طغيان الذكـــــــاء
يفتخر الناس دائماً بالذكاء، ويتباهون بأن فلاناً أذكى من فلان، ويعجب المدرس دائماً بالتلميذ الذكي،ويكرمه بكل أنواع التكريم من درجات، وكلمات تشجيعية، ويضرب الأمثلة به، وقد يحدث عنه أصحابه وأقربائه… لا شك أن الذكاء نعمة من الله، ولكن هل هو نعمة دائماً؟
هل النتائج التي يؤدي إليها سليمة على الدوام؟
تعالوا لنرى ما هو الذكاء وما أنواعه وما يتعلق به:
ما هوالذكاء؟
الذكاء لغة مشتق من الفعل «ذكا«،والذكاء معناه الفطنة والتوقد، «ذكت النار» تعني اشتد لهيبها وازداد اشتعالها،و«ذكت الشمس» يعني اشتدت حرارتها، و«ذكا فلان» يعني زاد فهمه، أو زادت القوى العقلية المعرفية لديه.
وفي الاصطلاح يتضمن الذكاء عادة ًالكثير من القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل،وسرعة المحاكمات العقلية، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم. كما يتضمن أيضًا -حسب بعض العلماء- القدرةعلى الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.
الذكاءأنواع
الذكاء قد يختلف في مقداره وكميته بين الأفراد، كما قد يختلف في مجاله ونوعيته. فهناك من الناس من يتصف بالذكاء الحاد في الرياضيات مثلاً، ومنهم من يتصف بالذكاء الاجتماعي - ومنه الذكاء السياسي والدبلوماسي- أو بالذكاء في العلاقات العامة، ومنهم من يتصف بالذكاء الصناعي (الميكانيكي) أو التجريدي أو في التجارة أو في فن الرسم أو الأدب … وهكذا. دون أنواع الذكاء الأخرى. من هنا نعلم أن الذكاء ليس واحدًا بل متعدد ومتخصص في حقل بعينه، فربما يكون أداء الشخص في الحقول الأخرى ليس على المستوى نفسه.
هل الذكاء فطري أومكتسب؟
عندما نتكلم عن الذكاء وأنواعه قد يتبادرإلى الذهن سؤال مهم مفاده:
هل ذكاء الإنساني فطري؟ بمعنى أنه يولد مع الإنسان ويتكون فيه بأصل الخلقة وليس للإنسان مجال في إيجاده أو تنميته، أم هو مكتسب؟ بمعنى أن الإنسان باستطاعته أن يكون ذكياً وإن لم يكن كذلك أصلاً، أم هو مكون من هذا وذاك؟
وللإجابة عن هذا السؤال نقول:
صفة الذكاء في الإنسان تعد صفة فطرية ومكتسبة معاً، وإذا علمنا أن الذكاء يتوفر بنسب متفاوتة عند كثير من الناس باعتباره صفة فطرية، فإن فاعليته تتحقق عن طريق تنميته وزيادته، باعتباره صفة مكتسبة، وهذا الجانب المكتسب هو ما يبرز الفرق بين مستويات الذكاء بين الناس، وتتضح فروق الذكاء بصورة أوضح عندما يتم استثمار الذكاء عن طريق تطبيقاته والاستفادة منه في العلم والعمل، وكافة شؤون الحياة.
أما إذا أهمل ذكاء الفرد، وهُمّش بلا مبالاة، فقد يكون وجوده كعدمه، وينتج عنه ما لا يتصوره إنسان،على سبيل المثال عالم هندي متخصص في علم الأحياء وله علم واسع في مجاله يخرج من المختبر فيعبد بقرة !!
هل هذا الإنسان ذكي؟أم هو ذكي ولكنه أهمل ذكاءه؟؟
طبيب متخصص في جراحة المخ ويقوم بعمليات خطيرة …. ثم يؤمن بتقمص الأرواح؟
كما أنه إذا تُرك ذكاء الإنسان لنزعاته وتصرفاته الشخصية، فقد يتحوّل إلى شر ومنحى لاأخلاقي ضد كل ما يحيط به، والسبب هو أن الأهواء والمصالح الشخصية لدى الفرد قد تطغى على ما لديه من ضمير وانتماء وصفات أمانة، فيعمد إلى استخدام ما لديه من ذكاء باتّباع الغاية تبرر الوسيلة، وهذا ما نراه في مشاهد الحياة المختلفة من كراهية وحسد وخداع، وما نراه في الأعمال التجارية بما فيها من غش واستغلال وتحايل على القانون، وما نراه في الأعمال الإدارية، حيث انتشرت المؤامرة والمحسوبية والتقييم غير العادل، واحتكار الصلاحيات، والأدهى من كل ذلك ما يحدث من توظيف سيئ للذكاء في مؤامرات دنيئة، وإرهاب ضد سلامة المجتمع وأمن الوطن والدولة.
