شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات الكبرى > الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) > النبهان : ولدت في منطقة «القبلة» وشقيقي علي الخشتي كان مسؤولاً عني!
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2010, 02:01 AM   #1 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي النبهان : ولدت في منطقة «القبلة» وشقيقي علي الخشتي كان مسؤولاً عني!





أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

في (حديث الذكريات) مع «النهار» يذهب الفنان الكبير جاسم النبهان الى ذكريات طرزت حروف مسيرته بالتميز... والتفرد.. والاقتدار... وهكذا هي دائماً رحلة الكبار.

عزيزي بوطلال سنذهب بعيداً في هذه الخطة نتذكر محطات بعيدة جدا في ذاكرتك، وهي محاولة لتوثيق جوانب من مسيرتك ومشوارك الفني.. أريدك ان ترجع الى أيام طفولتك ان حياتك في هذا الحوار هي عبارة عن محطات، ونحن بصدد رصد تلك المحطات، وفي المحطة الاولى نتوقف عن مرحلة الطفولة، والطفولة المبكرة اين ولدت واين نشأت وتربيت وترعرعت، ارجع بذاكرتك الى تلك الايام وحدثنا متى ولدت من كان في «فريجكم» أصدقاء الامس وكل ذكريات الامس.

ولادتك حسب ما بلغني اخوي (علي الخشتي) الله يطول في عمره، وهو أخي الآخر، الذي كان دائما مسؤولا عني وهو أخي من أمي، لكن حقيقة هذا الانسان كان كل شيء في حياتي، لقد كان يكبرني بعشر سنوات، وكان الاخ والصديق والاب الروحي، وهو كما أسلفت أخي علي الخشتي وهو أخي من أمي، وفي العاشرة من عمره بدأ في العمل، وتحمل المسؤولية وعشنا أنا وأمي وقد عمل مع أهل البناء (البنائين) وكان هو الحافظ والعارف تاريخ ميلادي، وهو عام 1944 في الشهر الثامن وبالضبط 1/8/1944، وهي الفترة الاولى.

أين ولدت؟

ولدت في منطقة القبلة، وأنا لا أتذكر تلك المرحلة، لكنني أتذكر المرحلة التالية.

ويستطرد: والدي توفي وأنا لا أزال طفلاً صغيراً، ولربما وأنا رضيع.

مرحلة الدراما

كم عدد اخوانك؟

نحن اثنان، أنا وأخي علي (الله يحفظه).

ويتابع: وبعد منطقة القبلة ذهبنا الى منطقة المرقاب، وكان حولنا بيت الرقم (الله يذكره بالخير عبداللطيف الرقم) وفي أول المراحل الدراسية الروضة، درست في مدرسة المرقاب، وكان عندنا في تلك المرحلة الاستاذ (نجم) - الله يرحمه - وأنا أتذكره جيدا وكان نعم المربي والاستاذ، ولا أتذكر اطفالاً أو ربع تلك المرحلة، وهي مرحلة مبكرة لايزال الوعي في مراحله الاولى، وبعدها انتقلت الى مدرسة خالد بن الوليد، وهي حاليا مكان سوق الذهب بالقرب برامة بن بحر.

وأنا أتذكر هذه المرحلة جيداً، لكنني لا أتذكر مرحلة المرقاب الاولى سوى صور باهتة عن ذكريات الذهاب الى المدرسة فقط. في خالد بن الوليد كنت في مرحلة البستان وهذا ما أتذكره.

ويقول: وأتذكر جيدا، انهم حينما احضروا التغذية من التربية او ادارة المعارف في ذلك الوقت وأتذكر انهم احضروا «البطاط» بواسطة (تبوب الاسطل) وكنا في الحوش الثاني للمدرسة والاطفال عبارة عن طابور طويل وأنا لا أنسى ذلك المشهد، وأنا في انتظار طعم الشوربة والوجبة الغذائية.

ويقول مقاطعا: بعدها انتقلنا عائدين الى جبلة (القبلة) حيث بيتنا القديم، وهنا وعيت وبدأت أعرف جيدا المنطقة وأهلها.

القبلة.. أي مكان بالضبط؟

كنا في فريج يضم عوائل الحميضي والخرافي ويوسف ثنيان الغانم (رحمه الله) وأيضا بيت المرزوق وزيد الخالد وكان جارنا عبدالله المراغي (الله يرحمه) من جهة اليمين، ومن جهة اليسار خالد خليفوه وعمر خليفوه وعبدالله خليفوه، وايضا بيت بواسكندر (الله يرحمه) وأيضا بيت الناس الاكابر الرائعين (حجي عبدالرحمن الصرعاوي) رحمه الله، وعيال الصرعاوي ايضا ومن بينهم أحمد الصرعاوي والدكتور مبارك ود. عبدالله وفي مقابلنا كان مستوصف القبلة.

أصدقاء الطفولة

ماذا عن زملاء تلك المرحلة؟

من أقراني في تلك المرحلة خليفة عمر خليفوه وعلي عبداللطيف خليفوه ومبارك الصرعاوي وهم كانوا من عمري ونحن كنا في السن نفسها تقريبا وكنا في سلة واحدة وفريج واحد وكلنا كنا في منطقة قبلة.

ماذا عن المرحلة التالية؟

المرحلة التالية كانت مع الانتهاء من بناء مدرسة عمر بن الخطاب وكان ذلك في عام 1953 تقريبا، وكان الحاكم في ذلك الوقت الشيخ المغفور له عبدالله السالم الصباح.

ويتابع: دعني اروي لكم جوانب من المشاهد في الذاكرة عن عملية تتويج وتنصيب سمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أميراً على الكويت، لقد اخذني، الى منطقة بالقرب من المحكمة الان، وكنت مع اخي أخي الكثير من أهل الكويت ومن جميع اطياف المجتمع، وكان الجميع فرحا وحولنا، بتنصيب سموه، وهذه الصورة لاتزال حاضرة في ذاكرتي ولا انساها، ويومها عمت الافراح.

ويعود الى مرحلة مدرسة عمر بن الخطاب قائلاً: قبل «عمر بن الخطاب» كان من المقرر ان اذهب الى مدرسة المثنى، وقد ذهبت مع اخي في فترة الظهيرة الى مدرسة المثنى، وذهبنا بيت الرزوقي، وخلفهم كان بيت السميط، بالقرب من «حفيز الطخيم» محل الطخيم، وبهذا المكان بالضبط شاهدت امامي منظراً، حيث كان يتم بناء احد المباني، واذا باحد العمال يسقط من ارتفاع عال امام مدرسة المبنى، وعندها قررت العودة مع اخي، وانا خائف، لا اريد الذهاب الى مدرسة المثنى.. وعندها قرر اخي وامي ان اذهب الى الدراسة في مدرسة عمر بن الخطاب في القبلة..

طاح العامل.. انت قررت عدم الذهاب الى مدرسة المثنى؟

أجل... تفكير طفل برئ.. خفت من المدرسة... ولكني ذهبت الى مدرسة، عمر بن الخطاب.

ماذا عن المسافة بين بينتكم والمثنى وعمر بن الخطاب؟

بين بينتنا أبعد من بين بيتنا وعمر بن الخطاب من البيت الى مدرسة «عمر بن الخطاب» امر على بيت - حمد صالح الحميضي، و«الرفاعي» و«البحر» وألف أدخل فريج العثمان، وكان لي زميل،- رحمه الله- هو يوسف العثمان، وقد توفي مبكراً، وكان في ذلك الوقت صديقي، وكان ينتظرني امام بينتهم ونذهب سوية الى المدرسة.. وكما اسلفت في ذلك الفترة كان المسؤول عن اخي وامي، الله يرحم والدتي، ويطيل بعمر اخي «علي الخشتي» الذي كان دائماً نعم الاخ والاب والصديق والمسؤول.

ويتابع: وفي المدرسة تعرفت على الكثير من اصدقاء الامس منهم د. عبدالله الزامل، وكنا يومها في المراحل الابتدائية الاولى، ومن الذين تعرفت عليهم ايضا، فلاح الخرافي، وجاسم النجدي...

بماذا كنت متميزاً.. شاطر.. في تلك المرحلة؟

تلك المجموعة، تحولت لاحقا الى «ربع»، وهو امر ميزنا، كنا من «فريج واحد»، فبيت جاسم النجدي، فعلاً، كان وراء بيتنا، وقد اجتمعنا في مرحلة ما، في بيت النجدي، وكنا ندرس في المدرسة نفسها، واتذكر بان اهلي كانوا يبنون البيت، ولهذا انتقلنا للسكن في بيت النجدي وكان كبيراً، وهكذا كان اهل الكويت، يفتحون بيوتهم لجيرانهم واهلهم في تواصل وحميمية ومحبة عالية.

ويكمل: ومن رفاق تلك الفترة، محمد الصقعبي.. وايضا علي عبداللطيف خليفوه... وخليفة خليفوه.. كلنا كنا نلتقي بعد الدراسة في الفريج، هناك كانت حوطه خالد الزيد، ما بين بيت بدر الخرافي وبيت المضاحكة، مقابل المستوصف، الذي اشرت له في تحديد مكان بيتنا في «القبلة»، ويقول مازحاً «اللي ينفلع كان يروج المستوصف».

ويستطرد: كنا في السابق نربي الكلاب، مثل تصرفات اطفال تلك المرحلة، كنت العب الكرة وبقية الالعاب مثل المقصي.. و.

كرة القدم

في كرة القدم كان عندنا فريق اسمه فريق «الاسر» من زملاء فريق الاسر، كان عبدالله الزامل وجاسم النجدي واحمد النجدي «احمدي» وعبدالله النجدي وعلي بوغريب.

وتقابلنا مع بقية الفرجان.. وكنا حريصين ان نكون دائما الفائزين.. وكانت عندنا خطة وكان الهدف الذي يحركنا ان كل ما نكسبه من الكرة، نقوم بتجميعه، ولا نصرفه وكنا نضع فلوسنا في سرداب صغير «حرفة» في تلك الحوطة، وكان هذا السرداب، بمنزلة البنك مالنا كل روبية نربحها من الكرة، كنا نضعها في كيس في ذلك السرداب الصغير في الحوطة، وكان تفكيرنا الاساسي في تلك المرحلة، هو ان نجمع مبلغاً من اجل دخول البحر.. كنا نفكر ان نقلد البحارة.. ووقتها البحر ودخول البحر لم يتوقف بعد...

