[امل]

ترفض لقب النجمة وتكتفي باسمها المجرد


أحلام محمد: قرار تعسفي أبعدني عن التمثيل





ثقافتها العالية وتواضعها واحترامها الشديد لنفسها وللجمهور جعلها في اطار رائع من الصعب اختراقه او حتى الحوم حوله.. بساطتها المتناهية في التعامل وعدم التكلف رفعها الى أعلى لتشاهدها نجمة مضيئة في سماء الفن، رغم انها ترفض لقب النجمة فإن الفنانة البحرينية احلام محمد نجمة ورغم الزخم الإعلامي التي تعيشه المنطقة في الآونة الأخيرة وفي ظل غزارة الانتاج الدراسي نجد احلام محمد منفعلة كثيرا في الاعمال لانها فنانة ملتزمة وتحرص أشد الحرص على رسالتها الفنية التي كانت ومازالت مؤمنة بأهميتها في توعية المجتمع المتقدم والحضارة، لذا تحرص على انتقاد ما تقدمه لجمهورها وفي حال احست بان ما ستقدمه يتنافى مع قيمتها ومبادئها تعتذر وتنسحب على الفور، هذه هي احلام محمد التي خصت جريدة «القبس» بلقاء تحدثت فيه بصراحة وحاولت من خلاله ان تكشف عن اهم المحطات في حياتها.