وهذا يدفعنا للحديث عن علاقة الأخلاق بالذكاء،
هل الذكاء بحاجة فعلاً إلى أخلاق؟؟
هل الذكاء بحاجة إلى الأخلاق؟؟
هل للأخلاق علاقة بالذكاء؟وهل هناك تأثير للأخلاق على الذكاء سلبًا وإيجابًا؟
إن قيمة الذكاء من حيث الإيجاب والسلب تتعلّق بكيفية توظيفه، إذ إن الذكاء يحمل قيمة كامنة في حد ذاته، وتلك القيمة تظل محايدة ولا يمكن الحكم عليها حتى يتم توظيفها فعليًّا،بأن يتم توظيفها في الخير أو في الشر -مثلاً- عندها يمكن الحكم على تلك القيمة بأنها أخلاقية وحضارية ومقبولة، أو العكس.
فالذكاء سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في الشر أو الخير على السواء، والذكاء هو صفة من الصفات التي تطلق على أعمال الذهن البشري أي العمليات العقلية الذهنية التي تجري في الدماغ -حسبالدراسات العلمية-، فعملية التخطيط والتدبير مثلاً هي عملية تتم في الذهن أصلاً لأنها عبارة عن رسم خطط أي مجموعة من الأفكار والتصورات و(السيناريوهات) للوصول إلى هدف ما!
وهذا التخطيط والتدبير قد تكون نتيجته خدمة المجتمع أو تطوير الوطن أو الذات أو مساعدة الآخرين مثلاً، وقد تكون النتيجة التخريب والتدمير والسرقة والاغتصاب وغيرها…
استخدامات الذكاء بين المشروع وغيرالمشروع
عندما تريد الوصول إلى هدف ما، فإنك تحتاج إلى وسيلة وتصور وطريقة لكي تنجح في الوصول إلى هذا الهدف.. وهذا الهدف قد يكون مشروعًا وقد يكون غير مشروع، وكذلك الوسيلة أو الطريقة والحيلة للتوصل إليه قد تكون أيضًا مشروعة أو غير مشروعة.
فما المقصود بالمشروعية هنا؟
المشروعية هي أن تكون هذه (الغاية) التي تريدها وتصبو إليها مشروعة في ذاتها من الناحية الدينية أولاً، ثم من الناحية الأخلاقية والمجتمعية ثانيًا .. أي مما يرضى عنها الله أو يرضى عنها المجتمع.. وكذلك (الوسيلة) لابد أن تكون مباحة وجائزة ومشروعة. ومن هنا تبقى الحدود الدينية والأخلاقية والمجتمعية حاجزًا هامًا (للذكاءوالتفكير) لدى الفرد تحدد له الضوابط اللازمة للتفكير والتخطيط والتدبيرالنظري.
فالإنسان ليس كامل الحرية في أن يأخذ بكل الأسباب الممكنة والوسائل العملية المتاحة للوصول للغاية، بل لابد أن تكون هذه الأسباب والوسائل مشروعة ومباحة من الناحية الدينية والأخلاقية أيضاً.. فالذي يريد كسب المال أو السلطان مثلاً عليه الالتزام بحدود الدين والأخلاق والضمير في طريقة الكسب. فالغاية لا تبرر الوسيلة.
واستمع إلى قول النبي صلىالله عليه وسلم: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به.
ولاحظ عندما تكلم عن المال قال:
من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟
أي يسأل عن المورد والمصدر، أي عن الوسيلة والغاية، أما ترك مراعاة الضوابط والحدود فهذا هوالعدوان والإجرام وهذا هو الممنوع والحرام.
فالسرقة -مثلاً- إذا خطط لها السارق تخطيطاً ذكياً ومحكماً وأخذ بكل أسباب النجاح -من حيث الواقع المادي- تكون طريقة موصلة بالفعل للمال بغض النظر عن الحكم الشرعي والقانوني والأخلاقي لها، ولكنها طريقة مرفوضة وغير مشروعة ولا مباحة.
