08-03-2010, 04:54 PM
|
#1 (permalink)
|
شاعر وأديب ومفكر سوري
العــضوية: 7826 تاريخ التسجيل: 07/02/2010
المشاركات: 18
| أَأَنتِ المســــــــــــــــــــــتحيلْ؟!!!! اسحق قومي أَأَنتِ المســــتحيلْ؟؟!!
اسحق قومي
نيوجرسي عام 1990م
مُهداة إلى الأستاذ الفاضل أحمد سامي
منذ أن تفجرت الينابيع.كانت حبيبتي تقرأُ مزاميرها العتيقة، وكانت تنام ومن حولها عرائس الضبابْ.حدودها رحلة الشمس.وتخومها هالة البدر إذا اكتملْ،أمانيها قوس قزحْ، وأحلامها انتصارات الأبطال الفاتحين الذين زينوا الوجود بعلمهم وحلمهمْ، ومهما قيل عن حبيبتي.تبقى المرأة التي أنجبت بواكير الفجر والفكر، وهي عاجنة خبز الحصادين.ومبدعة أناشيدنا الخالدة، وهي الجسر الذي عبرت من فوقه قوافلنا إلى الجنان المعلقة،ومرت الأيام وحبيبتي تتوجع ألماً وغربةً، ولكنها تبقى الشجرة القديمة الوارفة الظلال..هل تستيقظين أيتها العذراء الأرملة عبر مدن العالم؟!
مجنونة تحيكُ لكِ الريح الزمهرير ثياب نومكِ وعرسكِ…وهل تفتحين عيونكِ على سبخاتكِ العطشى إلى ماء فرات؟! من يهدهد لك سرير أطفالك الصغار؟..أَتظنين أنَّ الأمومة قولاً وكفى؟!
لقد كبونا جميعاً أمام أقواس نصركِ، وسقطنا كخيول أبطال الخرافات في ساحات الوغى،فهل تستيقظين أيتها الساكنة قلوبنا حباً وعشقاً وجنوناً؟!وهل تقتلع رياحكِ العاتية أوتاد خيامنا المهشمة، وتعبرنا سيولك الجارفة؟ فنحن واحة للعقم والمهزلة…
أُقسمُ أُعلن تمردي…غضباً أُحبكِ، عناداً يزلزلُ الوجود، برقاً ورعداً أُحبكِ، وسوف أبقى أحبك لأنك قدري ووجهتي…
تعري فليس عيباً أن يراكِ العالم تتعرين رفضاً، ولكن العيب كل العيب. أن تنامين ذليلة مهانة معذبة..فكم هي عظيمة تلك المرأة التي تقف بوجه الكون والعالم .تثبت ذاتها وهويتها وحبها العظيمْ؟
مرة واحدة عليكِ أن تقفي في وجه الريح العاتية، رافعة قبضتكِ. صارخة بوجه جلاديكِ. ،مرة واحدة تجرعي السم كما فعل سقراط حكيم اليونان،
مرة اشتهيتُ أن أشرب من خمورك المعتقة …وأسكرْ…ومرةً أحببتُ أن أسافر طفلاً عابراً حدائقكِ…وبيدي باقة من أزهار نيسانكِ الذي لهُ أن يلد النهارات،
لماذا تسرقين شفتيَّ وأنا الذي أُحبكِ؟ لماذا ترفضين وجهي وأنا الذي بترت وجهي وقامتي من أجلكِ؟؟ لماذا لا نسألُ العالم أين وجه حبيبتنا وقلادتها …وليكن الطوفان؟!
لماذا لا نقرأُ مزاميركِ ونوحد تراتيلنا وأوجاعنا؟..لماذا لا تدق طبولكِ القديمة التي كانت؟
لماذا نحب أن نجلس على وثير الكراسي.ونسمع كلمات المدح الذميمْ؟!
لماذا لا يقرأُ الشاعر آخر قصائده…ويعري صدره للشمس والبحار…؟!
لماذا لا تزلزل أجيالكِ مدن العالم الفوضوي.وتصنع ارتجاجاً في الأمم المهشمة.معلنة رفضها وذلها؟؟…لماذا تخافين دروب المقصلة وفي كلِّ يومٍ تموتين…وطناً وأرضاً وغربة وعذاباً وضياعاً….لماذا؟! لماذا تتحول معابدكِ إلى أوكارٍ للبوم والغربان.وتُسرق كنوزكِ وأنتِ مقطعة الشفتين…؟
أشكُ أنكِ حبلى بدمي..أشك أنكِ أنثى..أشك أنكِ الحبيبة التي أقسمت وستبقى على عهدها…وتقتلني الظنون حول غيرة أجيالك عليكِ..لماذا لا تصرخين لجنودكِ القابعين خلف متاريس الغرباء الذين سرقوا أمجادكِ ووجهكِ…وهم يصنعون ويموتون من أجل أمجاد الآخرين؟؟ لكِ اقرأُ وسأقرأُ أناشيدي…وآخر وصيةٍ من جدي..
مجنون أحمل سفني بحار رغبتكِ، وأركب فرسك الجموح.تعبرني الخيول…الطبول…فلن أرقص إلاَّ في عرسكِ…فمن يأخذني شاعراً..متيماً، إلى محرابكِ..القديم؟ لأقدم آخر قصائدي…ونصنع عرسك المستحيلْ…
لأنكِ إنْ لم تصرخي يا حبيبتي…فأنت المستحيلْ.
***
اسحق قومي
|
| |