[( الذكي )]

بعد انتهاء عرض العمل الدرامي «آخر أيام الحب» الذي رافق أيامنا الرمضانية، وحمل بصمة المخرج والنجم الدرامي السوري وائل رمضان، وبعد النقاهة العائلية التي أمضاها وائل إلى جانب زوجته الممثلة سلاف فواخرجي، بعد أن رزقا بمولود جديد أسمياه «علي» ليكون أخاً أصغر لولدهما البكر حمزة والذي تعرفنا عليه من خلال ظهوره في أعمال درامية عدة، يستأنف وائل نشاطه الفني بالتحضير لتنفيذ سلسلة أعمال درامية ضخمة تصل إلى خمسة أعمال من إنتاج مصري، ترافقه فيها البطولة زوجته الفنانة القديرة سلاف فواخرجي.
وعلى رأس قائمة هذه الأعمال المسلسل المقرر للموسم الرمضاني 2010 «كليوباترا» والذي تتحضر فيه سلاف لتجسيد هذه الشخصية التاريخية العالمية التي أثارت كثيراً من الجدل، حول جماليتها وتركيبتها الجسدية والنفسية والوجودية.


{ هل غيرت وجهتك الفنية، بالتركيز على العمل الإخراجي؟
- أنا أحاول أن أخلق شيئا من التوازن بين التمثيل والإخراج، فقد شاركت خلال شهر رمضان لهذا العام بالعمل الدرامي «سفر الحجارة» كبطولة، حيث كانت قصة العمل تدور حول القضية الفلسطينية، ومعاناة عوائل المجاهدين والشهداء. إلى جانب «آخر أيام الحب» الذي كنت فيه مخرجاً.
{ هل هناك احتكار لنجومية سلاف فواخرجي في أعمالك الإخراجية؟
- المسألة ليست مسألة احتكار وإنما مسألة تلاق، أنا وسلاف تلاقينا إنسانياً، فبإمكاننا أن نصنع فناً على مستوى من الرقي والقوة، أنا لا أحتكرها ولها مطلق الحرية في أن تنفذ أعمالاً فنية أينما تجد مصلحتها وطموحها الفني، وفي المقابل هي لا تحتكرني كمخرج وبإمكاني تنفيذ أعمال مع نجوم آخرين. وبالطبع، وجود سلاف في أي عمل فني يضيف قيمة له، فهي ممثلة تمتلك قدرة وإخلاصاً لعملها، إن كان على مستوى البحث والتعب على الشخصية لتخلق لها قيمة وحالة فنية خاصة في العمل الدرامي، أو على مستوى الأداء، وهذا خدمني كثيراً، كما يخدم وجود الممثلين القديرين أي عمل درامي.
{ دخلت الإخراج من أوسع أبوابه، من خلال أعمال ضخمة بمضمونها الدرامي المعقد، هل لديك مسؤولية أكبر؟
- لدي قناعة بأن من يبدأ كبيراً يبق ويستمر كبيراً، ومن يبدأ صغيراً يبق صغيراً.
{ لم نشاهدك في موجة الأعمال الدرامية ذات الطابع التراثي الشامي، والتي ترأست الدراما السورية مؤخراً؟
- لقد عرض علي بسام الملا المشاركة في «باب الحارة» وهذا شيء يسعدني، ويشرفني أن يختارني للعمل، ولكني كنت منشغلاً في إخراج أحد أعمالي، حيث لم يسعفني الوقت أو ينصفني الحظ، فاعتذرت آسفاً، وبسام الملا من المخرجين الذين أحترم تجربتهم ووعيهم بالإخراج، لأنه يعمل على مبدأ الحب، وعلى قدر حبه للشام ولخصوصية أهل الشام تخرج الصورة جميلة والعمل محبوبا.
{ كثير من نجوم الدراما السورية اتجهوا مؤخراً إلى مصر عاصمة الفن والسينما، هل لديك مشاريع قريبة في مصر؟
- «آخر أيام الحب» هو إنتاج مصري، وكذلك «كليوباترا» المقرر إنجازه لشهر رمضان المقبل، وقد تم الاتفاق على سلسلة أعمال درامية لاحقة سيكون إنتاجها لشركات مصرية محترمة.
أما على صعيد التمثيل في السينما والدراما، فقد تلقيت عروضاًًً عديدة، ولكني لم أجدها مغرية، ولم أنسجم فيها، فأنا أحب أن يقدمني العمل بقيمتي الفنية، وفيما عدا ذلك لا يمكنني العطاء.
{ ما معايير قبولك للعمل الدرامي؟
