[نوره عبدالرحمن "سما"]

العدو الموجود داخلك ليس أنت


من كتاب اكسر قيودك لـ د. لاري دوسي

أعجبتني هذه القصة الجميلة كثيرا ،،
لـ رودي – صديق كاتبنا – لقد شعر رودي أحيانا بدفقة عاطفية كبيرة عندما اكتشف أن النمط السلبي كان موجودا داخله ، و لكنه ليس ذاته الحقيقة . لقد اعترف بأنه كان يتجاهل حقيقة أن النمط السلبي هذا يجعله يتصرف كطفل حرون وصعب المراس يتوق إلى الإحساس بأن الآخرين يتقبلونه ويريدونه ، حتى عندما أصبح في الأربعين من عمره . " كان من المفروض أن أشعر بهذا القبول و أنا في الخامسة ، و لكن ذلك لم يحدث " .

" لازلت أسعى إلى الشعور بقبول الآخرين لي والذي افتقدته في طفولتي "
هكذا قال رودي ، ولكنه أسرع وصحح نفسه قائلا : " لا ، إن نمطي السلبي هو الذي يجعلني أسعى لقبول الآخرين لي بدلا من أن يجعلني أساعد نفسي على تحسين حياتي " .

أخيرا ، أدرك الرجل الرياضي الذكي والوسيم أنه سيظل يقلل من نجاحاته في حياته الشخصية والمهنية إذا ظل يستسلم لهذا النمط .

وبمجرد أن ساعد منهج " الفهم التاريخي " رودي في فهم نمطه ، فإنه أصبح قادرا على ملاحظة نمطه بصورة أفضل . عندما كان يتعصب في العمل ، لا حظ أنه كان فورا يتصرف بشكل " حرون وصعب المراس " .
وعندها ينعقد لسانه ويختلط عليه الأمر وينسى أشياء مهمة ، ويقع في أخطاء اللامبالاة وعدم الإتقان ، ويوقع نفسه في المشكلات وبالتالي يشعر بأنه فاشل .
وعندما بدأ رودي في تدوين مذكراته ، لاحظ كيف أنه في المناسبات الاجتماعية المختلفة كان سلوكه صعب المراس يسير جنبا إلى جنب مع خوفه الشديد من الرفض . وعندما اتبع أسلوب subgap كما أشرت عليه وبدأ في صياغة ما رآه وفهمه عن نمطه في صورة كلمات مكتوبة ، بدأ يتحدث إلى أصدقائه الذين يثق بهم بأنه يريد أن يفهم نمطه . أخبره أحد الأصدقاء الذين يعملون معه في الفرقة الموسيقية ببعض الملاحظات الأمينة للغاية والتي ساعدته كثيرا . قال له الصديق إنه عندما يشعر رودي بالخجل أو الإحراج فإنه كان يبدو متململا وعصبيا ويتحدث بسرعة شديدة ، ويقرض أظافره ، ويقاطع من يتحدث ، ويغير مكانه باستمرار .
وبالطبع ليست هذه الصورة المناسبة التي يمكن أن تجذب الآخرين إليه .
وقبل أن يفهم نمطه ، لم يكن رودي يخطر بباله أن يطلب من أصدقائه أن يخبروه بمثل هذه الأشياء . فقد كان من المستحيل عليه أن يحاول أن يرسم صورة صادقة لنفسه ، حتى إذا من سيخبره بهذه الصورة هو أصدق أصدقائه الذين يحملون له كل النيات الطيبة . ولكن الآن ، يعلم رودي أن ما وصفه له صديقه هو نمط التفكير السلبي وليس ذاته الحقيقية .
لقد اكتملت النقلة الكبيرة في حياة رودي عندما تمكن من" توصيل النقاط " ببعضها البعض وتكوين الصورة بالكامل عن نفسه ، بدءا من طفولته وحتى اللحظة الحالية . لقد فهم أن الناس يمكن أن يحبوه لما فيه من سمات جيدة ، ولكن هذا لا يعني أنهم مضطرون إلى قبلو نمطه السلوكي السيء . لم يعد رودي يفرض على الناس قبوله هو ونمطه السلبي " كحزمة واحدة " . لقد فهم رودي أنه إذا تخلص من نمطه السلبي ، فإن المزيد من الناس ستسنح لهم الفرصة ليعترفوا عليه ويحبوه من أجل ذاته .

وبعد أن تسلح بهذا النوع من الفهم ، أصبح رودي مستعدا للخطوة الثالثة في منهج subgap ذي الخطوات الأربع ، وأصبح مستعدا للتخلص من نمط التفكير السلبي الذي يسيطر عليه لأول مرة في حياته .