الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا
كلما شاهدت الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، وكلما التقيت به، وكلما تحدثت اليه، على مدى اربعة عقود، داهمني سؤال:
بماذا يفكر هذا الفنان القدير؟
وكان الجواب يذهب دائما الى اتجاهات، جلها في الاطارين الفني والاقتصادي.
ولكن حينما يأتي السؤال مجدداً، وفي هذه المرحلة من تاريخه ومسيرته، وايضاً تاريخ ومسيرة الكويت فإن الجواب يذهب الى آفاق جديدة.. ومفاجأة لي شخصياً، وايضا لجهموره.. ولربما لاقرب المقربين منه.
فحينما نستعيد السؤال، في مطلع عام 2010، وبعد مرور قرابة الخمسة عقود من العمل الفني، بدأت في مطلع الستينيات.
يأتي الجواب إلى أفق جديد.
فهل يصدق هذا الأفق؟.
ولو أعدنا السؤال مجدداً:
بماذا يفكر هذا الفنان القدير؟
يأتي الجواب بسؤال اخر هذه المرة:
هل يعتزل الفن الى السياسية او حتى لحياته الخاصة؟!
اعرف، واتشرف بالمعرفة اللصيقة للفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، والفنان .. والانسان.. والصديق.. ..
وفي كل مرحلة، حينما يستداعى ذلك السؤال، اجد انه لا يرتضي ان يقف عند مرحلة او حدود، يظل يمتلك تلك اللغة التي تمنحه تحدي الذات والظروف.
فهو ومنذ بداية مشواره الفني، في مطلع الستينيات ومنذ لحظة المواجهة امام عميد المسرح العربي، الراحل زكي طليمان، عرف كيف يذهب الى عقل ووجد ان ذلك المسرحي الكبير، بما يمتلك من «كاريزما» خاصة تميزه عن بقية رفاق دربه.
فكانت المسيرة.. وكانت الانجازات التي شكلت ملامح المرحلة الاولى من تاريخ المسرح والحركة الفنية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
كل عمل كان يقوده اللاخر.. وكل نجاح كان يحفزه الى نجاحات اكبر واشمل ابعد.
حتى حينما تجاوزت طاقاته حدود وامكانات الفرق المسرحية الاهلية (عضو مؤسس في فرقة المسرح العربي)، ذهب الى تأسيس المسرح الوطني مع الفنان القدير سعد الفرج، وتحت مظلة ذلك المسرح الخاص، قدما سوياً الكثير من الاعمال ولكن الطموح لا يتوقف.. فكان الاتجاه الى العمل وبشكل منفرد، من خلال مسرح «الفنون» الذي تحول الى مظلة اوسع واشمل، راحت تغطي المسرح.. والتلفزيون.. والاذاعة.. وغيرهما من الجوانب الفنية.. وان ازدادت رقعة الانتاج الدرامي التلفزيوني.. وايضاً الاطلالة شبه السنوية على جمهور المسرح.
واتسعت الدائرة..
عمل متواصل، واجتهاد متجدد، ولياقة عالية تتجاوز امكانات الجسد.. والساحة.
وراحت تلك الخلية النابضة بالحياة والطموح والتجديد تعمل بلياقة عالية، وفي جميع المواقع الفنية الرائدة.. والاقتصادية الطموحة.. وفي كل مرة انجاز.. وبصمة.. واجتهاد يستحق الثناء والاشادة.
ولكن ذلك الفنان «النزق» الذي يتحرك بداخله كان لا يريد ان يهدأ.. او يسترخي.. او حتى ان يتعب..
انها المسؤولية، والتحدي الحقيقي للذات، في مواجهة السؤال الاكبر ما هو جديدك»؟
حتى ان بعض المسؤولين والجهور، كان يسأله عن جديده، وهو لا يزال يعرض له عمل جديد، فيتفجر السؤال.. ويتزايد التحدي بداخله.. ويتضاعف القلق.. المتمثل في البحث عن النصوص الجيدة.. والاعمال التي تليق به بتاريخه.. ومشواره.. وطموحه.
في داخل نجمنا الكبير عبدالحسين عبدالرضا، حالة من القلق.. تدفعه الى العمل الدائم.. تستفز قدراته وامكاناته وطاقاته.. وما يصعد بداخله حالة القلق والتوتر للبحث عن كل ما هو جديد.. وفي جميع الاتجاهات وهو بحث منطقي ومنهجي ومشروع لفنان يعرف مكانته.. وقدراته.. وتاريخه.
ولكن تظل هنالك مجموعة من المعضلات التي تتمثل في «النص»، ونعني النص المسرحي.. والتلفزيوني.. والاذاعي.. الذي يحقق معادلة الاضافة الى رصيده ومشواره.. ونادرة هي تلك النصوص، اليوم، التي تذهب الى ذلك النهج الذي يريده ويسعى اليه، حتى النصوص التي يحصل عليها، يدخلها غرفة «العناية المركزة» ويجري عليها كما من التعديلات والاضافات والتبديلات حتى تصل الى شيء من الطموح.. وليس كل الطموح.
لهذا تظل المواجهة الاولى.. هي النص.
فهل يكون غياب النصوص المتميزة دافعنا للمرحلة الجديدة من نجمنا.. وفناننا الكبير..
سؤال لا نملك له إجابة..
وهذا ما يدفعنا الى سؤالنا المحوري رغم انه بدأ التحضير لعمل جديد:
بماذا يفكر هذا الفنان القدير؟
انها دعوة للحوار.. مع نجم بقامة ابراج الكويت.
وعلى المحبة نلتقي
الرابط:http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=188188 __________________
___________
كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...
للتواصل :