• هل خططت لكي تكوني ممثلة مشهورة أو الممثلة الأولى في البحرين؟
ـ كلا لم اخطط على الاطلاق فهواية التمثيل كانت تسيطر على الفطرة بداخلي منذ الطفولة وسبب اقتحامي مجال التمثيل حبي له وعشقي الابدي للمسرح.
نجمة على الأرض
• اذن الموهبة التي تمتلكينها هي التي جعلتك نجمة؟
ـ لا احب هذه الكلمة فكيف اكون نجمة وانا على الأرض.. وفي رأيي هذه الديباجات التي تسبق اسم الفنان هي جوفاء ولا تضيف إليّ شيئا.
• اذن ماذا تطلقين على نفسك؟
ـ أنا احلام محمد
• هل ساعدك احد منذ البداية في انطلاقتك كممثلة ام انك انت من أخذ بيد نفسك؟
ـ في الحقيقة كنت ابني نفسي بنفسي والحمد لله ان موهبتي هي التي فرضت نفسها، واذكر انني عندما كنت طالبة في المتوسط وبدأت العمل في المسرح البحريني في السبعينات لم يكن هناك ممثلات الا انا لذلك كانت تسند إليّ الأدوار النسائية الأولى ولهذا السبب كانت انطلاقتي قوية ومؤثرة في العروض المسرحية.
• اعتقد انك لم تكوني أول ممثلة تضع اقدامها على خشبة المسرح في البحرين؟
ــــ هذا صحيح ولكن جميع من سبقني من الممثلات لم يستمررن، كن يقمن بتقديم عمل او اثنين على الاكثر ثم يبتعدن وعندما دخلت المجال لم يكن هناك احد على الاطلاق لذلك فانا اقدم ممثلة في البحرين ظهرت في ذلك الوقت واستمرت حتى الان.
المعهد العالي للفنون المسرحية
• كيف فكرت في ان تلتحقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت وتغتربي من بلدك البحرين في سن مبكرة؟
ـ عندما تخرجت من الثانوية العامة بحثت عن وظيفة ولم افكر في عملية مواصلة الدراسة الاكاديمية ولكن شقيقي الذي كان يعمل في قسم المسرح والفنون ابلغني بانه تم افتتاح المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت وهناك لجنة قادمة للتو من الكويت الى البحرين لاختيار الطلبة الراغبين في الدراسة بالمعهد في أول سنة لي، تحمست للفكرة وبعد اجتيازي للاختبارات احسست ان في اقتداري ان اصقل وانمي هوايتي بالدراسة.
• هل يسعدك أنك كنت من الدفعة الأولى التي تلتحق وتتخرج من المعهد العالي؟
ـ بالتأكيد يسعدني لأن دفعتنا كانت جميلة ولأننا النواة الأولى كان الجهد والتركيز علينا عالياً لذلك استفدت كثيراً من المعهد وقد تتلمذت على يد أكثر من مدرس واكثر من مدرسة، مثل جمال الشرقاوي وكرم مطاوع واحمد عبدالحليم وكمال ياسين وهؤلاء الاساتذة هم نخبة من اجيال المسرح القديم أو الكلاسيكي ان صح التعبير واخذت من خبرة كل واحد منهم.
• من تتذكرين من الممثلات اللاتي كن معك في الدفعة الأولى؟
ـ كنا ثلاثا فقط أنا وسعاد حسين وهي مذيعة حالياً في اذاعة الكويت وفاطمة الدوسري من البحرين لكنها لم تستمر في المجال وابتعدت.
الدراما الكويتية
• حدثينا عن بداياتك مع الدراما الكويتية؟
ـ تأخرت انطلاقتي بالدراما الكويتية نوعاً ما بسبب دراستي في المعهد، واذكر ان الفنان الراحل علي المفيدي كان يقدم في السبيعنات مسلسلات الاطفال وكان يدعوني اكثر من مرة للمشاركة في هذه الاعمال التلفزيونية بالاضافة الى الراحل صقر الرشود الذي كان يتوسم بموهبتي خيراً واشاد اكثر من مرة بأدائي وبالمشاركة في اعماله بمسرح الخليج وللامانة اشادة صقر الرشود هي وسام شرف تسلمته مباشرة ولكن المعهد لم يكن يسمح او يشجع مثل هذه المشاركات اثناء الدراسة لذلك كانت انطلاقتي بعد التخرج ومن خلال افتح يا سمسم وتجربة الاقدار تزامنت معها ايضاً ومن ثم توالت الاعمال وشاركت اكثر من جهة انتاج في اعمالها وتحديداً شركة النورس فقد كانت تقدم آنذاك اعمالا درامية جميلة وقوية ولو نظرت الى اعمال الراحل عبدالعزيز المنصور القديمة ستجدني في اغلبها.
• بالمناسبة هل لديك علم عن سبب منع عرض مسلسل «المنزل» للمخرج الراحل عبدالعزيز المنصور والكاتب مهدي الصايغ وكان من انتاج النورس؟
ـ لقد عرض العمل في تلفزيون أبوظبي ولكن منع عرضه في تلفزيون الكويت ولا اعرف اسباب منع عرضه الى الآن، وربما ان تلفزيون الكويت آنذاك كان التلفزيون الذي يحظى بأكبر نسبة متابعة لذلك لم يحقق العمل النجاح المنشود رغم وجود العمل وتماسك النص، واذكر انني اديت دور المرأة المطلقة وما تواجهه من معاناة وقيود تفرض عليها وكانت هذه الادوار جديدة في المعالجة في ذلك الوقت.
انسحاب
• رغم انك كنت القاسم المشترك لمعظم المسلسلات القطرية في منتصف الثمانينات فإنك انسحبت من بروفات مسلسل «احلام البسطاء» لوداد الكواري ورحلت الى البحرين دون المشاركة في العمل؟
