11-11-2013, 02:58 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رفيق علي أحمد لـ «الراي»: في التلفزيون... لست سوى «مشخّصاتي» «عندما لا يعجبني العمل... أطالب بأجر كبير» رفيق علي أحمد لـ «الراي»: في التلفزيون... لست سوى «مشخّصاتي»
| بيروت - من هيام بنوّت |
ينتظر الفنان اللبناني القدير رفيق علي أحمد العمل الذي يرضيه كي «يقتنصه» ويشارك فيه، فالتمثيل هو شغفه الذي كرّسه من خلال «المونودراما» التي قدّمها في المسرح فلامس وجع الناس والوطن.
رفيق يجد في التمثيل التلفزيوني مجرّد عمل يقوم به، وفيه هو مجرد «مشخصاتي» يؤدي دوراً لقاء أجر معيّن، رغم أن المال ليس الدافع الوحيد للقبول بمسلسل على الشاشة الصغيرة، بل الموضوع الذي يجب أن يلفته من دون أن تكون النتيجة دائماً على قدر طموحاته. لكنه يعتزّ بالشخصيات التاريخية التي جسدها، وبينها شخصية «كليب» في مسلسل «الزير سالم» وشخصية «سيف الدولة» في مسلسل «المتنبي» وشخصية «خالد بن الوليد» في مسلسل «القعقاع» من دون إغفال الشخصيات التي قدّمها على المسرح مع الرحابنة «جبران» و«دون كيشوت» و«سقراط» و«ماركو بولو» والتي يعتبر أنها ركائز أساسية تغري وترضي تواضع وغرور أي فنان.
وأشار في حواره مع «الراي» إلى أنه يستعدّ مسرحياً لتقديم عمل جديد، تهرّب من التحدث عنه، واكتفى بالقول إنه للموسم المسرحي المقبل. أما تلفزيونياً، فلا عروض مناسبة حتى الآن، ولكنه لا ينفي أنه جاهز لكل ما هو مناسب:
• بعيداً عن المسرح، يبدو أن التلفزيون بدأ يعطيك حقك كنجم بعدما غُيّبت عنه لفترة طويلة من الزمن؟
- التلفزيون ليس هدفي وطموحي، بل إن مجدي في مكان آخر.
• وهل يتحقق مجدك من خلال تواجدك على خشبة المسرح؟
- لا أعرف أين... مجدي في مكان آخر، ولذلك عندما أُسأل عن التلفزيون لا أستأنس كثيراً. التمثيل التلفزيوني هو مجرد عمل أقوم به ولا يوجد لديّ ما أتحدث به عنه. يمكن للكاتب أو للمخرج أن يتحدثا في موضوع التلفزيون، بينما انا لست سوى مشخصاتي، وأمثّل لقاء أجر معيّن.
• ولكن جمهورك عريض وتحصد إعجاب الناس وتقديرهم؟
- التمثيل هو مجرد عمل بالنسبة إليّ، ولو أنني «أقشش كراسي» لكان اشترى الزبائن من عندي كراسي «مقششة». وبما أنني أعمل في التلفزيون أحياناً، فإن الجمهور يشاهدني ويفرح بي «يكتّر خيرن... وخلصنا».
• نفهم أنك لست سعيداً بعملك كممثل تلفزيوني؟
- ليس كثيراً، هو لا «يقدم لي ولا يؤخّر لي».
• تقصد أنه لا يؤخّر ولا يقدم فنياً؟
- بل نفسياً. هل أكذب وأقول إنني لا أفرح إذا أحب الناس عملي! بل أنا أفرح كثيراً، لأنني أحب عملي وأقوم به من كل قلبي في أي مكان تواجدت فيه.
• هل نفهم أنك تعمل في التلفزيون من أجل المال فقط؟
- كي لا أكون كاذباً، أنا لا أعمل دائماً في التلفزيون من أجل المال. أحياناً يشدني موضوع معيّن، لأن الموضوع هو أكثر ما يلفتني، ولكن النتيجة لا تكون دائماً على قدر الطموحات.
