13-12-2013, 03:27 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| الأخبار الصحافية الفنية ليوم الجمعة الموافق 13/12/2013م قدمتها فرقة «الخليج العربي» ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي «امرأة لا تريد أن تموت» ... صوت الحقيقة ينتصر على قوى الشر
| كتب مفرح حجاب |
قدمت فرقة مسرح الخليج العربي العرض المسرحي الأول في فعاليات الدورة الـ 14 لمهرجان الكويت المسرحي بعنوان «امرأة لا تريد أن تموت» على مسرح الدسمة وسط حضور كبير من الفنانين والجمهور، تقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة.
وتدور أحداث العرض حول ثلاثة رجال هم أسعد وهاشم وجميل، وامرأة تسمى وفا، كلما تواجدت بينهم تبدو أنها ميتة ولا يتم التعرف على من تسبب في موتها، لكنها تفاجئهم في كل مرة بأنها لم تمت، بينما هم يتهمون بعضهم البعض بموتها، وفي نهاية العرض يتفاجأون بأنها تزوجت ولديها ولد فيستغربون مما يحدث إلى درجة أنها تقول لهؤلاء الرجال إن هذا الولد يشبه إخوانه الذين لم تلدهم بعد!
تجسد مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت» باختصار حقيقة ما يحدث في العالم العربي الآن. فبالرغم من أن هذا النص شديد التعقيد وكتب منذ 40 عاماً، إلا أنه يتلاءم مع ما يحدث في دول الربيع العربي. فالفتاة التي ارتدت الثوب الأبيض وقدمت دور وفا كانت تمثل حقيقة قوى الشر التي تسعى إلى موتها، وكلما أرادوا لها ذلك تخرج لهم مرة أخرى وتمشي على قدميها وفي نهاية الأمر تقول لهم إنها تزوجت وأنجبت ولداً يشبه إخوانه الذين لم تلدهم بعد، أي أن الحقيقة لا يمكن أن تختفي مهما حاولت قوى الظلام أن تقضي عليها لأن الأجيال ستظل ترددها.
ولعل رمز الشمس التي غابت وأشرقت مرة أخرى خلال العرض دليل على ذلك، والحديث عن أيلول الأسود في الأردن وتشرين الأحمر في سورية، إنما هو دليل آخر على أن الأوطان لا تموت والحقيقة ستظل مهما حدث وطال الزمن، لكن إشكالية النص أنه من النصوص الذهنية التي تحتاج إلى المزيد من التفسير في ظل صراع الشخصيات الموجودة على خشبة المسرح، وهو ما جعل هناك خلط كبير لدى المتلقي في ما إذا كان انتماء النص إلى المسرح العبثي الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية حين كان الناس غير قادرين على الكلام، وما بين أنه من النصوص الذهنية التي تعتمد على التفسير الأكثر على الخشبة.
ومع ذلك، نجح المخرج ناصر الدوب في ضبط إيقاعه في الإطار الذي اختاره، لا سيما في استخدامه للمؤثرات التي لعبت دوراً رئيسياً في العرض، ولعل أصوات موج البحر التي جسدت الوطن كان لها الأثر الأكبر في إيصال الرسالة، فكان هاشم وجميل وأسعد كلما هدأ موج البحر فرحوا بذلك، إلا أن المرأة كانت تعود إليهم من جديد لتقول إن الأوطان باقية. كذلك استطاع المخرج استخدام خلفية المسرح ووظفها بشكل جيد في دخول وخروج الممثلين وغياب الشمس وإشراقها مرة أخرى، لكن أخطاء اللغة العربية في العرض المسرحي كانت فادحة وقللت كثيراً من قيمته. وأيضاً قلة خبرة الممثلة أرزة حنا التي جسدت دور وفا كادت أن تعمل على ضياع الفكرة بسبب صوتها الضعيف، إذ إنها تمثل صوت الحقيقة والمرأة في آن واحد وكان من المفترض أن يكون صوتها أكثر قوة، وهذا كان يحتاج إلى ممثلة محترفة لتجيد التلوين في الصوت، لكن هذا لا يقلل من حركتها وحيويتها على المسرح.
ويحسب لفرقة مسرح الخليج أنها تعطي الفرصة كاملة لجيل جديد يغامر ويقدم أعمالاً بهذا الحجم. فبالرغم من قوة ما يحمل النص في محتواه من أفكار، استطاع المخرج أن يتصدى له بما فيه من سلبيات وإيجابيات، ويبقى في النهاية إضافة جديدة إلى الأعمال التي تقدمها الفرقة في كل موسم، كذلك يبقى العرض الأول لأي عرض مسرحي يحمل الكثير من الأخطاء ويحتاج إلى تعديل وإضافة، وربما إذا ما كُتِب لهذا العرض أن يعاد مرة أخرى، سيكون أفضل بكثير من ذلك.
المصدر : جريدة الراي
|
| |