28-08-2009, 03:16 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963
| كيانو ريفز.. السينما ما بعد «ماتريكس»
قلة من العالم العربي يعرفون بأن النجم كيانو ريفز يحمل الجنسية الكندية، وهو من مواليد بيروت - لبنان، ومن أصول تعود إلى هاواي، ولكن كل تلك المعلومات، لا تعني أي شيء، قياساً بموهبته ونجوميته، وأيضاً مساحة الالتزام التي يتمتع بها، وتجاوزه في الرد على جملة الاتهامات التي تلصق به، بالذات، فيما يخص علاقاته - المثلية.. لأنه، كما يقول، يظل مشغولاً بحرفته.. وفنه.. وانجازاته السينمائية، التي راحت تتأكد وتتعمق تجربة بعد أخرى.
الذهاب إلى كيانو ريفز، كما الذهاب إلى بحر عاصف بالأمواج، والانتقال بين المحطات، عبر اختيارات، كل منها يشكل علامات استفهام كبيرة.
ولعل تجربته في «ماتريكس» تمثل لوحدها، تجربة متفردة، فنحن أمام فيلم حدد بداية مرحلة جديدة من تاريخ صناعة الفن السابع، بحيث بات يقال: «السينما ما بعد«ماتريكس».
قبل أن نذهب إلى ذلك الانجاز السينمائي التقني العالي الجودة، دعونا نذهب إلى رحلة كيانو ريفز الحياتية والفنية.
مشيرين إلى أنه يعتبر أحد أبرز النجوم، الذين اقترنت أعمالهم، بالعوائد المالية الضخمة بل والمذهلة.
ولهذا يظل من بين القلة الذين يحملون التصنيف (A) بين نجوم هوليوود الكبار.
حول اسمه ومعناه، علق ذات يوم قائلاً:
- «النسمة الباردة فوق الجبال» هذا هو معنى «كيانو» بلغة أهل هاواي.
لقد ولد كيانو في الثاني من سبتمبر 1964 في العاصمة اللبنانية بيروت، والدته البريطانية باتريشيا كانت تعمل فتاة استعراضات ووالده صموئيل نولين ريفز من أصول صينية - أميركية - برتغالية تنتهي إلى هاواي كان يعمل كجيولوجي.
سافر كيانو مع شقيقته الصغرى ووالدته إلى نيويورك ومنها إلى تورنتو كندا بعد انفصال والده عن والدته.
وتأتي نقطة التحول الأولى، حينما ترتبط والدته مع المخرج السينمائي والمسرحي بول أرون، ولكن تلك العلاقة لا تدوم طويلاً، لأن والدته لم تعد تفكر بالزواج لأنها تعلم بأنه سينتهي إلى الانفصال، ولكن تلك العلاقة فتحت عينه على أبواب السينما والفن بشكل عام. ولطالما أشار كيانو لتلك الفترة، علماً بأنه لم يشر أو يلتقي مجدداً بوالده الحقيقي وهو مسجون (هذه الأيام) بتهمة ترويج وبيع الكوكايين.
خلال دراسته، كان كيانو شغوفاً بالرياضة، بالذات هوكي الجليد، وكان ذلك في المرحلة الثانوية، حتى أنه بات يحمل اسماً خاصاً هو (ذا وول - الحائط) لصلابته وقوته، وبخط متواز كان يعشق الفنون الدرامية.
حيث بدأ يقدم بعض الأعمال المسرحية، حتى جاءته الفرصة عام 1986 ليشارك بدور صغير في فيلم مغامرات أمام روب لو عن عالم «الهوكي» بعنوان «الدم الشاب» وقد صور الفيلم في كندا.
وبعد تصوير الفيلم، حمل كيانو حقيبته وغادر إلى هوليوود، ليحصل على دور في فيلم «حد النهر» وحصد كتابات نقدية إيجابية وكان ذلك في عام 1986.
ولكن نقطة التحول الأساسية كانت في فيلم «بيل وتيد والمغامرة الرائعة» (1989). وهو من أفلام الطريق، والتي أسست لتلك المسيرة وذلك النهج. وتؤكد مصادر النقاد، بأن ذلك الفيلم من الظواهر السينمائية، والذي يعاد عرضه سنوياً مئات المرات حول العالم.
وفي فيلم «مصبغتي الخاصة» (1991) تأتي واحدة من النقلات المهمة في مسيرة هذا النجم، ليحظى بعدد بارز من الكتابات النقدية الإيجابية.
وتمضي المسيرة ليقدم «دراكولا» (1992)، ورائعة وليم شكسبير «ضجة بلا فائدة» (1993).
ثم تأتي اللحظة التي تدفع به عالياً،
في عالم نجوم أفلام المغامرات، مع فيلم «سبيد» (السرعة) 1994 الذي دفع باسمه إلى المقدمة.
لقد ذهب بعيداً هذه المرة إلى قمة قائمة الأسماء في هوليوود، وتجاوز أجره الـ (20) مليون دولار. ورغم ذلك رفض أن يقدم الجزء الثاني من الفيلم لأنه لا يريد أن يكرر نفسه.
ولكن بعد تلك التجربة، جاءت مجموعة من الإخفاقات، التي ظل أمامها متماسكاً، يعرف ماذا يريد، وكأنه كان ينتظر لحظة التغيير الأهم.
وكان عليه أن يصبر حتى عام 1999، ليقدم الفيلم التحفة «ماتريكس».
