شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات الكبرى > الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) > نشأة المسرح في الخليج وبعض الدول العربية |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-11-2009, 10:31 PM | #1 (permalink) |
المشرف العام على الشبكة العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,520
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | نشأة المسرح في الخليج وبعض الدول العربية المسرح في دولة الكويت : بداية المسرح العربي بالكويت تعود إلى فترة مبكرة ، حيث تلك المحاولات المسرحية التي ظهرت بظهور المدارس الحديثة في الكويت ، إذ تذكر الروايات التاريخية إلى أن أول عرض مسرحي يعود إلى عام 1922م ، في حفل اختتام العام الدراسي الأول لمدرسة " الأحمدية " . ثم تلت تلك المحاولة محاولات أخرى على نفس الصعيد ، إذ أخذت المدارس آنذاك بعرض تمثيليات مسرحية قصيرة ، ذات طابع تعليمي و ترفيهي بالمقام الأول ، و لم تكن هناك مسارح بالمعنى المألوف ، إنما كانت تؤدى هذه التمثيليات القصيرة على ساحات المدارس ، و بحضور رسمي في المناسبات العامة ، كالمولد النبوي ، و الهجرة النبوية ، و رمضان المبارك ، و غيرها من المناسبات الدينية و القومية . إلا أن هذه المحاولات البسيطة ، و المعدودة ، لم تصل بعد إلى درجة مسرح حقيقي و فعلي ، بل كانت مجرد محاولات بدائية ، و ارهاصات لمسرح سيوجد بعد حين ، المهم أن هذه المحاولات أنجبت مهتمين بالمسرح ، و عالم المسرح ، حيث أنه منذ عام 1939م بدأ يظهر اسم ( حمد عيسى الرجيب ) ، وذلك بعد عرض تمثيلي عن عمر بن الخطاب ، أقيم على ساحة مدرسة " المباركية" ، إذ قدم دورين خلال العرض منهما دور فاطمة أخت عمر بن الخطاب. قام حمد الرجيب بدور ملموس في بدايات المسرح العربي في الكويت ، فبالإضافة إلى كونه ممثلا ، فقد عمل مخرجا لكثير من هذه العروض ، التي كان من مميزاتها ، أنها تمثل التاريخ العربي و الإسلامي . و قد كانت آخر عرض يخرجه الرجيب في الكويت ، قبل أن يسافر لمتابعة الدراسة في مصر ، كان بعنوان ( وفاء )سنة 1945م ، و قد استفاد خلال تواجده في القاهرة ، من المعهد العالي لفن التمثيل ، و من أستاذه ( زكي طليمات )، و الذي سيكون له فيما بعد دور مؤثر في ظهور المسرح العربي في الكويت. وقد استغل الرجيب فرصة تواجده بالقاهرة ، و ” ببيت الكويت ” فكان ينمي مواهبه المسرحية ، و يطبق ما يدرسه بمعهد التمثيل هناك ، و ذلك بتقديم بعض العروض التمثيلية ، التي كان يؤديها طلبة بيت الكويت خلال أمسياتهم و حفلات السمر لديهم. عاد الرجيب إلى الكويت ، و عين في عدة مناصب ساهم من خلالها في دفع عجلة المسرح العربي في الكويت. و رغم كل هذا لا نستطيع القول بوجود مسرح عربي في الكويت ، فكل ما يعرض كان مجرد تمثيليات بسيطة ، ذات عرض تاريخي في أغلبها ، لكنه و مع ظهور ” النشمي ” و رفاقه ، بدأت المسألة تأخذ طريقا جديدا. لقد بدأ النشمي بمحاولات الاقتراب من الناس عن طريق الارتجال التمثيلي ، و ذلك منذ أواخر الأربعينات ، حيث قام مع زملائه بعرض مجموعة من التمثيليات المرتجلة ، سواء على مستوى الحوار أو النص ، أو من ناحية الإخراج ، و كذلك فقد أدخل العامية في عروضه التمثيلية ، و اصطنع الفكاهة و الهزل خلالها. و في عام 1954م تم ميلاد فرقة ” الكشاف الوطني ” ، و هي أول تجمع مسرحي منظم في الكويت ، خارج حدود الساحة المدرسية ، و قد عرض النشمي من خلالها عددا من العروض المسرحية المرتجلة ، التي لا تعتمد على نص مكتوب ، و كانت كلها بالعامية ، و يقوم الرجال بأدوار النساء فيها ، إذ لم توجد بعد نساء ممثلات. وقد غير النشمي و رفاقه من تسمية فرقتهم فأصبحت تعرف بعد ذلك باسـم ” المسرح الشعبي ” و قد كانت هذه الفرقة أهلية إلى أن ضمتها وزارة الشؤون إلى إدارة المسارح ،فأصبح للفرقة هيكل تنظيمي على قمته النشمي. و قد حاولت إدارة المسارح أن تلزم الفرقة بالنص المكتوب ، و أن تبعدها عن الارتجال ، مما أدى إلى انسحاب الكثيرين من الفرقة. في عام 1958م قام ( زكي طليمات ) بإلقاء محاضرتين عن المسرح ، و ذلك ضمن الموسم الثقافي الرابع الذي تنظمه الكويت منذ عام 1955م . كانت تلك هي الزيارة الأولى لزكي إلى الكويت ، و قد قام خلال إقامته القصيرة بالكويت بإعداد تقرير عن الحركة الفنية و مظاهرها بالكويت ، و وسائل تقدمها ، حيث قدم من خلال التقرير تصورا شاملا للمسرح و سبل الارتقاء به . وقد سلم التقرير قبل سفره إلى دياره . إلا أنه قد استدعي من جديد ، و ذلك بعد قراءة التقرير ، ليتولى عملية إنشاء مسرح عربي في الكويت على أسس حديثة ، و ذلك عام 1961م ، و في تلك الفترة لم يكن هناك سوى المسرح الشعبي على الساحة ، بالإضافة إلى مسارح المدارس ، لذلك ، و كنوع من التطوير ، تم إشهار فرقة ” المسرح العربي “و التي يقودها زكي طليمات . وقد نشر في الصحف إعلان لمن يرغب بالانضمام لهذه الفرقة ، فانضمت مجموعة من السباب منهم فتاتين كويتيتين ، بالإضافة إلى المشاركات من جنسيات عربية أخرى . و قد قام طليمات بجهود واسعة من أجل إثبات مقدرة المسرح الجديد القائم على الأسس