عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2010, 01:27 AM   #3 (permalink)
بحر الحب
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963

افتراضي حديث الذكريات (3)

تعلمت من أخي علي الكثير ولن أنسى «فلعة» بوغريب








أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

ويتابع الفنان جاسم النبهان جديثه وحواره ونسأله.

واول فيلم شاهدته؟

اول فيلم شاهدته كان هذا في الارسالية الاميركية، في المستشفى الاميركي كانت هناك كنيسة في ظهره وهناك ارسالية، ومن خلال تلك الافلام التي يعرضونها، كان هناك نوع من التبشير، وربما الدعوة للتنصير، ولكننا كنا نفكر في الفيلم فقط، واتذكر ان اول فيلم شاهدته كان عيسى اليسوع (عليه السلام) وكنا مندهشين بذلك الفيلم، وبعدها بدأت اشاهد افلام لفريد الاطرش و«عنترة وعلبة» وافلام المغامرات العربية.

كيف كانت تتم الدعوة لتلك الافلام في البيوت؟

كما اسلفت، فان بعض البيوت الميسرة، مثل بيت الخرافي او الحميضي او الصقر، كانوا يأتون بالافلام وماكينة العرض، ويعرف اهل الفريج، ويتم توجيه الدعوة، بعد (المغرب)، ويزدحم ذلك البيت، وفي بعض الاحيان كانت هناك عروض خاصة بالرجال، واخرى بالنساء ورغم ذلك كان هناك ازدحام شديد، وكأننا كنا في عيد.. اجل السينما كانت عيد بالنسبة لاهل الكويت، الرجال والنساء والاطفال.

ويكمل: وهنا بودي ان اتحدث في جانب، لطالما اشرت اليه، ان التاجر الكويتي انسان مثقف وجالب للثقافة لهذا المجتمع، اذا كان عن طريق السفن التي يبنيها او يجعلها تذهب الى بقاع المعمورة، والتي حينما تعود الى الكويت، فانها تجلب معها التجارة والثقافة والعلم وكل شيء، وهذا الامر ما كان له ان يتم لولا وجود تجار الكويت ودورهم في عملية بناء المجتمع وتطويره وتثقيفه.

ويؤكد: ان اثر التاجر الكويتي على المثقف الكويتي وحداثة الكويت واتصال الانسان الكويتي مع الاخرين، كان فاعلا ومؤثرا وصريحا، ومن خلال ذلك التاجر وكثير من الموسورين تمت عملية الحداثة والنهضة والتغيير.

ويتابع: حينما كان يسافر تجار الكويت الى (الهند) مثلا، فانهم كان يجلبون كل شيء من هناك، فهي عاصمة مزدوجة بين الشرق والغرب، وتحمل كثيراً من الثقافات، التي كانت تعتز بها الهند وباصولها، فانها في الحين ذاته كانت مستعمرة بريطانية، ومن هنا يأتي ذلك التمازج بين الحضارات والثقافات، وكان تجار الكويت، على وجه الخصوص، يحرصون كل الحرص، على جلب واحضار كل ما هو متميز في ذلك البلد الذي يتمتع بالثقافات والنماذج والتطور ايضا.

ترابط المجتمع

ويستطرد: وكان تجار الكويت يسعدون بحضور اهل الكويت الى بيوتهم للاستمتاع والفرح، وهو امر كان يحسه اهل الكويت جميعا، وهذا يؤكد عمق الترابط والتواصل والتآخي، وايضا التلاقي التام، بين كل شرائح المجتمع، وكان الجميع يردد: «جزاكم الله الف خير» وهو امر لا يقتصر على السينما، او كل المناسبات الدينية والاجتماعية والسياسية ايضا فتجار الكويت اصحاب فضل كبير على كل مفردات التطور والحداثة والثقافة وايضا التكافل والتعاون والتواصل والعمل الخيري.

يتابع: هذه الجوانب وغيرها، ميزت اهل الكويت، وميزت وجه التعاون والمحبة بين اهل الكويت، بعيدا عن اي صراع طبقي او طائفي او غيره، الجميع كانوا اسرة واحدة يجتمع على محبة الكويت ومبايعة آل الصباح الكرام.

دعني أسألك بعد الحديث عن الاذاعة والاغاني والبرامج وايضا السينما، ماذا كنتم تقرأون كأطفال في تلك المرحلة، وهي مرحلة بداية الخمسينيات؟

