01-12-2008, 09:25 PM
|
#1 (permalink)
|
منتسب نجم
العــضوية: 185 تاريخ التسجيل: 22/08/2008
المشاركات: 704
| ( أرشيف الموسوعة الصحافية ) عبدالحسين عبدالرضا مؤسسة فنية ,,, ناجحة عبدالحسين عبدالرضا مؤسسة فنية ,,, ناجحة
الإعلام 12/11/2002 12:00:00 ص
عبدالحسين عبدالرضا اسم يعني الكثير على الصعيد الفني والصعيد الاجتماعي والإنساني أيضاً، وإن كانت النجومية في بعض المجالات وعند بعض الشخوص تتوقف عند حدود الانتشار والبريق الإعلامي المنعكس على شخصية مفروزة مهنياً أو اجتماعياً فإن الأمر عند الفنان عبدالحسين عبدالرضا يختلف الى حد كبير، أو بمعنى آخر فإن عبدالحسين عبدالرضا كحال آخرين يقفون في دائرة الضوء متمتعين بنجومية صادرة عن قيمة حقيقية للمرء في مجال أو أكثر.
عبدالحسين عبدالرضا الفنان والإنسان والتاجر والمبدع والسياسي والمواطن العربي الذي توازت لديه خطوط الابداع مع الحضور الاجتماعي والاستثماري حتى أنه حقق المعادلة الصعبة بين الفن والتجارة قبل أن يحققها أحد من قبل أو من بعد. إنه مسيرة فنية تتجاوز نصف قرن تحكمها محطات ومواقف غنية بالعطاء للفن أكثر من الأخذ منه وفي هذه المساحة يمكننا أن نلتقط من الذاكرة بعضاً من ملامح الفنان عبدالحسين عبدالرضا الإنسان والممثل والكاتب والاداري والتاجر والسياسي أيضاً، وبين ذاكرة أبوعدنان وذاكرة الصحافة مساحة نتفق فيها كثيراً وربما نختلف, ولكن من الاتفاق الى الاختلاف يبقى عبدالحسين عبدالرضا واحداً من أبرز الذين شيدوا حركة فنية خليجية خلال النصف الثاني من القرن الفائت. الإنسان ولد عبدالحسين عبدالرضا في منطقة شرق العام 1939م وهو من أسرة تتألف من سبعة أبناء وسبع بنات يحتل فيها منطقة الوسط، ولأن منطقة شرق في الكويت كانت في تلك الفترة نقطة التقاء بحرية وتجارية فقد نبتت عند الطفل عبدالحسين بذرة حب التجارة موازية لموهبة الفن والابداع التي فطر عليها، إذ لم تكن هناك لا زماناً ولا مكاناً حركة فنية ولا مسرحية زرعت في نفس عبدالحسين حب الفن وعلمته ماهية المسرح، فإن كان ذاك الطفل الذي لم يكن يبلغ السابعة أو الثامنة من عمره قد شاهد وعايش فنون التجارة والبحر فعرفها وتعرف على أهلها فإنه لم يكن قد شاهد عرضاً مسرحياً أو شيئاً من فنون المسرح على الاطلاق غير مسرح الحياة بشخوصه الطبيعية، استطاعت الموهبة الفطرية ان تلفت انتباهه لها فكان أن استلهم من بيئته مواقف ومشاهد كوميدية وتراجيدية أقدم على تمثيلها أمام الناس, تلك كانت البداية الفنية للفنان عبدالحسين عبدالرضا، والتي مرت فيما بعد بمراحل نمو طبيعية ونضجت مع نضوج الشاب الذي مكنته ظروفه من السفر الى مصر والمانيا لدراسة فنون الطباعة، ومن القاهرة الى ألمانيا شاهد عبدالحسين فنون المسرح وتعرف الى رواده وأبطاله. والواقع إن كانت مدرسة زكي طليمات تشكل البداية الحقيقية لمسيرة عبدالحسين عبدالرضا مع المسرح فلم يبدأ معها من فراغ فني، بل كانت لعبدالحسين مدرسة خاصة في فنون المسرح أسسها هو وتعلم فيها أو بمعنى آخر مارس فيها التمثيل والكتابة والاخراج لمشاهد مسرحية من نسج خياله من الألف الى الياء، حتى أنه كان يبني لها دور العرض الموقتة، ومارس