ـ قمت بقراءة النص واعجبت بالدور وعندما وصلت الى قطر جمعتني جلسة واحدة فقط في البروفات وعلى اثرها قررت الانسحاب عندما اثيرت امور وحدثت مواقف لم تعجبني مثل تعديل بعض الادوار على حساب دوري وعلى حساب اشياء اخرى لم اكن اتوقعها.
• ولكنك فنانة قديرة ولك مكانتك في الخليج، كان في استطاعتك ألا تسمحي لأحد بالتدخل في دورك؟
ـ كانت هناك مسافة بيني وبينهم ولم نستطع الالتقاء كما انني انسانة لا تحبذ الصراع والخلافات لذلك قررت الانسحاب بهدوء.
• في عام 86 قدمت عملاً درامياً جميلاً بعنوان «بيت الاوهام» في الكويت ثم اختفيت لفترة طويلة جداً تقارب 11 عاماً من الدراما الكويتية وعدت من جديد في مسلسل «القرار الاخير هل لك ان تحكي لنا اسباب هذا الانقطاع الطويل؟
ـ في هذه الفترة اختفيت او توقفت عن المشاركة بجميع الاعمال الدرامية في المنطقة بما فيها دولتي البحرين وليس فقط الدراما الكويتية والسبب يعود الى ان المسؤول في تلك الفترة بوزارة الاعلام منعني من المشاركة في اعمال خارج نطاق الوظيفة وانا مذيعة في اذاعة البحرين وفي حال مخالفة هذا القرار القسري سوف يتم الاستغناء عني في الوزارة، لذا تمسكت بالوظيفة لانها المصدر الرئيسي للرزق بالنسبة لي ولو اني خالفت اوامر المسؤول وفصلت من وظيفتي سأجبر على الموافقة على أي عمل أكان جيدا ام سيئا، والمشاركة في اكبر قدر ممكن من الاعمال الفنية للوفاء بالاحتياجات والالتزامات المادية وهذا يتناقض مع مبادئي وقناعاتي لاني ممثلة احرص على اسمي وعلى احترام الجمهور وانتقي ادواري واعمالي بعناية فائقة لذا لجأت الى اهون الشرين، وبعد سنوات قررت ان اواجه هذا القرار التعسفي بحقي وعندما عرضت عليّ المشاركة في مسلسل «القرار الاخير» وهو العمل الذي عدت وانطلقت من خلاله بقوة الى الدراما.. اخذت اجازة وكنت حريصة على عدم اخبار احد بمشاركتي الى ان يتم عرض العمل ولكن الحمدلله فان الامور مرت على خير ودون زوابع او مشاكل.
القرار الأخير
• من الذي قام بترشيحك في «القرار الأخير» او بالاحرى فكر في ان يعيدك الى الساحة بعد ان اصبحت شبه منسية؟
ـ بالتاكيد المخرج عبدالعزيز المنصور، وهذا شجعني على العودة من جديد من خلال عمل يتولى هو اخراجه، ومعظم اعمالي التلفزيونية كانت من اخراج عبدالعزيز المنصور واول عمل تصدى لاخراجه كان ثلاثية بعنوان «اشياء ضرورية» وكنت مشاركة فيه وبعدها انطلقت للمشاركة في اغلب اعماله التي اخرجها.
• هل كنت متخوفة اثناء العودة لاسيما انك ابتعدت عن التمثيل لفترة طويلة.
ـ نعم كنت متخوفة ومرتعبة للغاية لدرجة انني شعرت بأنني اقف امام الكاميرا لاول مرة، واذكر ان فجر السعيد لاحظت توتري في اللوكيشن في بداية التصوير وقامت بتصويري اكثر من مرة وانا في حالة من الشرود.
• رغم ان الجمهور بدأ بنسيان احلام محمد بالتدريج بسبب اختفائك الطويل فإن عودتك في القرار الاخير شهدت ترحيبا حارا من قبل الجمهور الكويتي وكأن سنوات الانقطاع تبددت الى سنة فقط.. هل شعرت وقتها بان الجمهور الكويتي يعتبرك ابنة الكويت؟
ـ هذا الشعور ليس فقط نابعاً من الجمهور الكويتي لأنني انا شخصيا اعتبر نفسي كويتية فقد عشت في الكويت اربع سنوات متواصلة اثناء دراستي اعقبها استقرار لاكثر من عام من اجل تصوير «افتح يا سمسم» ومن ثم في المشاركة في الاعمال الكويتية فأغلب عمري الفني قضيته في الكويت وهذا الشعور جميل ويسعدني للغاية.
• هل صحيح انه عرضت عليك المشاركة اكثر من مرة في اعمال سكوب سنتر واعتذرت؟
ـ نعم لانني لم اتفق معهم مادياً.
• في الأعوام الثلاثة المنصرمة اعتذرت عن الاعمال التي توجه اليك من قبل شركات الانتاج في الكويت، ما السبب يا ترى؟
ـ هناك سبب واحد وفي الحقيقة لا اود الحديث فيه لانه يؤلمني ولكنني مرغمة على الإجابة لكي لا يفسر اعتذاري كما تزعم، الحكاية هي ان والدتي توفيت قبل ثلاث سنوات وأنا ملتصقة بها الى أبعد الحدود ومازلت أعاني من فراغ في غيابها، لذلك لم استطع المشاركة في الاعمال، أكانت كويتية أم خليجية في تلك الفترة، لأن حالتي النفسية لم تسعفني.
انحدار الدراما
• في رأيك لماذا انحدر مستوى الدراما؟
ـ ازدياد عدد الفضائيات بشكل مستفز وكل محطة تود تغطية ساعات البث بالمسلسلات، فأصبح الكتّاب يكتبون على عجل والمنتجون ينفذون أعمالهم على عجل.
• ما الأعمال التي تعتزين بها؟
ـ على سبيل المثال لا الحصر «افتح يا سمسم».. و«اشياء ضرورية».



المصدر