13-02-2014, 04:25 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| يوسف شاهين... أفلامه حققت الشهرة وصدم الجمهور بآرائه يوسف شاهين... أفلامه حققت الشهرة وصدم الجمهور بآرائه
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات المخرج الراحل يوسف شاهين:
اشتهر المخرج الراحل يوسف شاهين بأفلامه المثيرة للجدل سواء من ناحية الأفكار المطروحة أو في ما يتعلق ببعض المشاهد، وعرف بعدائه لجماعات «الإسلام السياسي»، وتناول قصة النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وصدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمرأة سيئة السمعة.
نشأته
ولد يوسف جبرائيل شاهين في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية. تلقى تعليمه في مدارس خاصة منها كلية فيكتوريا والتي حصل منها على الشهادة الثانوية.
وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي ليدرس فنون المسرح.
مسيرته المهنية
بعد رجوع شاهين إلى مصر، ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام، فكان أول فيلم له هو «بابا أمين» في العام 1950. وبعد عام واحد شارك فيلمه «ابن النيل» في مهرجان كان.
في العام 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاج، وحصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه «إسكندرية ليه؟» في العام 1978، وهو الفيلم الأول من أربعة أفلام تروي حياته الشخصية. أما الأفلام الثلاثة الأخرى، فهي «حدوتة مصرية» العام 1982، «إسكندرية كمان وكمان» العام 1990 و«إسكندرية - نيويورك» العام 2004. وفي العام 1992 عرض عليه جاك لاسال أن يقدم مسرحية، فاختار مسرحية «كاليجولا» لألبير كامو التي حققت نجاحاً. وبدأ بكتابة قصة مستوحاة من شخصية النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام فأثار جدلاً كبيراً.
ظهر شاهين كممثل في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل «باب الحديد» و«إسكندرية كمان وكمان»، وفي العام 1997 حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان عن مجموع أفلامه، كما منح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا في العام 2006.
وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية، شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية العام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضري، كمال رمزي وسمير فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل تركت بصمة واضحة واختير سبعة من أفلامه ضمن هذه القائمة وهي: «صراع في الوادي»، «باب الحديد»، «الناصر صلاح الدين»، «الأرض»، «العصفور»، «عودة الابن الضال» و«إسكندرية ليه».
أفلامه
قدم شاهين عدداً كبيراً من الأفلام الروائية وهي: «بابا أمين»، «ابن النيل»، «المهرج الكبير»، «سيدة القطار»، «نساء بلا رجال»، «صراع في الوادي»، «شيطان الصحراء»، «صراع في الميناء»، «الناصر صلاح الدين»، «فجر يوم جديد»، «الناس والنيل»، «الأرض»، «الاختيار»، «عودة الابن الضال»، «إسكندرية... ليه؟»، «حدوتة مصرية»، «وداعاً بونابارت»، «اليوم السادس»، «إسكندرية كمان وكمان»، «المهاجر»، «المصير»، «الآخر»، «سكوت هنصور»، «إسكندرية - نيويورك» و«هي فوضى»، كما أخرج يوسف شاهين ستة أفلام قصيرة أخرى.
الموسيقى والغناء
منذ بداية مشواره مع السينما، استخدم شاهين الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه منذ فيلمه الأول «بابا أمين» وحتى آخر أفلامه «هي فوضى». وفي تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك في اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكره.
تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم «انت حبيبي» العام 1957، وقدم مع فيروز والأخوين رحباني فيلم «بياع الخواتم» في العام 1965 واختار ماجدة الرومي لبطولة فيلم «عودة الابن الضال» في العام 1976 ولطيفة في «سكوت هنصور» العام 2001.
ويمثل محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في أفلام يوسف شاهين، فقدم معه «حدوتة مصرية» في العام 1982 أتبعها بفيلم «اليوم السادس» بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» العام 1997. وخلال تلك المسيرة لحّن شاهين أغنيتين، الأولى هي «حدوتة حتتنا» في فيلم «اليوم السادس» وأداها الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي «قبل ما» للطيفة في فيلمه «سكوت هنصور» من كلمات كوثر مصطفى وتوزيع الموسيقار عمر خيرت.
ظهوره في أفلامه
كان شاهين يحب الظهور في أفلامه، فقد ظهرت لقطة له يصرخ في أحد مساعديه «يمين إيه ح تخش في الحيط» في فيلم «حدوتة مصرية»، لكنه ظهر في أفلام أخرى كممثل، مثل شخصية «قناوي» في «باب الحديد» ومشاهد قصيرة في «إسماعيل ياسين في الطيران» من إخراج فطين عبد الوهاب، وظهر في لقطة خاطفة في فيلم «ابن النيل» أثناء نزول محمود المليجي على السلم هارباً من البوليس. كما قام بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم «فجر يوم جديد» و«اليوم السادس» و«إسكندرية كمان وكمان». وكان آخرها ظهوره في فيلم «ويجا» مجاملة لتلميذه خالد يوسف.
جوائز
• « التانيت الذهبية » من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم « الاختيار» العام 1970.
• «الدب الفضي» من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم «إسكندرية... ليه؟» العام 1979.
• «أفضل تصوير» من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم «إسكندرية كمان وكمان» العام 1989.
• مهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم «المصير» العام 1997.
• «الإنجاز العام» من مهرجان كان السينمائي عن فيلم «المصير» العام 1997.
• «فرنسوا كالية» من مهرجان كان السينمائي عن فيلم «الآخر» العام 1999.
• «اليونيسكو» من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم «11/9/2001» العام 2003.
آراؤه السياسية والاجتماعية
كانت ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية... ففي الفترة بين 1964 و1968 عمل خارج مصر بسبب خلافاته مع النظام المصري، وعاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي. كما كان معارضاً للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات «الإسلام السياسي».
وكشف عن آرائه في عدد كبير من أفلامه، كفيلم «باب الحديد» الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمرأة سيئة السمعة، وفيلم «العصفور» سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثار فيلم «المهاجر» في العام 1994 غضبا لانه تناول قصة النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
وتنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل «صراع في الوادي»، «الأرض» و«عودة الابن الضال»، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل «جميلة» و«وداعاً بونابرت» إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل «باب الحديد»، «الاختيار» و«فجر يوم جديد».
مرضه ووفاته
في 15 يونيو العام 2008، أُصيب يوسف شاهين بنزيف متكرر في المخ، وفي 16 يونيو 2008 دخل في غيبوبة ونقل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة. وطالب خالد يوسف الذي أخرج مع شاهين فيلم «هي فوضى» باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا أو بريطانيا لتلقي العلاج.
نقل شاهين على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس، حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأميركي في العاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر.
توفي يوسف شاهين عن 82 عاماً في 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع، وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة في بطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية في القاهرة، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينة الإسكندرية.
المصدر : جريدة الراي
|
| |