العلمية و الأكاديمية ، رغم تشكيك البعض في قدرات هذا المسرح و قائده ، و من هؤلاء المشككون النشمي ذاته ، إذ رأى هذا الأخير بأن المسرح العربي سيشكل خطرا على مسرحه الارتجالي ، لذلك فقد عارضه بشكل كبير ، و ظل الأمر كذلك حتى استقال من منصبه في المسرح الشعبي . في الوقت نفسه ، كان هناك مسرح ثالث يشق طريقه إلى الوجود ، هو ” المسرح الوطني ” ، الذي قام بفضل جهود بعض الشباب ، الذين أرادوا تكوين فرقة مسرحية جديدة تكون قادرة على الوصول إلى قلوب المتابعين لها ، و من هؤلاء الشباب كان صقر الرشود ، أحد أعمدة المسرح العربي في الكويت ، الذي ألف مسرحية ( فتحنا ) ، و هي الفاتحة التي بدأها المسرح الوطني ، ثم بعد ذلك أشهرت هذه الفرقة الجديدة التي تسمت باسم ” مسرح الخليج العربي ” ، و قد تم إشهار الفرقة عام 1963م ، لتكون بذلك ثالث الفرق المسرحية ، الموجودة في الكويت . وقد كانت هذه الفرقة علامة دالة على ظهور مسرح عربي في الكويت ، إذ أن المسرح بشكله الفني قد ظهر ، و هناك الممثلون و المؤلفون و المخرجون من أبناء البلد ذاته . وقد حاول ، وبذل شباب هذه الفرق جهدا كبيرا من أجل تثقيف أنفسهم ثقافة مسرحية راقية ، و برهنوا على قدراتهم الإبداعية ، و كانوا وسطا بين المسرح العربي و المسرح الشعبي ، اللذان قدما ، أيضا جهدا كبيرا من أجل أن ينشأ مسرح عربي في الكويت. و قد أثمرت هذه الجهود عن ولادة ” المعهد العالي للفنون ” و الذي تم وضع حجر أساسه عام 1972م ، و قام باستقبال أول دفعة له عام 1973م. و قد قسم المعهد إلى ثلاثة أقسام هي : ـ التمثيل و الإخراج. ـ النقد و الأدب المسرحي . ـ الديكور المسرحي . و قد تخرجت أول دفعة عام 1977م. المسرح في المملكة العربية السعودية : نشأ المسرح العربي في السعودية عن طريق التأثير الذي لاقته المنطقة الغربية من البلاد ، حيث أنها كانت عرضة إلى التأثر بالثقافة العربية في مصر ، التي كانت أكثر المأثرين على نشوء المسرح ، بسبب موقعها و علاقتها بالسعودية . و قد كان أول نص مسرحي مكتوب ، قد ظهر عام " 1932م " ، أي عشية إنشأ المملكة العربية السعودية ، و قد قام بتأليف هذا النص المسرحي ، الشعري الشاعر حسين عبد الله سراج ، الذي أتم دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت ، و كان دائم الاطلاع على ما يقدمه إخوانه العرب من إنتاجات أدبية و فكرية ، و بطبيعة الحال فنية مسرحية . كتب سراج كذلك عام "1943م " نصا مسرحيا آخر حمل عنوان " جميل بثينة " ثم عام " 1952م " كتب " غرام ولادة ". إلا أن أول نص مسرحي نثري تمت كتابته على يد الدكتور " عصام خوفير " حاملا عنوان الدوامة ثم كتب محاولة أخرى بعنوان " السعد وعد " ، و لم يتم تنفيذها بسب العنصر النسائي غير المتوفر . في عام 1960م بدأت أولى محاولات المسرح العربي في السعودية ، على يد الشيخ أحمد السباعي ، حيث قام بتأسيس فرقة مسرحية في مكة ، و أنشأمعها مدرسة للتمثيل ، سماها " دار قريش للتمثيل الإسلامي " ، و بدأت الاستعدادات للقيام بأول عرض مسرحي ، غير أن الظروف حالت دون ذلك وأغلقت دار العرض. ظل المسرح العربي في السعودية ذا طابع مدرسي ، حيث أن كثيرا من العروض المسرحية كانت تقدم على مسارح المدارس ، و بالطبع فإن العنصر النسائي لم يكن موجودا . إلا أن هناك بعض الخطوات التي من شأنها تحريك المسرح العربي في السعودية و تنشيطه ، تمثلت هذه الخطوات في عدة أمور ، منها : تأسيس جمعية الفنون الشعبية عام 1970م إنشاء قسم الفنون المسرحية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1974م قيام الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون بعاية الآداب و الفنون من عام 1973م إنشاء شعبة للفنون المسرحية بقسم الاعلام بكلية الآداب بجامعة الملك سعود " 1991م " من خلال هذه الخطوات يمكن أن يظهر المسرح العربي في السعودية بمستوى أرقى . المسرح في قطر : بدأ المسرح العربي في قطر ارتجالياً ، حيث كانت تقدم عروض تمثيلية ارتجالية في حفلات السمر التي كانت تقام في المجالس الخاصة ، و التي عرفت باسم ( دور زكرت ) و كانت هذه التمثيليات تتعرض للقضايا الاجتماعية المتنوعة بصورة نقدية ساخرة مضحكة . و بعد أن تم إنشاء الأندية الرياضية و الثقافية في مرحلة الستينيات ، بدأت المسألة في الانتشار ، حيث أن الفضل الأول يعود للحفلات الفنية الغنائية التي كانت تحييها تلك الأندية ، و التي كان يعرض من ضمن فقراتها ، العروض التمثيلية المرتجلة ، حيث وجد الشباب ضالتهم في تلك الحفلات التي كانت تقيمها الأندية ، فأخذوا في صقل مواهبهم الفنية و أخذوا في التعرف إلى المسرح و التمثيل أكثر . و لقد كان لنادي " الطليعة " جهد واضح في إنعاش الحركة الثقافية ، بما في ذلك النشاط الفني المسرح ، بالإضافة إلى جهود ناديي " الجزيرة " و " كبار الموظفين " التابع لشركة نفط قطر وقد تأسس نادي الطليعة عام 1959م ، و قام بعرض عدة عروض تمثيلية منها ( الفتاش ) و ( بين الماضي و الحاضر ) . كما قدم نادي كبار الموظفين بعض العروض المسرحية مثل ( عرب فلسطين ) و ( نصيحة أب ) كما برز في الفترة ذاتها المسرح المدرسي ، حيث قدمت مدرسة الدوحة عام 1959م