من خلالها فنون الابداع والتجارة معاً. وهنا اقتطفنا من أقوال عبدالحسين عبدالرضا ومن ذاكرته ما يشير الى تلك المرحلة إذ يقول: «نعم اكتشفت أني أحب الفن منذ أن أخذت أحفظ مع مجموعة من زملائي أفلاماً سينمائية كاملة، وأولى خطواتي في هذا المجال كانت عندما بنينا مسرحاً من سعف الجريد واستخدمنا اضاءة المصباح البدوي لنمثل بطريقة خيال الظل خلف ملاءة بيضاء، ويقول: كانت مشاهدنا مستوحاة من أفلام سينمائية والغريب والطريف أننا كنا نحصل من الجمهور على أجور مقابل هذا العمل!. وهنا ليس غريباً أن يطلق على عبدالحسين عبدالرضا صاحب مدرسة الاحتراف الفني المبكر، التي لازمت مرحلة طفولته حتى نهاية الخمسينات حينما أسلم نفسه الى زكي طليمات. الممثل إن فن التمثيل يمثل عند الفنان عبدالحسين عبدالرضا بذرة الموهبة الفنية ومحور مسيرته الفنية، إذ إنه يتمتع بقدرات عالية في الأداء، ولا سيما الكوميديا، ولقد أثبتت أعماله الفنية ذلك، والتي وضعت محط أنظار الباحثين والدارسين في الأكاديمية الفنية، ورغم أن بداية عبدالحسين في الفن منذ طفولته تمثلت في التأليف والاخراج والتمثيل غير أنه لم يستسغ فيما بعد مسألة الاخراج فيما نشط كتابياً في مرحلة متأخرة نسبياً وكان التمثيل نقطة انطلاقته وبؤرة نجوميته ومصدر تعبيره عن ذاته. وتعد مسرحية «صقر قريش» التي أخرجها الفنان الراحل زكي طليمات لفرقة المسرح العربي في العام 1962 وهي من تأليف محمود تيمور هي أول عمل مسرحي لعبدالحسين عبدالرضا الممثل كما أنها أي المسرحية كانت البداية لظهور مريم الصالح ومريم الغضبان وآخرين. ومن «صقر قريش» انطلقت مسيرة عبدالحسين النجم المسرحي بعد ان استهواه زكي طليمات ولمس امكاناته فمثل فيما بعد وخلال ثلاث سنوات أكثر من عشر مسرحيات منها «فاتها القطار»، «عمار المعلم كندوز»، «ابن جلا» «المنفذة» «استأثروني وأنا حي»، «مضحك الخليفة»، «الكنز»، و«آدم وحواء». التلفزيون أما في التلفزيون فقد برع عبدالحسين عبدالرضا في جوانب عدة كممثل كوميدي بداية من «درب الزلق» مع رفيق دربه سعد الفرج، وعلى صعيد المنوعات الغنائية والكوميدية أوجد عبدالحسين لونا خاصاً من الاسكتشات الغنائية الاستعراضية مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله، ولا يخفى على أحد أنه قد رسم لذاته مسيرة مستقلة في الدراما التلفزيونية مرت بعدة تحولات بدءاً من كوميديا الفارس الى الدراما السياسية الواعية والمسؤولة كزمن الإسكافي و«سوق المقاصيص» و«ديوان السبيل»، وهي الأعمال التي تمثل المرحلة المعاصرة لعبدالحسين عبدالرضا على صعيد الدراما التلفزيونية، والتي شكلت خطاً متقدماً بعض الشيء لخطه المسرحي حيث ندرت أعماله المسرحية في السنوات العشر الأخيرة فقدم فقط «سيف العرب» و«مراهق في الخمسين» وكان له دور البطولة فيهما. الكاتب عبدالحسين عبدالرضا الكاتب والمؤلف لم يتأخر كثيراً عن عبدالحسين الممثل، إذ ان مسرحية «اغنم زمانك» التي كتبت في العام 1965 كانت باكورة انتاج الكاتب عبدالحسين، بعدها كتب «من سبق لبق»، و«مطلوب زوج حالاً»، و«30 يوم حب» وذلك في الفترة بين 1965، و1973 وحينها كان عضواً عاملاً في فرقة المسرح العربي.
