17-09-2009, 04:17 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,957
| إسماعيل ياسين الأصلي.. والتايواني
كتب محمد حنفي:
الفنان الراحل إسماعيل ياسين أكثر من مجرد ممثل، إنه رمز لزمن الأبيض والأسود الجميل، من منا لم يشاهد أفلام إسماعيل ياسين وضحك من قلبه على خفة دمه التي كانت تنضح بالصدق والبراءة، الكبار والأطفال يعرفون إسماعيل ياسين الذي تحول إلى ما يشبه الشخصيات الأسطورية في حكايات الجدات.
من هنا يصبح تقديم هذه الشخصية الأسطورة على الشاشة بمنزلة المأزق فعلا، فإذا كان العمل استثنائيا فإنك تنجو بفعلتك وتنال إعجاب وتصفيق الجمهور، وإما أن تستحق اللعنات لأنك لم تتصدَّ بطريقة استثنائية لعمل يتناول قامة كبيرة في عالم الكوميديا تحتل مكانا فيما يشبه الأيقونة الشعبية في زمن الألوان.
هذه المقدمة كانت ضرورية قبل الكتابة عن مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي يتناول السيرة الذاتية لعملاق الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين والذي يذاع على أكثر من فضائية عربية، المسلسل يقوم ببطولته نجم الكوميديا أشرف عبد الباقي وكتب القصة والسيناريو أحمد الأبياري ابن السيناريست الراحل أبو السعود الأبياري الذي كتب غالبية أفلام إسماعيل ياسين وكان شريك رحلة عمره على الشاشة أما مخرج العمل فهو محمد عبد العزيز.
غالبية الأعمال التي تناولت السيرة الذاتية للمشاهير والتي اعتمدت على تقليد الشخصية لم تحقق نجاحا ولم تجد استحسانا من الجمهور بينما الأعمال التي اعتمدت تجسيد روح بطل السيرة هي الأعمال التي حققت نجاحا مدويا على غرار أم كلثوم والملك فاروق وأسمهان.
لكن المشكلة في هذا العمل أنه اعتمد على الطريقة الأولى ولم يتعلم من أخطاء أعمال السير الذاتية الفاشلة، فبطل العمل أشرف عبد الباقي ممثل موهوب ويمتلك الكثير من الحضور والثقافة، لكن بدلا من أن يعتمد على تجسيد روح شخصية إسماعيل ياسين وإضفاء لمساته الشخصية على الشخصية نجده يقع في الخطأ نفسه ويلجأ إلى تقليد إسماعيل ياسين تقليدا حرفيا من أفلامه.
العمل اعتمد في تجسيد الشخصية على اقتباس إسماعيل ياسين الأسطورة الذي شاهدناه مئات المرات على الشاشة، والمشكلة أن العمل كان مخلصا للغاية في اقتباس شخصية أفلام إسماعيل ياسين بدءا من مشية إسماعيل ياسين ونهاية بطريقة النطق، وكانت النتيجة كأننا نشاهد مشاهد متنوعة من أفلام ياسين التي لا تنسى، لا أعرف هل يتحمل بطل العمل أشرف عبد الباقي هذا الخطأ وحده أم أن المخرج محمد عبد العزيز يشاركه المسؤولية.
ورغم ذلك فيحسب للعمل أنه صور طفولة إسماعيل ياسين بعيدا عن تلك الصورة المثالية الملائكية التي نشاهدها في أغلب أعمال السيرة الدرامية، فالعمل صور طفولة إسماعيل ياسين بصدق حيث كان يروج العملات المزيفة التي كان يزيفها والده، والغريب أن هذه الطفولة التي امتدت لأكثر من خمس حلقات كانت أكثر صدقا وكانت تجسد روح شخصية الطفل إسماعيل ياسين وهو ما لم يحدث في مرحلة الشباب.
كلما شاهدت أشرف عبد الباقي في مشهد من مشاهد المسلسل قارنت بين إسماعيل ياسين الأصلي الذي أحبه وأعشق أفلامه وبعضها لا أمل من مشاهدتها، وبين إسماعيل ياسين في «أبو ضحكة جنان» الذي بدا لي أنه شخصية تم تقليدها في الصين أو تايوان، وفي كل مرة أجلس لأشاهد حلقة جديدة من المسلسل كنت أتمنى لو أجد على محطة أخرى فيلما لأبي ضحكة جنان الأصلي. http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=17092009
|
| |