مسرحية بعنوان " بلال بن رباح " ، و قامت المدرسة بإعداد لمسرحية تاجر البندقية لشكسبير حيث سميت باسم " تاجر البصرة " و عرضت عام 1963م . كما قدم المعهد الديني مسرحية " عالم و طاغية " من تأليف الدكتور يوسف القرضاوي مدير المعهد ، و ذلك عام 1969م . كل هذا ساعد في نشوء مسرح عربي في قطر ، إذ أنه اعتبارا من عام 1968م شهدت قطر نشوء الفرق المسرحية الأهلية ، حيث تعاون الفنان موسى عبد الرحمن و يعقوب الماص على تكوين فرقة مسرحية كان اسمها الفرقة الشعبية للتمثيل ، قامت هذه الفرقة بتقديم بعض العروض المسرحية المرتجلة مثل " الدكتور بو علوص " و " بنت المطوع " و غيرها . و قد توقفت هذه الفرقة لسفر كثير من أعضائها للدراسة خارج قطر ، إلا أنها عادت عام 1983م عن طريق وزارة الإعلام ، و عادت لتقديم العروض المسرحية من جديد ، حيث قدمت " حلم علي بابا " من تأليف و إخراج " محفوظ فودة " و أعدها باللهجة موسى عبد الرحمن ، كما قدمت مسرحية " فصيلة على طريق الموت " للكاتب الأسباني الفونسو ساستري و إعداد موسى عبد الرحمن و إخراج عبد الرحمن المناعي ، و قدمت مسرحيات أخرى لكتاب معروفين كسعد الله ونوس . في عام 1972م تم إشهار فرقة المسرح القطري و التي كانت نواتها مجموعة مسرح دار المعلمين اللذين قدموا مسرحيات " صقر قريش " و " حلاوة الثوب رقعته منه و فيه " ، حيث دعوا لإقامة هذه الفرقة . و قد قامت هذه الفرقة بتقديم العديد من العروض المسرحية خلال مسيرتها ، حيث أنها قامت ، حال إنشائها ، بتقديم مسرحيات " عانس "و " سبع السبيع " في عرض مسرحي واحد ، و هاتين المسرحيتين من تأليف عبد الله أحمد و إخراج محيسي و عبد الله سمهون على التوالي . كما قدمت عام 1973م مسرحية " خارج من الجحيم " من إخراج عبد اللطيف سمهون، و تبعتها مسرحية " من طول الغيبات " عام 1974م من تأليف خليفة السيد . و قد شاركت هذه الفرقة في المهرجانات المسرحية العربية ، حيث شاركت في مهرجان دمشق الخامس للفنون المسرحية عام 1975م بمسرحية " مرة و بس " ، و شاركت في ذات المهرجان ـ السابع ـ عام 1977م بمسرحية " إلى أين " من تأليف عبد الله أحمد و إخراج هاني صنوبر . في عام 1974م قامت فرقة مسرح السد بتقديم باكورة أعمالها " بيت الأشباح " من تأليف غانم السليطي و إخراج مصطفى أحمد . و قامت هذه الفرقة ، كسابقتيها ، بتقديم العديد من العروض المسرحية المتميزة ، حيث قدمت "علتنا فينا " عام 1975م عن قصة لتوفيق الحكيم و إخراج مصطفى أحمد ، و تبعتها مسرحيات أخرى مثل : " خميس في باريس " و " السر المكتوم " من تأليف سامي المناعي و خليفة عيد الكبيسي ، و إخراج بدر الدين حسنين و محمد أبو جسوم على التوالي . و هناك فرقة الأضواء التي ترجع بداياتها إلى عام 1966م ، و كانت فرقة موسيقية غنائية قبل كل شيء ، إلا أنها في عام 1974م أشهرت نفسها كفرقة مسرحية تابعة للدولة . قامت هذه الفرقة بتقديم العديد من التمثيليات المسرحية من مثل " عطيل " و " طبيب رغم أنفه " لشكسبير و موليير كما قدمت مسرحية " الزوج العازف " من تأليف تيسير طبيشات و إخراج مصطفى أحمد عام 1976م . و قدمت عام 1979م مسرحية " السالفة و ما فيها " من تأليف و إخراج محمد عواد . وقد أخذت الدولة في دعم هذه الفرقة و تشجيعها على المضي في طريق تقديم العروض المسرحية المتميزة .و في سبيل ذلك تم تجهيز صالة للعرض باسم " مسرح قطر الوطني " عام 1982م و إنشاء فرقة مسرحية لتقديم العروض المتميزة ، و غير ذلك من المناشط و المشاريع الهادفة إلى تشجيع المسرح العربي في قطر . المسرح في مملكة البحرين : لا يوجد ما يشير إلى أن الحضارات الكبرى التي مرت بها جزر البحرين قد عرفت شيئاً من المسرح أو أي عنصر من عناصر الفرجة الجماهيرية، بدءاً من العصر الدلموني وانتهاء ببدايات القرن العشرين. إن أول إشارة إلى قيام عروض مسرحية في دراسات بعض الباحثين البحرينيين في النصف الثاني من القرن العشرين واللذين اتفقوا على أن هذا العرض كان في 1925م وكان عرضاً مدرسياً قدمته مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق وهي أول مدرسة نظامية رسمية افتتحت في البحرين عام 1919م، وكان عنوان المسرحية “القاضي بأمر الله” ولقد صوبه الأستاذ والمؤرخ البحريني (مبارك الخاطر) في كتابه (المسرح التاريخي في البحرين) إلى “قاض بأمر الله”. بدأ المسرح في البحرين مدرسياً، ولهذا أسبابه المنطقية، التي فرضتها الظروف الموضوعية للتعليم في البحرين. عندما بدأ التعليم في البحرين لم تكن البلاد مكتفية ذاتياً من المعلمين من أبنائها، إن لم تكن تفتقر تماماً للمعلمين والمربين في ذلك الوقت. ولهذا استعانت حكومة البحرين بالمعلمين العرب اللذين استقدمتهم من سوريا ومصر ولبنان وفلسطين. ولا شك أن هؤلاء المربين كانوا قد تعرفوا على المسرح في بلدانهم، باعتبار أن المسرح العربي عرف بداياته في لبنان وسوريا ومصر. ولا شك أن هؤلاء المدرسين فكروا في الطريقة المثلى لإيصال معاني التاريخ الإسلامي إلى طلابهم لحثهم على التمسك بالإسلام وقيمه، ووجدوا أن أقرب الطرق إلى ذلك هو المسرح، فكان أن غرسوا البذرة الأولى وعملوا على رعايتها والإهتمام بها. بدأ المسرح ينشط في مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق ثم تبعتها مدرسة الهداية الخليفية بالمنامة مدرسة الهداية الخليفية (للبنات) بالمحرق، واستمر حتى عام 1943م، ولم يقتصر النشاط المسرحي على المدارس الحكومية ولكنه تعداه إلى المدارس الأهلية. لقد شاركت في ذلك المدرسة الأهلية التي أسسها الأديب والشاعر البحريني (إبراهيم العريض)، وكذلك مدرسة الإصلاح الأهلية التي أسسها الشاعر البحريني (عبد الرحمن المعاودة). لكن هذا المسرح المدرسي توقف نشاطه عند العام 1943م ولم يبدأ إلا عندما أنشأت وزارة التربية والتعليم قسماً للمسرح المدرسي وبدأ نشاطه ابتداءً من العام الدراسي 76/77 وتواصل بعد ذلك نشاطه ضمن فعاليات مهرجان المسرح المدرسي السنوي. انتقل المسرح بعد ذلك إلى مجال أرحب وأوسع من المجال المدرسي ألا وهو الأندية. وبعد أن كانت مواضيع المسرح تتناول التاريخ الإسلامي والعربي القديم والحيث والتي كان المعلمون يعدونها من خلال المناهج الدراسية التي كانوا يدرسونها للطلاب. انتقل القائمون على المسرح في الأندية إلى النصوص الشعرية التي كتبها شعراء عرب مثل (أحمد شوقي) و(عزيز أباظة) أو شعراء بحرينيون مثل ( إبراهيم العريض) و(عبد الرحمن المعاودة)، وكذلك مؤلفون آخرون مثل (توفيق الحكيم) و (سعيد تقي الدين) وغيرهم. ومن الأندية التي ساهمت في تفعيل النشاط المدرسي نادي البحرين الذي بدأ نشاطة المسرحي عام 1941م بمسرحية (مجنون ليلى) للشاعر (أحمد شوقي)، والنادي الأهلي وكذلك نادي العروبة. أماالآن فإن هناك مهرجاناً للمسرح في الأندية تنظمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة كل عامين وتشارك فيه مجموعة كبيرة من الأندية البحرينية. إذا كانت المدارس قد حركت النشاط المسرحي وأوصلته إلى الأندية فإنه قد خرج من الأندية إلى الفرق المسرحية التي تعنى بالنشاط المسرحي دون غيره. كانت الأندية تمارس أنشطة كثيرة (أدبية، رياضية، اجتماعية، تعليمية وغيرها) وكان المسرح جزءاً صغيراً من تلك الأنشطة. وبدأ الشباب يكونون فرقاً تعنى بالمسرح لا غير، وأول هذه الفرق (الفرقة التمثيلية المتنقلة) ومن الإسم يتضح لنا الهدف من تأسيسها وهو نقل النشاط المسرحي إلى أماكن مختلفة من مدن وقرى البحرين. ولكن هذه الفرقة توقفت بعد أن قدمت ثلاث مسرحيات قصيرة في عرض واحد وكان ذلك في عام 1955م. ومن خلال بعض أعضاء (الفرقة التمثيلية المتنقلة) تكونت فرقة جديدة بإسم (أسرة هواة الفن) والتي تأسست عام 1956م، وتغير اسمها بعد ذلك إلى (أسرة فناني البحرين) وكانت الأسرة في بداية أمرها تعنى بالمسرح والمسيقى والفن التشكيلي حتى انتهت إلى الإهتمام بالمسرح فقط، وقدمت خلال مسيرتها من عام 1957م وحتى 1975م مجموعة كبيرة من المسرحيات. وتوقفت الأندية عن النشاط المسرحي واقتصر نشاطها في هذا الجانب على تقديم الفواصل التمثيلية (الإسكتشات) وذلك من خلال الحفلات الغنائية والموسيقية التي كانت تقيمها دعماً لميزانيتها. وبقى الحال على ماهو عليه حتى بادر (نادي اتحاد الشباب) بدعوة مجموعة كبيرة من الشباب المهتم بالمسرح والثقافة بشكل عام إلى تكوين فرقة مسرحية تحت اسم (مسرح الإتحاد الشعبي). ولكن نظراً للعدد الكبير من الأعضاء وتباين الأفكار واختلاف النظرة للمسرح ورسالته، انفصلت مجموعة من أعضاء هذه الفرقة وكونوا فرقة جديدة باسم (المسرح البحريني) الذي تغير بعد ذلك إلى مسرح “أوال” وكان ذلك عام 1970م. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم – وقد مر على تأسيس المسرح ثلاثون عاماً- قدم فيها عشرات المسرحيات توزعت بين المحلية والعربية والعالمية، وشارك في أغلب المهرجانات العربية والإقليمية. أما مسرح الإتحاد الشعبي فقد توقف عن النشاط المسرحي وانحل في عام 1975م بعد أن قدم مجموعة بسيطة من المسرحيات. في عام 1964م تأسست فرقة مسرحية جديدة تحت اسم (مسرح الجزيرة) والتي قدمت مجموعة كبيرة من المسرحيات توزعت بين المحلية والعربية والعالمية، وشاركت في العديد من المهرجانات العربية والإقليمية. في عام 1992م تأسست فرقة مسرحية جديدة تحت اسم (مسرح الصواري) وهذه الفرقة رغم عمرها القصير إلا أن شبابها يواصلون عطاءاتهم بشكل مستمر محاولين الخروج عن المستهلك والمعتاد، وقد توجوا جهودهم بحصول مسرحية (الكمامة) التي أخرجها (عبدالله السعداوي) على جائزة الإخراج من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1994م. وفي عام 1998م تم إشهار فرقة جديدة تحت اسم (مسرح جلجامش) وهذه الأخيرة تعنى بالمسرح الإستعراضي. المسرح في الإمارات العربية المتحدة : تعتبر الحركة المسرحية بدولة الامارات العربية المتحدة فنية قياسا لماهي في الدول العربية الاخرى، فقد سجلت أولى الفعاليات المسرحية في مطلع الخمسينات من هذا القرن. وسجلت أولى المسرحيات المتكاملة نصا وإخراجا عام 1963م عندما عرض نادي الفلاح الرياضي والثقافي بالشارقة مسرحية (من أجل ولدي ) من تأليف وإخراج واثق الدايني. بعد هذه البدايات تكونت فرق ومجاميع مسرحية في النوادي وجمعيات الفنون الشعبية، كانت تظهر لفترة ثم تختفي لتظهر محلها أخرى تباعا وحسب الأنشظة السنوية