أختي العزيزة جميلة
لك جزيل الشكر وَ التقدير أختي الفاضلة .. على روعة هذا الطّرح القيّم في ردك
من الجيد أن أبناء هذا الجيل بدأ يعي هذه الصفة المنبوذة عند المجتمعات الراقية
والتي تتعارض مع كل ما هو نبيل وإنساني ..
ولعلنا لا ننسى أن الخطيئة التي أخرجت إبليس من جنة الله هي التكبر ، بعد أن تعالى بخلقه
على خلق آدم عليه السلام ، وكانت سبباً للعنته إلى الأبد ..
لفتني أيضاً المعلومات التي طرحتها وأعتقد عزيزتي أن البعض يخطئ في قوله أن الكبرياء
من حق الجميع لأن الكبرياء يعني لفظياً العظمة وهي حق لله وحده، وأتمنى عليهم أن يفرقوا
بين الكبرياء والعزة بالنفس .. فالأولى صفة لله وحده ، والثانية صفة حميدة يتصف بها البشر ..
وأتذكر الحديث النبوي الذي يتطرق لهذه الصفة في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
" العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما أسكنته ناري" ..
خذي مثلا قوله تعالى
{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور } ...
وَ قالَ عَزّ وَ جَل :
{ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا } ..
والنتيجة أختي عِندَما ( تُزرَع ) القيَم الإسلاميّة التّربويّة في النّشئ مُنذُ الصّغر ..
ستَظهَر في التّعامُل عِندَ الكِبَر ! فاذا توفّرَت لِـ الشّخص ( قوّة ماديّه ) ..
أو عِندَما ( يُرزَق ) بِـ مَنصِب اجتِماعي مَرموق .. أو عِندَما تَكون سُلالتُه ( ذاتُ شأن ) ..
وَ لَم تَستنِد مَبادؤُه عَلى القيمَة الإسلاميّة المُتمثّلَه في ( التّواضُع ) ..
مِن ( الطّبيعي ) أن يتعامَل مَع ( مَن حولهُ ) بِـ عُلو ! .. وَ تَظَل المَظاهِر الإجتِماعيّة ( خَطيرَه ! ) ..
وَ تَكمُن خُطورتُها .. في ( قُدرَتِها ) عَلى ( تَحويل ) الشّخص المُتواضِع الى شَخص ( مُتكبّر ! ) ..
وَ نَستَطيع - هُنا أيضاً - أن نُلقي الّلوم عَلى ( التّربيَه ! ) ..
ولكَ جَزيل الشّكر وَ التّقدير أخت ( جميلة ) ....
لك منــ أجمل تحية ــي ...
التعديل الأخير تم بواسطة jamilu ; 25-07-2009 الساعة 09:06 AM |