14-09-2009, 03:35 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,957
| محمود عبدالعزيز... لا يصبر على ضيم ويحوّل الاستوديو ساحة فرح لم نرد من هذه الزاوية سوى توظيف جانب من حيثياتنا المهنية دعماً لصورة الفنان الحقيقية والنفسية بحيث يملك المتابع الرؤية المتكاملة ولا تعود هناك اي شوائب او نقص في المعلومات المعروفة عن الفنانين.
وعندما نقول كواليس فنحن نقصد كل شيء، من الكواليس الحقيقية للعمل، الى المنزل والشارع، الى القلب وبعض الاحداث التي وقعت ولم يكن ممكناً ابقاؤها في الظل خصوصاً ان كثيراً منها مات اصحابها.
محمود عبدالعزيز... فنان آخر آخر لم تجربه السينما المصرية في مجال الكوميديا الى الآخر، اخذته في «الكيت كات» فكان رائعاً، وادى بعض الكاراكتيرات التي كان اهم منها، وأقدر على تقديم الافضل، مثلما هي علاقته بالكاراكتيرات المختلفة التي يجيدها.
روحه عسل، وكل كلمة منه تحمل طابع الابتسام والحب للآخرين، لكنه حين يغضب لا يعود يرى امامه او حوله ويطلق الصراخ في كل اتجاه.
«انا اقفل كل ما عندي عندما انفعل. لا اعود انا، بل كل ما في الامر ان الصورة تحترق بالكامل امامي فأفضل الابتعاد حتى لا احرق من حولي».
هذا لسان حاله.
عندما كان يصور في حياة حسام الدين مصطفى «درب الهوى» وفي مشهد له مع مديحة كامل، كان مطلوباً ان تطرده مديحة من غرفتها في المشهد، وعندما انجزاه ضرب باب الديكور برجله وطرد الجميع قائلاً: سيبونا لوحدنا.
محمود اتخذ قراراً من زمان ضد الصحافة.
اليوم يعتذر من معظم الذين يكتبون أنه لا يستطيع اجراء لقاءات وحوارات لان لا جديد عنده يقوله. بينما الحقيقة ان الفنان المتميز ملتاع جداً من انصاف الصحافيين وبعض المتطاولين على المهنة الذين ينشرون احاديث لم تجر مع الفنان، ويومها اقسم امام الجميع وهو يوجه الحديث الينا: «والله العظيم انا لا اعرف اسم الصحافي ده اللي موقع هنا على اساس انه التقاني وحاورني وقال لي، وقلت له. كل هذا لم يحصل، وانا لا اتحدث مثلما هو وارد في الحوار».
وعندما ابلغناه لماذا لا تكون اجواؤك في لحظة ما هكذا. رد: «اطلاقاً انا دايماً جاهز حتى عندما يكون مزاجي غير ملائم».
واذا كان احمد زكي (رحمه الله) طالب زملاءه بمقاطعة الصحافيين فان محمود عبد العزيز بادر من عنده ورفض لقاء اي واحد. فهو يبتسم لبعضهم ويجالسهم لكن لا كلام للنشر ابداً.
ويرى ان الفضائيات التي تبث الافلام والمسلسلات اهم وسيلة حديثة تقدم صورة اضافية للفنان. فلماذا المقابلات، خصوصاً انها اثبتت عدم جدواها في اكثر من مناسبة، كلام وكلام ولا فائدة ترتجى او شيء جديد.
يفضل محمود في يومياته ان يكون اكثر تحرراً من المواعيد، من الاوراق، ويعتبر ان الصورة المثالية للفنان هي ان يتعب على نفسه ثقافياً، اجتماعياً، وحين ظهوره في وسيلة التعبير التي يعتمدها يظهر ما عنده امام الجميع.
كل ما يرغبه الناس في حياتهم يفعله محمود. آخر همه ان يقال عنه كذا وكذا. ويقول في هذا السياق: «تعلمت من الايام ان اعطي للناس ما اجده انا مناسباً ولا يعنيني ما يريدون».
نعم كل شيء مرتب منظم في حياته. والذهاب الى الاستوديو يعتبره جزءاً من فرحته الحقيقية. فهناك لا يريد ان يحفظ لان الحوارات في معظمها تؤخذ لقطة لقطة. وبالتالي فان مساعد المخرج يبلغه: ستقول كذا او كذا. ويكون تركيز الفنان عندها على الدور فقط.
