[الفنون]

احتفل مسرح السلام بالانتهاء من أعمال المونتاج والمكساج للمسلسل التراثي الكوميدي «سوق واچف» وجاهزيته للعرض بعدما استمر العمل فيه لمدة اربعة شهور متواصلة نظرا لأهميته التراثية وتسلسل احداثه، حيث فرضت عليه السرية التامة منذ بدأ العمل فيه.

وقد اوضح المدير التنفيذي لمسرح السلام محمد دشتي ان هذا العمل له خصوصية في طريقة تصويره وانتاجه، سواء في القصة المكتوبة أو العاملين فيه من فنيين وممثلين، مشيرا الى ان كل مشهد فيه يعد لوحة فنية متميزة، لاسيما انه قد تم اختيار الفنانين المشاركين فيه وأماكن التصوير بعناية شديدة.

وحول عرضه خلال شهر رمضان المقبل، قال دشتي: هناك العديد من العروض والقنوات التي ترغب في عرضه في الشهر الكريم، ونحن في مسرح السلام قد رفضنا عروضا كثيرة من اجل عرضه قبل رمضان لأسباب مهمة منها ان العمل يعد من الاعمال الدرامية الكبيرة، ثانيا انه يحمل قيمة تراثية كبيرة لأهل الخليج، ويشارك فيه جيل من الفنانين الذين عاصروا هذا السوق وتعاملوا فيه، ملمحا الى ان اختيار الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر لغناء المقدمة كان أمرا مقصودا لأنه خير من يعبر عن هذه الحقبة، متمنيا ان ينال اعجاب المشاهدين عند عرضه.

مسلسل «سوق واچف» من تأليف عبدالله المسلم، ويقوم ببطولته نخبة من كبار نجوم الخليج في مقدمتهم الفنان القدير ابراهيم الصلال، غانم الصالح، جاسم النبهان، انتصار الشراح، خالد البريكي، هبة الدري، فخرية خميس، لطيفة المجرن، مشعل الشايع، سمير القلاف، اسماعيل الراشد وغيرهم. ويتصدى لإخراجه الاماراتي جابر آل رحمة، وهو ينقلنا الى اجواء الاسواق الكبيرة، وتم اختيار هذا الاسم بناء على ما سيحمله العمل من احداث تدور حول تأثير هذا المعلم «السوق العتيق» على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في اطار كوميدي واجتماعي معاصر.

كما تكشف احداث المسلسل ايضا عن ثلاث طبقات اجتماعية الاولى محدودة الدخل، والثانية متوسطة والاخيرة طبقة الاغنياء واصحاب الملايين. الا ان العمل يتناول بشكل اكبر طبقة محدودي الدخل، وكيف يتعامل افرادها مع الطبقتين الاخريين، وتسير الاحداث في خطوط متوازية نجح خلالها الكاتب في الاتكاء على الظروف النفسية التي تنتاب ابطال نصه، بين طامع في تحقيق ثروة في اسرع وقت ممكن رغم امكاناته المتواضعة وآخر متوسط الحال يريد ان يتسيد الموقف، واغنياء في ورطة مما يحدث في العالم من انهيارات اقتصادية، واستطاع ان يصور الابعاد الدرامية متخذا من «سوق واچف» ملامحها.

وركز «سوق واچف» في طرح القضايا بشكل ولغة الماضي بصورة مختلفة عما ما هو معمول به في صناعة العمل الدرامي من خلال الكوميديا، لاسيما في جانب الاسر محدودة الدخل وهي الادوار التي تؤديها كل من الفنانة انتصار الشراح وفخرية خميس، حيث تتأثران ببريق العالم الجديد، لاسيما في عمليات التجميل والموضة رغم تواضع جمالهن وحالتهن الاقتصادية، وفي الجهة الاخرى يحلم الزوج غانم الصالح بالثراء السريع رغم امكانياته المادية البسيطة وثقافته المحدودة واعتماده في تصرفاته وسلوكه على تقاليد قديمة كثيرا ما أوقعته في مشاكل ومطبات مبكية مضحكة، كذلك يظهر المسلسل احوال التجارة والغوص في الماضي والمشاكل التي كان يواجهها جيل الرواد بتفاصيل سلسة فيها الكثير من الطرافة والكوميديا.

الجدير بالذكر ان مسلسل «سوق واچف» من الاعمال الجديدة التي حرص مسرح السلام على ان يتم التصوير في الاماكن الحقيقية للاحداث، وهو الامر الذي سيظهر منذ بداية مقدمته.