[اللجنة الإخبارية والصحافية]

حرب على الشاب خالد بين الجزائر والمغرب





تتوالى ردود الفعل في الصحافة المغربية والجزائرية حول حصول الشاب خالد على الجنسية المغربية، بعد وثيقة وقعها الملك خلال الفترة الأخيرة، تمنح المغنّي الجزائري الجنسية مباشرة من دون الالتزام بقيود الأحقية الخاصة بالتجنيس. ويأتي ذلك التكريم في إطار ما تتحدث عنه الصحافة المغربيّة عن علاقة وطيدة بين خالد «ملك الراي»، ومحمد السادس ملك المغرب. هذا الأخير، سبق له أن أهدى خالد فيلا على البحر الأبيض المتوسط داخل مصيف مارينا في مدينة السعيدية. كما أن الشاب خالد يشارك باستمرار في التظاهرات الفنيّة المغربية، خصوصاً خلال فصل الصيف. وكان كلما صعد المنصة حمل الراية المغربية، أو قدمت إليه ليضعها مثل شال على كتفيه، هو الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى جمهور «بلده الثاني».
خالد متزوج مغربية، اختار أخيراً الإقامة في بلد زوجته، وربما يكون هذا ما جعله يحصل على جنسيتها أيضاً. الأوساط الصحافية المغربية تتحدث عن أغنية أداها خالد أخيراً مع فرقة مازاغان المغربية، ربما تكون ساهمت في هذا الأمر، خصوصا أن الفرقة حصلت بعدها على وسام ملكي. تقول بعض كلمات هذا الأغنية ما معناه بالعربية: «تعالوا نبني داراً كبيرة/ تجمع كل الأحباب/ نمشي من بلاد لبلاد/ لا أحد يقف في طريقنا/ هذه بلادي/ ولست غريبا عنها».

انتقاد وعتاب
لكن الصحافة الجزائرية وجهت انتقادات عديدة الى الشاب خالد، وعاتبته على قبوله للجنسية المغربية في سياق الصراعات السياسية المعروفة بين البلدين. لم يتوقف الأمر عند العتاب فحسب، بل خرج من يتهمه بـ«الخيانة» وإحداث «الفتنة» و«خدمة أجندات سياسية».
معظم الجرائد الجزائرية تطرقت الى الموضوع، ويبدو الخطاب متشابهاً إلى حدّ بعيد، بين التخوين والنقد القاسي مع اختلاف في النبرة. الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بمتابعة كبيرة، عبر سيل من التعليقات، سواء تلك التي تناقش الأمر بجدية أو التي تنظر له بسخرية وتهكم. أبناء وهران مثلاً، كانوا يتمنون أن يقيم خالد في مدينتهم التي هي أيضاً مدينته، عوض اختيار المغرب كبلد للإقامة الدائمة. وكان خالد قد عبّر في الفترة الأخيرة عن رغبته البقاء في المغرب ومغادرة فرنسا، بعد صدور قانون يشرّع زواج المثليين. وشرع الفنانون في وهران بجمع لائحة من التواقيع، تستنكر قبول ابن مدينتهم الجنسية المغربية بقرار ملكي.

فنان عالمي
ولد الشاب خالد في حي سيدي الهواري في وهران العام 1960، وكوّن فرقة موسيقية وهو في عامه الرابع عشر. وخلال السنوات الدامية في الجزائر، وجد نفسه محكوماً بالإعدام من طرف الجماعة المتشدّدة، ما سيضطره إلى السفر للعيش في فرنسا. مع مرور السنوات، تحول إلى الفنان العربي الأكثر مبيعاً في أوروبا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة. أغنيته C’est la vie صنّفت ضمن أفضل أربع أغانٍ في أوروبا هذا العام، بل حظيت بلقب أفضل أغنية في أوروبا لعامي 2012 - 2013 عبر تصويت 50 مليون شخصٍ عبر مواقع التواصل.
حاز خالد عدداً كبيراً من الجوائز كالأوسكار للموسيقى التصويرية، وجائزة مهرجان مونتريال الدولي لموسيقى الجاز، وجائزتي موركس دور وكورا أوارد، إضافة إلى جوائز أخرى في فرنسا وأميركا وإيطاليا وألمانيا وغيرها. وسواء قبل الجمهور أن يحمل خالد الجنسية المغربية أم لم يقبل فإنه سيظل مفتوناً بالتوليفات الموسيقية المذهلة، يغني ويرقص على مسارح العالم.
(عن الزميلة {السفير} اللبنانية)

المصدر : جريدة القبس