• بأي معنى، وما العمل الذي تقصده في كلامك... مسلسل «جذور» أم مسلسل «نكذب لو قلنا ما منحبش»؟
- لا أحب الإجابة عن هذا السؤال.
• وما السبب الذي دفعك للقبول بعمل مصري؟
- كل ما في الأمر أنني كنت أعلنت أنني أريد أن أعمل في التلفزيون هذا العام، فتلقيت أعمالاً كثيرة. عادة تصلني نصوص كثيرة وأقوم بقراءتها، ولأنني شخص مهذّّب لا أظهر في الإعلام كي أقول إنني رفضت هذا العمل أو ذاك العمل لأنني لا أحب كلمة رفضتُ. عندما يُعرض عليّ عمل ما ولا يعجبني، أعتذر عنه، والحجة التي أتذرع بها عادة هي طلبي لأجر كبير. لذلك «طالع عليّ صيت» بأنني الممثل الأعلى أجراً و»وما تحكوا معو بيطلب كتير غالي».
• وهل دفعوا لك أجراً مرتفعاً في مصر؟
- أعتقد ذلك، لا يمكن أن أعمل بأجر زهيد.
• هل يمكن القول إن أعمالك التلفزيونية هي مجرد «هباء» بالنسبة إليك؟
- أبداً! لا أندم على عمل قمت به. عندما طلبوا مني المشاركة في مسلسل «جذور» وجدت أنه سيكون بصورة مختلفة وإنتاج مختلف. في النهاية هذه صناعة ونحن لا توجد لدينا صناعة في لبنان، ولكن المنتج قال إنه سيدفع المال على العمل. أنا وافقت بناء على الفكرة الأساسية التي يدور حولها الموضوع، كما أنني معجب جداً بالمخرج فيليب أسمر. وكي لا أكون كاذباً، كنت قد شاهدت عدداً من أعماله على التلفزيون، وهو مخرج متميّز مع احترامي لجميع المخرجين اللبنانيين، عدا عن أن الإنتاج الجيد كان متوفراً، وبذلك اكتملت العناصر الأساسية التي تتوافق مع طموحي. والأمر نفسه ينطبق على المسلسل المصري «نكذب لو قلنا ما منحبش»، الذي توافرت فيه المواصفات المطلوبة من مخرجة جيدة وكاتب جيد وممثلين جيدين أمثال يسرا ومصطفى فهمي، ودور فيه صراع داخلي وتركيبة وكان من الطبيعي أن أقبل به. أنا لا أقول «كلا» من فراغ، ولكن شاءت الظروف أنني تقدمت في السن عندما فكرت بالعمل في التلفزيون وصار مزاجي صعباً. مع احترامي وتقديري، أنا قرأت دوستويفسكي وتشيخوف وشكسبير وكونديرا، ولم يعد بإمكاني الاستماع إلى أي كلام مكتوب وكيفما اقتضى.
• أشرتَ إلى أن مجدك في مكان آخر، أين تحقق مجدك؟
- التمثيل هو متعتي الأساسية وشغفي وصومعتي، هو الممثل الموجود في داخلي، ولذلك أنا أقدّره ولا يمكن أن أخونه، وعندما أجد أن له مكاناً في السينما أذهب إليها، من خلال المشاركة في فيلم قصير أو فيلم وثائقي أو فيلم طويل. كل مكان يناسب الممثل الموجود في داخلي أذهب إليه. وإذا توافر هذا المكان في التلفزيون أذهب إليه، وقد قدمت مجموعة من الشخصيات التاريخية بينها شخصية «كليب» في مسلسل «الزير سالم» وشخصية «سيف الدولة» في مسلسل «المتنبي» وشخصية «خالد بن الوليد» في مسلسل «القعقاع» كما قدمت مع الرحابنة شخصيات «جبران» و«دون كيشوت» و«سقراط» وكلها ركائز أساسية تغري وترضي تواضع وغرور أي فنان. لا يمكن القول إن الأعمال التي تُعرض عليّ ليست جيدة، ولكن أنا أصبحت «نيقة» ومتطلباً.