وهذا ما سنعرفه من الحلقة التالية.. يتبع


أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

في (حديث الذكريات) مع «النهار» يذهب الفنان الكبير جاسم النبهان الى ذكريات طرزت حروف مسيرته بالتميز... والتفرد.. والاقتدار... وهكذا هي دائماً رحلة الكبار.

عزيزي بوطلال سنذهب بعيداً في هذه الخطة نتذكر محطات بعيدة جدا في ذاكرتك، وهي محاولة لتوثيق جوانب من مسيرتك ومشوارك الفني.. أريدك ان ترجع الى أيام طفولتك ان حياتك في هذا الحوار هي عبارة عن محطات، ونحن بصدد رصد تلك المحطات، وفي المحطة الاولى نتوقف عن مرحلة الطفولة، والطفولة المبكرة اين ولدت واين نشأت وتربيت وترعرعت، ارجع بذاكرتك الى تلك الايام وحدثنا متى ولدت من كان في «فريجكم» أصدقاء الامس وكل ذكريات الامس.

ولادتك حسب ما بلغني اخوي (علي الخشتي) الله يطول في عمره، وهو أخي الآخر، الذي كان دائما مسؤولا عني وهو أخي من أمي، لكن حقيقة هذا الانسان كان كل شيء في حياتي، لقد كان يكبرني بعشر سنوات، وكان الاخ والصديق والاب الروحي، وهو كما أسلفت أخي علي الخشتي وهو أخي من أمي، وفي العاشرة من عمره بدأ في العمل، وتحمل المسؤولية وعشنا أنا وأمي وقد عمل مع أهل البناء (البنائين) وكان هو الحافظ والعارف تاريخ ميلادي، وهو عام 1944 في الشهر الثامن وبالضبط 1/8/1944، وهي الفترة الاولى.

أين ولدت؟

ولدت في منطقة القبلة، وأنا لا أتذكر تلك المرحلة، لكنني أتذكر المرحلة التالية.

ويستطرد: والدي توفي وأنا لا أزال طفلاً صغيراً، ولربما وأنا رضيع.

مرحلة الدراما

كم عدد اخوانك؟

نحن اثنان، أنا وأخي علي (الله يحفظه).

ويتابع: وبعد منطقة القبلة ذهبنا الى منطقة المرقاب، وكان حولنا بيت الرقم (الله يذكره بالخير عبداللطيف الرقم) وفي أول المراحل الدراسية الروضة، درست في مدرسة المرقاب، وكان عندنا في تلك المرحلة الاستاذ (نجم) - الله يرحمه - وأنا أتذكره جيدا وكان نعم المربي والاستاذ، ولا أتذكر اطفالاً أو ربع تلك المرحلة، وهي مرحلة مبكرة لايزال الوعي في مراحله الاولى، وبعدها انتقلت الى مدرسة خالد بن الوليد، وهي حاليا مكان سوق الذهب بالقرب برامة بن بحر.

وأنا أتذكر هذه المرحلة جيداً، لكنني لا أتذكر مرحلة المرقاب الاولى سوى صور باهتة عن ذكريات الذهاب الى المدرسة فقط. في خالد بن الوليد كنت في مرحلة البستان وهذا ما أتذكره.

ويقول: وأتذكر جيدا، انهم حينما احضروا التغذية من التربية او ادارة المعارف في ذلك الوقت وأتذكر انهم احضروا «البطاط» بواسطة (تبوب الاسطل) وكنا في الحوش الثاني للمدرسة والاطفال عبارة عن طابور طويل وأنا لا أنسى ذلك المشهد، وأنا في انتظار طعم الشوربة والوجبة الغذائية.

ويقول مقاطعا: بعدها انتقلنا عائدين الى جبلة (القبلة) حيث بيتنا القديم، وهنا وعيت وبدأت أعرف جيدا المنطقة وأهلها.

القبلة.. أي مكان بالضبط؟

كنا في فريج يضم عوائل الحميضي والخرافي ويوسف ثنيان الغانم (رحمه الله) وأيضا بيت المرزوق وزيد الخالد وكان جارنا عبدالله المراغي (الله يرحمه) من جهة اليمين، ومن جهة اليسار خالد خليفوه وعمر خليفوه وعبدالله خليفوه، وايضا بيت بواسكندر (الله يرحمه) وأيضا بيت الناس الاكابر الرائعين (حجي عبدالرحمن الصرعاوي) رحمه الله، وعيال الصرعاوي ايضا ومن بينهم أحمد الصرعاوي والدكتور مبارك ود. عبدالله وفي مقابلنا كان مستوصف القبلة.

أصدقاء الطفولة

ماذا عن زملاء تلك المرحلة؟

من أقراني في تلك المرحلة خليفة عمر خليفوه وعلي عبداللطيف خليفوه ومبارك الصرعاوي وهم كانوا من عمري ونحن كنا في السن نفسها تقريبا وكنا في سلة واحدة وفريج واحد وكلنا كنا في منطقة قبلة.

ماذا عن المرحلة التالية؟

المرحلة التالية كانت مع الانتهاء من بناء مدرسة عمر بن الخطاب وكان ذلك في عام 1953 تقريبا، وكان الحاكم في ذلك الوقت الشيخ المغفور له عبدالله السالم الصباح.

ويتابع: دعني اروي لكم جوانب من المشاهد في الذاكرة عن عملية تتويج وتنصيب سمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أميراً على الكويت، لقد اخذني، الى منطقة بالقرب من المحكمة الان، وكنت مع اخي أخي الكثير من أهل الكويت ومن جميع اطياف المجتمع، وكان الجميع فرحا وحولنا، بتنصيب سموه، وهذه الصورة لاتزال حاضرة في ذاكرتي ولا انساها، ويومها عمت الافراح.

ويعود الى مرحلة مدرسة عمر بن الخطاب قائلاً: قبل «عمر بن الخطاب» كان من المقرر ان اذهب الى مدرسة المثنى، وقد ذهبت مع اخي في فترة الظهيرة الى مدرسة المثنى، وذهبنا بيت الرزوقي، وخلفهم كان بيت السميط، بالقرب من «حفيز الطخيم» محل الطخيم، وبهذا المكان بالضبط شاهدت امامي منظراً، حيث كان يتم بناء احد المباني، واذا باحد العمال يسقط من ارتفاع عال امام مدرسة المبنى، وعندها قررت العودة مع اخي، وانا خائف، لا اريد الذهاب الى مدرسة المثنى.. وعندها قرر اخي وامي ان اذهب الى الدراسة في مدرسة عمر بن الخطاب في القبلة..

طاح العامل.. انت قررت عدم الذهاب الى مدرسة المثنى؟

أجل... تفكير طفل برئ.. خفت من المدرسة... ولكني ذهبت الى مدرسة، عمر بن الخطاب.

ماذا عن المسافة بين بينتكم والمثنى وعمر بن الخطاب؟

بين بينتنا أبعد من بين بيتنا وعمر بن الخطاب من البيت الى مدرسة «عمر بن الخطاب» امر على بيت - حمد صالح الحميضي، و«الرفاعي» و«البحر» وألف أدخل فريج العثمان، وكان لي زميل،- رحمه الله- هو يوسف العثمان، وقد توفي مبكراً، وكان في ذلك الوقت صديقي، وكان ينتظرني امام بينتهم ونذهب سوية الى المدرسة.. وكما اسلفت في ذلك الفترة كان المسؤول عن اخي وامي، الله يرحم والدتي، ويطيل بعمر اخي «علي الخشتي» الذي كان دائماً نعم الاخ والاب والصديق والمسؤول.

ويتابع: وفي المدرسة تعرفت على الكثير من اصدقاء الامس منهم د. عبدالله الزامل، وكنا يومها في المراحل الابتدائية الاولى، ومن الذين تعرفت عليهم ايضا، فلاح الخرافي، وجاسم النجدي...

بماذا كنت متميزاً.. شاطر.. في تلك المرحلة؟

تلك المجموعة، تحولت لاحقا الى «ربع»، وهو امر ميزنا، كنا من «فريج واحد»، فبيت جاسم النجدي، فعلاً، كان وراء بيتنا، وقد اجتمعنا في مرحلة ما، في بيت النجدي، وكنا ندرس في المدرسة نفسها، واتذكر بان اهلي كانوا يبنون البيت، ولهذا انتقلنا للسكن في بيت النجدي وكان كبيراً، وهكذا كان اهل الكويت، يفتحون بيوتهم لجيرانهم واهلهم في تواصل وحميمية ومحبة عالية.

ويكمل: ومن رفاق تلك الفترة، محمد الصقعبي.. وايضا علي عبداللطيف خليفوه... وخليفة خليفوه.. كلنا كنا نلتقي بعد الدراسة في الفريج، هناك كانت حوطه خالد الزيد، ما بين بيت بدر الخرافي وبيت المضاحكة، مقابل المستوصف، الذي اشرت له في تحديد مكان بيتنا في «القبلة»، ويقول مازحاً «اللي ينفلع كان يروج المستوصف».

ويستطرد: كنا في السابق نربي الكلاب، مثل تصرفات اطفال تلك المرحلة، كنت العب الكرة وبقية الالعاب مثل المقصي.. و.

كرة القدم

في كرة القدم كان عندنا فريق اسمه فريق «الاسر» من زملاء فريق الاسر، كان عبدالله الزامل وجاسم النجدي واحمد النجدي «احمدي» وعبدالله النجدي وعلي بوغريب.

