[hasan_hamad]

ربما لا أزال أنظر لهذا المسلسل نظرة تراجيدية


ليس قصدي إهمال الوجه الكوميدي


ولكن في داخلي فكرة لا أستطيع تغييرها


هي أن ( درب الزلق )


مسلسل له أبعاد مختلفة





قد تقولون عليَّ ( أتفلسف ) ولكن هذه هي نظرتي

في البداية شعرت أني أمام عمل كوميدي
ولكنن شعرت أنني أواجه عدة مئاسي


أو ما يطلقون عليه نقاد الفن ( عقدة المسلسل )


ودعونا ننظر ل ( حسينوه ) أنه أسُّ العقدِ كلها


فمنذ بداية المسلسل ظهرت عقدته مع جاره





ثم عقدته مع أمه وهو عدم رضاه على حالهم


ثم عقدته مع أخيه ( سعد ) الذي شكا الحال لأمه منه


ثم عقدته مع لجنة التثمين


ثم عقدته مع خاله بشقَّيْها


الأول ( دفاع الخال عن أخته أم سعد وحسين )


الثاني ( مجاورته لدكان خاله و التحرشات التي حدثت بينهما )


هذا غيض من فيض

فلا ننسى موضوع السفر لمصر





ألى أخر المسلسل الذي تتبعته وتابعته بكل دقة و تروي
ليس من باب النقد
ولكن من باب حب هذا العمل من جوانب كثيرة و متنوعة و مركبة

المهم


لو تتبعنا هذه المشاكل لوجدناها مركبة بطريقة التتابع الذي لا يفسد الطبخة الكوميدية
فهناك المشكلة التي يغلفها المشهد الكوميدي ليضفي عليها نكهة المتابعة والترقب


ولكن هنا عقدتنا نحن الجمهور


لأننا مع هذا الكم الهائل من الكوميديا


تغاضينا عن الاساس وهو تتبع القضايا في هذا المسلسل


هل نظر أحدكم ولو للظة لمشكلة ( سعد ) المتفرعة


ف ( سعد ) في إعتقادي هو رمانة الميزان في هذه العمل


لأنه وبكل بساطة هو الحصان الأسود الذي يرجوه كل الممثلين





فله علاقة من ناحية الأم والأخ





وعلاقته مع زوجة المستقبل و أبيها





وعلاقته مع خاله الذي أحب أن يستدرجه في صفِّه


( سعد ) مع كل هذه العقد والمشاكل ضل حائرًا مشتتًا


لا يعرف من يُرضي ومن يخاصم


لذلك أحببت أن أسلط الضوء عليه


ولو سمحت لكم الفرصة وشاهدتم ( درب الزلق ) مرة أخرى


أرجوكم ركزوا على هذا الفنان ستجدونه الظل الذي لم تروه

و فالكوميديا في المسلسل جعلت ( بو صالح ) شخصية كوميدية بحته دون النظر في شخصيته ودوره المؤثر في المسلسل





فكان مع ( سعد ) بوجه و مع ( حسين ) بوجه مختلف


لذلك كانت رغبته بالزواج من ( أم سعد ) بين الشد والإرخاء


فهو يفكر ويخطط إلى أن سنحت له الفرصة . . فاقتنصها

الكوميديا جيدة ولكن هل هي ما يطغى على الأعمال التي يمثلها الكوميديانات


لو قلت لك أن اساتذة الكوميديا ( عبدالمنعم مدبولي ) و ( عادل الإمام ) و ( يونس شلبي ) و ( مظهر أبو النجا ) و ( ابراهيم سعفان )


يجتمعون في فلم تراجيدي بل فلم يحوي من مشاهد السجون والتعذيب والقمع





فلن تصدقني ولكنهم فعلوها في فلم ( إحنا بتوع الأتوبيس )


هل ننظر لهذا الفلم نظرة الكوميديا . . . مستحيل


لأنك في هذا الفلم لن تبتسم أبدًا حتى ولو حاولت


لسبب أن نظرتك سوف تتغير

لذلك أنا أنظر ل( درب الزلق ) بهذه النظرة المتعمقة


فالنأخذ مشهد محاولة ( حسين ) الإنتحار


هل هذا مشهد يدعو للضحك . . . الجواب : لا


لماذا لم تضحك فالمسلسل كوميدي


هل هناك داعٍ للحزن والتأثر وأخذ العبرة والموعظة


صديقي : استرجع ذاكرتك من بداية المسلسل


ستجد نفسك أمام قضايا يقدمها المؤلف والمخرج والممثلين


ولكن ما جعلها في إطار كوميدي هو هذه الكوكبة من الكوميديانات


ولو تخيلنا ممثلين غير من شاهدناهم


لن تنطبع الفكرة في رؤوسنا . . . فقد قضي الأمر

قال عبدالمنعم مدبولي :


إذا أردت أن تعرف الكوميديان الحقيقي


راقبه في مشهد الحزن . . فللكوميديان مسحة حزن قد تبكيك

الكوميديا جميلة وبها قد تصل الفكرة . . ولكن


هل نظرتنا للكوميديان للضحك فقط


هل شاهدتم فؤاد المهندس في مشهدٍ حزين


هل رأيتم عبدالمنعم مدبولي وعيناه تغرقان بالدموع في مسلسل( ابنائي الأعزاء شكرًا )


هل خنقتكم العبرة وأنتم ترون عبدالحسين يعاتب أخاه النفيسي في مشهد من مشاهد مسلسل الحيالة

غيروا نظرتكم عند مشاهدة الأعمال الكوميدية


فستجدون أنفسكم قد استفدتم ولو قليلا من خبرات الممثلين


وليس العملٍ التراجيدي هو العمل الوحيد الذي يتكلم عن الواقع


فهناك أعمال كوميدية تتكل عن الواقع بدقة متناهية


مثل


باباي لندن – باباي عرب – فرسان المناخ


العتاوية – الأقدار – التنديل – الحيالة


شاهدوها ولكن بنظرةٍ عامة

مع تحياتي أخوكم حسن