[اللجنة الإخبارية والصحافية]

الحوار الأول لأصغر مخرجة كويتية
شيخة الخبيزي لـ «الراي»: الراهبات ألهمنني لصناعة «الحجاب الصحيح»






| كتبت سماح جمال |

«الحجاب الصحيح» وسلسلة من الأفلام القصيرة بعنوان «الموت القادم»، التي تتحدث عن المخدرات وآثارها، وفيلم ثالث وثائقي يتحدث عن الدور الذي لعبته الكويت في لبنان من خلال اقامة المشاريع هناك... ثلاثة مواضيع تحمل أبعاداً كبيرة، وقد يتصوّر القارئ للسطور السابقة اننا نتحدث عن شخص في منتصف العشرينات أو أوائل الثلاثينات... ولكن المفاجأة ان ابنة الثالثة عشر ربيعاً والطالبة في المرحلة الابتدائية هي من قامت باخراج هذه الأعمال وما زال في جعبتها الكثير. انها المخرجة شيخة الخبيزي، أصغر مخرجة كويتية، والتي التقتها «الراي» ليكون حوارها الأول في الصحافة الكويتية.

• استحققت شهادتي في الإخراج بجدارة
• أجهّز لفيلم وثائقي عن دور بلدي في لبنان ... ولذا أحتاج الدعم
• الكويت «ديرتي الغالية» ... وأحب أن أعيش فيها يوماً ما