وتقابلنا مع بقية الفرجان.. وكنا حريصين ان نكون دائما الفائزين.. وكانت عندنا خطة وكان الهدف الذي يحركنا ان كل ما نكسبه من الكرة، نقوم بتجميعه، ولا نصرفه وكنا نضع فلوسنا في سرداب صغير «حرفة» في تلك الحوطة، وكان هذا السرداب، بمنزلة البنك مالنا كل روبية نربحها من الكرة، كنا نضعها في كيس في ذلك السرداب الصغير في الحوطة، وكان تفكيرنا الاساسي في تلك المرحلة، هو ان نجمع مبلغاً من اجل دخول البحر.. كنا نفكر ان نقلد البحارة.. ووقتها البحر ودخول البحر لم يتوقف بعد...

وهذا ما سنعرفه من الحلقة التالية.. يتبع

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=224859

 

 

__________________

 






حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-2010, 12:43 AM   #2 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي الذكريات [2]

حفل أم كلثوم مناسبة كبيرة تستنفر لها العائلة بأكملها




أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

ضمن سياق الحلقة الاولى من حديث الذكريات، مع الفنان الملتزم جاسم النبهان سلطت الضوء حول المرحلة الاولى من طفولته حيث ولد في منطقة «القبلة» وهناك نشأ وترعرع، برعاية شقيقه علي الخشتي والذي كان المسؤول عنه وعن رعايته وتربيته، بالاضافة الى والدته، كما توقفنا امام كم من التفاصيل عن تلك المرحلة التي كانت خصبة بالحكايات النادرة، واليوم نذهب معه، الى آفاق المرحلة التالية وهي حديثه عن رغبته في الذهاب الى البحر ونسأله:

أشرت ضمن حديثك انك مع اصدقاء تلك المرحلة كنتم تفكرون في دخول البحر، ولكن دعني اسألك في تلك المرحلة التي تتحدث عنها، هل كان موضوع دخول البحر قد توقف او لايزال قائماً؟

لايزال هنالك عدد من الرحلات واتذكر في تلك الفترة، دخول شوعيين «مراكب صغيرة» لابن علبان، وكان ذلك كما اعتقد اخر الغوص، ولكن موضوع التجارة كان مستمراً وبالذات المركبين «فريد» و«ممتاز» وهما لعائلة الخرافي، المغفور له عبدالمحسن الخرافي، والد المرحوم محمد الخرافي وجد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وكان عندهم «نقعة» خاصة بهم تسمى «نقعة الخرافي» بها سفنهم ومن بينها لنجات كبيرة وشوعيات وغيرها.

ويومها فكرنا كمجموعة اصدقاء بان يكون لنا مركبنا او زورقنا حتى لو كان صغيراً، وانا اتحدث عن امر يتعلق بنا كاطفال، وكاصدقاء وكنا نجمع طيلة العام الدراسي من مصاريفنا ومن المباريات التي نخوضها، بانتظار ان تأتي العطلة، لنذهب الى القرصنة لشراء زورق «او» «ماشوه» صغيرة وكنا نشاهد الكثير من السفن القادمة الى الكويت ومعهم يرفقهم «جالبوت» صغير او «ماشوه» او غيرها من المراكب الصغيرة التي ترافق السفن، وكنا نسأل عن الاسعار من اجل شرائها.

وبعد ان دبرنا المبلغ وشراء «كتر» صغير اوصلناه الى نقعة الخرافي، وبعد الاستئذان «بدأنا برفعة» ورحنا نشتغل فيه، غيرنا الكثير من المسامير والخشب واللوح وقمنا ايضاً بعملية «الكلفته» ووضعنا «الصل» عملية كاملة قمنا بها كشباب، وقمنا بنفسنا بخياطة الشراع كان هذا مشروعنا الذي تحقق ، على مدى منتصف العطلة المدرسية، وبتعاون الجميع كنا نبدأ العمل بعد صلاة الفجر حتى المغرب، رغم حرارة الجو، الا اننا كنا نعمل بجد واجتهاد، لاننا نمتلك مشروعاً في رأسنا وهو دخول البحر وتقليد الكبار الذين سبقونا في هذا المجال، والذين تحدوا المستحيل والويلات.

بصراحة.. كم كان عمركم في تلك الفترة؟

صغار تسع او عشر سنوات بحد اقصى، ورغم وجود معارضة من الاهل الا اننا كنا نسير بمشروعنا لان تفكير اطفال تلك المرحلة، يختلف عنه اليوم، وكما قلت سابقاً بان اخي علي «الله يحفظه» كان يعمل ويتحمل مسؤولية البيت وهو في العاشرة من عمره، وكان نعم الاخ دائماً.

ويستطرد: المهم اكملنا مشروعنا رغم المعارضة كما اسلفت بل انني اتذكر انني كنت اقفز من سطح الى اخر، من اجل الخروج مع اصدقائي وتكملة المشروع الذي كنا نحضر له، وكنا ندخل البحر، وكنا نغيب ثلاثة او اربعة ايام ولكن «بعلم اهلنا» واذا رجعنا كنا نشعر وكأننا مثل الكبار، نعود من «القفال» انه خيال بريء وجميل، يؤكد الاعتماد على النفس، وتحدي المستحيل والظروف رغم قسوتها.

وماذا كنت تحملون معكم؟

لاشيء، سوى التمر والماء، وكنا نضعه في «غالونات مصدية» من الحديد كان الماء يتحول الى اللون الاحمر، وكنا لا نلتفت الى كل ذلك، لاننا كنا نعتقد اننا نسير على درب اهلنا وهم القدوة.

ويتابع: أكلنا كل السمك الذي نصطاده وكان كثيراً والحمد لله، كنا مجموعة جميلة، ومن الذين انضموا الينا ايضاً غانم الماجد وهو من الاصدقاء الاعزاء، وظل يدخل معنا طيلة الفترة.

ويؤكد النبهان: لقد كنا نسعى ان نكون متميزين على مستويين المدرسة وفي الخارج، كنا حريصين على دروسنا ودراستنا وايضاً المواظبة على الدوام، ومن النادر ان يغيب احدنا، وكنا في الوقت نفسه متميزين بين اسرنا وفي الحي ونتحمل المسؤولية.

ويتابع: كنا نحب الرياضة، مارسنا جميع الالعاب الرياضية.

أساتذة الرياضة

هل تتذكر اساتذة تلك المرحلة؟

اجل اتذكر الاستاذ الذي يده الطولى كونتني ليس انا فقط، بل العديد من اقراني وزملائي، وافتخر بانني تربيت على يده، وهو الاستاذ هشام بدران، وهو من اقرباء ناظر المدرسة سعدي بدران «الله يرحمه» هذا الاستاذ كان فقيهاً في المدرسة وهو استاذ الكشافة وايضاً استاذ الاشبال الذين معه يكونون متميزين، في جميع المجالات، وكان من الكشافين المعروفين معنا «علي جاسم» وايضاً «الرندي» وخليفة بوسماح كانوا كثرة وقد اكملت في الاشبال والكشافة في مدرسة «عمر بن الخطاب»

ويكمل: كان الاستاذ هشام بدران حريصاً على ان يسلمنا كل شيء ضمن صيغ تربوية عالية، وعلاقة اخوية وابوية عالية، تحمل الثقة وترسخ قواعد التعاون.

في تلك الرحلات التي اشرت اليها، ماذا كنتم تعملون حداقاً.. ام غوصاً؟

حداق.. لم نكن نذهب من اجل الحداق بل من اجل المغامرة، وانا هنا اتحدث عن مفهوم ومعاني المغامرة من خلال طفولتنا، كنا نذهب الى الجزر الصغيرة والتي اتحقت حالياً بالمنطقة الحرة، وايضاً الخور الذي كان عند ثانوية الشويخ.

ماذا كانت وسيلتكم.. شراعاً ام تجديفاً؟

شراع وفي احيان كثيرة التجديف، وهو امر متعب ولكننا كنا نتحدى كل شيء، الحرارة وحركة المياه والريح والشمس، لبلوغ الاماكن التي نريد الوصول اليها. ومن طرائف تلك المغامرات، اننا دخلنا مرات عدة في «الحضرات» المصايد المعروفة، خصوصاً اذا كان الهواء عالياً، وفي وجهنا الاضاءة الخاصة بميناء الشويخ يتحول كل شيء الى اللمعان «الماء يلمع» وعندها لا نرى اي شيء ونجد انفسنا في تلك - الحضور - وسط حالة من اللهو والضحك وايضاً تحدي المخاطر.

صيدكم ماذا تعملون به في هذا الجو الحار؟

لا نصيد الا كفايتنا، نأكل حاجتنا اليومية من ذلك الصيد، حيث نطبخ ما نصيده بشكل يومي، بالاضافة الى التمر والعيش والخبز المتبقي، كانت متعتنا كبيرة بتلك المغامرات، التي قد تبدو صغيرة بالنسبة للبعض، ولكنها بالنسبة لاعمارنا وتلك المرحلة كانت مغامرات حقيقية شكلت ملامح شخصياتنا وطورت قدراتنا في تحمل المسؤولية.. كانت مؤونتنا من البحر، لم نكن نحمل معنا سوى قليل من الماء والتمر والعيش، وكنا نصيد قوتنا من البحر وهو لا يبخل علينا، فبحر الكويت معطاء وكريم.

وماذا تعني لكم العودة.. اين الانجاز؟

انها عودة.. حققت لنا متعة المغامرة وطورت بداخلنا التحدي ومتعة التحدي هذا بحد ذاته هو الانجاز لم نكن نفكر في الصيد او اي شيء، او حتى ان نبيع صيدنا بل كنا نذهب الى تلك الرحلة، من اجل المغامرة، خصوصاً اننا كنا نواجه اخطاراً متعددة تتطلب كل انواع التحدي وتعويد النفس على المغامرة والصبر والتحمل، اعتباراً من لحظة الخروج حتى العودة ولكل رحلة من تلك الرحلات مغامراتها وظروفها الممتعة التي ستظل حاضرة في ذاكرتنا كمجموعة.

ويؤكد: كنا نفتخر بداخلنا لان يقال عنا اننا امتداد لاهلنا وللذين سبقونا في دخول البحر، وهذا امر كان يشعرنا بالفخر والاعتزاز، بمعنى ان مكسبنا من تلك المغامرات ودخول البحر هو معنوي، اكثر من اي شيء اخر.