لذا على الإنسان إعمال عقله وتشغيل قواه الذهنية والبدنية في حدود ما هومشروع وما هو جائز ومباح في تدبير الوسائل المفضية لغايته التي يريدها وإلا فهو مجرم ومعتد.
بين الالتزام والطغيان.
مما سبق يتبين لنا أن الذكاء حتى يكون نافعًا بنّاء لا بد له من حواجز تحمي صاحبه، وتمنعه من الانزلاق في الهاوية، وأقوى رادع يمكن أن يردع الإنسان من الطغيان هو تقوى الله سبحانه وتعالى. والطغيان كمايقع في الذكاء يقع في الحكم وفي المال وفي الجاه وغيرها، وإليكم بيان ذلك:
أولاً:
الطغيان هو مجاوزة الحد في كل شيء زيادةعن اللازم أو المطلوب، فلما زاد الماء عن الحد المطلوب، وأدى ذلك إلى الطوفان العظيم
قال تعالى في الماء: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ)
فسمى زيادة الماء عن الحد طغيانًا، وعندما أخبر سبحانه عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه عليه الصلاة والسلام لم يتجاوز بنظره حدود ما أتاحه له الله
قال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
ثانيًا:
مجاوزة الحد في كل شيء يمكن أن تكون طغيانًا، والأمثلة على ذلك كثيرة من الواقع والتاريخ:
طغيان المال: عندما آتى الله سبحانه قارون من المال والكنوز
(مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)
أطغى قارونَ مالُه فتجبر وتمرد، وعندما ذكره قومه بنعمة الله عليه قائلين:
(لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ)
نسي المنعم الحقيقي وأجاب: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)
فكانت النتيجة أن خسف الله به وبدارهالأرض
(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لايُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)
وفي العصر الحديث لا نزال نذكر سوق المناخ وما حصل فيه، فقد أُحرِق فيه بخور (خشب) بمايزيد على 80 ألف دينار في ليلة واحدة. وما نراه اليوم في أسواقنا من أسعار للأحذية والحقائب -خاصة النسائي منها- والفساتين وقصات الشعر مما يشيب له الولدان. من هنا تتبين الحكمة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم المال الصالح للمرءالصالح»
طغيان الحكم: وأول ما يلتفت إليه الذهن هنا: الحَجّاج عندما طغى في الحكم وجاوز الحد أدى به إلى أن قصف الكعبة بالمنجنيق عندما احتمى فيها عبد الله بن الزبير.
طغيان الجاه: هو ما دفع كفار مكة لرفض الدين والقرآن مع علم أكثرهم أنه الحق، وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وقد كانواقبل ذلك يسمونه (الصادق الأمين).
وفي عصرنا الحديث كل ما نراه من تجبر وتكبرواستهزاء بالعباد، واستعبادهم وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، كل ذلك وغيره يدخل في عداد طغيان الجاه.
من هنا نرى أن الطغيان في كل شيء آفة على صاحبها، وإذا رجعنا إلى الذكاء رأينا أن الطغيان فيه يدمر صاحبه، بل المجتمع الذي هو فيه، والأمثلة على ذلك كثيرة أكثر من أن تحصر في القديم والحديث، فهذا فرعون استعمل ذكاءه متجاوزًا كل الحدود حتى نصَّب نفسه إلهًا على قومه (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)
والسامري أطغى الناسَ إذ أخرج لهم العجل الذهبي وأقنعهم أنه إلههم من دون الله،وهذا هتلر مع أنه كان برتبة عريف لكنه استطاع أن يصل إلى الحكم والقيادة، وتمكن من محاربة العالم لكن ذكاءه طغى فأخذ بيده إلى الهاوية،وهكذا الذكاء إذا تجاوزالحد فجاسوسية الإنترنت، والهاكرز، ومخترع فيروس (تشارنوبل) كلهم يوضعون في خانة الأذكياء ولكن السؤال:
أين يذهب ذكاؤهم؟؟!!
