بيروت قلقة من «تواتر» الاتهامات الغربية لـ «حزب الله» بالتسلّح بقي الوضع في جنوب لبنان في دائرة الاهتمام مع ارتفاع وتيرة «الاتهامات» الدولية لـ «حزب الله» بخرق القرار 1701 عبر التسلّح، وهو ما عبّر عنه صراحة من بيروت وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ايف لويس ولاقاه فيه المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود الذي اعلن «اننا لا نزال قلقين للغاية تجاه الدور الذي يقوم به «حزب الله» في لبنان ومساعيه لاعادة التسلح انتهاكاً لقرارات مجلس الامن الدولي».
وانهمكت بيروت امس في محاولة تفكيك «شيفرة» هذين الموقفين اللذين تداخلا مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية للبنان و«ضخ» تقارير في الصحافة الغربية تحت عنوان «تسلّح حزب الله» والتحضيرات الاسرائيلية لحرب على «كل لبنان».
وسادت العاصمة اللبنانية مخاوف من ان يكون مجمل هذا المشهد مؤشراً الى ما سيشهده مجلس الامن الدولي ابتداء من اليوم من مناقشات لتمديد انتداب قوة «اليونيفيل» المعززة سنة جديدة ابتداء من الاول من سبتمبر المقبل في اتجاه تغيير مهمتها وقواعد الاشتباك التي تحكم عملها منذ صدور القرار 1701 في أعقاب «حرب يوليو» 2006 وهو ما يعارضه لبنان بقوة ويستعد لخوض «معركة ديبلوماسية» لعدم تمريره.
ومعلوم ان مجلس الامن يفترض ان يعقد اليوم جلسة مشاورات حول وضع «اليونيفيل» في الجنوب، على ان تجتمع الدول المساهمة في القوة الدولية للتشاور في هذا الموضوع في الثالث عشر من الجاري على مستوى المندوبين الدائمين لدى الأمم المتحدة لتقويم أوضاع «اليونيفيل» وظروف عملها. أما جلسة مجلس الأمن المخصصة لاستصدار قرار يقضي بالتمديد المطلوب للقوة الدولية فموعدها في السابع والعشرين من أغسطس الجاري، وتسبقها جلسة على مستوى الخبراء لدرس مشروع القرار الذي ستتقدم به فرنسا في هذا الشأن.
وفي إطار «الاستنفار اللبناني»، بدأ وزير الخارجية فوزي صلوخ امس اتصالات مع بعض سفراء الدول المعنية بالوضع خصوصاً المنخرطة في اطار «اليونيفيل» واستقبل للغاية القائم بالاعمال الفرنسي ديدييه شابير وبحث معه سبل تثبيت الاستقرار في الجنوب .
وعُلم ان صلوخ كان استدعى الديبلوماسي الفرنسي لينقل اليه حرص لبنان على ضرورة التجديد لليونيفيل من دون اي تعديل في المهمات او قواعد الاشتباك كما روّجت لها اسرائيل بعد احداث خربة سلم.
وأكد مصدر ديبلوماسي ان لبنان واثق من الموقف الفرنسي لجهة التجديد لليونيفيل اواخر اغسطس الجاري طبقا للقرار 1701 الا انه حريص على ان يأتي مشروع القرار الذي ستتقدم به فرنسا بشأن التجديد متوافقا مع موقف لبنان، مرجحا تمرير هذا المشروع والتصديق عليه بعد مشاورات قد تكون حامية، غير ان من غير المتوقع ان تعارض الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي في النهاية مبدأ التجديد سنة اضافية بدءا من سبتمبر المقبل اثناء الجلسة التي ستعقد على مستوى المندوبين.
وعلى وقع هذا المناخ، زار قائد الجيش العماد جان قهوجي الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، حيث اجتمع الى الضباط والعسكريين، داعيا اياهم الى «البقاء على استعداد لمواجهة التهديدات الاسرائيلية اليومية المتواصلة ضد لبنان شعبا وجيشا ومؤسسات».
وهنأ قهوجي العسكريين بمناسبة عيد الجيش، واثنى على جهودهم في انجاح الانتخابات النيابية الاخيرة، مشدداً على ضرورة «البقاء الى جانب المواطنين ومساعدتهم في مواجهة الحوادث، سواء كانت طبيعية تهدد املاكهم، من حرائق وكوارث طبيعية وما اليها، او امنية تهدد سلامتهم واستقرارهم»، مؤكدا «ان الوضع الامني في لبنان بشكل عام، وفي الجنوب بشكل خاص شهد خطوات كبيرة الى الامام، لاسيما لجهة تراجع حدة الاصطفافات السياسية»، ومعلناً «ان مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين لن يكون ابدا ملجأ للمجرمين ولا للخارجين على القانون».
واوضح قائد الجيش «ان كلا من المؤسسة العسكرية والمجتمع المدني قد خرج سليما معافى بعد وضع حد للانحرافات بعض العملاء وضعاف النفوس»، وقال: «المصلحة العامة للوطن فوق كل اعتبار، وفي تاريخنا صفحات ناصعة لن تؤثر فيها بعض النقاط السود رغم خطورتها احياناً». |