في تلك المرحلة بدأت الكويت تتجه الى مرحلة التطور، والبترول والوزارات الرسمية.

اجل، البترول كان موجوداً والادارات كانت موجودة وتتطور والخدمات تتحسن في جميع المواقع، كانت مرحلة الحداثة تتحرك بهدوء، ولكن رغبتنا في ان نقلد اهلنا والذين سبقونا، هي ما كان يدفعنا الى تلك المغامرات الجميلة.

وكيف سارت الامور لاحقاً؟

بعض اصدقاء تلك المرحلة، والذين كانوا اكبر منا بقليل اتجهوا بعد نهاية العطلة، الى الدراسة الثانوية، وكنا اصغر منهم وهذا ما يجعلني اتحدث مطولاً عن مرحلة المدرسة.

ويكمل: كان النشاط المدرسي مهماً عندنا، رغم اننا كنا نداوم على فترتين، صباحية ومسائية «العصر» ورغم ذلك كنا نبذل الجهد، والاساتذة يبذلون الجهد لتكون مدرستنا متميزة. وهي الحاضرة في جميع المناسبات.

ماذا عن تقاليد الحضور الى المدرسة؟

اجل، وهذا امر مهم، في كل صباح كان هنالك الالتزام الحقيقي، بالحضور والزي المدرسي، سواء من الطالب او المدرس والناظر، وكان هناك التزام بتحية العلم، ويومها لم يكن هناك «سلام وطني» كنا نردد: «الله.. الوطن.. الامير» وكان هناك نشيد نردده يقول مطلعه «العمرية امنا» ولا اتذكر تكملته وكان يزرع بنا الحماسة للوطن، وكان الجميع يردد ذلك النشيد الجميل، واتذكر في ذلك الوقت علم الكويت ذا اللون الاحمر والذي يحمل اسم الكويت بداخله.

تلك الوقفة الصباحية، كانت تطور العلاقة بين الجميع.

وكأننا أسرة واحدة، تجتمع تحت راية ذلك العلم.. وتلك الكلمات الحماسية التي تؤكد الروح الوطنية، وان المدرسة هي التي تطور علاقتك بالارض والوطن.

إنسان عادي

حدثنا ايضا عن مدرسة «عمر بن الخطاب»؟

من الجوانب التي حملت التميز لمدرسة عمر بن الخطاب ان المدرسة تشرفت بانضمام الشاعر والكاتب يعقوب الرشيد الذي عمل سكرتيراً في المدرسة يومها وكان ذلك في اعوام 56-57 تقريبا، على ما اتذكر وهو انسان رائع، اضاف الكثير لتجربتنا، واشير هنا الى ان المدرس او الناظر لم يكن مجرد انسان عادي بل هو رصيد من الثقافة والوعي، يعمل على ترسيخها، في نفوس ابناء تلك المرحلة من الاطفال والاحداث والشباب.

ويستطرد:

كان معنا في المدرسة ايضا صالح النصرالله «رحمه الله» يعلمنا الحساب والدين وايضا سليمان النصرالله وكان كل منهما حريص على تعليمنا وتقديم النصح، من اجل بناء الانسان، لقد كان اشتغال الجميع، وبالذات هيئة التدريس في ذلك الوقت على بناء الانسان.

من كان يدرسك في المنزل؟

الحمد لله، كان التعليم في المدرسة، كافيا بالنسبة لي، وانا هنا اثمن دور شقيقي «علي» ووالدتي «رحمها الله» ولكن كنت حريصا على الدراسة، والنجاح وان اكون بمستوى الثقة والمسؤولية، وكان اخي كما اسلفت يتحمل جميع المسؤوليات لقد عمل في مرحلة مبكرة في «البناء» وكان مصدر دخلنا ولولاه، «بارك الله فيه.. واطال بعمره» ولكنه في مرحلة لاحقة، حرص على ان يكمل دراسته، فكان ان اكمل دراسته، حتى التحق بالكلية الصناعية، وكان متميزا، وهو عصامي وانسان حقيقي اتشرف به واعتز.

الجوانب الفنية

في تلك الفترة، لم يكن لديك، اي اتجاه صوب الفن او التمثيل على وجه الخصوص؟

لا حتى ذلك الوقت لم يكن هناك اي توجه صوب التمثيل او الجوانب الفنية، او حتى نشاط مدرس مثل «اذاعة المدرسة» او غيرها، ويومها كانت الاذاعة المدرسية تضع عدد من الاغاني والفقرات.

هل كنت تسمع الإذاعة سابقاً؟

أجل، كنت، بل كانت الكويت باسرها في ذلك الوقت تسمع اذاعة صوت العرب، بل استطيع ان اقول انني كنت مغرما في ذلك الوقت بالاستماع الى اذاعة صوت العرب، بالذات ايام رمضان المبارك، كنا نستمع الى كل ما تقدمه، وبالخصوص برامج «بابا شارو» وايضا المسلسلات الاذاعية مثل «الف ليلة وليلة» وكانت افضل تسلية لنا في رمضان.

ماذا عن السينما.. هل ذهبت الى السينما.. او هل شاهدت الافلام في البيوت»؟

شاهدت الكثير من الافلام.. ولكن دعني اعود الى موضوع الاذاعة، كان شقيقي «علي الخشتي» من الاشخاص الذين يحبون غناء السيدة ام كلثوم، وكان حريصا على ان يستمع لحفلتها في بداية كل شهر، وكان يجهز الراديو مع صديقه «مساعد الناقه» -الله يرحمه- وانا اجلس ايضا استمع، وكانت الوالدة «رحمها الله» تجهز العشاء له ولصديقه، وكأننا في تقليد حقيقي للاحتفاء بهذه المناسبة، واعتقد ان العالم العربي وقتها كان كله يستمع لكوكب الشرق -ام كلثوم-.

ويؤكد:

كان حفل ام كلثوم بالنسبة لنا مناسبة كبيرة يحضر لها الجميع وبالذات اخي وهذا يؤكد عشقه للفن الحقيقي، وانا كنت اجلس عند الباب وما ان تنتهي الحفلة، حتى اقوم باحضار العشاء لهما، وهما يعيشان حالة من الفرح التي تقترب من النشوة لانهم استمعوا سويا الى الفريج، ويبدأ هناك الحديث عن جديد ام كلثوم، يتحدث عن الكلمات والالحان وكانوا يحفظون بعض المقاطع من الاغنية ويرددونها. أجواء جميلة هي التي كنا نعيشها في كويت الامس، المتعة البريئة، والعلاقة الاخوية، والاستمتاع المقرون بالفن الحقيقي والذوق الرفيع وسعيد ذلك الذي كان يستمع لام كلثوم وجديدها.

ويستطرد:

كانت جلسات الحوار حول جديد «ام كلثوم» تتحول الى نقاش فني وأدبي، يجمع الشعر واللحن والغناء، واكرر أنني كنت مندهشاً لان الجميع كان يحفظ اللحن والكلمات في الوقت نفسه، كان شباب ذلك الوقت يحفظ ويتذوق ويستمع، ويناقش بطريقة راقية، وانا خرجت من ذلك المناخ الجميل، والاجواء المشبعة بالحوار، كنت حريصا اشد الحرص على ان اتعلم كل شيء، بالاضافة الى ما تقدمه لنا المدرسة.

هل نعود الى الحديث عن الافلام والسينما؟

الافلام والسينما كانت تعرض في البيوت، وكل بيت (موسر)، يجلب تلك الافلام وماكينة العرض، ويدعو الناس والجيران لمشاهدة تلك الافلام الجديدة، وهي في الغالب الافلام المصرية، وكانوا يجلبون الافلام من مكتب «الاحلام» في شارع الجهراء، وايضا من الشريعان والشريدة (عبدالله الشريدة).

( يتبع ).....

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225043

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-2010, 01:27 AM   #3 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي حديث الذكريات (3)

تعلمت من أخي علي الكثير ولن أنسى «فلعة» بوغريب








أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

ويتابع الفنان جاسم النبهان جديثه وحواره ونسأله.

واول فيلم شاهدته؟

اول فيلم شاهدته كان هذا في الارسالية الاميركية، في المستشفى الاميركي كانت هناك كنيسة في ظهره وهناك ارسالية، ومن خلال تلك الافلام التي يعرضونها، كان هناك نوع من التبشير، وربما الدعوة للتنصير، ولكننا كنا نفكر في الفيلم فقط، واتذكر ان اول فيلم شاهدته كان عيسى اليسوع (عليه السلام) وكنا مندهشين بذلك الفيلم، وبعدها بدأت اشاهد افلام لفريد الاطرش و«عنترة وعلبة» وافلام المغامرات العربية.

كيف كانت تتم الدعوة لتلك الافلام في البيوت؟

كما اسلفت، فان بعض البيوت الميسرة، مثل بيت الخرافي او الحميضي او الصقر، كانوا يأتون بالافلام وماكينة العرض، ويعرف اهل الفريج، ويتم توجيه الدعوة، بعد (المغرب)، ويزدحم ذلك البيت، وفي بعض الاحيان كانت هناك عروض خاصة بالرجال، واخرى بالنساء ورغم ذلك كان هناك ازدحام شديد، وكأننا كنا في عيد.. اجل السينما كانت عيد بالنسبة لاهل الكويت، الرجال والنساء والاطفال.

ويكمل: وهنا بودي ان اتحدث في جانب، لطالما اشرت اليه، ان التاجر الكويتي انسان مثقف وجالب للثقافة لهذا المجتمع، اذا كان عن طريق السفن التي يبنيها او يجعلها تذهب الى بقاع المعمورة، والتي حينما تعود الى الكويت، فانها تجلب معها التجارة والثقافة والعلم وكل شيء، وهذا الامر ما كان له ان يتم لولا وجود تجار الكويت ودورهم في عملية بناء المجتمع وتطويره وتثقيفه.

ويؤكد: ان اثر التاجر الكويتي على المثقف الكويتي وحداثة الكويت واتصال الانسان الكويتي مع الاخرين، كان فاعلا ومؤثرا وصريحا، ومن خلال ذلك التاجر وكثير من الموسورين تمت عملية الحداثة والنهضة والتغيير.