هل شديد الذكاء ناجح دائمًا؟
شديد الذكاء إما أن يكون لديه رصيد أخلاقي وديني يمنعه من الانحراف، أو لا يكون، فغير الأخلاقي وعديم الضمير والدين والمتحرر من كل هذه الحدود والقيود؛ قد يكون أكثر انطلاقاً في تحقيق أغراضه،ونيل غاياته خاصة إذا كانت آليات الردع الاجتماعي والأخلاقي والقانوني ضعيفة، أو كانت عين الرقيب الخارجي من المجتمع أو الأمن أو الحكومة كليلة. فلا ممنوع لديه،وكل ما هو ممكن - بالنسبة إليه - مشروع ! .. وكل ما هو متاح مباح ! .. والغاية تبررالوسيلة ! .. لذلك في بعض الأوقات نجد أن مثل هذا الفرد يبدو للناس أكثر نجاحاً من الإنسان الأخلاقي، لكن في حكم الدين والأخلاق لن يكون مثل هذا المتفلت المنطلق فيتحقيق رغباته سوى شخص دنيء ومجرم وخسيس وساقط أخلاقياً وأدبياً في عيون أهل السماء وأهل الأرض على السواء، بخلاف ذلك الذي يحد ضميره من نطاق تفكيره، وتحد أخلاقه من نطاق خياراته وتصرفاته في الواقع العملي، وتضبط قوة الذكاء لديه في حدود ما هو مسموح به. ومباح قبل ذلك…
على أنه يمكننا القول بأن شديد الذكاء -حتى لو استعمل ذكاءه في الطريق الصحيح- ليس له مجال في بلادنا العربية، ولايمكنه العمل في مكانة مرموقة لدى الدولة، أو في سائر المؤسسات؛
فهل يرضى وزير -مثلاً- أن يكون وكيله شديد الذكاء؟!
بالطبع لا، فإنه يخاف على منصبه، وقد يزلقه منه هذا الوكيل، ويكشف ألاعيبه واحتياله…
هل تقبل كثير من الأنظمة أن يكون وزراؤها من الأذكياء المستقيمين؟؟
مستحيل، وإلا سقطت هذه الأنظمة وذهبت مع الريح، فإن مثل هذه الوزارة من شأنها أن تغلق على النظام كل طرق الاحتيال،والتلاعب، والتزوير …
هل يمكن لإنسان خارق الذكاء إن في مؤسسة ما أو وزارة أو شركة؟؟
حتى وإن حاول فسيقتله ما يعانيه من روتين، وبيروقراطية، وتأجيل وتأخير في المعاملات وعدم اكتراث بالناس.
ويحضرني هنا قصيدة للشاعر أحمد مطر بعنوان (تقويم إجمالي) يقول فيها:
سألت أستاذ أخي عن وضعه المفصل
فقال لي: لاتسأل
أخوك هذا فطحل
حضوره منتظم
سلوكه محترم
تفكيره مسلسل
لسانه يدور مثل مغزل
وعقله يعدل ألف محمل
ناهيك عن تحصيله
ماذاأقول؟كامل؟
كلا..أخوك أكمل
ترتيبه،يا سيدي،يجيء قبل الأول
و عنده معدل أعلى من المعدل
لوشئتها بالمجمل
أخوك هذايا أخي ليس له مستقبل
التعامل مع القدرات
إن في مكونات الإنسان أمور تستوجبها الحياة،ولو لم تكن موجودة لأصبح على الهامش، فحب الحياة -مثلاً- ضروري لكي يدفع الإنسان للعمل والإنتاج، لكن بشرط أن لا يطغى فيكون غاية بحد ذاته…
حب المال نحتاجه ليدفع الإنسان إلى التنمية والبناء، لكن بدون أن يكون عبداً لهذا المال…
يحتاج الإنسان إلى الذكاء ليتصرف بحكمة ودقة،ولكن ضمن أصول الدين والضوابط الشرعية، لأن الانحراف فيه مقتل بحد ذاته.
إن الله سبحانه قد وهبنا من الإمكانات والقدرات الشيءالكثير، وعلينا أن نعملها في الاتجاه الصحيح، وفيما خلقت من أجله من غير إفراط ولاتفريط، ولا زيادة ولا نقصان، فالنظر -مثلاً- خلقه الله فينا لرؤية ما حولنا حتى لانتعثر، وحتى نتعرف على محيطنا؛ فإذا انتقل إلى تتبع العورات والتأمل في الفاتنات صار حرامًا، ومثله السمع صفة جعلها الله للتواصل والتعارف واستقبال المعلومات؛ فإذا استعمل في التجسس وسماع المحرمات صار انحرافاً، وكذلك العقل والذكاء يقال فيه ماقيل في سابقه، فإذا استفدنا منه في المسير في متوسط الاتجاه المعتدل نحو الصراط المستقيم، فثم الفوز والنجاح وإلا فإن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده