الأخ عمر اللعبون المبتعث في بريطانيا يعقب على مقال المهندس البريطاني الذي تكلم عن مشاهداته في الخليج خلال 33 عام
رداً على مقال المهندس المعماري البريطاني فيليب جي بعنوان "هذا هو الخليج" الذي صور فيه الخليج وأهله بأبشع الصور الهمجية وجعلهم في قاع التخلف الإنساني بناء على خبرته السابقة في الخليج لمدة 33 عام، وإن كنت أتفق معه في بعض النقاط إلا أنني لا أجد تبريراً لعدم ذكر ولو ميزة أو حسنة واحدة في الخليج إلا أن هذا الكاتب تجرد من المصداقية وانحاز لهواه حتى فاحت رائحة العفن والحقد ونكران الجميل من أحرف مقالته، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ الخليج الذي فتح لك باب الرزق والكرامة طوال 33 عاماً لم تجد حسنة واحدة لتنقلها عنه لعالمك الغربي!
في هذه العجالة أود أن أقيس بمقياسه وأزن بميزانه لكن بمزيد من الشفافية والواقعية من خلال تجربتي في بريطانيا لأكثر من عامين توغلت خلالها داخل عدة أسرة بريطانية وتنقلت إلى عدة مدن مختلفة فهي حقاً مناسبة لأن أتحدث عن واقع ودراية.
v الشعب هناك لا يمتلك الوقت والمال لإنجاب الأبناء وتربيتهم لكن يستطيع تربية ثلاثة كلاب وقطتين بمهارة فائقة.
vيحارب المجتمع البريطاني وحكومته مسألة الزواج المبكر بشتى الطرق لكن لا يمانع أبدا العلاقات الجنسية دون حد ولا قيد فهي حرية محضة.
vيعارضون التعدد ويشمئزون منه ويرونه مصدر الظلم على المرأة المسلمة بينما ترى الزوج يمتلك زوجة واحدة وعشرة صديقات يقمن مقام الزوجة متى ما دعت الحاجة، والعكس صحيح بالنسبة للزوجة.
vلا تستغرب أبداً عندما ترى داخل الأسرة الواحدة ملامح الأبناء مختلفة تماماً فهذا الابن أسمر البشرة متجعد الشعر وأخاه ناصع البياض أصفر الشعر بينما أختهما الصغيرة التي تعشق الديدان قصيرة القامة صينية الملامح.
vيعتبر الأبناء البارون عملة نادرة فهم الذين يتواصلون مع أمهاتهم وآبائهم في الأعياد إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
vعندما يكبر الأبناء لا يجد الآباء راعياً لهم سوى الكلاب والقطط فلذلك هم يفضلون شراء تلك الحيوانات على إنجاب الأبناء.
vمصيبة أن ينسى الشخص تاريخ ميلاده لكن طبيعي جدا أن ينسى تاريخ وفاة أمه أو أباه.
vعطلة نهاية الأسبوع هي حالة هستيرية للشعب البريطاني تتحول في الشوارع والبارات إلى حظيرة لا حدود لها لترى بأم عينك كيف تسرح قطعان البشر دون عقل ولا تفكير، لترى جميع الزوايا والحوائط مشغولة بتفريغ ما يشربونه، ليتدنى مستوى النظافة لما تحت الصفر بمراحل.
vالحمامات البريطانية لا يوجد بها ماء للاستنجاء فهم يعتبرون الماء مصدر قذارة في تلك الحالات فيستبدلونها بالمناديل ليبقى شيء للذكرى عند غسل الملابس.
vكل دورة مياه تجد بداخلها جهاز لبيع الواقيات الجنسية بدلا من المناديل المعطرة!
vإذا أردت أن تتحدى رجلاً هناك وتكسب التحدي بقوة اسأله أن يثني ذراعيه إلى جسده، فكثافة شعر الإبط وما معه من شوائب ستحول بينه وبين ذلك.
vينتقد علينا هؤلاء القوم تمسكنا ببعض العادات والتقاليد لكن نجد أن صنابير المياه لديهم عبارة عن صنبورين منفصلين الأول للماء شديد البرودة والآخر للماء شديد الحرارة فليس ذلك لشيء إلا أن هذا النظام العقيم هو موروث لديهم منذ القدم.
vتُحترم العاملة في البارات والملاهي الليلة أكثر بكثير من ربات المنازل.
vيتلذذون بأكل الخنازير مع علمهم بقذارة طباعها وأجسادها ثم يتعجبون ويشمئزون من أكل لحم الإبل.
v لا غرابة في أن يخرج الأب مع ابنه إلى المطعم فيدفع كل منهما فاتورة أكله الخاص.
vالبريطاني يتقن وبجدارة فن الحديث واللباقة مع الآخرين كلامياً لكن عندما يكون الموضوع متعلق بالمال يتضح الوجه الآخر وترى أبشع صور الدناءة والبخل ولو مع أقرب قريب.
vلا تمانع عائلة بريطانية من أن يعيش بينهم شخص يكرهونه أو لا يعرفون عنه أي شيء طالما أنه سيدفع مبلغاً من المال.
vيُمنع التدخين في الأماكن العامة والمطاعم لكن الخمور تُشرب قبل الأكل وبعده.
vالخمور أرخص أحياناً من المشروبات الغازية.
vالمياه الصحية أغلى من حليب البقر المبستر.
vقيمة تأمين السيارة السنوي يفوق أحياناً كثيرة سعر السيارة نفسها.
vقد يكلفك سعر وقود السيارة خلال ثلاثة أشهر أكثر من قيمة السيارة بكثير.
vبالرغم من أن بريطانيا تعتبر رائدة العالم الأول إلا أن كثير من دكاترة الجامعات والأطباء هم حقيقةً من دول العالم الثالث.
* عمر بن عبد العزيز اللعبون.
بورتسموث - بريطانيا