الحمد لله الرحمن الرحيم جل جلاله وتقدست أسمائة
لا نشرك به شيئا ولا نساويه بشيء ولا نشبهه بشيء
نسألك اللهم يا رب كل شيء ويا خالق كل شيء ويا رازق كل شيء
أن تجعل أفضل أعمالنا خواتيمها , وأنت تهدينا لأحسنها
والصلاة والسلام على نبينا وهادينا صفوة الخلق قائد الغر المحجلين
نبي الرحمة والهدى و رسول الإسلام و قدوتنا وأسوتنا ومعلمنا
محمد بن عبدالله النبي الأمي صلوات الله وسلامه عليه
وعلى آله وصحبه وتابعيه و سلم تسليمًا مزيدا
وبعد : فإن الله تعالى بحكمته خلق الخلق وبرحمته رزقهم وبكرمه تفضل عليهم
فالعبد يعصي ربه و الرب يسبب الإسباب لقبول التوبة
والعبد يصر والرب أشد إصرارًا على قبول توبته
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن ربه أنه قال
(يقول الله تعالى :
يا ابن آدم
إنك ما دعوتن ورجوتني فإني أغفر لك على ما كان منك ولا أبالي
ولو أتيتني بقرابالأرض خطيئة أتيتك بقرابها مغفرةما لم تشرك بي شيئا
وإن أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان الماء ثم استغفرتني , اغفر لك)
فالله تعالى قد بسط رحمته أمامك
فيا أيها العبد الفقير
ماذا تريد من ربك غير توبته عليك
وقد ناداك الله و ناجاك وفتح أمامك درب الهداية والرحمة
يقول تعالى ( فالسابقون السابقون . أولئك المقربون . في جنات النعيم )
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن عبدا أصاب ذنبا
فقال : رب أذنبت
فقال ربه : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي
ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا
فقال : رب أذنبت ذنبًا آخر فاغفره ؟
فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي
ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنبا
قال : قال : رب أصبت آخر فاغفره لي
فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ؟
غفرت لعبدي ، ثلاثا ، فليعمل ما شاء
فلا تيأس أيها العبد فليس لك دون الله إلا هو
فالكون كونه والخلق حلقه
فأين المصير وأين المهرب
فهذا المولى يناديك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
فسبحان الذي سجدت له الموجودات لعظمته
وخرت لجبروته الملائكة والجن و الإنس و الدواب
سبحانه لا إله إلا هو
رب العرش و رب السموات السبع
سبحانه لا راد لقضائة
نحمده حمدًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
اللهم لك الحمد ولك المنه
وصلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم