد سامي]

صورة من مشهد لمسلسل " باب الحارة "




شكلت الدراما التلفزيونية منذ بداياتها عنصر جذب كبير لجمهور المشاهدين وكانت ومازالت بمثابة خبز الثقافة والترفيه الذي شكل وجدان قطاع كبير من جمهور المشاهدين على مدى عقود عدة. وفي السنوات الأخيرة تصاعدت أهمية الدراما التلفزيونية وتزايدت أهميتها على كل المستويات وتحولت الى جانب أهميتها الثقافية والترفيهية لصناعة كبيرة تتجاوز استثماراتها ملايين الدولارات.
ورغم هذه الأهمية الكبيرة لهذه الصناعة فانها تواجه مشكلة واضحة تتمثل في العشوائية التي يتم بها انتاج الاعمال الدرامية التي تتكلف عشرات الملايين من الدولارات دون دراسات علمية حقيقية لحاجة السوق الواحد- الكبير - لهذه الصناعة والذي يمتد من المحيط الى الخليج حيث يعتمد الانتاج في غالبه على خبرات فردية، حتى من خلال المؤسسات الكبيرة، بدليل عدم وجود معايير واضحة لنجاح مصنف درامي تلفزيوني، فالكوادر الفنية التي تقدم عملا ناجحا في عام قد تفشل في العام الذي يليه رغم توافر الامكانات نفسها. والنجم قد يقدم عملا ناجحا جماهيريا ثم يعقبه بعمل فاشل.
وفي تقريره السنوي رصد مركز الدراسات والبحوث باتحاد المنتجين العرب اهم ملامح دراما 2008 على مستوى العالم العربي في ضوء المحددات الآتية:

مازال نقص المعلومات وعدم الاهتمام بالتوثيق العلمي للبيانات يمثل مشكلة كبيرة في عالمنا العربي فالدراما العربية تعاني من هذه المشكلة بوضوح للدرجة التي تتشابه فيها الكثير من الموضوعات التي تناقشها الاعمال الدرامية في وقت انتاجها نفسه بل ان الامر يصل في بعض الحالات الى تشابه أسماء الاعمال او حتى تطابقها. لذلك يجب الاعتذار مسبقاً عن أي نقص في بعض المعلومات بالنظر الى عدم توافر آليات جاهزة لتبادل المعلومات في هذا المجال لذلك يدعو مركز الدراسات والبحوث جهات الانتاج العربية العامة والخاصة الى العمل على انشاء قاعدة بيانات خاصة بالدراما التلفزيونية بشكل سنوي.

تجنب التقرير مثل العام الماضي الاشارة الى أسماء الدول العربية التي تتبعها جهات أو شركات الانتاج التي قدمت هذه الأعمال نظراً لتداخل عناصر العمل الدرامي بين دول عربية عدة في الكثير من الأعمال.

التصنيف في التقرير ليس نهائياً ويخضع لأكثر من رؤية حيث يتداخل أحيانا التاريخي مع الاجتماعي في بعض الأعمال وبالتالي فهو تصنيف مبدئي.

250 مسلسلاً

رصد التقرير نقاطا تحليلية عدة:

قدمت الدراما العربية خلال العام 2008 (250) مسلسلا تلفزيونيا متنوعا شملت جميع الدول العربية باستثناء الصومال وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر بزيادة (80) مسلسلا عن العام الماضي بنسبة زيادة بلغت 32 في المئة تقريبا وجاءت الزيادة الاكبر في الانتاج الكوميدي بنسبة 100 في المئة أي أن العرب كانوا هذا العام اكثر اقبالا على الضحك وتركز الانتاج في مواطنه التقليدية وهي مصر وسورية ودول الخليج العربي.

احتفظت مصر بالمركز الأول في الانتاج الدرامي برصيد (58) مسلسلا بنسبة (23 في المئة) تقريبا وسورية المركز الثاني برصيد (45) مسلسلا بعض منها أعمال سورية خالصة لكن بانتاج خليجي، في حين قدمت دول الخليج مجتمعة (75) عملا بنسبة (30 في المئة) تقريبا منها (25) عملا كويتيا و(12) عملا سعوديا والباقي موزع بين باقي دول مجلس التعاون الخليجي.

