الفنان الراحل محمد النشمي... لمسات فنّية نقلت المسرح من الارتجال إلى العمل المنظّم طبع الفنان الراحل محمد النشمي بصماته على تاريخ الحركة الفنية الكويتية وخصوصاً المسرحية، إذ يعدّ رائداً للمسرح في الكويت، وذلك من خلال الدور الكبير الذي أداه ممثلاً وكاتباً وقيادياً فنياً.
كان النشمي، رحمه الله، فناناً شاملاً أثرى مرحلة الارتجال وساير المراحل الجديدة. توقف مرات عدة عن الأعمال الفنية بسبب تقلُّده مناصب كثيرة وكانت عودته قبل وفاته. أسس المسرح الشعبي والمسرح الكويتي وقاد الكثير من التجمعات المسرحية. يقول عنه الأديب خالد سعود الزيد: «كان النشمي مسرحياً لامعاً في سمائنا كلمع البروق في ليالي الجفاف لتوقظ الحياة ولتبعثها في الأطراف وقد طرقها العفن».
يسرد الفنان الراحل بداية مشواره الفني المسرحي في مذكراته، إذ يقول:
«بدأت حياتي الفنية في عام 1940 عندما كنت تلميذاً في السنة الثانية المتوسطة، وصاحب الفضل الأول في اختياري التمثيل هو مدرس الجغرافيا الأستاذ حمد الرجيب، السفير الوزير الذي اختارني من بين طلاب مدرسة الأحمدية في فريج السعود، للدخول في مسابقة التمثيل بين مدرستنا ومدرسة المباركية. وأثناء التدريب على المسرحية «البروفات» اكتشف المحيطون بي أن شخصيتي لديها استعداد لأداء الأدوار الفكاهية أيضاً ولذلك قرر المخرج أن أؤدي دوراً فكاهياً يرمي إلى مكافحة البطالة في رواية «أم عنبر».
يكمل النشمي متحدثاً عن أول عرض مسرحي قدِّم في الكويت:
“في أوائل عام 1955م استطعنا أن نحدد شخصية كل ممثل ودوره وذلك لعرض أول مسرحية في تاريخ المسرح الكويتي وهي {مدير فاشل}، مسرحية من فصلين فقط، من تأليفي وكانت المحاولة الأولى في حياتي وليس غريباً أن أقول بصراحة إن التأليف في ذلك الوقت لم يكن معروفاً لدينا بمعناه ومفهومه الحالي وإنما كان عبارة عن عدد من الجمل ننظِّمها للفنانين المشاركين في المسرحية كي لا يخرج الممثل عن نطاق الموضوع وهو على خشبة المسرح}. ويكشف النشمي عن أن لرواية «أم عنبر» الفضل الأول في إشراك العنصر النسائي في التمثيل.
خطوات
قدم الفنان الراحل بين عامي 1956 و 1960 عشرين مسرحية، من بينها: {الناس}، {حظها يكسر الصخر}، {لو فات الفوت ما ينفع الصوت}، {فرحة العودة}، {غرام أبوطبيلة}.
شغل النشمي خلال حياته مناصب كثيرة، نذكر منها:
- مدير إدارة الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل..
- مدير مكتب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل..
- رئيس جمعية الفنانين الكويتيين..
- أمين صندوق جمعية الكشافة الأهلية.
- نائب رئيس جمعية الروضة التعاونية.
- عضو منتدب في مجلس الشامية.
- عضو منتدب في صندوق الطب العربي..
- عضو في المسرح الكويتي..
- عضو في بنك التسليف والادخار.
أعماله المسرحية
في بداية تأسيس فرقة المسرح الشعبي، قدّم لها الفنان الراحل مجموعة من الأعمال المسرحية المرتجلة من تـأليفه وإخراجه، وهي التالية: مدير فاشل، خبير أسكت، من المسؤول، مطر صيف، شرباكة، ضياع الأمل، تاليها بلاوي، عجوز المشاكل ليلة عرسه نام على السيف، حرامي متقلقص، أمك طراز ليلة، صاروخ شراكة، على أمه نذر، جني وعطبة، قرعة وصلبوخ، من الماضي، كل سنة عيدان والسنة العيد الثالث، مدرسة ملا صقر.»
كذلك قدم النشمي لفرقة المسرح الكويتي أعمالاً عدة نذكر منها:
- مسرحية {حظها يكسر الصخر}، عُرضت في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1964.
- مسرحية {بغاها طرب صارت نشب}، من تأليف النشمي وإخراج ثامر السيار. قدِّمت في 3 مارس (آذار) عام 1965.
- مسرحية {ناس وناس}، تأليف حسين الصالح الحداد. عُرضت في 23 مارس عام 1966.
وفاته
توفي النشمي في 25 يناير (كانون الثاني) عام 1984. وبذلك أُسدل الستار على رحلة طويلة من العطاء الفني والمسرحي المميز.
من أقواله :
- الزواج هو الحياة.
- أحب الاغاني التي تشدنا إلى الماضي مثل أغاني البحر وأغاني السامري وأعشق الأصوات.
- أحب الإيقاع بأصالته الكاملة من دون أي تطوير يطرأ عليه وأنا من عشاق الإيقاعات البحرية.
- الحكومة بدأت تدعم الحركة المسرحية بدعم واضح وأخلصت في تفهم مشاكل المسرح ودراستها..
- تأثرت بكبار الممثلين العرب في أوائل الخمسينات.
- على النطاق المحلي تأثرت بكل من: حمد الرجيب، عقاب الخطيب وصالح العجيري.
- بما أن البحر كان مصدر رزقنا، فإنني حرصت في كل مسرحية أقدمها على تقديم فصل من أغاني البحر، علاوة على أنني أحب هذا الماضي العريق وتأثرت به كثيراً. وكان من أسباب تعلقي بالماضي كتابة مسرحية {فرحة العودة}.
- توقفت عن التمثيل عام 1966 بسبب كثرة مشاغلي الوظيفية والمناصب الكثيرة التي تقلدتها.
|