• كيف جاء حبك للمجال الفني... وتحديداً الاخراج؟
- كنت أذهب بصحبة خالي المخرج فراس المغيزيل الى مواقع التصوير، وأحببت الفكرة، فقررت الالتحاق بـ «دراما أكاديمي» حتى انمّي موهبتي أكثر، وانهيت الدورة بتفوّق وكنت الأولى على قسم الاخراج مع اني كنت أصغر المشتركين عمراً.
• ما الذي لفتك في عالم الاخراج... ولماذا لم تكرري تجربتك في التمثيل؟
- شاركت في حلقات من مسلسل «تاتش كوميدي»، والذي تناول مواضيع ساخرة ذات مغزى، ولكنني شعرت ببعض الخجل من الوقوف أمام الكاميرا، وأعرف انني قادرة على ان أعطى أكثر خلفها.
• كون الشهادة التي حصلت عليها كانت من الأكاديمية التي تمتلكها أسرة والدتك ويديرها خالك... ألم تشعري ببعض المحاباة في الأمر؟
- لا، واستحققت الشهادة بجدارة، وكنت ملتزمة طوال مدة الدورة التي استغرقت ثلاثة شهور على التعلم والاستفادة من الدروس والمحاضرات، وأفكر حالياً بأخذ دورات أخرى.
• فيلمك الأول تناول قضية الحجاب... فكيف جاءت تلك الفكرة؟
- فيلم «الحجاب الصحيح» قصير «3D» مدته خمس دقائق وهو صامت، واستغرق التحضير له أسبوعين، ولم أستعن فيه بممثلين كونه «انيميشن»، وكان من المقرر عرضه في افتتاح مهرجان بيروت للسينما، ولكن الأحداث التي عصف بالوطن العربي أدت الى تأجيل المهرجان.
• كيف راودتك فكرة تناول موضوع الحجاب في فيلم قصير؟
- أثناء وجودي في دير للراهبات لأخذ دروس تقوية للغتي الفرنسية، لفتني هناك الحجاب الذي ترتديه الراهبات، وعندما قارنته بحجاب بعض السيدات أو الفتيات اللواتي يرتدينه اليوم، شعرت بتناقض كبير بينهما، ومن هنا قررت ان أقدم فيلماً لايصال رسالة الى الجميع بان الحجاب ليس حكراً على أحد، فكل الأديان السماوية شرّعته، ولكن البعض شوّهه بالصورة التي يرتديه فيها من ملابس شفافة ولافتة للنظر، وهذا يعتبر مخالفاً لتعاليم الاسلام، فهو ليس مجرد غطاء للشعر، بل يجب ان ينعكس على مظهرنا وتصرفاتنا.
• ألم تجدي تناقضاً بين صناعتك لفيلم عن الحجاب... وانت غير محجبة؟
- فكرت بارتداء الحجاب أكثر من مرة، لكنني نظراً لصغر سني، فمن المهم ان أعيش مراحل عمري. وعندما أصل الى السن المناسبة سأرتديه بالصورة الصحيحة من دون ماكياج أو ملابس لا تليق به.
• لماذا لم يعرض الفيلم في مهرجان بيروت للسينما كما كان مقرراً؟
- الأحداث التي وقعت في سورية أثّرت على عرض الفيلم واقامة المهرجان، وكنت حزينة لان الفيلم لم يبصر النور. ولكن من المقرر عرضه خلال الشهرين المقبلين وسيكون فيلم الافتتاح في المهرجان.
• وكيف جاءت فكرة فيلمك الثاني؟
- فكّرت بتقديم سلسلة من الأفلام القصيرة الصامتة التي لا تتجاوز مدة الواحد منها دقيقة ونصف، وتتناول الآثار السلبية لتعاطي المخدرات، وبالفعل انتهيت من تصوير الحلقة الأولى التي استغرق تصويرها شهراً كاملاً.
• من اين استوحيت هذه الفكرة؟
- جاء اختياري بعد تجربة نقلت اليّ من خلال قصص بعض الصديقات اللواتي تعرفت عليهن في الدير وكان ذووهن يعانون من هذه المشاكل التي تسببت في النهاية بدخولهم السجن. ورأيت التأثير المدمر لهذا الأمر عليهن، فعندما كنا نذهب خلال العطلة الأسبوعية، يبقين هنّ في الدير، وكنّ يبكين لي، ولهذا كنت أطلب من والدتي في كثير من الأحيان عدم المغادرة في الاجازة لأبقى معهن.
• ما الرسالة التي تريدين تقديمها من خلال هذه الأفلام عن المخدرات؟
- الأفلام أشبه بتحذير لكل شخص يفكر بتعاطي المخدرات، وعليه ان يعلم الآثار المدمّرة التي سيتركها على نفسه ومن حوله.
• لماذا اخترت ان تكون جميع أفلامك صامتة؟
- كونها تطرح فكرة أعمق عن الأفلام والرسالة التي أريد تقديمها من خلالها، كما أعتبرها لغة عالمية ويستطيع كل الناس من مختلف البلدان أو الثقافات فهمها.
• آخر زيارة لك للكويت كانت في العام 2006... اليوم، كيف تنظرين اليها؟
- «أحببتها مرة»، فهي بلد جميل ومنظّم لدرجة كبيرة وتلمست بالفارق بينها وبين بيروت، ولدي دائماً حب للاطلاع عن أخبارها وما يحدث فيها، فهي «ديرتي» الغالية والتي أحب ان أعيش فيها يوماً ما.
• ألا تفكرين باخراج فيلم عن الكويت؟
- أجهّز حالياً لفيلم وثائقي «الكويت ولبنان معاً على الحلوة والمرة»، يتحدث عن المشاريع التي قامت بها الكويت في لبنان، وأفكر بتصويره في مناطق متعددة في بيروت، حيث توجد هذه المشاريع التي أقامتها الكويت، ولكن تكلفة الفيلم ستكون عالية ولهذا أحتاج الى دعم من الجهات المتخصصة، حتى أستطيع الاستعانة بأفضل الكوادر الفنية وأحدث المعدات، واذا توافر هذا الدعم فسأقوم بتقديمه كهدية لوزارة الاعلام وتلفزيون الكويت.
• مَن هم المخرجون الذين التقيتهم؟
- جمعنى أكثر من مرة حوار مع المخرجة اللبنانية رندلي قديح، والتي كانت مدرّستي لفترة في الأكاديمية، ولاقيت منها الكثير من التشجيع والدعم.
• تتابعين الأعمال الكويتية؟
- تابعت بعضها، وأعجبني الفنان القدير سعد الفرج في مسلسل «بو كريم».
• تفكرين الاستمرار بمجال الاخراج والتخصص فيه؟
- أعتبر الاخراج هواية، وأريد تنميتها أكثر. أما في ما بعد، فلم أحدد بعد.
• كونك تنتمين لأسرة تعمل في مجال الاعلام، هل سهّل ذلك عليكِ الطريق؟
- أدين لهم بالفضل، وبالفعل طريقي كان ممهداً أكثر من غيري كون والدتي، جدي، وخالي لديهم الخبرة والدراية بهذا المجال. ولا انسى هنا الدور الذي قام به والدي في تشجيع موهبتي.


المصدر : جريدة الراي