نشأنا على قراءة مجلات السندباد وسمير وأقصد المطبوعات المصرية الخاصة بالاطفال، وهي كانت وسيلة تثقيف الطفل العربي، وأنا هنا أشدد على مفردة العربي، فما كان يطبع في القاهرة كان يقرأه العالم العربي، وهو أمر يغطي جميع المحاور ومن بينها المطبوعات الخاصة بالاطفال والشباب حيث تنوعت وتعددت تلك المطبوعات لتغطي احتياجات جميع القراء ولتغطي أيضا اتساع العالم العربي، ومن بينها الكويت حيث كانت تغلف تلك المطبوعات، وقد تطورت علاقتي ايضا مع تلك المطبوعات مع كبري، حيث رحت اقرأ ايضا «آخر ساعة» و«المصور»، وكنت حينما يحضر لي أخي علي مجلة «سمير» أو «سندباد» هذه المجلة كانت تلف على جميع أصدقائي، بمعنى أننا كنا نتبادل مفردات الثقافة والتوعية والتنوير، خصوصا ان الاعداد التي تأتي للكويت قليلة، وكنا لهذا نتبادلها فيما بيننا، بل ونحرص بعد الانتهاء منها على اقتنائها وارشفتها والمحافظة عليها، والافتخار بأن كل منا يمتلك أكبر عدد من النسخ والاعداد، وبالتالي المعلومات.

ويستطرد: ظروف تلك المرحلة حتمت علينا روحاً من التعاون وأيضا مفردات للتعامل، وهكذا كان شأن أهل الكويت في جميع المجالات، وبالذات الشباب الذين كانوا يعيشون حالة من التعاون والتبادل للمعلومات والمطبوعات ورصد كل ما هو جديد، وما يمنح الانسان حالة من التواصل مع جديد العالم من فكر وابداع.

دعني أسألك، في تلك المرحلة، هل كنت تسمع عن المسرح وأهله في الكويت؟

كلا، لكن دعني أروي لك حكاية، في عام 1955 بالتحديد ذهبت الى مدرسة صلاح الدين أو الصديق لا أتذكر لمشاهدة عرض مسرحي هناك، سمعنا عن المسرح وذهبنا وأعتقد ان العرض كان على صالة مسرح صلاح الدين، وهي مكانها حاليا التأمينات الاجتماعية، وكانت وراء مسجد الحمد يومها، ذهبنا مع أخي وأعمام أخي وأصدقائه وربعي في الفريج، وقد استمتعت بذلك العرض الذي قدمه نجوم المسرح في ذلك الوقت.

حادثة السيارة

ويستطرد النبهان متحدثا عن جوانب أخرى من حياته: أخي له تأثير كبير في حياتي عام 1955 اشترى أخي سيارة، وهي موريس صغيرة وطلب مني ذات يوم ان أضع الماء (براديتر) وأنا لم أكن أعرف ذلك الامر، وكان ذلك في الساعة الخامسة فجرا، لانه كان يوصلني الى المدرسة في طريقه الى عمله، وقد علمني عن الكيفية التي أضع بها الماء في الراديرتير وعلمت ايضا كيف أشغل السيارة بواسطة الهندل، وهي حديدة لها ذراع توضع داخل السيارة ويتم تحريكها حتى يتحرك موتور السيارة، في اليوم الاول قمت بالعملية وهكذا الامر في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث حركت (الجير - محول الحركة) فاذا بالسيارة ترتطم بالحائط!!

كارثة.. كيف أعيد السيارة الى مكانها، حاولت لم أستطع في ذلك الوقت المبكر، مر بجواري أحد الجيران وهو بوسكندر (الله يرحمه) وكان كبيرا في السن ونظره ضعيف بعض الشيء وطلبت منه مساعدتي في اعادة السيارة، وكثر الله خيره ساعدني في اعادة السيارة الى مكانها، وهو يؤنبني لانني لعبت بالسيارة وأنا لا أعرف كيف أتعامل معها، وبعد قليل خرج أخي وأول ما قاله لي: «هل حركت السيارة؟» وبدأت بتقديم الحجج فكان ان ضربني وطلب مني أن أذهب الى المدرسة سيرا علـى الاقدام، وهو بذلك يريد ان يعطيني درسا كبيرا في عدم التصرف خارج اطار ما هو محدد لي، وهو درس تعلمت منه الكثير.

ويتابع: في اليوم الثاني بدأ أخي يعلمني بعض الامور الاولية في السيارة، لكن دون تحريكها وبقيت على هذا الحال مدة طويلة حتى قام بتغيير السيارة وشراء سيارة جديدة «بونتياك» بيضاء من بدر الخرافي..

والآن السيارة «البونتياك» كبيرة، ولا يمكن دخولها الى «الفريج» الضيق. صار يوقفها في مدخل الفريج، بالقرب من المستوصف مقابل حوطة (خالد الزيد) بالقرب من بيت بدر الخرافي (الله يرحمه).. وكنت أقوم بالعملية نفسها، ولكنني قمت أيضاً بتحريكها وأثناء تحريكها (سرحت) وتصيب الرجل الطيب (أبو اسكندر) الذي ساعدني أول مرة... وبدأ (ابو اسكندر) يؤنبني من جديد، ويطلب مني عدم اللعب، وفي تلك الأثناء وصل أخي (علي) ورأى المشهد، وحتى يحسم الأمر، قال لي: «كل يوم اثنين، وعندكم يوم الاثنين، نصف دوام، آخذك أنت وربعك الى خلف السور، حيث المقصب، وأعلمكم كيف تسوقون السيارة.. وبعدها نروح السينما الشرقية لمشاهدة فيلم جديدة كل أسبوع». ولكن لا تلعب بالسيارة بعد اليوم، الا بعد ان تعرف كيف تسوقها...