وعند «ماتريكس» نتوقف، لأنه يمثل المعادلة الأبرز والنقطة الأهم في مسيرة هذا النجم، الذي ذهب بعيداً، في التعامل مع سينما الخيال العلمي المستقبلي، عبر تقنية عالية الجودة، شكلت وأسست لنقلة سينمائية هي اليوم المسيطرة على النسبة الأكبر من أفلام هوليوود والعالم.
الفيلم من تأليف واخراج الأخوين اندي ولاري واكووسكي، كان معه في الفيلم النجم الأسمر لورنس فيشبورن وكاري آن موس، ومنذ اللحظة عن عالم افتراضي، وكون افتراضي، بالكامل، تم تصنيعه وصياغته من قبل آلات تمتلك الحس والوعي، بغرض تدجين الانسان واخضاعه لاستخداماتهم، من بينها كبطارية، تعمل على توليد الطاقة لصالح تلك الآلات المتطورة، وتأتي التجربة، في ادخال المخلوقات والكائنات البشرية (الانسان - بالذات).
الى ضمن ذلك البرنامج الذي يطلق عليه «الماتريكس» والذي يسمح للبشر ان يعيشوا ضمن ذلك الواقع الافتراضي، عبر زراعة أجهزة مركبة ومعقدة في أجسادهم، وقد يبدو ما نكتبه نوعا من الهذيان، او الكلام غير المرتب، ولكن حقيقة ما يذهب اليه الاخوان واكو وسكي، يحمل الكثير من الأبعاد الفلسفية الكونية، وتطرح كما من الاسئلة الفلسفية التي تتعلق بالكون والخلق مستحقرا جميع المصادر الفلسفية والفكرية وايضا الدينية.
ومن هنا قيمة «ماتريكس».
التي تتجاوز قيمته التقنية الابداعية، الى ما بعد حدود الصورة، الى الفكر الذي يطرحه، والذي يجعل المشاهد يستحضر كل شيء، ويعمل على تحفيز الفكر والوعي.
وهذا ما قام به ثنائي الاخراج حينما التقيا مع نجوم العمل، بل هذا أكثر ماشد كيانو الى هذا العمل، نظرا الى ميوله الفكرية والفلسفية والتي نلمسها في جميع أفلامه.
لقد استطاعت الرباعية في ذلك الفيلم ان تحصد عوائد تجاوزت البليون ونصف البليون دولار من انحاء العالم.
ونشير الى ان التصوير بكامله تم في سيدني، استراليا بدعم من ستديوهات شركة «وارنر براذر» التي قامت ببناء ستديوهات خاصة مجهزة بالتقنيات العالية الجودة، وأهم خبراء الكمبيوتر، الذين اشترطوا ان يمنحوا الوقت الكافي لتنفيذ بعض المشاهد الصعبة بكثير من الوقت، ولنا ان نتصور ان مشهد القتال ومحاولة تجاوز الرصاص المتطاير صور في اسبوع كامل، ونفذ بواسطة الكمبيوتر على مدى ثلاثة اسابيع من العمل المتواصل، والمشهد في الفيلم لا يتجاوز الدقيقتين فقط.
نقلة كبرى، وانجاز سينمائي ليس في مسيرة كيانو ريفز، بل وفي تاريخ هوليوود والفن السابع، وهنا نقطة التحول والانطلاق.
وتمضي رحلة فنان يعرف بانه استطاع ان يطرز حروف اسمه في ذاكرة الفن السابع.
ونذكر، بان أول عمل قام به هذا النجم، هو بائع ايس كريم، ومنه انطلق عالميا، لانه لم يلغ طموحه... ولم يتوقف عند حد.
في بدايته، وبالذات في أفلام «فيلنج فيسوتا» 1996 و«مصبغتي الخاصة» و«أمير بنسلفانيا»، كان يعرف باسم «جون يوتا».
رشح لدور الضابط «كريس تايلور» في فيلم «بلاتون» اخراج اوليفرستون، ولكنه اعتذر لتذهب الشخصية الى شارلي شين.
وطيلة مشواره، ظل يرتبط، وحتى الآن بصداقة حميمة مع الاخوين ريفر مينكس ويواكيم فينكس، بل انه يشاهد في كل نهاية اسبوع مع يواكيم في عدد من المطاعم سويا، حيث اعتزل يواكيم التمثيل ليتفرغ للغناء، وهو دائما يرجع حزنه الشديد لما حصل مع ريفر فينكس الذي دمر حياته بالادمان.
ونعود للماتريكس من جديد...
لقد تقاضى عن الجزء الأول (10) ملايين دولار عام 1999، وفي الجزء الثاني رفع أجره الى (12) مليون دولار عام (2000)، بينما قفز الى (15) مليون في الجزء الثالث عام 2003، وقيل ذات الأجر مع نسبة من التوزيع الداخلي عن الجزء الرابع عام 2005.
ونذكر ان أجره، عن أول فيلم له «الدم الشاب» كان (3) آلاف دولار فقط، مع عمل لمدة خمسة أسابيع من العمل في صقيع ملاعب هوكي الجليد.
الحديث عن كيانو ريفز لا ينتهي...
ولكن يبقى ان نقول
ان البعد الفلسفي في جميع أفلامه، يظل بحاجة الى محطة أكثر شمولية للدراسة والتحليل والبحث. http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=163019
|
| |