لهذا النادي أو تلك الجمعية، حتى اشهرت أول فرقة مسرحية مستقلة عام 1972م باسم (المسرح القومي للشباب) بدبي. وفي تلك الفترة كانت وزارة الإعلام والثقافة تعد العدة لتطوير قسم المسرح التابع للإدارة الثقافية لديها، ذلك كجزء من اختصاصات الوزارة، وتعبيرا عن اهتمام الدولة بالمسرح كأحد القنوات الثقافية العامة، فقامت بإعطاء المسرح الدور المناسب لتعضيد وتطوير وتبني الفعاليات المسرحية القائمة ضمن التشكيلات المنتشرة على رقعة الدولة . وقد قام قسم المسرح منذ اعطائه الدور بالإستفادة من الخبرات العربية، ابتداء من (زكي طليمات) الذي قدم تقريره عن كيفية النهوض بالحركة المسرحية بعد جولة لمدة شهرين في الإمارات السبع بعدها استقدمت الوزارة الفنان (صقر الرشود) الذي كان له الدور الكبير في وضع مخطط علمي وتنفيذي للنهوض بالحركة المسرحية واستعان ببعض الخبرات العربية معه من الخريجين الأكاديميين العرب ومن الرواد مثل الفنان (إبراهيم الصلال) الذي أعقبه في تولي مسؤولية الإشراف على المسارح، فتهيأت للحركة المسرحية الخطط والأسس العلمية والعملية الأكاديمية كمشاريع آنية ومستقبلية، كما سنحت الفرصة في هذه الأثناء بنك النص، وإعداد الخطة لإقامة مشروع لمهرجان مسرحي خليجي، وبدأ الاحتفال بيوم المسرح العالمي في 27 / 3 من كل عام، ومشاريع لدورات تدريبية في المسرح، وأساس لائحة أجور الفنانيين، وإصدار تعليمات وإجراء لقاءات واجتماعات ومحاضرات حول ترسيخ الدعائم الأولية للحركة المسرحية. ولعل المرحلة التنفيذية العملية الهامة كانت في إقامة الدورة التدريبية الأولى للمسرح ولمدة أربعة أشهر ونصف، أشرف عليها الفنان (المنصف السويسي) الذي كان خبيرا للمسرح آنذاك. وكان للدورة الأثر الفاعل على مستوى ونوعية الإنتاجات اللاحقة حتى تاريخ مشاركة الفرق في المهرجانات المحلية كمهرجان أيام الشارقة أو مهرجان دمشق وقرطاج. والآن فإن الساحة المسرحية بدولة الإمارات تشتمل على 15 فرقة مسرحية، 10 فرق منها مشهرة (مستقلة) والأخريات موزعات بين ناد أو جمعية فنون وهذه الفرق تقدم مسرحيات محلية وعربية وعالمية وأما المسارح والقاعات فكان في الدولة أكثر من اثني عشر مسرحا بعضها مصمم على أحدث الطرز والإمكانيات التقنية، ويبلغ عدد العاملين في الحركة المسرحية من مواطنين ووافدين في مختلف المسرحية ما بين المئة والعشرين والمئة والخمسين أغلبهم موزعين على الفرق المسرحية التالية: أولا: فرقة مسرح الامارات القومي التابعة لوزارة الإعلام والثقافة. ثانيا: الفرق المشهرة، التي اجيزت من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بترشيح وتوصية من وزارة الإعلام والثقافة، التي تقوم بإمدادها بمعونات سنوية . ثالثا: الفرق المسرحية العاملة ضمن جمعيات الفنون الشعبية والجمعيات الثقافية . المسرح في سوريا : بدأت النهضة المسرحية في سوريا عام 1959م ، و هو العام الذي تأسست فيه الفرقة القومية للمسرح . و من الخطأ أن نعتقد أن الحركة المسرحية في سوريا قد ارتبطت بتأسيس هذه الفرقة ، بل تأسست الحركة المسرحية بشكلها البسيط منذ حوالي 90 عاما من ذلك التاريخ ، أي منذ عهد ( مارون النقاش ) و تطورت هذه الحركة بفضل جهود ( أبي خليل القباني ) المسرحية ، و غيرهما من رواد الحركة المسرحية السورية. كانت البدايات المسرحية تتمثل في العروض البسيطة في المدارس و الأندية ، جنبا إلى جنب مع عروض " فن الأراجوز " الذي برع فيه الفنان " محمد حبيب " و الذي كان يقدم عروضه في المقاهي . و ظهر كذلك الفنان " جورج دخول " الذي كان يقدم الكوميديا المرتجلة بفواصلها الهزلية ، و هو الذي ابتكر شخصية المهرج ( كامل ) الذي جمع بين السذاجة و الذكاء الفطري ، الأمر الذي مكنه من الخروج من أحرج المواقف بسلام . و ظهر كذلك الفنان " جميل الأوزغلي " الذي قدم في المسارح الفقرات الفكاهية بلهجة شامية معتمدا على سوء الفهم و اللعب بالألفاظ مثل عرضه ( البوسطجي ) و عرض ( المهراجا الهندي و صديقته ). أيضا فقد زارت سوريا الفرقة " المسرحية التركية " التي تميزت عروضها بالارتجال و الفكاهة المهذبة ، فضلا عن ذلك وجدت شخصيات " كشكك بيك " و " عثمان البربري " طريقهما إلى المسرح السوري ، إذ قدم السوري ( حسن حمدان ) شخصية كشكك بيك ، و أدى الفنان ( محمد علي عبده ) شخصية البربري. بعد ذلك بدأ المسرح السوري الجاد في الظهور ، بقدوم ما يسمى بالمسرحية التقليدية الجادة و هي المسرحية التي تخلصت من قيود الرقص و الفكاهة و التهريج ، أي المسرحية التي اعتمدت على الحوار المكتوب فقط ، إلا أن الخطأ الكبير الذي وقع فيه أصحاب المسرحيات التقليدية ، أنهم وقفوا موقفا احتقاريا من الفنون المسرحية الشعبية الأخرى المعتمدة على الفكاهة الشعرية و التهريج و الارتجال . و لهذا لم يستطع فنانو المسرح الجاد من الوصول إلى قلوب العامة و البسطاء ، لأنهم لم يعكسوا روح السوريين و تقاليدهم ، عندما قدموا له المسرحيات المترجمة أو المقتبسة عن روائع المسرح العالمي أو المسرحيات العربية التاريخية. و من أهم كتاب هذا المسرح ، الشاعر ( عمر أبو ريشة ) الذي كتب مسرحية " رايات ذي قار " عام 1936م ، و الكاتب ( سليمان