[بحر الحب]

يضم نجوما من مصر وسوريا



دمشق ـ فؤاد مسعد
«السوريون أتوا إلى مصر ومثلوا فيها، واليوم المصريون يمثلون في سورية» .. بهذه العبارة أجاب الفنان المصري محمد صبحي عن سؤال لـ«القبس» حول الأصوات التي تنتقد عمل الممثل السوري في مصر. جاء ذلك عبر مؤتمر صحفي أقيم أخيراً للإعلان عن انطلاق تصوير مسلسل «كليوبترا» حضره مخرج العمل وائل رمضان وكاتبه قمر الزمان علوش، والفنانون محمد صبحي وفتحي عبد الوهاب من مصر، وسلاف فواخرجي وطلحت حمدي ونضال سيجري من سوريا.
ويستكمل الفنان محمد صبحي إجابته قائلاً: قدومنا إلى سوريا للمشاركة في تصوير مسلسل «كليوبترا» هو أكبر رد على تلك الانتقادات، ولكن لا بد من القول ان هناك أصوات معتدلة جداً في مصر وقلة مندسة استغلت هذا الأمر وكلنا رددنا عليها لأن هذه القشة الوحيدة المتبقية لنا، فما تبقى لنا كعرب هو الانغماس الثقافي والفني، وهذه اللعبة تلعب عليها الصهيونية، ففيما سبق لم نكن نسمع عن الشوفينية الإقليمية، حتى أنه في عز مجد الدراما المصرية لم نتحدث عن أهمية أعمالنا ولكن عندما حدثت الكبوة بدأنا القول اننا الريادة.
تاريخ يحاكي الحاضر
وشدد الفنان محمد صبحي في حديثه عن المسلسل على أهمية النص المُقدم، ففي حين أصبحت الأعمال الدرامية التاريخية التي تحاكي الحاضر قليلة يبرز مسلسل «كليوبترا» ليس كعمل متحفي يرصد تاريخ حقبة معينة وإنما كعمل يطرح رؤيا حول حقبة تاريخية يمكن إسقاطها اليوم على حياتنا، فالقصد من إنجاز هذا العمل (والكلام لمحمد صبحي) أن يخرج الجميع بوعي واحد وبأن يلمح فيه الناس ما يحدث لهم، هذا هو دور الفن الحقيقي.
ثم كشف عما دفعه لاختيار لعب شخصية «يوليوس قيصر» رغم أنه عُر.ض عليه دور أكبر من حيث المساحة، قال: في فترة من الفترات كان حلمي أن أجسد هذه الشخصية خاصة عندما قدمت مجموعة الشكسبيريات مثل «أوديب وهاملت وروميو وجوليت» واليوم أتت الفرصة وعمري يناسب الدور.
مشروع شخصي
حول خصوصية المسلسل تحدث المخرج وائل رمضان قائلاً: سأطرح في العمل قراءة أخرى لكليوبترا مختلفة عما طرحه الغرب من قراءات عبر ما قدم من أعمال، فهذا العمل هو مشروعي الشخصي، وطرحته أساساً لأنني أرى أن كليوبترا امرأة عظيمة لأن وراءها شعبا عظيما وليس لأن لها علاقة بالرومان وبيوليوس قيصر وبمارك أنطوني. فتناولت الجانب الشعبي بحياتها وتأثير الشعب فيها وتأثيرها فيه.
وعن سؤال يتعلق بالاسقاطات المعاصرة ودور الفن في استنهاض الهمم، أجاب قائلاً: أريد إعادة قراءة التاريخ فالأزمات السياسية التي نعيشها وتتكرر دائماً، هي واحدة من الأوجه التي نحكي عنها في العمل، فالتاريخ يكرر نفسه. وهناك مسألة مهمة نتعرض لها لدى الحديث عن حياة كليوبترا وهي أن اليهود على مر التاريخ هم سبب الكوارث والمشكلات، حتى أن أكبر شرخ حدث بين الرومان وكليوبترا والفراعنة كان سببه اليهود.
الغوص إلى قاع المجتمع
الكاتب قمر الزمان علوش أكد أنه عندما بدأ بالكتابة تملّكه هاجس تصحيح التشوهات التي لحقت بكليوبترا منذ بواكير تأريخها، فقد ظلمها المؤرخون بمعلومات وكتابات تناقُضاتها قائمة بحد ذاتها، فمن خلال قراءة الكثير من المراجع نجد أن الشعب المصري كان يحبها، وشدد علوش على أن الخمسمائة عام التي تلت كليوبترا كُت.بت بعداء شديد لها واستمر تكريس هذه المقولات حتى عصرنا هذا، وقد أولى أهمية لقراءة ما بين السطور موضحاً أنه أراد رد الاعتبار لهذه الشخصية.
يقول الكاتب قمر الزمان علوش: لم أبقَ في القصر وإنما دخلت إلى قاع المجتمع المصري وقدمت ما يمكن أن يكسر الطوق عن كلاسيكيات الدراما التاريخية. فقد كانت كليوبترا ترى مصير مصر آنذاك إلى أين يتجه فحاولت تأجيل هذا المصير ولكنها لم تكن قادرة على الوقوف ضد ظروفها، وفي تلك الفترة أظهرتها أنثى أكثر من أنها مجرد رقم في التاريخ فحبها لمصر كان يغطي لها ما فعلت من أخطاء.
ليس عملا عاديا
« نتمنى من هذا المسلسل أن يوقظ الضمائر فهو عمل صعب وخطر على أكثر من صعيد إنتاجياً وسياسياً فهو ليس مسلسلا عاديا بل عمل حقيقي وواقعي، وكل لحظة فيه ستجدون أننا نعيشها اليوم في حياتنا بشكل أو بآخر، إننا نسعى عبره لكسر الحاجز بين العمل التاريخي والمشاهد العادي». بهذه الكلمات بدأت الفنانة سلاف فواخرجي التي ستجسد شخصية كليوبترا حديثها، وحول سؤال: هل اللجوء إلى تجسيد شخصية من التاريخ وتحميلها إسقاطات معاصرة سببه الهروب من الرقابة؟ أجابت قائلة: دائماً يُقال إن العمل التاريخي هو هروب من الرقابة لأننا لا نستطيع الحديث عن واقعنا بجرأة، ولكنني لست مع هذا الرأي لأننا نقدم أعمالاً معاصرة بجرأة شديدة، والرقابة الموجودة جيدة جداً، لا بل هناك تجاوزات كبيرة لدرجة أنه لم يعد هناك رقابة ذاتية لدى بعض القائمين على الأعمال، وأنا ضد هذا الموضوع لأنه ينبغي أن يتحمل صانعو الأعمال المسؤولية عندما يعرض العمل على الشاشة، وأحياناً هناك أعمال جريئة جداً وليس هناك مشكلة في الرقابة. وبالتالي ما نقدمه هو شكل لقصة تتكرر وليس خوفاً من الرقابة.
وعرجت الفنانة سلاف فواخرجي في النهاية على الانتقادات التي وجهت لها بسبب تأديتها للدور فقالت: هذه الآراء تشحذ لي همتي لأقدم الأفضل، وقد يكون هناك بعض الأصوات في الصحافة الصفراء لكن في المقابل هناك أشخاص استقبلونا بشكل جيد واحتضنونا.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=04032010