• يبدو واضحاً كيف تتحدث بفرح وفخر عن الشخصيات التاريخية التي أديتَ أدوارها؟
- نعم. هي شخصيات تاريخية أثرت في الحياة والناس والفلسفة، وأستند في تجسيدها على تركيب شخصيات أساسية إنسانية، وهذه الناحية ترضيني.
• تقصد أنها ترضي الجانب الفكري الموجود عندك كفنان؟
- بل هي ترضيني من الجوانب كافة. عندما أدخل إلى أي عمل، أشتغله بجميع جوارحي وبكل إحساسي وقوتي الجسدية والنفسية وشغفي. أنا أزعم (وهي تختلف عن كلمة أدعي) أن الناس أحبوا الأعمال التي قدمتها وكانت النتيجة أن الكل يقول «هذا ممثل محترم ويتمتع بسمعة طيبة ولا يخبّص»، وهذا الأمر يرضيني. ولكن هل يسمى هذا غروراً! فليكن الغرور غروراً على هذه الصفات وليس على أشياء أخرى.
• ما الفارق بين تقديم شخصية تاريخية للتلفزيون وتقديم شخصية تاريخية للمسرح؟ هل الشغف والتفاعل يكون واحداً؟
- يكمن الاختلاف في التقنيات فقط. كل الذين عملت معهم في التلفزيون كانت لديهم ملاحظة واحدة تجاهي وهي «عادة كل الممثلين الذين يأتون إلى التلفزيون من المسرح يبالغون في أدائهم أمام الكاميرا، ولكن معك لا يمكن أن نشعر بأنك ممثل مسرحي بل ممثل يمثل أمام الكاميرا». بين التمثيل في المسرح والتلفزيون يكون الاختلاف في التقنيات، أي لغة الجسد، ولغة التعبير بالوجه وبالكلام. واذا كان النص معبراً فلا يحتاج الممثل للتعبير كثيراً في وجهه. والنص الذكي يسمح للممثل بالتعبير عن الحالة، وعندها يحصل التوازن بين النص وبين تعبير الممثل وهذا ما يطمح أي فنان في الوصول إليه، وأنا أعمل جاهداً من أجل هذا الأمر.
• إلى جانب الشخصيات التاريخية، برعتَ أيضاً على المسرح بتقديم الشخصيات الاجتماعية؟
- في المسرح قدمت نماذج شعبية من البيئتين السياسية والاجتماعية، من رأس الهرم الاجتماعي إلى أسفله. كانت تجربة مشكّلة ومنوّعة، وفق اختيارات لها علاقة بشخصيات كنت أحب التحدث عنها كالزبال والحارس البلدي الليلي والراعي. المجد والفخر لا يكون فقط بتقديم الشخصيات الكبيرة، بل أيضاً عندما أسمع اللبنانيين يقولون وأنا أسير في الشارع «هيدا الممثل اللي بيمثل لوحده»، وهذه الصفة لا تزعجني أبداً وقد اكتسبتها من خلال تجسيدي للشخصيات الحياتية اليومية والفقراء والمستضعفين وثقيلي الأحمال.