تصدرت مصر المركز الاول في انتاج الجهات الحكومية وهي: قطاع الانتاج، شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، مدينة الانتاج الاعلامي بينما تفوقت mbc بين المحطات الفضائية بـ (13) عملا.

اللون الاجتماعي مازال هو الغالب على الانتاج الدرامي حيث بلغ (138) مسلسلا قدمت دول الخليج الجانب الأكبر كما اتجهت بعض شركات الانتاج الخليجي الى التراث الوطني فقدمت (12) مسلسلا تدور أحداثها حول تراث الخليج.

الكوميديا كانت في المركز الثاني من اهتمام الدراما العربية التي قدمت (81) عملا.

شهدت الدراما العربية اكبر عدد من الست كوم في عام واحد اكثر من(50)عملا وتوسع التقرير في تعريف هذه النوعية لتشمل الاعمال الكوميدية الخفيفة والتي تقل فيها مدة الحلقة عن (25) دقيقة وهي اعمال كثيرة اتجه لها المنتج العربي لرخص تكاليفها وسهولة تسويقها.

في انتاج الست كوم جاءت مصر في المقدمة برصيد (12) عملا تليها ليبيا (11) ثم المغرب (9)

سير ذاتية

مسلسلات السيرة الذاتية بلغت (10) مسلسلات تراوحت بين سير دعاة ومفكرين وفنانين وشعراء وسياسيين.

عرضت قنوات الدراما (9 قنوات) تقريبا (756) مسلسلا عربيا خلال العام يدخل فيها اعادة عرض بعض الأعمال، بينماعرضت القنوات العامة غير المتخصصة حكومية وفضائية تقريبا (1020) مسلسلا طوال العام يدخل فيها بالطبع اعادة عرض المسلسلات في القنوات المختلفة بمعدل (12240) ساعة عرض.

استطاعت شركات الانتاج الخاص المصرية ان تخطف عددا لا بأس به من نجوم الدراما المصرية من قطاعات الانتاج الكبرى لتقديم أعمالهم الرمضانية وفي مقدمتهم يسرا ونور الشريف وخالد صالح ويحيى الفخراني وهي ظاهرة بدأت بقوة في العام الماضي واستمرت هذا العام.

دخل في خدمة الدراما اواخر العام الماضي واوائل هذا العام ست قنوات فضائية جديدة لعرض المسلسلات الدرامية منها أربع قنوات مصرية وهي بانوراما (1)، بانوراما (2)، أوسكار الدراما والحياة مسلسلات اضافة الى قناتي الحكايات زمان والحكايات كمان وكمان ضمن مجموعة شبكة راديو وتلفزيون العرب art.

إنتاج الخليج

شكلت زيادة الانتاج الخليجي (75) مسلسلا تحديا كبيرا للدراما المصرية والسورية حيث انتشرت هذه المسلسلات على قنوات الخليج الأرضية والفضائية وملأت المساحة الأكبر في ساعات ارسالها وهي التي كانت أكثر طلباً على الدراما المصرية والسورية ما يؤكد ضرورة اتجاه صناع الدراما المصرية والسورية الى البحث عن أسواق أخرى غير الأسواق التقليدية.

ابتعدت القنوات العربية سواء بقصد أو دون قصد عن تمويل انتاج الدراما المصرية واتجهت اما لتمويل الدراما السورية أو الخليجية ولم تشارك اية قناة فضائية عربية تقريبا في انتاج اي عمل مصري بينما انتجت شبكة mbc مثلا (13) عملا منها عملان سوريان والباقي أعمال سعودية وخليجية وانتجت قناة أوربيت ثلاثة مسلسلات سورية والباقي أعمال خليجية.

