18-01-2014, 09:18 AM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| «عربانة» اختصار لمأساة العراق «عربانة» اختصار لمأساة العراق
ثرية تأتي مسرحية «عربانة» بألم ومأساة مواطن عراقي عبر سنوات من القهروالالم والمعاناة. حرفية عالية واشتغال على المضامين والحلول الاخراجية وقبل كل هذا وذاك اقتدار عال المستوى للفنان الكبير عزيز خيون الذي أسرنا في رحلة الم ومعاناة شخصية «حنون» التي قدمها والتي عبر من خلالها عن عذابات ومأساة العراق والعراقيين. مسرحية «عربانة» للفرقة الوطنية للتمثيل «العراق»، وهي من تأليف حامد المالكي، سينوغرافيا وإخراج: عماد محمد، ومن تمثيل: عزيز خيون، لمياء بدن، يحيى إبراهيم، بهاء خيون، ضرغام عبدالهادي، عباس فاضل، بالاشتراك مع أحمد هاشم وأحمد ثامر .
تنطلق احداثيات المسرحية من خلال ديكور بسيط، تغمره إضاءة متواضعة، و«عربانة» تقليدية، تقاد بالدفع اليدوي، وقربها صاحبها، وهو في حالة يرثى لها، حيث سرعان ما تظهر زوجته، وهي متمددة في وسط العربانة، ليلتحق بها، ويطلب منها أن تقرأ عليه الأخبار، وإذ بها كلها أخبار تتعلق بمرحلة ما بعد الربيع العربي، وغير ذلك من الأحداث الساخنة، كي يعلق عليها، ويربط بينها، وما جرى ويجري في العراق، غير بعيد عما يتم في المنطقة عموماً . تدور فكرة المسرحية، حول ما اصطلح عليه بالربيع العربي، وتأثيره في الإنسان العراقي، حيث يتم استعراض أهم المفاصل التاريخية في تاريخ العراق المعاصر، من حروب، وقمع، واستبداد، واحتلال، من خلال شخصية صاحب العربة وهو «حنون» الذي يحمل إجازة جامعية، بيد أنه يكره ارتداء اللباس العسكري، تحت إمرة عريف، كي يخلعه فيما بعد، ويتحوّل إلى عاطل عن العمل، ليس له إلا ذاكرته، يتناول من خلالها، وعلى نحو إشاري، إلى أحداث كبيرة، بينما تقدم ملفات سيرته الحياتية في مجلدين، من قبل شخصيتين صامتتين، لا تتحدثان عبر أكثر من ساعة من زمن المسرحية، بل تراقبان الرجل، وتدونان كل ما يتعلق به وإحباطاته وعذاباته الكبيرة التي لا يفتأ يعبر عنها، تارة باللغة الفصحى، وأخرى باللهجة العراقية الدارجة، المشبعة بالحزن، والأنين .
تكشف المسرحية، في المقابل، عن طيبة روح المواطن العراقي البسيط، الذي اضطر أن يكون دافع ضريبة السياسي، وهو يخطط بعيداً عن مصلحته، كي يكون وقود الحرب، وأداتها، رغم أنه في الأصل عماد أي تغيير ممكن، كما أنه لا يتوانى في كل مرة عن الاسترسال وراء أحلامه، البسيطة، المشروعة، ومنها ألا يكون ضيفاً على وطنه في بيت مستأجر، وألا يمنع حتى من شم رائحة نفط بلاده، وهو ما يصرح به حنون عندما يفكر أن يكون بوعزيزي العراق، فيضطر لأخذ بعض النفط من جيرانه. ما يلاحظ على العرض أنه رغم وجود نقاط جد مثيرة فيه، تشد المتلقي، وتجذبه، منها: الربط بين عذابات العراقي وعربة التغيير التي تدور، إضافة إلى موضوعي: القهر ومعادلة الحلم، بل وتتبع شريط تحولات المكان العراقي، من الاستبداد إلى الاحتلال، رغم كل هذا فإن العرض تضمن زوائد، وترهلات، واستطالات، لا مسوغ لها، لولا الولع بالإمعان في الغرق في «الكوميديا السوداء» وكان من الممكن أن يتم تشذيبها، كي يكون العرض، بمثابة قصيدة مختلفة، في ثورات الربيع العربي .
المصدر : جريدة النهار
|
| |