[NaWaRa]

"التفال" إبداع جديد لـ "نفوس" نايف الراشد

كتب - بندر سليمان:
الحوت لا يلد ولا يبيض!!! قد يتساءل القارئ عن سر هذه العبارة الغريبة, السر في برنامج مسابقات تقدمه مذيعة في احدى القنوات المحلية, حيث سألت احد المشاهدين عن الحيوان الذي لا يلد ولا يبيض, فرد بأنه الحوت, وعلى طول الاخت قالت صح وعطته الجائزة, فاذا كان الحوت لا يلد ولا يبيض, فكيف يتكاثر اذن?! وهل القناة اخر من يعلم بأن الحوت يلد مثل اي حيوان ثديي اخر, وانه يلد ابناءه وهو يسبح في المحيطات والبحار?!
بعدين شنو سالفة مذيعة مع عبارة »خايف مني« اللي ترددها مع معظم الاشخاص اللي تقابلهم, ليش يخافون منك فيك انفلونزا لا قدر الله, ام تعتقدين بأنك مصدر خطر على المشاهدين بسبب اسلوبك المذهل والفريد في التقديم!
ترى برنامجك استنساخ من آخر يقدم منذ 16 سنة في تلفزيون الكويت.

بعد السب
»شر النفوس« يواصل تقديم اكثر الآداب التربوية شراً على الاطفال, فبعد ان كتبنا عن فاصل السب والشتائم بين نايف الراشد وأحد الاطفال شهدت احدى الحلقات الاخيرة من المسلسل مشهداً تربوياً آخر من الراشد وهو »يتفل« او »يبصق« على الطفل نفسه لأنه خالفه في الرأي! بصراحة لا نعلم ما الهدف من تصرف كهذا, وهل عجز كاتب العمل او مخرجه عن وضع تصور اخر للمشهد غير »التفلة«!!
ولا في شهر رمضان والناس صايمة »ولا يعه جبودها« وموناقصها تفال نايف الراشد.

روعة »الهدامة«
من المبكر الحكم على مستوى او قيمة اي عمل درامي رمضاني وفي »الهدامة« او »منيرة« لمحمد دحام والكاتب هيثم بودي, لبنات عمل تلفزيوني متميز, لكن ما يستحق الاشادة بشكل لافت في هذا العمل التاريخي هو التنفيذ الرائع لمشهد »الهدامة« او سيل المطر الذي اغرق الكويت وهدم الكثير من المنازل, وازهق العشرات من الارواح, في المسلسل, دحام يصور مشهد الهدامة بواقعية شديدة تستحق كل التقدير والثناء, ويقدم مشهداً يعكس بشكل واقعي جداً حجم الاضطراب وحالة الرعب التي عاشها الناس في تلك الحادثة, ويصور دحام المشهد بشكل متقدم وفريد يحسب لسجله كمخرج من خلال التنفيذ المتقن للمشهد الذي تواصل على مدى حلقتين متتاليتين نظراً لأنه مثل »زبدة« المسلسل وصلب الموضوع الذي يتناوله, ونظراً لواقعية المشهد, وتميزه نتساءل عن كمية المياه التي استعملت في تنفيذ مشهد سيل الامطار, وكيف نقلت هذه المياه, وكيف استغلت لتنفيذ المشهد الطويل والجميل رغم المأساة التي يصورها?

دويتو
اجمل ما في مسلسل »الحب الكبير« لعبد الحسين عبدالرضا هو الهارموني الكوميدي, والدويتو المضحك الذي يزين الحلقات, ويجمعه مع حفيده في المسلسل الممثل الصغير بعمره والكبير بادائه بدر الشعيبي.
هذا الثنائي, وحالة التناغم الرائعة بين عبدالحسين وبدر و»المناكف« المستمر بينهما في الاحداث من اجمل وامتع ما في حلقات المسلسل والمشهد الذي جمع بينهما حول الوجبات السريعة, ووجبة الديناميت التي قدمها بدر في المشهد لجده ليتناولها او ما تخلل ذلك من حوار وتناقض في المواقف والرغبات ورؤى الحياة, كان رائعا بالفعل, وحافلاً بالكوميديا الساخرة والهادفة في آن واحد.

فن البخل
علي جمعة وحياة الفهد وصلاح الملا, يقدمون مجتمعين رؤيا فريدة وفي قمة الكوميديا السوداء لشخصية البخيل, من خلال احداث المسلسل الرمضاني »دمعة يتيم«.
جمعة وحياة والملا ثلاثة اشقاء في غاية البخل والشح, يتآمرون لطرد الشاب الذي ربته شقيقتهم سناء يونس, والاستيلاء على ميراثها ولكنهم يقدمون هذا السواد الانساني بأسلوب كوميدي ساخر, ومتهكم يلفت الانتباه لقدراتهم التمثيلية في المزج بين قمة الكوميديا وقمة المأساة الانسانية.

»ولا رقصة«
فاصل الرقص الشرقي وهز الوسط على انغام الهبان يتواصل يومياً في البرنامج التربوي الترفيهي الموجه للأطفال »ولا كلمة« على قناة فنون.
البرنامج يقدم للأطفال مسميات وعبارات من الصعب تفسيرها بلغة الاشارة حتى من قبل الكبار, لذلك من النادر ان يجيب الاطفال المشاركون الاجابة الصحيحة, لكن البرنامج يمنحهم مساحات زمنية واسعة للرقص والهز على انغام الهبان وبشكل يدعو للتساؤل عن القيمة الحقيقية لهذا البرنامج الموجه اصلا للأطفال بهدف تثقيفهم من خلال الترفيه, وليس بهدف تعليمهم الرقص الشرقي الا اذا كانت هذه هي الثقافة الحديثة على طريقة فنون وسوسن هارون, لانهما جعلا اسم البرنامج على مسمى فعلاً, فهو »ولا كلمة« بس رقص!!

أشرار الرقص
فاصل الرقص الشرقي ليس حكراً على »ولا كلمة« بل ان مسلسل »الاشرار« المصري, الذي يقدم على اكثر من فضائية عربية عبارة عن مشهد رقص شرقي طويل وممل وبشكل ابعد ما يكون عن قدسية شهر رمضان وروحانيته.
في المسلسل الذي تقوم ببطولته الراقصة دينا ولقاء الخميسي ومجدي كامل, الرقص متوفر ومتاح على شكل وجبات سريعة ومكثفة احياناً من تتر البداية وحتى تتر النهاية, وما بينهما الرقص لا يتوقف الا بين مشاهد قليلة للحوار.
دينا ترقص ولقاء الخميسي ترقص, وممثلات اخريات لا تحضرني اسماؤهن يرقصن جميعاً على الوحدة ونص وبأزياء ضيقة وفاضحة, بلا مبرر درامي معقول.
المسلسل يتناول حقبة طويلة من تاريخ مصر تبدأ مع الثورة وتمر بفترة الانفتاح ووصولاً الى التاريخ المعاصر, وخلال ذلك تستعرض دينا ولقاء وغيرهما مواهبهن الراقصة وقدراتهن الجسدية طوال المشاهد, وبما لا يتناسب ابداً مع شهر العبادة.

المصدر
http://www.al-seyassah.com/PDF/09/SEPT/02/29.pdf

[كيكي الحد]

مافي على ام البنات