التعامل مع سوريين

شركات الانتاج الخليجي فضلت التعامل مع مخرجين وكتاب سوريين وأردنيين عن التعامل مع نظرائهم من المصريين ولم يشارك سوى ثلاثة مخرجين مصريين وكاتب واحد فقط في أعمال خليجية هم وائل فهمي عبدالحميد واشرف سالم وفيصل شمس ولايذكر للاخير اعمال مصرية مهمة والكاتب نادر خليفة والذي عمل لفترة طويلة مسؤولا عن الانتاج الدرامي الكويتي، بينما استعانت هذه الشركات بأكثر من عشرين مخرجا وكاتبا ما بين أردني وسوري منهم حاتم على «صراع على الرمال» ومحمود الدوايمة «الفطين» وعارف الطويل «ابلة نورا» ومنير الزعبي «البارونات» وعزمي مصطفى «بلا هوية» واياد الخروز «الخطابة» ومحمد العوالي و«شاءت الاقدار» وهيثم زرزوري «سقوط الاقنعة».

تفضيل المخرجين السوريين والاردنيين لم يقتصر على الجهات الخليجية بل تعداها الى الجهات المغاربية ففي الوقت الذي لم يسجل عام 2008 اي مشاركة لكوادر مصرية في انتاج درامي مغاربي سجل العام اكثر من مشاركة اردنية وسورية في هذا الانتاج حيث قدم المخرج الاردني فايز دعيبس مسلسلين ليبيين هما «بشرى وعذاب الدموع» كما قدم المخرج السوري فراس ذهني مسلسلا جزائريا سورياً هو «عندما تتمرد الاخلاق».

رغم صدور قرار نقابة الممثلين المصرية بتحديد مشاركة الفنانين العرب في الاعمال المصرية بعمل واحد سجل عام 2008 اكبر حركة تعاون خلال عام واحد مع مخرجين وممثلين عرب حيث شارك في الدراما المصرية (15) ممثلا من أبرزهم السوريون «سلاف فواخرجي»، «ايمن زيدانى»، «عابد فهد» و«باسم ياخور» واللبنانيات «مايا نصرى، «نور» و«ورد الخال» والاردنيان «صبا مبارك» و«اياد نصار» والتونسيتان «هند صبري» و«درة» والمغربية «سناء موزيان» ومن المخرجين التونسي «شوقي الماجري» والفلسطيني «باسل الخطيب» والسوريان «زهير قنوع» و«رشا شربتجي» واللبنانيان «اسد فولدكار» و«يوسف شرف الدين» والاردني «محمد عزيزية».

تجاهل

لوحظ بوضوح تجاهل الدراما المصرية عند الحديث عن الدراما التلفزيونية العربية وكان هذا واضحا بصورة كبيرة من خلال اصرار قنوات فضائية في مقدمتها (العربية) على القاء الضوء على الاعمال السورية بقوة واستضافة كوادرها ومناقشة قضاياها باعتبارها هي قضايا الدراما العربية دون التركيز على الدراما المصرية بنفس القدر او حتى بحجمها النسبي في الانتاج العربي.. ففي شهر رمضان هذا العام قدمت قناة (العربية) تقريرا يوميا عن الاعمال الدرامية العربية اهتم بالاعمال السورية والخليجية على حساب الاعمال المصرية.

في الوقت الذي انكفأت فيه شركات الانتاج المصرية على ذاتها ولم تتحرك الى خارج محيط الدراما المصرية تولت شركات انتاج سورية يملك بعضها فنانون سوريون تنفيذ عدد كبير من الاعمال لصالح منتج خارجي من اهمها مسلسل» صراع على الرمال» الذي قامت بتنفيذه شركة صورة للانتاج الفني التي أسَّسها مخرج العمل حاتم علي بينما تولي المخرج بسام الملا هو الآخر مهمة المنتج المنفذ باسم شركة ميسلون لمسلسله «باب الحارة «لصالح قناة (mbc) وتولت شركة بانه للانتاج الفني (احد اصحابها المخرج نجدت انزور تنفيذ مسلسل قمر بني هاشم لصالح قناة «ساهور السودانية».