بعدها كتب وشارك في التأليف مع زميله سعد الفرج للمسرح الوطني في الفترة بين 1974، و79 وكانت الحصيلة ثلاث مسرحيات هي «بني صامت»، و«ضحية بيت العز» ، و«علي هامان يافرعون»، وبعد العام 79 بدأت مسيرته المستقلة مع شركته الخاصة «مركز الفنون». فكتب وأنتج ومثل لنفسه أعمالاً كثيرة بدأت بمسرحية «عزوبي السالمية» التي ألفها وقام ببطولتها فيما أخرجها المسرحي أحمد عبدالحليم، وبعدها قدم «باي باي لندن»، «باي باي عرب»، و«فرسان المناخ»، و«فرحة أمة»، و«سيف العرب»، وآخرها «مراهق في الخمسين»، التي أخرجها له الفنان فؤاد الشطي وهي من بطولته وانتاجه واعداده عن نص لتوفيق الحكيم. وللتلفزيون كتب عبدالحسين عبدالرضا عشرات النصوص، آخرها «سوق المقاصيص» من تأليفه، ويعد نهج الكتابة عند عبدالحسين عبدالرضا بمثابة النافذة التي يظهر منها كممثل وفنان صاحب قضية، ولعله في الغالب ومنذ بواكير مسيرته يبحث عن ذاته في ذاته، ويعتقد أن الكاتب بداخله هو الأكثر فهماً وأكثر تجاوباً للممثل، ومن هنا يسعى عبدالحسين الى مسألة التكامل في العمل الفني على كافة مستوياته، ودلالة على ذلك فإن أعمال عبدالحسين إما تلفزيونية أو مسرحية فإنها تتميز بنمط وأسلوب مختلفين فهو في الغالب المشرف العام وصاحب الرؤية الأولى والأخيرة في كثير من القضايا الاخراجية والانتاجية، منطلقاً من رؤية مسبقة عن العمل متبلورة في داخله، والواقع وان كان عبدالحسين عبدالرضا لم يقتحم مجال الاخراج ولم يعلن نفسه مخرجاً قط غير أن المعروف عنه أنه المخرج الحقيقي لمعظم أعماله، وإن كان دائماً متفاهماً ومتفقاً مع رؤية المخرج. والى جانب ذلك فإن عبدالحسين عبدالرضا نجح في الإدارة والتجارة والاستثمار، وان كنا نرى أن أنجح مشروع استثماري في حياة عبدالحسين عبدالرضا هو استثماره لموهبته ولامكاناته الفنية بشكل صحيح وبأسلوبه الذي لا يختلف عنه كفنان مبدع.
من ذاكرة الفنان تلك هي الخصوصية وذلك هو الاختلاف عند عبدالحسين عبدالرضا، أما أقواله وآراؤه ومواقفه ونوادره فهي كثيرة ومنها: «أعتبر نفسي عاشقاً وهاوياً للفن، والفن بالنسبة لي ليس مهنة بل متعة وحياة ولا يعرفها إلا من يعيشها». «أنا خلقت من أجل الفن وأسست مساحة فيها الكثير من الاشراق بحق بلدي وأهلي وفني». «أنا فتحت الأبواب الموجعة إلا أننا نحتاج الى أن نطرحها من وقت الى آخر، لابد من الصراخ فالفنان هو جزء من أمته ويعيش آلامها وفرحها», «لا انفصام بيني وبين عبدالحسين الإنسان والفنان وأنا هو أنا بكل تناقضاتي الإنسانية والوجدانية». انتهى حنان المرزوق http://www.kuna.net.kw/newsagenciesp...=ar&id=1777501
|
| |