الأحمد ) الذي كتب مسرحية " المأمونية " عام 1947م . و ما يميز هذه المسرحيات خلوها من المعالجة الدرامية و الفنية الصادقة . لكن النهضة المسرحية في سوريا قد بدأت بجهود الدارسين أمثال ( رفيق الصبان ) و ( شريف خازندار ) اللذان درسا الفن المسرحي بفرنسا. و كذلك بجهود أبناء سوريا الذين عادوا إلى إليها بعد دراسة أصول المسرح في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة . و هكذا بدأت ملامح النهضة المسرحية في سوريا بالتشكل بفضل جهود هؤلاء الدارسين ، و على رأسهم ( الصبان ) الذي ألف فرقة " ندوة الفن و الفكر " مما ساعد على ظهور فرقة المسرح القومي عام 1959م . و كانت الساحة المسرحية تنتظر مولد الكاتب المسرحي المحلي ، و تجسد ذلك في ظهور الكاتب المسرحي الشاب ( سعد الله ونوس ) الذي ألف مسرحيات عديدة منها " جثة على الرصيف " ، " الجراد " ، " الفيل يا ملك الزمان " و " الرسول المجهول في مأتم انيجوتا " ، إلا أن أهم مسرحياته كانت " حفلة سمر من أجل 5 حزيران " ، التي تعد بمثابة العهد الجديد للمسرح السوري ، و قد كتبها بعد هزيمة العرب في حرب 5 حزيران 1967م ، فقد صور فيها معاناة الإنسان العربي و حيرته مستخدما في ذلك الرموز و المنولوجات الطويلة. كما يعبر ونوس عن روح اليأس التي سيطرت على الشعب العربي جراء الهزيمة غير المتوقعة للجيوش العربية. كما كتب ونوس أيضا مسرحية " مغامرة رأس المملوك جابر " مازجا فيها الممثل بالمتفرج . كما قدم عام 1978م أروع مسرحياته المأخوذة عن التراث الشعبي من ألف ليلة و ليلة ، و هي مسرحية " الملك هو الملك " ، و قد نجح ونوس في أن يلبس هذه المسرحية بثياب الخطابة الشعبية ، و أن يوظف فيها الأفكار السياسية و الاجتماعية و الدروس الإنسانية. المسرح العربي في الأردن : لقد تعسرت ولادة المسرح العربي في الأردن إذ جاءت متأخرة عن بقية البقاع العربية من مثل سوريا أو العراق ورغم ذلك فهناك إشارة إلى أن بدايات الفن المسرحي في الأردن ، بدأت في العشرينات من هذا القرن ، حيث جاء إلى مدينة مأدبا جنوب الأردن كاهن عربي من بيت لحم بفلسطين يدعى " أنطون الحيحي " و قام بإنشاء جمعية باسم ( الناشئة الكاثولكية العربية ) من أهدافها التمثيل المسرحي ، ثم قام بالتعاون مع " الشوملي " الآتي من بيت ساحور بفلسطين أيضاً ، بتمثيل و تقديم مسرحية هاملت ، و ذلك في فترة العشرينات من القرن العشرين. لكن ذلك لم يدعُ إلى أن هناك مسرح ، أو تمسرح ، ما وجد في تلك الفترة فن عرف بفن الحكواتي ، و هو أحد الفنون الشعبية التي مارسها العرب بالإضافة إلى فن خيال الظل ، أو الأرجوز المعروف في كثير من البقاع العربية في تلك الفترة ، كمصر ، و العراق ، و سوريا و غيرها. و قد كان الحكوتي ، و هو شخص واحد ، يقوم برواية بعض الحكايات العربية المعروفة ، من مثل أبي زيد الهلالي ، و بني هلال ، أو حكاية عنترة أو قيس و ليلى ، أو الزير سالم ، و كان لهذه الحايات و الروايات جمهورها العريض الذي كان يستمتع بها أيما استمتاع. إلا أن المسرح كان سيظهر عاجلا أم آجلا ، فقد أخذت كثير من المدارس ، خلال فترة العشرينات و الثلاثينات بتقديم عروض تمثيلية بسيطة. كما نشأت بعض الأندية ، كنادي عكاظ ، لتساند الفن المسرحي ، حيث قام هذا النادي بتدريب للمثلين على طريقة التمثيل و ركز على صوت الممثل و طريقة الإلقاء. في منتصف الأربعينيات تم إنشاء نادي التعاون الثقافي في عمان ، و نادي التمثيل و الموسيقى ، تشبها بالأندية الفلسطينية آنذاك ، و قد قدم " التعاون الثقافي " مسرحية لمحمود تيمور بعنوان "الأميرة سهاد " و ذلك عام 1947م في مدينة عمان بمشاركة مجموعة من الهواة ، و باطبع لم يقدم العمل على خشبة مسرحية إذ لا توجد دور عرض مسرحية ، و لا حتى أشباه دور مسرحية يمكن أن يقدم عليها العمل المسرح ، مما جعل المسرحية تقدم في البيوت ، و ساحات الأديرة و الكنائس ، و حتى في الدور السينمائية. و لكن كل ذلك لم يمنع من استمرار المحاولة ، وتقديم العروض المسرحية ، حتى وإن كان المسرح ينظر إليه بشيء من الريبة و التوجس من قبل الناس و المجتمع ، إلا أن العروض استمرت ، و قدمت عروض مسرحية مأخوذة عن مسرحيات عالمية لكتاب مثل موليير و شكسبير ، أو عن مسرحيات لكتاب عرب معروفين كوهبي ، الذي زار الأردن مع فرقته " رمسيس " عدة مرات لتقديم بعض العروض المسرحية. و قد كانت هذه العروض تعويضا عن النقص في النصوص المحلية ، إذ لم توجد نصوص مسرحية مكتوبة بشكل كبير ، فكان الاعتماد على نصوص لكتاب عالميين و عرب . من جهة أخرى بدأت الفرق المسرحية العربية بزيارة الأردن ، كفرقة رمسيس سالفة الذكر ، و فرقة على الكسار ، مما ساعد على ترسيخ المبادئ المسرحية في الأردن بشكل أسرع و أكثر حيوية. في منتصف الستينيات التف جمع من الشباب الأردني ، ممن يهوى التمثيل ، حول المخرج " هاني صنبور " الذي درس المسرح و الفن المسرحي و التمثيلي بأمريكا ، و هو أول أردني يدرس هذا المجال من الفنون ، و سعوا بريادته إلى تكوين حركة مسرحية عربية في الأردن ، و قاموا بتقديم عمل مسرحي مأخوذ عن نص فرنسي ، كان عنوان المسرحية " الفخ " و ذلك عام 1963م. و قد ساعد إنشاء