ولكن.. هل هذا يعني أن السنوات العشر الأخيرة لا يوجد فيها أي عمل يستحق لقب العمل الخالد؟!
بل يوجد بالتأكيد... ويوجد أيضا أعمال قد تتفوق نصا وإخراجا وأداءً على بعض أعمال الحقبة الذهبية!
وهناك أعمال ارتبط البعض منا فيها ارتباطا عاطفيا و وجدانيا...
هذا الموضوع قد يبدو المطلوب فيه صعبا...
المطلوب هو أن تحدد عملا واحدا فقط لا غير من أعمال السنوات العشر الأخيرة...
بحيث يكون هذا العمل مستحقا للقب العمل الخالد!
أدري أن الكثير من الأعمال قد تطرأ في أذهانكم...
لكن المطلوب عمل واحد فقط!!
وأتمنى أيضا كتابة بعض الكلمات التي دفعتك لاختيار عمل معين، ولماذا اخترت ذلك العمل؟!
سوف أبدأ أنا بالإجابة عن السؤال:
ساهر الليل الجزء الثاني (زينة الحياة)
بعد تفكير عميق.. لم أجد عملا يستحق اللقب أكثر من هذا العمل!
إنه تحفة فنية نادرة في زمانه.. عشقته وعشقت أجواءه!!
حين أتابعه أشعر وكأني في تلك الحقبة بشكل فعلي...
أتذكر الأثاث القديم في منزلنا.. وأتذكر السجاد الذي كان مفروشا على أرض المنزل!!
هناك الكثير من الأعمال الكويتية التي جسدت بعض الحقب الزمنية القديمة...
لكني لم أجد عملا نقل أجواء حقبة معينة بكل دقة مثلما حدث في هذا العمل...
موضوع اختيار المنازل التي تم التصوير فيها كان من أصعب الأمور التي واجهت فريق العمل!
لكنهم بذلوا جهدا جبارا في العثور على منازل تناسب تلك المرحلة...
وبالتأكيد كان أداء الفنانين في قمة توهجه... سواء الشباب أو الكبار...
ما أجمل النجم القدير بتواضعه (جاسم النبهان) وهو يقدم دورا يعطي فيه درسا لكل فنان كبير في كيفية أن يكون النجم (العملاق) مساندا لجيل الشباب دون أن يفرض نفسه كبطل أوحد!!
وما أجمل أداء بقية الفنانين وهم يقدمون درسا في معنى "روح الأداء الجماعي" الذي يكمل بعضه بعضا..
دون مبالغة.. حين أتابع العمل أتذكر أجواء أعمال الكاتب العظيم الراحل طارق عثمان !!
وهذا ما يجعلني أملك الكثير من التفاؤل تجاه المؤلف فهد العليوة الذي صاغ لنا هذه التحفة..
من أكثر ما أعجبني في العمل هو تسليط الضوء على حالة الغرور الكريهة التي أصابت بعض فئات المجتمع بسبب الثراء الفاحش من سوق المناخ سيء الذكر!
قد يقول البعض الآن: إن المسلسل فيه مط وتطويل وبعض المشاهد الصامتة التي تستهلك الوقت!
وأنا أقول لهم: ما أحلى ذلك المط والتطويل!! وما أحلى تلك المشاهد الصامتة!!
حين أندمج مع أحداث العمل، أشعر وكأني أتنفس رائحة تلك الحقبة وذكرياتها !!!
الفرق بين هذا العمل وغيره من الأعمال هو كالفرق بين الوجبات السريعة والطعام المطبوخ في المنزل...
والمخرج محمد دحام... إذا اشتهى.. يطبخ عدل ..
ربما يكون ارتباطي مع العمل ارتباطا عاطفيا و وجدانيا..
لكن بغض النظر عن نوعية الارتباط.. فالعمل يعتبر متفوقا في مستواه الفني أيضا...
قد لا يتفق البعض معي.. وربما يرى البعض أني بالغت كثيرا...
لكني مقتنع بوجهة نظري... هذا العمل تحفة فنية نادرة في هذا الزمن!
لأنه يذكرني بأيام بريئة.. لن تعود!!
وختامها مسك.. مع الفنان البحريني سلمان زيمان (ذكريات)..