المتأمل لمسلسل درب الزلق قد يراه مسلسلا فيه من الترفيه والضحك الكثير
ولكن هل نقف لهذا الحد
هل نعطي درب الزلق العلامة الكاملة في الضحك والإستمتاع بالكوميديا الساخرة فقط
ألا نذهب في الإتجاه الأخر
وما هو هذا الإتجاه
هو الكم الهائل من العبر و النصائح والتوجيهات
لقد رأيتموها ولكنكم غلبتم أمر الكوميديا على الدراما والتراجيديا
قد رأيتموها ولكن بشكل غير مباشر
أو ان نظركم كان قاصرًأ جدًا عن ملاحظتها
صدقوني انا شاهدت درب الزلق عدد شعر راسي
في اول الأمر كنت اركز على المشاهد المضحكة
وفي المرحلة الثانية على المشاهد المؤثرة
وفي المرحلة الثالثة اكتشفت المشاهد الواقعية
وفي المرحلة الرابعة وجدت قيمة العمل الكاملة
ربما بعضكم يسال نفسه
كم مضى من الأعوام لم يلاحظ أحدكم ما لاحظته أو لاحظة قلة من الناس
هل المشاهد الكوميدية أخذت الحيز الكير في هذا المسلسل
في رأيي ( لا )
ركزوا قليلاً . . . فسترون المشاهد الواقعية كثيرة
مثل مشهد بو صالح في اول المسلسل مع حسين وبداية معاملة الجار للجار
ثم ننتقل لمشهد التثمين وما فيه من تجاوزات
لحين أن ياتي مشهد تصادم حسين وسعد في الأفكار والمشاريع المستقبلية
ومشاهد المحكمة وما فيها من احداث
ومشهد الطبيب وما تخلله من ضحك الأطباء على المرضى
ومشهد الذهاب لمصر وما تخلله من مشروع حسين مع فؤاد وزواج قحطة
ومشهد النهاية الماساوية لحسين وطموحاته
ومشهد ترابط الجار مع الجار و صلة الرحم التي لم تنفك بين حسين والمحيطين به
إلى أخر المسلسل المليء بالحكايات الواقعية التي تحدث لنا من حينٍ لأخر
مشاهد كثيرة عشناها . . .لم نفقه مصداقيتها
لأنن اعيننا وسمعنا وحتى قلوبنا كانت متجهه للمشاهد الكوميدية
فأهملنا قيمة العمل الدرامية
( حسين ) ذلك الشاب الطموح
اتعرفون كم من الأفكار كانت تراوده
من صاحب محل لبيع الأحذية . . . إلى المحاماة . . . إلى صاحب مشروع اكل الحيوانات
إلى مشروع شراء الأهرام . . . إلى مصنع الكبريت
( سعد ) الأخ الأكبر لحسين
وفكرة زواجة التي لم تتم إلاَّ متاخرة . . . و روحه المعلقه بين المعرضين و بين أخيه
( أبو صالح ) ذلك الرجل الذي كانت بينه وبين حسين شبه العداوة
و ما حدث معه قبل زواجه من ( أم سعد ) وبعد زواجه
وتركه لعمله بعد استيراد الثلاجات
و( قحطة ) الذي كان دوره مهماً وهو خط الوسط بين حسين وسعد وأم سعد وأبو صالح
ومشكلته مع زوجته الغير مواطنه
وعمله البسيط الذي رفض ان يتنازل عنه حتى وهو يرى حسين أبن اخته قد اصبح غنيًا
ألي أخر هذه الكوكبة من العظماء
هل لاحظ أحد منكم قيمة العمل الذي اشتهر و نجح بنجاح وقيمة الممثلين
أنه عمل أقدر أن أسميه ( العمل الجبار )
رغم صغر حجمه و تواضع ميزانيته
انظروا لهذا العمل من أضلاعة الثلاث
الكوميديا . . . الدراما . . . أدوار الممثلين
ستتغير نظرتكم
وستعرفون القيمة الحقيقية والثقافية وحتى الزمنية لهذا العمل الجبار
أريد الإطالة ولكن لا احب أن يملّ القاريء مني
وشكرًا