23-01-2014, 09:56 AM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| فيلم «عبد لـ 12 عاماً» توج بجائزة الغولدن غلوب في طريقه للفوز بالأوسكار فيلم «عبد لـ 12 عاماً» توج بجائزة الغولدن غلوب
حقق فيلم «عبد لـ 12 عاما» جائزة الكرة الذهبية «الغولدن غلوب» التي يمنحها نقاد السينما الاجانب في لوس انجلوس، وكأنه بذلك يعطي اشارة صريحة للقفز الى الاوسكار مؤكدين ان ما نسبة التسعين في المئة من الاعمال الفائزة بالغولدن غلوب تجد طريقها الى الوسكار رغم المنافسة المستعرة هذا العام .
فيلم «عبد لـ 12 عاما» يجعلنا أمام سؤال محوري ترى كيف يمكن أن يكون شعور رجل عاش حياته حراً ويتحول فجأة إلى عبد يشترى ويباع ويذوق شتى أصناف التعذيب والمهانة لدرجة يفقد معها اسمه الحقيقي وهل يمكن للظروف ان تجبره على الاستسلام للقهر، أم يتوجب عليه المقاومة ليعود حراً من جديد قد تكون هذه الأسئلة أول ما يخطر ببال مشاهد فيلم «عبد لاثنتي عشرة سنة» (12 Years A Slave) للمخرج ستيف ماكوين، وهو الفيلم الذي خرج الأول من أمس متوجاً بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم درامي.
الفيلم يعرض حكاية سلومون نورثوب التي وقعت أحداثها في فترة ما قبل الحرب الأهلية الأميركية واستمرت من 1841 وحتى 1853، حيث تبدأ معاناته مع مالكه مايكل فاسبيندر، والبحث عن حريته المسلوبة، والعودة لعائلته مجدداً بعد استمراره في سخرة العبودية مدة 12 عاماً، تكاد تكون من أصعب سنوات حياته، لتبدو جملة «لا أريد أن أحيا وانما أريد أن أعيش» من أقوى الجمل الحوارية التي يمكن ان تسمعها في بداية مشاهد الفيلم، حينما ينطق بها بطله الممثل البريطاني ذو الأصول النيجيرية تشيوتيل جيتوفور، عندما حاول رفاقه في العبودية اقناعه بالأمر الواقع.
لقد تمكن المخرج البريطاني ستيف ماكوين في هذا الفيلم بحسه الفني الكبير، مع سيناريو شديد الاخلاص في اقتباس سيرة ذاتية تقاسم أدوارها باقتدار بين عبيد وأسياد نجوم كبار في مقدمتهم، الممثل تشيوتيل جيتوفور الذي جسد دور «سلومون نورثوب» أو «بلات» في مرحلة ثانية من الفيلم، حيث أثبت مدى قدرته على امتلاك أدواته الفنية، فيما بدا ماكوين على دراية جيدة بالتاريخ الأميركي، واجداً في حكاية نورثوب ساحات من الغموض، حيث الانتقال من الحرية الى العبودية، لتبدو هنا صعوبة التجربة، لمن عاش الحرية، ان يعيش العبودية، وتكسير الهوية والشخصية، ليقدم لنا صورة سينمائية تكشف العديد من التفاصيل النفسية والذهنية والانسانية، حيث أقصى درجات الألم والقدرة على المواجهة، في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
الفيلم بعمومه يسلّط الضوء على معاناة العبيد في تلك الحقبة، والضريبة الغالية التي دفعوها فقط لأنّ لون بشرتهم داكناً، أسماؤهم الحقيقية غير مهمة طالما أن «السيد» يعتبرهم سلعة تشتري وتباع، يشقون في العمل قبل بزوغ الفجر، غير ان الشعور بالتعب ممنوع والسوط جاهز لمعاقبة كلّ مقصر، بغض النظر عما اذا كان كهلاً أو فتى أو حتى سيّدة، ليذكرنا بمشاهد فيلم «ديجانجو بلا قيود» الذي عرض في 2012.
مشاهد قاسية ومؤلمة جداً حملها الفيلم، لدرجة كانت قادرة على استفزاز العاطفة، ويبدو ان المخرج ماكوين تقصد في اظهاره للعبيد وهم يتعرَّضون لأبشع صور الاعدام والقتل، خاصة ما جاء في أحد مشاهد الفيلم المروعة والتي دامت لمدة 10 دقائق، ويظهر فيها صاحب مزرعة إبس ــ الذي قام فيه مايكل فاسبندر بدور الممثِّل ــ وهو يعلِّق عبده بسلسلة حديدية في عمود، قبل أن يأمر بضربه، ليظهر لاحقاً وقد تعرَّضَ للجلد مرات عديدة بالمزرعة، فمحاولة ماكوين هذه يبدو أنها كانت ضرورية للتعريف بمدى الظلم الذي عانته هذه الشريحة في تلك الفترة، فما كاد ينتهي من منظر تعليق «بلات» على الشجرة، حتى أطل علينا بمشهد آخر تتعرض فيه «باتسي» وهي عبدة سمراء حاولت الهروب من سيدها للضرب بالسوط. أكد الممثل شيوتيل إيجيوفور في تعليقه على الفيلم انه مسه بشدة على المستوى الشخصي، حيث تصادف قبل سفره الى ولاية لويزيانا الأميركية لتصوير الفيلم، وجوده في نيجيريا، لافتاً الى ان تجار الرقيق كانوا يخطفون الرجال من الساحل النيجيري لارسالهم إلى ولاية لويزيانا لاستعبادهم، وأشار الى أن مشاهد العنف والقسوة المقتبسة من القصة نفسها، كانت ضرورية جداً، معتبراً أنه مع وجود ستيف ماكوين كمخرج للفيلم، لم نكن خائفين من عواقب الكشف عن كل ذلك والذهاب الى تلك الأماكن المظلمة في تاريخ الانسانية.
ويبقى ان نقول.. ان الفيلم من انتاج النجم برد بيت الذي اكتفى بدور صغير ولكنه ذو مضامين.. هذا الفوز يمهد الطريق الى الاوسكار فهل سيكون الطريق ممهدا؟
المصدر : جريدة النهار
|
| |