تُعتبر الأعمال الفنية بمختلف أنواعها فرص لإنشاط روابط الثقة بين أفراد المجتمع ، سواء كانوا عاملين ومنفذين أم مجرد متفرجين ومتابعين ، فمن خلال المادة المقدمة تشعر مجتمع بأكمله بالمزيد من الفخر والإنتماء لمجتمعهم ، العمل الفني بمثابة تطبيق عملي لتجربة الشراكة المجتمعية ونتاج سياسة صنعتها الدولة لمجتمعها من خلال (نسبة الاتفاق والتوافق)
الفن يعتبر نتاج تعايش بين المؤسسات الحكومية والخاصة و الشعب ، فمن خلال التعاون والتوافق يعرض الجانب الإبداعي للفنون لدى الأفراد الذي يعكسون (جمالية حضارتهم وحضارة الشعوب) والحضارة والوعي والثقافة تنتج مواهب لا يخرج منها الا الاحساس المرهف والذوق العالي لكل ما هو جميل وهذا يعكس أثر لدى المتلقي وتجعله ملتزم ومحافظ على مصادر الجمال وهذا يبني مجتمع فخور بنفسه وبأعماله حتى لو كان غير مساهم يكفي انه يتعلق بتاريخه و باتصاله بماضيه وماضي اجداده
الفن وسيلة قوية لتثقيف ويعد أكثر وأكبر وسيلة لجعل الشعوب متماسكة في الأزمات والشدائد ولا تضعف لحمته أي محاولة لاضعافه وتفكيكه ، كما تساهم الفنون في انعاش الاقتصاد للدولة و تساهم في تحسين المستوى المعيشي للمجتمع من خلال خلق فرص و تشجيع الطاقات و الاعتناء بها كـ الكنوز الثمينة ، و تحد من ظاهرة البطالة وتدعم قطاع السياحة وتجذب حتى السواح للحضور (اماكن التصوير للمسلسل الفلاني او للحضور للمسرح الفلاني مثلاً ، حتى مقر افتتاح المرسم الفلاني وكذلك فرصة لخلق مهرجانات وفعاليات التي يحرص عليها السواح)
الفن يساهم في دعم ميزانية الدولة والأدلة كثيره ، بعض الدول تعتمد على الفن في انعاش اقتصادها من خلال الصناعة والاعمال الفنية ، هناك دول تصل ارباحها السنوية الى 99 مليار دولار سنويا
-------------------------------------------------------------------------------
الفن المسرحي والدراما بمعناه الحقيقي لا يرتبط بطرح الواقع أو الابتعاد عن الواقع "الخيال" الفن هو لغة جميلة من خلالها يخاطب المجتمع العالم .. لذلك يعتبر الكثير الفن هو (واجهة الشعوب) و مقياس لثقافته و حضارته و ثقافته .. لأن الابداع موجود في كل مكان والله سبحانه وتعالى خلق المواهب عند البشر منذ النشأة و هناك المحترفين في جميع المجالات .. لكن كيفية استغلال المواهب و رعايتها و طريقة تقديمها للعالم تؤكد إن كنت تنتمي لمجتمع نظيف أو العكس ...
مثلا مقومات مجتمع طارق العلي المسلم تعادل مجتمع مستربين الكافر ... وكل منهم ينقل حضارة بلده ومستوى الكوميديا التي تعكس مجتمعه من خلال تعليمه و تربيته و تحصينه علمياً واجتماعياً ... فكل منهم يعطي انطباع على مجتمعه ان كان متقدم أم متخلف
المجتمع الذي يتأسس تأسيس ضعيف و علاقته سطحية مع حكومته و المهضوم حقه و الذي يتلقى التعليم الخاطئ أو التعليم الذي يقتل ابداعه و يحطم قدراته ينتج جهل و مهما وصل الى سن كبير او حصل على شهادات عليا و ... يبقى ضعيف وهزيل و غير واثق من نفسه ولا من حضارة بلده و لا يعتز بتاريخ اجداده و هذا من السهل السيطرة عليه و استعمار ارضه ، ويتأقلم بسهولة على الثقافات الاخرى ويرمز للدول الاخرى بالمتقدمة ويستخدم مصطلحات اجنبية (البعض يكشخ بملابس غيره .. ويكشخ باستخدام لغة غيره) ويتعاطف مع عادات بلدان اجنبية ، و هذا يعزز ثقة الغرب ويعتبرنا متخلفين و غير متقدمين
---------------------------------------------------------------------------
نتعمق أكثر ؟ ..
نعم في مجتمعنا الخليجي الكثير من الاجيال الحالية يخجل من تاريخه وماضيه ويشمئز من بعض العادات والتقاليد و يعتبر مهن اجداده غير مشرفة "تفشله" والكثير يستحقر كل ما هو يتعلق بالماضي (حتى الاعمال الفنية القديمة لا يرغب لها ولا يفهم اطروحاتها ويعتبرها فاشلة لكنه يتحفظ) لذلك أصبح الجمهور الحالي لا يتذوق الابداع الحقيقي ..
