10-09-2009, 03:50 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963
| سينما علي عبد الخالق... جديّة وبساطة نحتفي هذا الأسبوع بمولد علي عبد الخالق أحد أبرز المخرجين في مسيرة السينما المصرية. ولد في عام 1944 وتخرج في المعهد العالي للسينما في الجيزة عام 1966. بدأ كمساعد مخرج ثم قدم فيلمه الروائي الطويل الأول «أغنية على الممر» عام 1972، وكان أحد الأعمال السينمائية المبكرة حول الصراع العربي - الصهيوني خلال جولة مواجهة عدوان عام 1967، وسيبقى الانشغال بهذا الصراع ضمن ملامح أساسية تصدرت أعمال عبد الخالق، ابتداء بفيلمه الأول ومروراً بـ {إعدام ميت» (1985) و{بئر الخيانة» (1987)، وصولاً إلى «يوم الكرامة» (2005)، ثم المسلسل التلفزيوني «البوابة الثانية» (2009) (يُعرض ضمن دراما رمضان راهناً).
انشغلت سينما عبد الخالق أيضاً بقضية تدهور حالة المواطنين الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً تحت وطأة آثار سياسة الانفتاح الاقتصادي التي بدأت في عام 1974. إذ عبّر مخرجنا عن هذه الحالة في أعماله على امتداد قرابة أربعة عقود، في أفلام مثل: «الحب وحده لا يكفي» (1981)، «العار» (1982)، «السادة المرتشون» (1983)، «الكيف» (1985)، «شادر السمك» (1986)، «الوحل» (1987)، «جري الوحوش» (1987)، «الحقونا» (1988)...
صوّر عبد الخالق السقوط الأخلاقي الذي لازم هذا الفساد الذي استفحل وتحوّل إلى مؤسسة كاملة حاكمة متحكمة، مضيفاً بجرأة في «ظاظا رئيس جمهورية» التعبير عن إدانة قوية للاستبداد السياسي وتسلط الرئيس الهرم وزوجته التي تزداد نفوذاً ومحاولات الشرفاء من أبناء البلاد العثور على طريقة للتخلص من تسلط الفرد، علماً أن الفيلم واجه مشاكل صعبة مع الجهاز الرقابي بدأت بالإصرار على حذف كلمتي «رئيس جمهورية» من العنوان!
في الكوميديا تتضمن قائمة عبد الخالق أعمالاً ناجحة مثل «أربعة في مهمة رسمية» (1987) من بطولة النجم الراحل أحمد زكي، إضافة إلى أن عدداً من أفلامه وإن لم يُقدّم في إطار الكوميدية إلا أنه احتوى على الفكاهة والسخرية، مثل «العار» الذي يعده نقاد السينما المصرية أحد أفضل الأفلام، وهو من بطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز، و{الكيف» من بطولة الأخير وغير ذلك.
تنوعت أفلام عبد الخالق، واختلفت قوالبها الفنية، لكنها اتسمت عموماً بجدية في التوجه وبعناية فنية، إضافة إلى البساطة والابتعاد عن أية حذلقة أو ادعاء أو استعراض للقدرات في غير محله، أو مبالغات في الإضاءة والموسيقى والمؤثرات. كذلك اتسم أداء ممثليه بالبساطة نفسها.
الجدية والبساطة تليقان بأحد فرسان كوكبة سينمائية جلجل صوتها في الساحة الإبداعية والثقافية في أعقاب نكسة 5 يونيو 1967... «جيل 68» الشهير في مصر والعالم، الذي نظر خلفه في غضب معلناً أن رغبته ليست أقل من الحرية والعدل وتغيير العالم!
إنه الجيل الذي أصدر بيان جماعة السينما الجديدة التاريخي ذائع الصيت، رافضاً السينما التقليدية التي تهرب من مواجهة واقع المواطن وقضاياه الحيوية وتمثل نوعاً من الخداع أو التخدير، فالسينما أحد أهم الفنون والأسلحة في معارك البناء والتقدم والتحرير، ولا بد من دخول المصرية منها في مرحلة جديدة.
كان شعار هؤلاء أن السينما جزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية، وكان موقفهم أن القول لا بد من أن يواكبه فعل وجهد. هكذا كان فيلمهم الأول «أغنية على الممر» الذي وضع «عين الكاميرا» مباشرة في وجه الأزمة والهزيمة: ماذا حدث، وكيف، ولماذا؟ فليس أمامنا سوى المواجهة والمثابرة لتتحقق الحرية للوطن والشعب.
كان مخرج فيلم هؤلاء الأول علي عبد الخالق... http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=128073
|
| |