ويتابع: حينما كان يسافر تجار الكويت الى (الهند) مثلا، فانهم كان يجلبون كل شيء من هناك، فهي عاصمة مزدوجة بين الشرق والغرب، وتحمل كثيراً من الثقافات، التي كانت تعتز بها الهند وباصولها، فانها في الحين ذاته كانت مستعمرة بريطانية، ومن هنا يأتي ذلك التمازج بين الحضارات والثقافات، وكان تجار الكويت، على وجه الخصوص، يحرصون كل الحرص، على جلب واحضار كل ما هو متميز في ذلك البلد الذي يتمتع بالثقافات والنماذج والتطور ايضا.

ترابط المجتمع

ويستطرد: وكان تجار الكويت يسعدون بحضور اهل الكويت الى بيوتهم للاستمتاع والفرح، وهو امر كان يحسه اهل الكويت جميعا، وهذا يؤكد عمق الترابط والتواصل والتآخي، وايضا التلاقي التام، بين كل شرائح المجتمع، وكان الجميع يردد: «جزاكم الله الف خير» وهو امر لا يقتصر على السينما، او كل المناسبات الدينية والاجتماعية والسياسية ايضا فتجار الكويت اصحاب فضل كبير على كل مفردات التطور والحداثة والثقافة وايضا التكافل والتعاون والتواصل والعمل الخيري.

يتابع: هذه الجوانب وغيرها، ميزت اهل الكويت، وميزت وجه التعاون والمحبة بين اهل الكويت، بعيدا عن اي صراع طبقي او طائفي او غيره، الجميع كانوا اسرة واحدة يجتمع على محبة الكويت ومبايعة آل الصباح الكرام.

دعني أسألك بعد الحديث عن الاذاعة والاغاني والبرامج وايضا السينما، ماذا كنتم تقرأون كأطفال في تلك المرحلة، وهي مرحلة بداية الخمسينيات؟

نشأنا على قراءة مجلات السندباد وسمير وأقصد المطبوعات المصرية الخاصة بالاطفال، وهي كانت وسيلة تثقيف الطفل العربي، وأنا هنا أشدد على مفردة العربي، فما كان يطبع في القاهرة كان يقرأه العالم العربي، وهو أمر يغطي جميع المحاور ومن بينها المطبوعات الخاصة بالاطفال والشباب حيث تنوعت وتعددت تلك المطبوعات لتغطي احتياجات جميع القراء ولتغطي أيضا اتساع العالم العربي، ومن بينها الكويت حيث كانت تغلف تلك المطبوعات، وقد تطورت علاقتي ايضا مع تلك المطبوعات مع كبري، حيث رحت اقرأ ايضا «آخر ساعة» و«المصور»، وكنت حينما يحضر لي أخي علي مجلة «سمير» أو «سندباد» هذه المجلة كانت تلف على جميع أصدقائي، بمعنى أننا كنا نتبادل مفردات الثقافة والتوعية والتنوير، خصوصا ان الاعداد التي تأتي للكويت قليلة، وكنا لهذا نتبادلها فيما بيننا، بل ونحرص بعد الانتهاء منها على اقتنائها وارشفتها والمحافظة عليها، والافتخار بأن كل منا يمتلك أكبر عدد من النسخ والاعداد، وبالتالي المعلومات.

ويستطرد: ظروف تلك المرحلة حتمت علينا روحاً من التعاون وأيضا مفردات للتعامل، وهكذا كان شأن أهل الكويت في جميع المجالات، وبالذات الشباب الذين كانوا يعيشون حالة من التعاون والتبادل للمعلومات والمطبوعات ورصد كل ما هو جديد، وما يمنح الانسان حالة من التواصل مع جديد العالم من فكر وابداع.

دعني أسألك، في تلك المرحلة، هل كنت تسمع عن المسرح وأهله في الكويت؟

كلا، لكن دعني أروي لك حكاية، في عام 1955 بالتحديد ذهبت الى مدرسة صلاح الدين أو الصديق لا أتذكر لمشاهدة عرض مسرحي هناك، سمعنا عن المسرح وذهبنا وأعتقد ان العرض كان على صالة مسرح صلاح الدين، وهي مكانها حاليا التأمينات الاجتماعية، وكانت وراء مسجد الحمد يومها، ذهبنا مع أخي وأعمام أخي وأصدقائه وربعي في الفريج، وقد استمتعت بذلك العرض الذي قدمه نجوم المسرح في ذلك الوقت.

حادثة السيارة

ويستطرد النبهان متحدثا عن جوانب أخرى من حياته: أخي له تأثير كبير في حياتي عام 1955 اشترى أخي سيارة، وهي موريس صغيرة وطلب مني ذات يوم ان أضع الماء (براديتر) وأنا لم أكن أعرف ذلك الامر، وكان ذلك في الساعة الخامسة فجرا، لانه كان يوصلني الى المدرسة في طريقه الى عمله، وقد علمني عن الكيفية التي أضع بها الماء في الراديرتير وعلمت ايضا كيف أشغل السيارة بواسطة الهندل، وهي حديدة لها ذراع توضع داخل السيارة ويتم تحريكها حتى يتحرك موتور السيارة، في اليوم الاول قمت بالعملية وهكذا الامر في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث حركت (الجير - محول الحركة) فاذا بالسيارة ترتطم بالحائط!!

كارثة.. كيف أعيد السيارة الى مكانها، حاولت لم أستطع في ذلك الوقت المبكر، مر بجواري أحد الجيران وهو بوسكندر (الله يرحمه) وكان كبيرا في السن ونظره ضعيف بعض الشيء وطلبت منه مساعدتي في اعادة السيارة، وكثر الله خيره ساعدني في اعادة السيارة الى مكانها، وهو يؤنبني لانني لعبت بالسيارة وأنا لا أعرف كيف أتعامل معها، وبعد قليل خرج أخي وأول ما قاله لي: «هل حركت السيارة؟» وبدأت بتقديم الحجج فكان ان ضربني وطلب مني أن أذهب الى المدرسة سيرا علـى الاقدام، وهو بذلك يريد ان يعطيني درسا كبيرا في عدم التصرف خارج اطار ما هو محدد لي، وهو درس تعلمت منه الكثير.

ويتابع: في اليوم الثاني بدأ أخي يعلمني بعض الامور الاولية في السيارة، لكن دون تحريكها وبقيت على هذا الحال مدة طويلة حتى قام بتغيير السيارة وشراء سيارة جديدة «بونتياك» بيضاء من بدر الخرافي..

والآن السيارة «البونتياك» كبيرة، ولا يمكن دخولها الى «الفريج» الضيق. صار يوقفها في مدخل الفريج، بالقرب من المستوصف مقابل حوطة (خالد الزيد) بالقرب من بيت بدر الخرافي (الله يرحمه).. وكنت أقوم بالعملية نفسها، ولكنني قمت أيضاً بتحريكها وأثناء تحريكها (سرحت) وتصيب الرجل الطيب (أبو اسكندر) الذي ساعدني أول مرة... وبدأ (ابو اسكندر) يؤنبني من جديد، ويطلب مني عدم اللعب، وفي تلك الأثناء وصل أخي (علي) ورأى المشهد، وحتى يحسم الأمر، قال لي: «كل يوم اثنين، وعندكم يوم الاثنين، نصف دوام، آخذك أنت وربعك الى خلف السور، حيث المقصب، وأعلمكم كيف تسوقون السيارة.. وبعدها نروح السينما الشرقية لمشاهدة فيلم جديدة كل أسبوع». ولكن لا تلعب بالسيارة بعد اليوم، الا بعد ان تعرف كيف تسوقها...

فرصة القيادة

وكان الوعد.. وكانت الفرصة التي منحها لي أخي، في تعلم أسلوب السوق الصحيح، وأيضاً استمتع بمشاهدة الأفلام السينمائية الجديدة، التي كانت السينما الشرقية تقدمها... وأشير هنا الى ان السينما الشرقية مكانها لايزال موجوداً، بالقرب من قصر دسمان.. وخلف مستشفى «السكري» الآن.

ويتابع الفنان النبهان: ولأنني كنت صغيراً على قيادة السيارات، ذهبت الى أحد الخياطين، وعملت لي، وسادة (كشن) مرتفعة كي أجلس عليها، حتى استطيع ان أصل الى المقود (السيكان) وأيضاً دواسة البنزين.. وكنت أحمل ذلك الكشن معي، يوم الاثنين بعد الدوام، لأنني سأكون على موعد مع تعلم السوق.. وكان ذلك عام 1955. وكان عمري وقتها (11) عاماً، ولكن وكما أسلفت، فان أطفال الأمس، كانوا يختلفون عن أطفال اليوم، أطفال الأمس كانوا يعتمدون على أنفسهم، وكانوا يتحملون الظروف والمصاعب.. وأنا أتشرف بأنني كنت أنتمي الى ذلك الجيل.

عرفت موضوع تعلم سوق السيارة.. ولكن ماذا عن السينما الشرقية وأفلامها؟

كان أخي، بعد تمرين السوق بالنسبة لي وأصحابي، يأخذنا الى السينما الشرقية، ندخل السينما ونشتري مرطبات «السينالاكوس مع «سندويش» وهي كل متعتنا وفرحنا بالاضافة الى الفيلم.. وكان يشاهد الفيلم معنا، فهو من يقوم بايصالنا من القبلة الى الشرق وبالعكس..

فريد الأطرش

تتذكر أفلام تلك الفترة؟

أفلام فريد الأطرش، وأعتقد أنني شاهدت أكبر كمية من أفلامه، وأفلام أنور وجدي.. وفريد شوقي.. وسراج منير.