• ماذا يعني لك أن يقال عنك «الممثل الذي يمثل بمفرده»؟
- أخيراً التقيت شخصاً بعد عرض مسرحي وقال لي «اللي بيحكوا عليك ما بق بدي صدّقهن»، فقلت له «وماذا يقولون عني؟»، أجابني «أنت تمثل بمفردك كي تؤكد أنك شاطر كثير وكي تكسب لوحدك كل المال الذي تجنيه»، فقلت له «لنفترض أنني قدمت عملاً مسرحياً بمفردي وفشلت فيه، عندها سيشتمني الناس لوحدي كما أنني أتحمل على عاتقي دفع المال الذي استدنته من أجله». ليس مهماً، سواء مثلتُ بمفردي أو مع 70 ممثلاً، بل المهم ما هو الدور الذي أمثله وفي أي ظروف وما هو الموضوع الذي أتناوله. صدقاً، الشهرة تزعجني، ففي السابق كنت حراً طليقاً، أسير في الشارع وأجلس في المقهى ومَن كانوا يعرفونني كانوا يلقون عليّ التحية بابتسامة أو بكلمة مرحبا.
• ولماذا لا تتعامل مع الموضوع من منظار آخر مفاده أن الناس يفتخرون بك ويعتبرونك مثلاً أعلى؟
- من الطبيعي ألا أرفض طلب الناس الذي يريدون أن يتصوّروا معي، وأرجو ألا يعتقد البعض أنني مغرور و«شايف حالي»، ولكن لي خصوصيتي وأنا عشت كل حياتي حراً. كنتُ أعمل في المسرح ومَن يعرفونني من خلاله كانوا يلقون عليّ التحية من بعيد، ولكن بعدما ظهرت على التلفزيون تغيّر الوضع. أنا لا أحب الزحام والشهرة، ولكنني أحترم الجمهور ولولا حضوره لمشاهدة أعمالي لما كنت تمكنت من تقديم أعمال تمثيلية. المسرح هو الفن الوحيد الذي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان هناك ممثل وجمهور في الصالة. الرسام يمكن أن يرسم بمفرده ومن ثم يبيع لوحاته والشاعر مثله، ما عدا الممثل لأنه يحتاج إلى مَن يسمعه. وإذا لم يتواجد جمهور يسمعه لن يستطيع أن يقدّم عملاً.
• هل يمكن أن ننتظر منك عملاً مسرحياً خلال الفترة المقبلة. أشعر بأنه يجب أن تنفذ عملاً جديداً؟
- ولماذا تشعرين بأنه يجب أن أقدم عملاً جديداً؟
• لأننا اشتقنا إلى إطلالاتك المسرحية...
- كلمة اشتقنا جميلة وأنا أفكر فعلاً بتقديم عمل مسرحي هذا العام.
• هذا يعني أنك تحضّر لعمل جديد؟
- لا أعرف.
• ولكنك قلت إنك تفكر بتقديم عمل مسرحي جديد هذه السنة التي لم يعد يفصلنا سوى شهرين على نهايتها؟
- أنا أتحدث عن سنة موسمية.
• والموسم المسرحي يكون في الشتاء عادة؟
- ألا يتحدثون عن مواسم؟ الموسم التلفزيوني مثلاً يكون في رمضان.
• هل ستشارك في دراما تلفزيونية خلال الفترة المقبلة؟
- إذا تلقيتُ عرضاً وأعجبني فلن أرفضه.
• هل نفهم أنه لا توجد بين يديك عروض تلفزيونية مناسبة حالياً وأنك ترغب في الوقوف على خشبة المسرح في الموسم المقبل؟
- أنا جاهز. أنا حالياً في حال ترقب، وكالمتربص الذي تمرّ أمامه أشياء كثيرة ولكن عينه على شيء معيّن، وعندما يحضر هذا الشيء المعيّن «يهجم» عليه.
• وبالنسبة إلى المسرح، هل ننتظر عملاً تكون فيه «one man show»؟
- أنا مقلّ في المسرح، عادة أعمل مع الرحابنة وشاركتُ هذا العام في مهرجانات «بيت الدين» من خلال تجسيد شخصية «ماركو بولو». لقد نسيت أن أذكره سابقاً عندما تحدثت عن الشخصيات التي أديتها. في المسرح، أنا أعمل عادة بمفردي وأحياناً مع هذا وذاك.
المصدر : جريدة الراي
|
| |