الدراما التلفزيونية.. حكاية مملّة اسمها «منتج منفذ» في السابق، كان التلفزيون الرسمي هو من يتولى عملية انتاج المسلسلات الدرامية من الألف إلى الياء، وبعد ذلك وفي ثمانينيات القرن الماضي، تبنى التلفزيون فكرة الانتاج المشترك مع شركات الانتاج الخاصة، حيث يتحمل التلفزيون ستين في المئة من تكاليف انتاج العمل الفني، وبعد تحرير الكويت من الغزو الغاشم أوكل التلفزيون مهمة الانتاج إلى الشركات الخاصة التي تتولى انتاج العمل الفني كاملا ومن ثم يقوم التلفزيون بدفع تكاليف انتاج العمل، وهو مايسمى بالمنتج المنفذ.. وبناء عليه كثرت الشركات الفنية حتى بلغت أكثر من 400 شركة، وبلغ في احدى السنوات عدد المسلسلات التي أنتجها تلفزيون الكويت 40 مسلسلا في عام واحد!!
ومع غزارة الإنتاج، كان لابد أن يكون هناك الغث والسمين، فقدمت أعمال ترتقي للمستوى الفني المطلوب، وكانت هناك أعمال حفظت في الأدراج ولم ترَ النور حتى تاريخه، ومع هذا فإن عجلة الانتاج تسير بشكل سريع ومكثف حتى أضحى بعض الفنانين يعملون في أكثر من 5 مسلسلات درامية في الوقت ذاته، ما أفرز آثارا سلبية انعكست على جودة العمل ودرجة اتقانه.
وقد أساء البعض لفكرة المنتج المنفذ، فسعى إليها الكثيرون حتى من خارج الوسط الفني للتكسب المادي، وإن كانت النوايا حسنة من التلفزيون، فإن البعض استغل فكرة المنتج المنفذ ليقدم كما نقول (أي كلام). ما حدا التلفزيون على تقنين هذا الأمر مع كثرة العروض وتدخل من يملكون الواسطة على حساب جودة العمل، وقد فُرضت أعمال أساءت إلى منتجيها.. ما ترتب عليه لجوء بعض الفنانين والفنانات إلى الدول المجاورة لتحظى بتقدير أفضل وامتيازات أكبر.. حيث أطلق عليهم الطيور المهاجرة، ثم عاد التلفزيون إلى عهده واستقطب ما يمكن أن نطلق عليهم الرواد الأوائل لدعمهم، حيث يشكلون نسبة مشاهدة كبيرة لما يتمتعون له من جماهيرية واسعة، أمثال سعاد عبدالله التي قدمت «فضة قلبها أبيض» و«أم البنات»، وعبدالحسين عبدالرضا الذي قدم «الحب الكبير».
ومع ظهور القنوات المحلية الخاصة التي سارعت باغراءات الفنانين الكبار لاستقطابهم ومنحهم المنتج المنفذ بمبالغ يكاد بعضها يكون خياليا، حيث اشتدت المنافسة بين القنوات وكان لها أثر إيجابي في إشهار تلك القنوات ومنح الفنانين مساحة أكبر للتعبير عن آرائهم لاتساع الحرية المسموح بها في تلك القنوات، حتى كاد المشاهد أن يحار في بعض المواسم ماذا يشاهد، حيث تزدحم النصوص في شهر رمضان الكريم.. وقدمت حياة الفهد «الداية» و«عمر الشقا» عبر قناة الوطن، وعليه استفادت تلك القنوات من جلب المعلن الذي يرعى العمل ويعود بالمردود المادي على القناة.. وكلما زاد عدد المعلنين كان هذا دليلا على نجاح العمل ونجومية الفنانين فيه.
ولم تكن معايير المنتج المنفذ واضحة على بعض القنوات التي احتكرت نجوما دون سواهم، وإن تعددت الغايات فقد كانت الأسباب واحدة.. واضحة .. إذ نرى نجوما بعينهم يعملون في تلك القناة كل عام دون سواها، فقد وفرت القناة لهم مبتغاهم المادي والمعنوي.. وانعكس هذا بطبيعة الحال على الشركات الحديثة التي تسعى جاهدة لنيل جزء ولو بسيط من الكعكة الرمضانية، حتى ان بعض القنوات الفضائية تغض النظر عن المستوى الفني للعمل بشكل عام، لان وراءه نجما كبيرا، كما حدث مع قناة «ام بي سي» التي قدمت سعد الفرج في عمله المتواضع «شر النفوس» في جزأين.
ويركز الجميع، بما فيهم تلفزيون الكويت، على اعطاء المنتج المنفذ للمسلسلات الدرامية، بينما لايقدم اعمالا اخرى تخصّ الطفل او العائلة، يكون لها توجه تربوي وعلمي تثقيفي، وكأن المسلسلات هي كل شيء لكونها في موقع القوة!! فلماذا لاتشجع نوعية اخرى من البرامج الهادفة الراقية بعيدا عن الدراما التي تنشط في رمضان وتموت طوال العام، بينما اعمال الاطفال والاسرة مرغوبة طوال العام، ولانجدها على الشاشة بأفكار جديدة ومغايرة للسائد الغث؟!
فكرة المنتج المنفذ هي ان تجعل التلفزيون في موضع قوة لا ضعف، وامامه فرصة لتقديم أجود الاعمال ورفض الضعيف منها، وفي الوقت نفسه يملك التركيز على النوع وليس الكم، وعلى التنويع وليس العمل فقط في خانة الدراما التي ليست هي المطلب الوحيد والأوحد للمشاهد، كما يظن من يملك زمام الأمور من أعضاء لجنة إجازة المنتج المنفذ في تلفزيون الكويت. الرابط:http://www.zoomkw.com/zoom/Article.cfm?ArticleID=59400 __________________
___________ كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات ليس العبرة بعدد المشاركات!! وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار كن مميزا... في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير... مراقباً للمنتدى في غياب المراقب... مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف... للتواصل : |