الجامعة الأردنية ، في ذات العام ، الحركة المسرحية كثيرا إذ قدم شباب الجامعة مسرحية " أريد أن أقتل " لتوفيق الحكيم" عام 1965م ، و قام بإخراجها " صلاح أبو هنود " الذي تحول للإخراج التلفازي فيما بعد. كانت أول مؤسسة مسرحية احترافية هي : أسرة المسرح الأردني و التي بدأت أعمالها عام 1963م بمجموعة من الهواة في الجامعة الأردنية ، و قاموا بعرض الكثير من المواسم المسرحية لكتاب معروفين على الصعيد العالمي و العربي ، قام هاني صنوبر بتنفيذ معظمها ، و قد شارك هؤلاء في مهرجان دمشق المسرحي الأول ، في مايو 1969م مما أعطى الحركة المسرحية العربية في الأردن دافعا أكبر ، رغم توقف الفرقة عام 1971م ، حيث ظهر العديد ممن درسوا الفن المسرحي في أوروبا و أمريكا و مصر من مثل جمال أبو حمدان الكاتب المسرحي و الذي أمد أسرة المسرح الأردني ببعض نصوصه كنص " المفتاح و الجراد " الذي قدمته الفرقة في مهرجان دمشق الثاني . أيضا ، على الصعيد الإخراجي ظهرت أسماء ، كأحمد قوادري ، و حاتم السيد و غيرهم. عام 1974م تم تأسيس فرقة مسرحية جديدة باسم " عمون 74 للتمثيل المسرحي " و ذلك على يد سهيل إلياس و قامت بتقديم أربعة أعمال فقط اثنين لسهيل و آخرين لجميل عواد. بعد إنشاء وزارة الثقافة والشباب عام 1977م ، أخذت الحركة المسرحية تتنشط أكثر ، حيث تأسست رابطة المسرحيين الأردنيين ، و شهدت الساحة نشاطا مسرحيا متصاعدا ، إذ عرضت العديد من العروض المسرحية مما كان بشيرا لحركة مسرحية أردنية واعدة. من جهة أخرى ، افتتح في جامعة اليرموك قسم خاص لتدريس المسرح ، و أخذت الفتاة الأردنية بالإقبال على هذا المجال ، بقليل من المعارضة الاجتماعية ، حبث بدأ المجتع الأردني يتعود على الفن المسرحي و يتذوقه ، كما تم إنشاء المركز الثقافي الملكي حاويا على قاعتين للعرض المسرحي مزودتين بأحدث التقنيات في مجال المسرح. وهناك ايضا تجربة طلاب الجامعة الأردنية في منتصف الثمانينات والتي امتدت عروضها خارج الجامعة وكان لها حضور جماهيري واسع جدا لم يتكرر وقدمت عدة مسرحيات بنصوص أردنية كتبها الدكتور ماهر أبو الحمص وأشرف عليها ومثل بطولة أدوارها الفنان هاشم الكفاوين .. المسرح في جمهورية مصر : بدايات المسرح في مصر لقد ظهر في مصر نوعان من الفنون الشعبية المسرحية : أولاً: التشخيص المرتجل: القائم على النص الشفهي غير المكتوب الذي يردده بعض الممثلين المحترفين ومن فوق مسارح متنقلة أو ثابتة، وعرف هذا النوع في مصر خلال القرن الثامن عشر ولقد سجل الرحالة الأجانب والمستشرقون خلال زياراتهم إلى مصر فلقد شاهدوا العروض الشخصية المرتجلة في البيئات الشعبية مثل الرحالة الإيطالي (بلزوني) الذي وصف هذه العروض في كتابه (قصة العمليات والإكتشافات الأخيرة في مصر وبلاد النوبة) ولقد ذكرها المستشرق الإنجليزي (ادوارد) في كتابه (المصريون المحدثون… شمائلهم وعاداتهم). كانت هذه الفرق المتجولة تقيم عروضها التمثيلية في مدن مصر وقراها وذلك لتحيي مناسبات عامة أو خاصة وكانت تقيم مسارحها التي تشبهه السيرك في أماكن ثابتة وغير ثابتة وكانت تعتمد على الممثلين المحترفين. ثانياً مسرح خيال الظل: ويحكي في صوره أحداث وأو أفعال ولقد أثر هذا الفن (خيال الظل) في المسرح العربي الحديث بشكل واضح ولكن لسوء الحظ لم يعرف بالضبط تاريخ دخول فن خيال الظل إلى مصر لكن من المتفق عليه أنه كان معروفاً أثناء حكم الفاطميين لمصر حيث صار هذا الفن التمثيلي البسيط فناً شعبياً عامياً يعرض في المناسبات الدينية والاجتماعية رغم اتفاق الآراء أنه نشأ أولاً في قصور الحكام والطبقة الأرستقراطية من أجل الترفيه عن الأغنياء وتسليتهم. كانت الشخوص تصنع من الورق المقوى أوالجلد أما الذين يحركون هذه الشخوص فكان يطلق عليهم (المخايلون) وكان المخايل يقلد الأصوات المختلفة سواء كانت أصوات نسائية أو أصوات رجال أو أطفال وهو في ذلك يستغل طبقات صوته، وكانت عروض خيال الظل تمثيليات بسيطة تتناول الحروب الصليبية في المشرق العربي مثل تمثيلية (حرب العجل) ولقد شاع فن خيال الظل التمثيلي واكتسب شعبية هامة ثم انتقل إلى بقية الأقطار الإسلامية كما انتقل بعد ذلك إلى غرب أوروبا. ذلك لأن الإغريق والرومان لم تكن لهم معرفة بهذا الفن التمثيلي الشعبي البسيط . ظل هذا الفن معروفاً في مصر حتى الرابع عشر الهجري (أواخر الثامن عشر الميلادي) فكان يعرض في الأعراس وتسلية رواد المقاهي. ولم تضعف شعبية خيال الظل إلا عندما اخترع الأوروبيون الرسوم المتحركة . وصف خيال الظل كان هذا المسرح أشبه بالخيمة الكبيرة الواسعة وكان الدخول مجانياً قبل بدء العرض ولكن بعد عرض جزء من التمثيلية كان يخرج أحد المخايلين يخرج لييجمع بعض القطع النقدية من الجمهور كلاً حسب طاقته، وكانت منصة المسرح في الجزء المغلق من الخيمة وكان المسرح به شاشة بيضاء ناصعة مثبت ورائها مصباح كبير من مصابيح الزيت وكانت تتحرك بين الشاشة والمصباح الرسوم الجلدية أو الورقية (الشخوص) وكانت تتحرك على أسياخ حديدية ويظهر خيالها (ظلها) مكبراً أمام الجمهور، ولقد خصص اثنان من المخايلين لتحريك الشخوص على هذه الأسياخ ويعاونهما في ذلك اثنان آخران