- إخراجاً كان أم تمثيلاً، أنا أحترم عقلية المشاهد، وأحب أن أقدم فائدة ومفهوماً مهماً بعيداً عن الإسفاف، فالمعايير الأخلاقية أساسية جداً في أي عمل درامي قد أنفذه أو أشارك فيه.
{ ما البصمة الإخراجية التي تريد أن تميز بها أعمالك؟
- أن تكون الموسيقى شريكاً أساسياً بالدراما، وليست وتيرة أو خلفية فقط، وهذا يتضح جلياً في أول عمل أخرجته «إسأل روحك»، حيث كان فيه بطولة حقيقية للموسيقى التي ألفها الفنان شربل روحانا. لدي قناعة بأن تشكل الموسيقى 50 % من العمل الدرامي، إلى جانب العمل على التفاصيل الإنسانية وعلى أداء الممثل. والولوج إلى أعماق المشاعر الإنسانية مع الموسيقى هو ما أحاول تكريسه. ومهما حاولنا كعرب أن نخلق تقنية فنية عالية في السينما أو التلفزيون، لن نستطيع تحقيق مواصفات عالمية أو أوروبية، إذ أن هناك مسافة زمنية تؤخرنا تقنياً عنهم.
{ كممثل، كيف هي علاقتك مع المخرج؟ وفي المقابل، كمخرج، كيف تصف علاقتك بالممثل؟
- أولاً، كممثل، أنا لا أتدخل أبداً بأي شيء مهما كان، وكائناً من يكن المخرج أو نوعية عمله، وطالما أني وافقت على العمل معه، فيتوجب علي أن ألتزم بكل تعليماته وأفكاره، وفي النهاية وجهة نظر المخرج هي التي يفترض أن تظهر على الشاشة وليست وجهة نظر الممثلين، وأنا أهتم بدوري وأسعى لتفعيله وإلى خلق قيمة فنية من خلاله.
أما كمخرج فأنا أعمل على تحريض الممثل واستفزازه فنياً لتجسيد حالات إنسانية غير مألوفة لديه، فيشعر بأنه قدم شيئاً جديداً ومختلفاً، وهذا ما أحاول بناءه مع الممثل لحظة بلحظة أثناء العمل. أما تقنياً، غالباً ما أتدخل، فإذا كان هناك مشهد ما يتطلب حالة إنسانية أو فنية خاصة أستأذن مديرالإضاءة مثلاً لخلق جو معين، وغالباً ما آخذ الكاميرا لأصور أحد المشاهد، وهذا ما حدث في مصر أثناء تصوير «آخر أيام الحب».
{ نلاحظ أن النجم السوري قد يؤدي أدواراً ثانوية أو حتى هامشية في خريطة العمل الدرامي، علماً بأنها أدوار تترك انطباعاً فنياً راقياً رغم صغرها، وهذا ما لا نلاحظه عند نجوم عرب وحتى عالميين، حيث أنهم يحتكرون أدوار البطولة؟
- هذا لأن الممثلين السوريين وأنا منهم لدينا فهم عميق لحقيقية فن الأداء والتمثيل، وقناعة راسخة، بأن الممثل القوي يصنع دوراً قوياً، أما الدور القوي فلا يصنع ممثلاًً، وهذا ما برهنته تجربتي الأخيرة، حيث شاركت معنا الممثلة اللبنانية العظيمة سميرة البارودي التي أحترم وأحب، ولعبت دوراً بسيطاً جداً، ولكنك تحسبينه بحجم 500 مشهد، وقد كبر الدور بوجودها وكبر معه العمل ككل.
{ ما طموحك الدرامي كممثل؟
- أرغب جداً بتجسيد دور إحدى الشخصيات الهامة، ولن أذكر الاسم خوفاً من أن يسرق الدور مني، وهو دور صعب جداً لشخصية حية يصعب الكلام عنها في أيامنا هذه، وأتمنى أن أحظى بموافقة صاحب الشخصية وبمنحي شرف تجسيدها في أقرب وقت، وترقبوا الأخبار الطيبة.
{ ماذا يريد أن يقول وائل رمضان؟
- كل ما قدمته وأقدمه هو وائل رمضان، هو مخزون داخلي يخرج بحب وعشق، أنا شخص رومانسي، أحاول خلق لحظات حميمة في أشد المواقف عنفاً. ومن ناحية أخرى فأنا متأثر جداً بالموسيقى، وبمسرح الرحابنة، وتحديداً عاصي الرحباني الذي أعتبره مميزاً في تاريخ الفن والموسيقى في العالم العربي.



[[ المصدر ]]

http://www.awan.com/pages/life/226688