كلما ازداد المجتمع علماً ووعياً .. ارتقى فنياً
الفن يرتقي في كل الظروف سواء كان النظام السياسي دكتاتورياً ام ليبراليا ، الا في حالة وحدة وهي جهل المجتمع ، الجهل هو من يحدد مصير الشعوب
الدكتاتورية لا تنفي الابداع المعارض لها، والليبرالية المعتمدة على الحرية ايضا تصل للفن بالرقي، اما الفوضى السياسية والتعبث بالحرية طبيعي تنتج مجتمعاً متخلف ، لا يربطه رابط مع الثقافة بشكل عام والفن بشكل خاص
للأسف مجتمعنا الحالي يجهل الفن بمعناه و يجهل انعكاسه وتأثيره ، وصار العمل الفني عبارة عن لعبة مسلية بنسبة للجمهور ... و آله كهربائية تنتج بنسبة للعالمين في الفن (مثل جهاز الرياضة استخدامه لهدف تقوية الجسد وهذه كماليات ، المال كماليات)
----------------------------------------------------------------------------------
نحن بحاجة الى اعادة بناء العقل من خلال التعليم اولاً و الحصانة الذهنية العامة ، والرعاية الاخلاقية و استغلال الاسلام نهج للأصلاح و العطاء و الاحتضان و زرع الثقة و التقدم في جميع القطاعات ، من ضمنها الابداع الفني .. نحن بحاجة الى علم يصنع مواهب ومبدعين ومخترعين و مكتشفين .. وهذا يعني اننا لانستمر في تعليم المناهج الروتينية
الفن حالياً هو مجرد سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب ، لقضاء الاحتياجات اليومية للفرد ، و ليس المستقبلية الحاصنة للدولة والمجتمع .. وخطأ نعتب على الجمهور الذي ينجذب للانحطاط و يتابع الاعمال السيئة ، في النهاية الجمهور يعتمد على ذائقة مرتبطة بمستوى التعليم وطريقته ومناهجه .. وهذا لا يعني ان الجامعي مثقف و خريج الابتدائي جاهل .. القصد هو طبيعة التعليم و مادة المناهج ومستواها ، احيانا من خلال الابتدائية تستطيع ان تنتج مخترع ، ومن خلال الشهادة الجامعية لا تنتج سوا موظف بدالة
البعض يعتبر ذائقة الجمهور مرتبطة بالاوضاع السياسية في البلد و مستوى الاقتصاد و نسبة الثقافة المجتمعية
واقعا الجمهور اليوم صار يبحث عن الكوميديا و الفنان الكوميدي هو أكثر جماهيرية وهذا تشجيع للكل في الاتجاه نحو الكوميديا حتى وان تطلب الامر في تقديم السطحية (حتى لو مو دمك خفيف .. حاول تتخيفف) بدون قناعة وثقة شخصية من الشخص ..
الجمهور اصبح يمييل للسطحية حتى لو تعمدت تقديم التهريج بدون قناعة ، سيكون لك محبين و معجبين حتى لو كنت غير محب ومعجب بنفسك
على مستوى الخليج .. ملاحظ ان الفن اصبح فجأة .. بدائي .. على مستوى الانتاج والطرح و الاسلوب .. وصار يستهدف النخبة الجاهلة وهي بطبيعة الحال عددها اكبر .. فجأة اصبحت القنوات الفضائية بأكملها تدعم المنتج التاجر الذي تتقاعد معه مقابل اموال وبدوره يستغل الاجساد لترويج بضاعته ، وللاسف صارت الاعمال المخصصة للكبار يتابعها الاطفال ..
حال الفن الخليجي يشير اننا شعب على وشك ال...
بشهادة الجميع ان الفن اطاح بالذوق العام عمداً و قتل الابداع ليجعل (الي فوق) اقرب الى كراسيهم ، بقائهم الدائم وسيطرتهم تكمن في تغيير دور الفن الحقيقي ، واستبداله بفن يساهم في تغييب عقول الناس من خلال محاربة المبدعين الحقيقين وتشجيع الفاسدين .. + اتاحة الفرص للدخلاء الغير موهوبين ودمجهم مع الموهبين المنحرفين أو المعتادين على التنازلات بمادئيهم ... تلتقي الفئتين في عبادة المال والسعي لعبادة الحياة
---------------------------------------------------------------------
الفن تأثيره في هذه المرحلة أكثر من تأثير المخدرات
ان استمر الحال على ما هو عليه مصير مستقبلنا العودة للزمن الأسوء من زمن الجاهلية .. تدريجياً مهما تقدم العمر و حصل الجميع على ارقى الرتب والمناصب واعلى الشهادات التي اعتدنا على جمعها لهدف التوظيف لهدف الحصول على المال وليس لهدف الاعمار والتثقيف ...
لا يستطيع الفرد منا تحصين نفسه في مجتمع غير محصن ... لكن بإمكاننا التبرئ بما لا يعكس حضارتنا وثقافتنا .. بإمكاننا استحقار كل من يستخدم لتشويه صورتنا و التشويش في عقول اجيالنا .. بإمكاننا عدم الاعتراف بالفن الذي لا يرضي ذائقتنا (مو شرط الفن يعجبنا بس المهم يرتقي لمجتمعنا حتى لو كنا لا نعترف بمواهب البعض لكن المهم ان يكونون سفراء لمجتمعنا)