هل تشاجرت في السينما؟

لا، أنا أتذكر أنني لم أتشاجر لا أنا ولا اخي أو أصدقائي في السينما، لأن للسينما في حياتنا تقاليد مقرونة بالاحترام والاصغاء التام للفيلم وأحداثه.. وكنا لا نحب من يتحدث خلال الفيلم، وهو أمر أتمنى ان يتعلمه أبناء اليوم عند الذهاب الى السينما أو المسرح، على وجه الخصوص، حيث يؤلمني (جداً) حينما أشاهد عرض مسرحياً أو سينمائياً، أو حينما أكون على خشبة المسرح، وهناك من يتحدث... المسرح أو السينما لهما تقاليد.. وآداب، وأولهما الإصغاء.. فهو المتعة... فما أحوجنا ان نتمتع حينما نذهب الى السينما أو المسرح.. والاستمتاع لا يكون إلا بالاصغاء.

بمناسبة الحديث عن المشاجرات... هل انفلعت (جرح رأسك)، مرات كثيرة.. لقد كنا نتشاجر في الفريج فقط.. وأتذكر ان علي بوغريب (الله يرحمه) (منعني)، تشاجرت معه، وحاولت الهروب، فرماني بحجره.. جاءت مباشرة على رأسي، وراح الدم يتطاير.. ولكننا بعد لحظات أصدقاء نلعب ونلهو.. لأن خلافاتنا كانت خلافات أطفال.. حول أسباب وأشياء بسيطة، سرعان ما ننساها.. لأن حياتنا كلها كانت بسيطة، وخالية من العقد أو الماديات.. الفريج (الحي) كان هو بيتنا.. الكبير.. وكنا نتعلم من ذلك الفريج ومن جلسات الكبار وأحاديث الشباب.. والرجال.. الكثير من الحكايات، التي تتحول الى دروس نعتز بها.

ويؤكد الفنان جاسم النبهان: تلك الحوادث، سواء تعلم السيارة، أو الذهاب الى السينما، ساهمت في ان يرسخ اخي بداخلي، الاعتماد على النفس، وأيضاً منهم الأمور بوقت مبكر، لقد كان دائماً، الأخ والأب والصديق والرفيق، وأيضاً الشخص الذي ضحى بحياته.. ومستقبله من أجل تلك الأسرة الصغيرة، التي وقف الى جوارها... ولن أنسى ما حييت ما قدمه الي ولامي ولهذا البيت الطيب - حفظه الله - وأطال عمره.

وفي الغد حكايات ومحطات أخرى.

(يتبع)....

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225129

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2010, 01:19 PM   #4 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي حديث الذكريات (4)

«أمير الانتقام» طور اهتمامي الفني والثقافي








أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

يطوف بنا الفنان الملتزم جاسم النبهان بكم من الحكايات، التي يستدعيها من ايام الطفولة والصبا والشباب، واصفا أدق التفاصيل التي كانت تعيشها الكويت الامس، عبر كم من الذكريات التي راحت تتداعى بكثير من العفوية والبساطة، متجاوزا في هذه المحطة مراحل الطفولة المبكرة، الى ايام الدراسة حيث يحدثنا الفنان جاسم النبهان قائلا:

نصل الى مرحلة الاولى المتوسطة، واتذكر جيدا، الاستاذ الذي درسني اللغة الانكليزية في ذلك الفصل، هو الراحل صالح شهاب، وكنت كما اسلفت في مدرسة عمر بن الخطاب استاذ فاضل حببنا في اللغة الانكليزية في مرحلة مبكرة من حياتنا ومن طفولتنا، راح يؤكد على المفردة واسلوب الالقاء وكم آخر من المعطيات، الذي اسهمت في تأسيس جيل حقيقي، نشأ على محبة اللغة الانكليزية وهنا يتذكر دور المدرس الحقيقي ومقدرته على ان يحبب اللغة لتلاميذه، واعترف شخصيا انني عشقت الغلة الانكليزية من ذلك اليوم، واليوم حينما اتحدث باللغة الانكليزية فانني استحضر دائما الدور الذي قام به الراحل الكبير في تعليمنا وتدريسنا وتطوير علاقتنا مع المفردات والمعاني، بل انه كان يبتكر الاساليب الخاصة لتعلم تلك اللغة الجميلة، واستطيع ان اقول ان جيلي هو من اكثر الاجيال مقدرة على التعامل مع اللغة الانكليزية. ويتابع الفنان جاسم النبهان متحدثا عن ابرز احداث تلك الفترة قائلا:

في ذلك العام، جاءنا مطر غريب، تواصل المطر على مدى اكثر من يوم، وغرقت الكويت بكاملها تقريبا، وكان ذلك في عام 1954 وقد هدمت نسبة كبيرة من البيوت.

مشاهد الهدم

ويتابع: بعيوني شاهدت الكثير من المناظر، امام بيتنا، كانت «البركة - البئر» الذي نأخذ منها الماء، وامام البركة «البرجة» شارع صغير، ثم نقعة العثمان، هذه البركة يأتي اليها الحمّاره واصحاب العربات لاخذ الماء منها، وهي مقابل المدرسة، وسكة «بن بحر» قريبة، ولما صار السيل، بحيث اصبحت السكة بكاملها وكأنها نهر، واتذكر ان «القرب» كانت تطفو والحمير صارت تتحرك في اتجاهات متعددة، وكأنها تبحث عن المنقذ، واصحابها يحاول السيطرة عليها، والعبور بها الى المنطقة اليابسة.

وكنت وانا طفل، بانتظار والدتي حتى اعود معها الى البيت، وكان جميع اولياء الامور بانتظار اولادهم في ذلك اليوم لانه احد الاحداث التاريخية المهمة، التي جسدت عمق الوحدة الاسرية والترابط والتكامل لقد هب يومها جميع اهل الكويت من اجل مساعدة بعضهم البعض..

ويستطرد:

ذلك المشهد لن انساه في حياتي، الجميع كان يتحرك صوب المدرسة من اجل استلام اطفالهم واهلهم وذويهم والعودة بهم الى البيت، وفي ذلك الوقت كان المطر يتواصل بقوة، ولنا ان نعرف ان اغلب المباني والبيوت وقتها في الكويت كانت تبنى من الطين وبعض الحجارة، وقد تهدمت الكثير من البيوت التي لم تستطع الصمود امام المطر والسيول التي تشكلت وراحت تقتلع كل شيء في طريقها، من بيوت واشجار وحيوانات.

ويواصل..

يومها هدم بيتنا، وذهبت الى الشامية، خلف السور.

هذه اول مرة نخرج خلف السور، للاقامة هناك؟

اجل، ذهبنا الى الشامية لفترة محدودة، وكانت تعتبر بعيدة بعض الشيء، لانها خلف السور.

ويومها بدأ البناء في المناطق الجديدة، مثل الشامية ومنطقة «ميم» الدسمة ومنطقة «واو» وغيرها؟

كلا، الشامية لاتزال لم تبنى بكاملها، الا بعض المباني، او المناطق التي بنيت كانت منطقة «باء» وهي «الشويخ باء» واشر هنا الى اننا كنا نسمي منطقة الشويخ «ب» باسم الكويت الجديدة لانها بنيت في الفترة نفسها التي بنيت فيها منطقة «مصر الجديدة» وكنا نسميها «الكويت الجديدة».

ويتابع:

بقينا في الشامية تقريبا سنة كاملة، وبعدها عدنا الى القبلة من جديد، وكملت الى الصف الثالث المتوسط في مدرسة عمر بن الخطاب وكان ذلك في اعوام 1958-1959 تقريبا.

بعدها بنيت منطقة الشامية، وبعدها انتقلت مع اسرتي الى الشامية لنقيم هنا.

التجربة المسرحية

دعني اعود بك الى الوراء قليلا، اشرت في حديثك في الحلقة السابقة، الى ذهابك الى المسرح في عام 1954 مع اخيك، من شاهدت على المسرح؟

اجل كان ذلك في عام 1954.. وقد شاهدت هنا الفنان الراحل محمد النشمي وعبدالرزاق النفسي، وايضا عقاب الخطيب.. وانا لا اتذكر جميع الوجوه، ولكنني اتذكر جيدا تلك التجربة والمناسبة وهي من التجارب واللحظات المهمة في مشواري.

هل سعدت بتلك التجربة؟

كل السعادة، كان شيئا غريبا، تجربة نادرة، تمثيل حقيقي، فنانين قد اكون لا اعرفهم من ذي قبل، ولكنني سعدت وفرحت بوجودهم، وايضا حضورهم الفني ولغتهم والموضوع الذي طرحوه، وقد ظلت تلك التجربة عالقة في ذاكرتي حتى اليوم، وهذا ما استعدته لاحقا فكرت بالذهاب الى المسرح الشعبي، او حينما قدمت احدى التجارب المسرحية في المدرسة، ويومها استعدت الاسلوب ذاته تقريبا، الذي شاهدته في ذلك العرض.

ويستطرد الفنان جاسم النبهان:

ومن التجارب التي علمت بداخلي ايضا، وكانت قادمة من البعد الفني، على وجه الخصوص ، حينما شاهدت فيلم «امير الانتقام» وقد فتح هذا الفيلم على ابواب المعرفة على اوسع ابوابها، عندما عرفت ان القصة الخاصة بفيلم «امير الانتقام» قدمها انور وجدي مأخوذة عن قصة الامير دي مونتي كريستو بأت اسأل نفسي من هذه الشخصية ومن كاتبها، وهو الكاتب الفرنسي «الكيسندر داماسس في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة وقد وجدت الرواية «الكونت دي مونتي كريستو» موجودة في مكتبة المدرسة وهو كتاب من القطع الكبير، وطلبت من الاستاذ «ابوعلي» مسؤول المكتبة، ان استعير الكتاب وهو ا ول كتاب قرأته، وهو اول رواية حقيقية قرأتها وعلمت بداخلي، لقد اخذت الكتاب معي الى البيت، وكنت مسحورا بالرواية واحداثها وشخصياتها وتطورها، كنت لا افارق الكتاب حتى وانا آكل، وانا اروى لكم هذه الطرفة، فحينما شاهدني ابن عمي «الله يرحمه ابراهيم» قالت لي: لا تقرأ بعد الغداء، لانه مضر بصحتك.