في غرفة الماكياج كما في مكان استراحته، كما في الاستوديو حيث يقول: «يا الله حد يقلنا اي طرفة»، واذا لم ينطق احد بواحدة كان عليه هو ان يبادر ويقول شيئاً، واذا بالمكان يضج بالضحك والهرج والمرج كان هذا الرجل مصنوعا من ابتسامة.
الغريب ان سيد مكاوي الموسيقار الراحل الكبير شهد في محمود حين واكب طريقة ادائه في «الكيت كات»، شخصية الرجل الأعمى.
«والله كان بيقلدني انا، وبصراحة جابني تمام».
يقول محمود: «نعم استعنت بشخصيته بنسبة ما، لكن هناك اكثر من شخصية طريفة تستخدم اعاقتها بشكل طريف وتصل الى قلوب الناس سريعاً».
وتروى الكثير من الاخبار عن وقت التصوير، حين استغل محمود مواصفات الشخصية في الفيلم لكي يقوم بحركات بالغة الاضحاك داخل الاستوديو، وما زاد الاوضاع ايجابية ان الموسم الذي عرض فيه الفيلم كان خالياً من اي منافسة حقيقية، فاذ به يترك اثراً طيباً منذ عرضه الاول.
وهناك كواليس لتصوير «البريء» مع الراحل عاطف الطيب، وكان دور محمود قاسياً وصلباً ويفترض صراخاً وتجهماً، لكن اللقطات كانت تأخذ وقتاً لأن بعض فريق التصوير لم يكونوا ليتحملوا انفسهم من الضحك، لكثرة ما يقوم من حركات.
لقد بات حصانه يفهم عليه. وباتت صنوته له تجعله يجيء اليه، واذا كان هو نفسه راغباً في شيء سعى اليه وناله براحة من دون اي تعب.
«عندي حظ نعم، لكن المشكلة في انني لا استطيع اخذ شيء من دون مقابل، يعني يجب ان اتعب. الراحة وقلة العمل لا تؤمنان لي راحة من اي نوع».
ابن بلد. وأصيل ايضاً. لانه عندما يجد محتاجاً لأي غرض، لأي مال، لأي مساعدة لا يتوانى عن مساعدته فوراً، شرط ان يتأكد من حاجته والا تصرف معه في شكل مناقض.
الصورة التي يرسمها لنفسه لا تشبه كثيراً ما يراه الناس، ويعتبر ذلك نوعاً من الطرافة في شخصيته، ويحب هذا الى آخر حد.
مميز جداً في تعامله مع اولاده. حتى عندما ابلغه محمد برغبته في التمثيل ابلغه ان عليه المحاولة لوحده، «وما تقولش عشان بابا، انا عايزك توصل بطريقة مختلفة ونموذجية». هكذا كان يخاطبه.
ومنذ اول اطلالة للشاب بدا مميزاً وخصوصاً ان الفيلم الذي انتجته «بيبسي كولا» للنجوم (وائل كفوري، كارول سماحة، احمد الشريف، هيفاء وهبي) اختير محمد فيه ليكون مع بريجيت ياغي الشخصيتين التمثيليتين في الفيلم، وكان جيداً في «بحر النجوم» مع المخرج احمد البدري.
يستعيد الكثير من ذكرياته في جلساته، وباتت تصله الادوار حالياً فيجد نفسه غير راغب فيها عموماً، وهو يقرأها، يناقش ما يعجبه، ثم يطلب تعديلات، وتفاصيل دقيقة عن التصوير.
«لست ضد ظهوري اكثر من مرة. لكن حالياً لا مجال لدور مميز. ليس ثمة ما يغري فناناً في مثل خبرتي، وهل جيد ان ادخل لكي امثل اي شيء. ابداً. ليس عدلاً لي ولا للناس».
ومن المعالم النبيلة في شخصية الفنان محمود عبد العزيز، انه يعيش الحياة كما هي. نعم يسايرها، ونعم يداريها لكنه ابداً لا يدع الايام تهزمه بل تجاريه.
يتوسع اليوم افقياً في اسمه وشهرته وطبيعة الادوار التي يقبل بها، لكنه عندما يعثر على مراده من الادوار يتخلى عن كل الشروط التي اوجدها كبديل للاعتذار. http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=155635
|
| |