فرصة القيادة

وكان الوعد.. وكانت الفرصة التي منحها لي أخي، في تعلم أسلوب السوق الصحيح، وأيضاً استمتع بمشاهدة الأفلام السينمائية الجديدة، التي كانت السينما الشرقية تقدمها... وأشير هنا الى ان السينما الشرقية مكانها لايزال موجوداً، بالقرب من قصر دسمان.. وخلف مستشفى «السكري» الآن.

ويتابع الفنان النبهان: ولأنني كنت صغيراً على قيادة السيارات، ذهبت الى أحد الخياطين، وعملت لي، وسادة (كشن) مرتفعة كي أجلس عليها، حتى استطيع ان أصل الى المقود (السيكان) وأيضاً دواسة البنزين.. وكنت أحمل ذلك الكشن معي، يوم الاثنين بعد الدوام، لأنني سأكون على موعد مع تعلم السوق.. وكان ذلك عام 1955. وكان عمري وقتها (11) عاماً، ولكن وكما أسلفت، فان أطفال الأمس، كانوا يختلفون عن أطفال اليوم، أطفال الأمس كانوا يعتمدون على أنفسهم، وكانوا يتحملون الظروف والمصاعب.. وأنا أتشرف بأنني كنت أنتمي الى ذلك الجيل.

عرفت موضوع تعلم سوق السيارة.. ولكن ماذا عن السينما الشرقية وأفلامها؟

كان أخي، بعد تمرين السوق بالنسبة لي وأصحابي، يأخذنا الى السينما الشرقية، ندخل السينما ونشتري مرطبات «السينالاكوس مع «سندويش» وهي كل متعتنا وفرحنا بالاضافة الى الفيلم.. وكان يشاهد الفيلم معنا، فهو من يقوم بايصالنا من القبلة الى الشرق وبالعكس..

فريد الأطرش

تتذكر أفلام تلك الفترة؟

أفلام فريد الأطرش، وأعتقد أنني شاهدت أكبر كمية من أفلامه، وأفلام أنور وجدي.. وفريد شوقي.. وسراج منير.

هل تشاجرت في السينما؟

لا، أنا أتذكر أنني لم أتشاجر لا أنا ولا اخي أو أصدقائي في السينما، لأن للسينما في حياتنا تقاليد مقرونة بالاحترام والاصغاء التام للفيلم وأحداثه.. وكنا لا نحب من يتحدث خلال الفيلم، وهو أمر أتمنى ان يتعلمه أبناء اليوم عند الذهاب الى السينما أو المسرح، على وجه الخصوص، حيث يؤلمني (جداً) حينما أشاهد عرض مسرحياً أو سينمائياً، أو حينما أكون على خشبة المسرح، وهناك من يتحدث... المسرح أو السينما لهما تقاليد.. وآداب، وأولهما الإصغاء.. فهو المتعة... فما أحوجنا ان نتمتع حينما نذهب الى السينما أو المسرح.. والاستمتاع لا يكون إلا بالاصغاء.

بمناسبة الحديث عن المشاجرات... هل انفلعت (جرح رأسك)، مرات كثيرة.. لقد كنا نتشاجر في الفريج فقط.. وأتذكر ان علي بوغريب (الله يرحمه) (منعني)، تشاجرت معه، وحاولت الهروب، فرماني بحجره.. جاءت مباشرة على رأسي، وراح الدم يتطاير.. ولكننا بعد لحظات أصدقاء نلعب ونلهو.. لأن خلافاتنا كانت خلافات أطفال.. حول أسباب وأشياء بسيطة، سرعان ما ننساها.. لأن حياتنا كلها كانت بسيطة، وخالية من العقد أو الماديات.. الفريج (الحي) كان هو بيتنا.. الكبير.. وكنا نتعلم من ذلك الفريج ومن جلسات الكبار وأحاديث الشباب.. والرجال.. الكثير من الحكايات، التي تتحول الى دروس نعتز بها.

ويؤكد الفنان جاسم النبهان: تلك الحوادث، سواء تعلم السيارة، أو الذهاب الى السينما، ساهمت في ان يرسخ اخي بداخلي، الاعتماد على النفس، وأيضاً منهم الأمور بوقت مبكر، لقد كان دائماً، الأخ والأب والصديق والرفيق، وأيضاً الشخص الذي ضحى بحياته.. ومستقبله من أجل تلك الأسرة الصغيرة، التي وقف الى جوارها... ولن أنسى ما حييت ما قدمه الي ولامي ولهذا البيت الطيب - حفظه الله - وأطال عمره.

وفي الغد حكايات ومحطات أخرى.

(يتبع)....

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225129

 

 

__________________

 






حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292