وعندما سألته عن السبب، قال لي ان الدم بكامله سيتحرك الى معدتك من اجل اتمام عملية الهضم، وعندما تقرأ يتوزع الدم، فيصبح عندك عسر هضم، وانا كنت سعيد بتلك المعلومة، التي رحت ارددها الى اصدقائي، وكأنني صاحبها، وتعلمت منذ ذلك اليوم انه لا قراءة بعد الاكل الا الراحة التامة،

ومنذ تلك الرواية، بدأت اقرأ، واعترف انني قارئ نهم، اقرأ الكثير وبسرعة كبيرة، والرواية لاتزال اعرفها وشخصياتها عامرة في ذاكرتي وذهني، كما هي بقية الروايات التي كنت حريصا على قراءتها والتعرف عنها وعلى كتابها، وفي تلك الفترة ايضا تنوعت قرأتي، بحيث رحت اقرأ الروايات العالمية والعربية..

ويقول: تلك الرواية خالدة، واعتقد انه من الذكاء من قبل الفنان الراحل انور وجدي، لان يقدم تلك الشخصية، وبنسق فني ودرامي جعلها قريبة من الواقع العربي، واعتقد ان تلك الرواية يمكن اسقاطها على اي مجتمع في العالم. ويتابع:

ولو عدت اليوم الى فيلم «امير الانتقام» ستجد عملية «التمصير» العالية ا لمستوى، وايضا عملية التقنيات الفنية المتطورة وقتها، ولكنها شاهدت الفيلم ولو عدت له الان ستجده يشترك وكأنه عمل جديد ومن خلال تلك المحطات بدأت علاقاتي مع الفن والابداع الفني، وبدأت اعرف ان هناك ابداع انساني حقيقي يتعلق بالجوانب الفنية، فكان وقتها بحثي عن كل ما هو جديد في عالم الفن والفنون بشكل عام، المسرح او السينما او حتى الغناء. ويؤكد الفنان جاسم النبهان:

انه محطات شكلت معادلات التغيير في مسيرتي وقد تم مرور الكرام على الاخرين، ولكنها في حقيقة الامر، شكلت منعطفات غاية في الاهمية اسهمت في بلورة شخصيتي الفنية التي ارتكزت عليها لاحقا خلال مشواري الفني.

أصدقاء الطفولة

ويواصل الفنان جاسم النبهان حديثه قائلا:

أعتقد بان تلك المحطات، ومنها مشاهدة العرض المسرحي الذي قدمه الراحل «محمد النشمي» ومتابعة عدد من الأفلام ومنها «أمير الانتقام» لأنور وجدي، وقراءة الروايات كانت أبرز المحطات التي طورت علاقتي بالفن، وفي أيامها كانت علاقتي دائمة مع الصديق خليفة عمر خليفوه، وهي صداقة تعود الى أيام الطفولة، وكما أسلفت اننا كنا في فريج واحد، ثم مدرسة واحدة، ولكنني ابتعدت عنه في عام 1956 تقريبا، فيما انتقل مع أهله الى منطقة حولي.

ويستطرد: وفي تلك الفترة ظلت علاقتي قائمة مع علي عبداللطيف وخليفة، بالذات علي (بوعبداللطيف) وكنت في تلك الأيام، أقوم بالذهاب الى حولي، من القبلة (جبلة) الى حولي مشيا على الأقدام وفي الفترة الثانية على دراجة هوائية، من أجل لقاء أصدقائي وربعي، وأنا افتخر بتلك الصداقة والاخوة، التي تواصلت على مدى كل تلك السنوات الطويلة ولاتزال بحمد الله (صادف أثناء تسجيل هذا الحوار في مقر فرقة المسرح الشعب تواجد الفنان خليفة عمر خليفوه الذي كان يحضر لعرض مسرحي.

كل تلك الفترة بقيت في منطقة «القبلة»؟

كما أسلفت من القبلة ذهبنا الى الشامية، وعدنا بعد اعادة بناء بيتنا هناك، ومنها الى خيطان ولفترة قصيرة، بانتظار ان يحصل أخي (علي) على بيت جديد...

ويستطرد:

في خيطان، وكان ذلك (57 - 58)، وأنا هنا أشير الى تواريخ عامة، لان الأحداث تكاد تكون مختلطة في ذاكرتي حسب التواريخ، ولكن هنالك ثوابت تتمثل في تلك النقلات من مكان لآخر...

حدثنا عن خيطان في تلك المرحلة؟

شيء يختلف عن خيطان اليوم، كان هناك الشارع الشمالي والجنوبي، وكانت المنطقة التي هي مقابل الخالدية كانت كلها عشيش (مبان من خشب)، وكنا نطلع مع أخي، وكان عنده سيارة (اوستن)، نذهب بها الى كيفان (حيث أهل اخي علي «من عائلة الخشتي»... ومنها الى القبلة.

ويكمل:

- في مطلع 1958 حصل أخي علي على بيت جديد في منطقة (كيفان)، وأمضينا في خطيان (سنة وبضعة أشهر تقريبا) ولهذا لم أقم صداقات حقيقية، بل معارف اعتز بها، وتلك ظلت صداقاتي هي تلك التي ولدت في القبلة.

أين كنت تدرس وقتها؟

لم أغير مدرسة الشامية بعد الانتقال اليها، حتى حينما كنت مقيما في خيطان، ولهذا حينما انتقلت للاقامة في البيت الجديد في كيفان، بقيت في مدرسة الشامية، التي كنت أذهب اليها، لان المسافة بين كيفان والشامية قريبة جدا، وكنت انتقل بواسطة الدراجة الهوائية، كنا نقيم في كيفان قطعة (1) وكانت بيوتنا تسمى (البيوت السود)، وهي اول بيوت حكومة تم بناؤها في ذلك الوقت، وقد تم بناء تلك النوعية من البيوت في كيفان والدسمة (منطقة واو) وهي كما أسلفت بيوت الحكومة.

وأغلب اصدقائي الذين كانوا في (قبلة) انتقل بعضهم الى الخالدية وكيفان والشامية، وكنت حريصا أشد الحرص على التواصل معهم، وكما أشرت سابقا، بانني كنت أذهب الى حولي من أجل لقاء أصدقائي علي عبداللطيف وخليفة عمر خليفوه.

(يتبع).....


http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225272

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2010, 01:53 PM   #5 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي حديث الذكريات [5] الفنان الملتزم جاسم النبهان

صدمت طفلة بدراجتي فدخلت المخفر لأول مرة في حياتي






أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

ويمضي الفنان جاسم النبهان في حواره ونسأله.

من كان معك في مدرسة الشامية؟

كان معي في ذلك الوقت، علي الخشتي (ابن عم أخي علي) وعبدالرحن الشايع ومحمد الوزان وكنا مع بعض في السنة المتوسطة، وتجمعنا حكايات وذكريات اعتز بها، وكنا نحمل صفة مشتركة (شياطين وشطار) والحمدلله، وكنا كبار المدرسة.

هل تتذكر من كان ناظر المدرسة؟

تخونني الذاكرة، ولكن ما أعرفه اننا كنا نسميه «أبو عيون» لان عيونه كبيرة.

وأشير هنا إلى أن ترتيبي كان (1010) على مستوى الكويت، لأن وزارة التربية (المعارف) في وقتها كانت تنشر وتعلن نتائج المتوسطة في ذلك الوقت، وكان ترتيبي (1010) على مستوى الوزارة وعلى مستوى الكويت.

الدراجة الهوائية

ويكمل: كنت استخدم الدراجة الهوائية، وكنت قد استعرتها من صديقي عبداللطيف من نوع (هيركوليس).. وكنت أذهب بها المدرسة وأيضا أزور اصدقائي.. وذات يوم كنت عائداً بعد المغرب بقليل، وصدفة وجدت أمامي امرأة ومعها طفلة صغيرة تريدان أن تعبرا الشارع مقابل مدرسة اشبيلية للبنات في كيفان، وإذا بي أصدم البنت الصغيرة، ويأخذوني الى مخفر الشامية، وهي أول مرة في حياتي ادخل بها مخفر، وتم حجز الدراجة (دراجة علي عبداللطيف)، وحاولت الاتصال بشقيقي علي، ولكنه أصر على أن أتعلم من تلك التجربة ولم أخرج من مخفر الشامية إلا في اليوم الثاني، حتى تصبح تلك التجربة بالنسبة لي درساً كبيراً، واستطيع أن أقول بان اول مرة دخلت فيها الى المخفر بسبب ذلك الحادث، حيث صدمت طفلة، ولم أكن اقصد بل فوجئت بهما أمامي.. وقد اصيبت الطفلة في مرفقها والحمد لله جاءت سليمة وشكرا لله، على أنهم تكرموا بالتنازل، وتم حجز (الدراجة - القاري) ثلاثة ايام في المخفر، وهي دراجة صديقي علي وهي إحدى الذكريات التي لا أنساها، طورت بداخلي مفردات الانتباه والحرص، وعلمني أخي علي درساً كبيراً في أن أنتبه لكل شيء.

ماذا بعد المرحلة المتوسطة؟

بعد أن انتهيت من المرحلة المتوسطة من مدرسة الشامية انتقلت الى المرحلة الثانوية في ثانوية كيفان، وعندها تغيرت بداخلي الكثير من المعطيات، سواء رغباتي أو هواياتي بالكامل.

قبل هذه المرحلة، بودي أن أعود معك إلى اشارة جاءت في حديثك الى انك في عام 1957 شاركت في فريق التمثيل في المدرسة، ماذا عن تلك التجربة، هل تحدثنا عنها قبل الانتقال للحديث عن دراستك في المرحلة الثانوية؟

في عام 1957 ولربما مطلع 1958 التحقت في فريق التمثيل في مدرسة عمر ابن الخطاب، وأنا لا أتذكر الا بعض الاسماء النادرة ومنها أحد الاصدقاء من عائلة (المدير) - الله يذكره بالخير - وبوسماح - ومصطفى حمدو، وقدمنا مسرحية «سر الحاكم بأمر الله الفاطمي» لعلي أحمد باكثير.