ويتبادل الأربعة الإنشاد والحديث. ولم تكن هناك امرأة ممثلة . ولقد تخصص بعض الممثلين في تمثيل عروض خيال الظل وكان يطلق عليهم (المخايلون) أما كبيرهم فيسمى (الريس) أو (المعلم) ومهمته ربط سياق الأحداث وضبط حركة المخايلين كما كانت من مهامه الإعلان عن بداية التمثيلية ونهايتها، من جهة أخرى تخصص بعض المؤلفين لكتابة تمثيليات خيال الظل وكان أشهرهم (الشيخ مسعود) و(علي النحلة) في العصور الوسطى ولكن أشهر من كتب تمثيليات خيال الظل هو (ابن دانيال الكحال الموصلي) الذي أطلق على تمثيلياته اسم (بابات) فكان تسجيل هذه الأعمال هي البداية الحقيقية لهذا المسرح الشعبي غير المباشر. لقد تميزت هذه التمثيليات بالزجل والسجع أما الشخوص فكانت لبسطاء الناس من أصحاب الحرف والطوائف مثل السقاة والنحاسين، لقد استطاع فن خيال الظل أن يصور البيئات الشرقية ويعبر عن ملامح العصر وعن مشاعر البسطاء وآمالهم وآلامهم ولهذا يرى البعض أن هذه الصور الفكاهية أحد المؤثرات التي أثرت على المسرحيات الكوميدية في العصر الحديث فالزوجة المشاكسة والزوج الضعيف والحماة سليطة اللسان قد ظهرت في عروض خيال الظل قبل أن تظهر في المسرح العربي في بداية القرن العشرين عند (نجيب الريحاني) و (علي الكسار). لم يصلنا الكثير عن هذا الأدب التمثيلي، فقد وصلنا فقط ثلاث تمثيليات (لابن دانيال الموصلي)، الأمر الذي يجعل لدينا مسرح له شخصية مستقلة أصيلة. إذن كان التمثيل المرتجل وتمثيليات خيال الظل يمثلان ظواهر درامية تعكس غريزة التقليد والمحاكاة عند الإنسان ولكنهما لا يمتان بصلة إلى المسرح بمعناه الصحيح. قدوم المسرح إلى مصر قدم المسرح إلى مصر أول ما قدم مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، فتكونت فرقة “الكوميدي فرانسيز” الكوميدية. والقائد الثالث (مينو) هو أول من أقام مسرح كبناء هو مسرح “الجمهوري والفنون” عام 1799م. ولهذا يعتبر هذا المسرح له أهمية في الذاكرة لكونه أول مسرح في الشرق الأوسط، إلا أنه قوبل بالرفض لأن لغته فرنسية والممثلين فرنسيين والجو فرنسي أضف إلى ذلك المعارضة الدينية ولذا فلم يؤثر كثيراً في الحياة الفنية في مصر. وفي عام 1869م أقام الخديوي إسماعيل أول أوبرا في مصر وذلك لاستقبال أمراء أوروبا الذين يشاركون في افتتاح قناة السويس، وأول أوبرا عرضت هي أوبرا عايدة التي ألفها عالم الآثار الفرنسي (مارييت باشا) وقد استوحى هذه الأوبرا من التاريخ الفرعوني القديم، ولكن هذه المسرحية الغنائية لم تقدم في حفل الافتتاح لأسباب فنية فقدمت بدلاً منها أوبرا “روجوليتو” وفي العام التالي عرضت أوبرا “عايدة” وحازت على إعجاب الطبقة المثقفة في ذلك الوقت، وفي الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ظهر (يعقوب صنوع) وبظهوره نستطيع أن نقول أن الحياة المسرحية في مصر قد خطت أولى خطواتها فقد كان ملماً بأكثر من لغة أجنبية ومن أهمها الإيطالية والفرنسية وقد أرسله الخديوي سعيد إلى إيطاليا لكي يدرس المسرح وهناك في إيطاليا عمل ممثلاً محترفاً في الفرق الأجنبية وبعض الفرق الإيطالية وبعدها عاد إلى مصر وأسس المسرح المصري. و بهذا أكون قد أنهيت هذه الحلقة واعدا القارئ الكريم بتخصيص الحلقة القادمة من بحثي هذا للمسرح العماني و تشعباته.
__________________
|
23-11-2009, 10:43 PM | #2 (permalink) |
نـوخـذة الـشـبـكـة العــضوية: 2574 تاريخ التسجيل: 21/03/2009 الدولة: kuwait
المشاركات: 5,543
الـجــنــس: ذكر | مع احترامي لكل المسارح ولكن المسرح الكويتي والمصري هم المتميزين والافضل حاليا
__________________
___________ كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات ليس العبرة بعدد المشاركات!! وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار كن مميزا... في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير... مراقباً للمنتدى في غياب المراقب... مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف... للتواصل :
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سبب إختيار ألوان أعلام الدول العربية.. | محمد العيدان | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 5 | 20-07-2010 05:45 PM |
إدارة المنتدى تنفي الشائعة المغرضة التي إنتشرت في البحرين وبعض مناطق المملكة العربية السعودية حول وفاة العملاق " عبدالحسين عبدالرضا " | أحمد سامي | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 38 | 27-03-2010 01:31 AM |
«الصدف» تقاضي الممثل فايز المالكي في عدد من الدول العربية | هيون الرياض | الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) | 12 | 29-01-2010 01:53 AM |
تعرف على الدول العربية | أبو غادة | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 39 | 20-12-2009 06:16 AM |
لماذا تكرهوننا يا السعوديين ونحن وإياكم ضحية الكره من الدول العربية | فتى أبها | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 7 | 24-07-2009 04:02 PM |
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0
LinkBack |
LinkBack URL |
About LinkBacks |