الدراما البدوية

شهد عام 2008 تزايد الاهتمام العربي بانتاج الدراما البدوية التي تدور أحداثها في الصحراء حيث تم انتاج عشرة أعمال أشهرها «فنجان الدم «mbc» و «سعدون العواجي» الامارات» واللذان تسببا في مشاكل رقابية وسياسية واجتماعية واضافة الى الجزء الثاني من «رأس غليص» (الأردن) و«عيون عليا» (mbc) و«صراع على الرمال «الذي يمثل انتاج العرب الأضخم هذا العام (6 ملايين دولار).

ابرز المسلسلات المدبلجة التركي والمكسيكي والكوري يتم عرضها في عدد محدود من القنوات أبرزها الصفوة، lbc ودبي وmbc، وأبو ظبي وقناة الشاشة والقناة الثانية المصرية وأشهر هذه المسلسلات (سنوات الضياع، نور، يبقى الحب، امرأة لا تنسى)

رغم ان عنوان العمل هو اول ما يشد المشاهد اليه الا ان بعض جهات الانتاج العربية لم تلتفت الى فكرة تسويق انتاجها خارج حدود محطاتها التلفزيونية فاختارت أسماء مغرقة في المحلية بحيث لايفهم اسم المسلسل أحد من خارج الدولة المنتجة للعمل او على الاقل يحتاج الاسم الى شرح مصاحب للتسويق والامثلة كثيرة خصوصا بعض الاعمال الخليجية والمغاربية (التنديل، صج حظوظ، لاهوب) الكويت.. (هدزارى، الطايح مرفوع) ليبيا.. (تريكة البطاش، علاش اولدي، سير حتى تجي) المغرب.. (شوفلي الشاف) تونس.

أسماء متشابهة

فكرة العمل في جزر منعزلة مازالت هي السائدة في الدراما العربية رغم ما قيل كثيرا عن وحدة السوق والمشاهد المستهدف الافكار والموضوعات كثيرا ماتتشابه او تتطابق (حب في الهايد بارك، عرب لندن) والأسماء تتطابق أحيانا (الهاربة مصري، الهاربة سوري) و(السجينة كويتي، السجينة لبناني) و(ورد وشوك عماني، ورد وشوك سعودي)، وتتشابه في نصف الاسم احيانا اخرى (بيت العنكبوت، العنكبوت، البيت المايل) و(جدار القلب، جدار الصمت، حاجز الصمت) و(قلب ابيض، فضة قلبها ابيض).

أكثر النجوم

اكثر النجوم ظهورا هذا العام النجم السوري باسم ياخور في خمسة اعمال (ظل المحارب، ليل ورجال، الخط الاحمر، عندما تتمرد الاخلاق) واحد منها فقط تم تصويره من قبل «ايام الولدنة» وعلى مستوى المخرجين قدم التونسي شوقي الماجري هذا العام مسلسلين (اسمهان، ابو جعفر المنصور) والمخرجة رشا شربتجي مسلسلين (شرف فتح الباب، يوم ممطر آخر).

واجهت بعض الاعمال الدرامية مشاكل كثيرة اثناء عرضها ما ادى لتوقف العرض بناء على مواقف سياسية (سعدون العواجي، فنجان الدم) وهو نفس ماحدث في العام الماضي مع مسلسل «للخطايا ثمن».

اكبر حدث درامي عربي هذا العام كان فوز المسلسل الاردني نسبة لجهة انتاجه (المركز العربي)» الاجتياح» بجائزة «ايمي» الاميركية كأفضل مسلسل تلفزيوني على مستوى العالم وان كان البعض قد ارخى بظلال من الشك حول الجائزة بالاشارة الى الجهة المانحة لها وموضوع العمل الذي يتناول في احد خطوطه الدرامية الرئيسة قصة حب بين فتاة اسرائيلية وشاب فلسطيني.



_____________


النتائج متوقعه بالنسبة للكم

لكن بإعتقادي ان السورية تتفوق من حيث الكيف وبقوة على المصرية


المصدر /

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=132270

[امل]

لا اظن ان الكم اهم من الكيف ,, فالأعمال السوريه على رغم انها الأقل الا انها الأفضل