حسن الأخرم

من أشرف على العمل يومها؟

الذي اشرف على العمل في ذلك الوقت المخرج الرائع حسن عبدالسلام (الله يطيل بعمره) وكان يومها في ادارة النشاط المدرسي في المعارف، وكان دوري هو دور (حسن الأخرم)، وكان معي شخص من اليمن، بعد سنوات طويلة جداً، اتصل بي ذلك الشخص وناداني باسم (حسن الأخرم) وكان ذلك في عام 2000 تقريباً، وتذكرنا تلك الأيام واللحظات والذكريات الجميلة، وأخبرني انه يقيم في دولة الامارات العربية المتحدة ويعمل في مجال التجارة وحاله بخير والحمد لله واسمه صالح.

ويستطرد النبهان: قدمنا العمل، واقصد مسرحية «سر الحاكم بأمر الله الفاطمي» ضمن مسابقة على مستوى المدارس في الكويت، وكانت هناك مسابقة سنوية على مستوى المدارس، تتنافس بها المدارس، وهو أول عمل مسرحي أشارك به، وكان ذلك عام 1957، وفي تلك الفترة ايضاً كنت في فريق الكشافة وايضا في الفريق الخاص.. وشاركت في العديد من المخيمات الكشفية، وايضاً في عدد من المناسبات الخاصة بالكشافة وكنا نخرج رحلات كشفية خلوية واتذكر بأننا قمنا برحلة كشفية الى منطقة الخيران في ذلك الوقت، وكانت منطقة خالية جداً، عبارة عن صحراء وبحر الخور، وكان معي د. بدر حمادة (الله يرحمه) ومساعد الذي عمل «مونتير» لاحقاً في تلفزيون الكويت وفي مراقبة السينما بالذات.

وكان استاذنا هو الاستاذ هشام ومعنا كان ايضاً حسن الحنيان.

وهنالك الكثير من الحكايات..

توقفت في الامس مع جوانب من ذكريات مرحلة الكشافة، فهل حدثتنا عن شيء من مغامرات تلك المرحلة؟

حياة الكشافة علمتني الاعتماد على النفس ومن ذكريات تلك المرحلة رحلة قمنا بها واثناء الاستعداد للعودة، قام السائق «عيد» سائق الباص بمحاولة تحريك الباص، الا انه لم يستطع، وحينما راح يتحرك حول الباص ويبحث بين العجلات وجد ثعباناً ضخماً، وعندها نادى على الاستاذ «هشام» وبدوره «دعانا الى ان نشاهد ونتعلم من هذه التجربة لان كل شيء في حياة الكشافة هو دروس نتعلم منها، وكان الاستاذ «هشام» يريد منا ان نتعلم، وبالذات كيف يتعامل مع هكذا مواقف، حيث بدأ يعلمنا كيف نصطاد الافعى، لقد علّمنا يومها «الجسارة» و«الاقدام» وايضا الثبات امام المواقف ومواجهة التحديات ومثل هكذا امور تعلم في ذاكرة الانسان، خصوصا ونحن كنا أطفالاً او في مراحل الصبى الاولى. ويتابع: وكرر التجربة مرة ثانية وثالثة ورابعة، وطلب من كل واحد منا ان يقوم بمهمة القبض على الثعبان، وبعدة طرق مختلفة، حتى اننا اصبحنا نقبض عليها بسرعة وبخفة عالية، وبعدها حملنا الافعى الى داخل صندوق وحملناها معنا الى المدرسة.

ويقول الفنان جاسم النبهان: في مدرسة - عمر بن الخطاب - حمل كل فريق من فرق الكشافة ما صاده او ما حمله مع من رحلته، وكانت رحلتنا الى الخيران، ومنها حملنا معنا الافعى، حيث تم وضعها في مكان بعيد عن الفصول الدراسية، حيث وضعت داخل صندوق زجاجي، وحملت طليعة اخرى من الكشافة «نسرا» احضروه معهم، اما طليعتنا وهي طليعة «الاسد والثعلب» فقد حملت كما اسلفت «الافعى» ومجموعة اخرى اصطادت ثعلباً، وكان علينا يوم خميس، وكان الاستاذ هشام يسكن في غرفة فوق المدرسة بالقرب من المرسم، ويأتي زميلنا «حسن الحينان» من اجل ان يطعم الافعى، واستمر الحال لمدة ستة اشهر تقريبا، والحينان «الله يذكره بالخير» يطعم الافعى وبشكل يومي، وفي ذلك الخميس، بدأ باعطاءها الطعام وهو عبارة عن بيض فاذا بها «تلدغه» فاذا به يصرخ بقوة لان المدرسة كانت خالية تقريبا، فكان ان سمعه الاستاذ «هشام» وهبّ اليه من اجل انقاذه واذا به يشاهد حسن الحينان مصابا يتلوى من لدغة الافعى، فحمله الى سيارته وهي من نوع «ماركني» حمراء اللون وحمله الى المستشفى الاميري حيث تم علاجه، واعتقد ان حسن الحينان جلس وقتها موسم دراسي كامل من اجل علاجه وتخليصه من «السم» الذي دخل جسده، والحمد لله بان حسن كان قوياً، وتحمل تلك اللدغة القوية، وربنا حفظه والحمد الله، وقد ابتعد عنا موسماً دراسياً كاملاً، كما اسلفت، وكنا نزوره وبشكل يومي تقريبا للاطمئنان عليه.

لدغة الأفعى

ويتابع: واعود الى الموضوع الاساسي فحينما لدغت الافعى حسن الحنيان، وانشغال الجميع بحمل حسن الى المستشفى، تحركت من الصندوق، وبدأنا نبحث عنا، فقد طلب منا الاستاذ «هشام» لاننا فريق الكشافة ان نحضر الى المدرسة، رغم اننا كنا في يوم خميس والدوام قد انتهى الا ان على «الكشافة» ان يكون جاهزا وكنا امام مهمة هي البحث عن الافعى، التي تحركت من مكانها، ولم نكن نعرف الى اين اتجهت، لقد شكلنا معسكرا داخل المدرسة، من اجل البحث عن الافعى، حتى لو تطلب منا الامر ان نبات في المدرسة قبل ان يعود الطلاب الى الدراسة يوم السبت.

ويستطرد:

لقد بقينا في المدرسة من مساء الخميس الى نهار الجمعة بكامله، وايضا مساء الجمعة الى صباح السبت، حتى تم العثور على الافعى، وكان قلقنا ان في المدرسة فصولاً للاطفال، ولا نريد ان تحدث اي مشكلة لادارة المدرسة. وفي صباح يوم السبت، سمع الاستاذ هشام صوت الثعلب وضربات جناح النسر «العقاب» فدخل الاستاذ هشام الى مكانهم، ليجد ان الحيوانات الثلاثة تخوض معركة شرسة بين العقاب والافعى والثعلب، فقد دخلت الى الثعلب ولدغته رغم انه اصابها بعض الاصابات وتحركت صوب العقاب الذي ضربها وقبض عليها بمخالبه بعد ان لدغته، وتلك الجلبة والأصوات الاخيرة، كانت بعد موت الحيوانات الثلاثة الثعلب والعقاب والافعى، فقد قتل كل منهم الاخر، وحينما شاهدنا ذلك المشهد دهشنا لمقدرة الحيوان على المواجهة وايضاً قوتها في التحدي والبقاء، ودعانا يومها الاستاذ هشام الى ذلك المنظر، كما طلب من قسم العلوم بان يتم تحنيط تلك الحيوانات لتكون جزءاً من مقتنيات المدرسة، وقد ظلت كذلك لفترة طويلة، ونحمد الله ان التجربة مرت بخير وبسلام، الا من اصابة زميلنا الحينان.

ويستطرد: كان الاستاذ هشام بدران يجسد الدور الحقيقي لدور المدرس الحريص والمجتهد وايضاً الانسان الذي كان يتعامل معنا بأخوة وابوة واحترام بالغين، الله يذكره بالخير، وهو قريب ناظر المدرسة وقتها «سعدي بدران» معنا في المدرسة، الا ان الجميع كان يعاملهم على انهم طلبة عاديين، دونما تفرقة او تفضيل طالب على اخر.

ويقول الفنان النبان: كما ان علاقتي بابناء المرحوم الناظر سعدي بدران، لم تنقطع فحينما كانت عندهم وفاة قبل سنوات عدة، حرصت على زيارتهم والقيام بواجب العزاء، ورحت ابحث عن بيتهم في مشرف، لقد ذهبت مبكراً يومها، وبعد ان اديت صلاة العصر في المسجد القريب من بيتهم، دخلت المنزل ووجدت بعض الارشادات الخاصة بالكشافة من عقد وربطات كانت موجودة في حديقة المنزل ويومها عرفت انني في البيت المقصود، حيث تربى اولاد المغفور له سعدي بدران على ايام الكشافة في الكويت سابقاً وقد فوجئوا بوجودي وذكرتهم بانني كنت زميلاً لهم، وطالباً عند والدهم - رحمه الله - وبدأنا نتذكر كم من الحكايات المشتركة عن تلك الايام التي عشنا بها سوياً في المدرسة ذاتها.

ذكريات الطفولة

ويتابع ان ذكريات الطفولة تبقى دائماً عالقة في الذاكرة ولا يمكن نسيناها، انها مثل الوشم وهي ذاكرتنا تسعدنا وتفرحنا خصوصاً اذا ما توقفنا عند شخصيات كان لها دور كبير في مشوارنا وحياتنا وايامنا الجميلة. ويقول الفنان جاسم النبهان. لقد حرصت على التوقف امام تلك الحادثة من اجل اسباب عدة، اولاً التأكيد على دور الكشافة في حياتي شخصياً، لانني اعتقد بان الكشافة وذكرياتها ساهمت في صقل شخصيتي، وطورت من قدراتي في الاعتماد على الذات، واعتقد بان اعول على مرحلة «الكشافة» كثيراً، حينما اعود بذاكرتي، لان تلك المرحلة شددت على روح المغامرة بداخلي، تلك الروح التي عشتها ايام الذهاب مع اصدقائي الى البحر، ومغامراتنا التي اشرت اليها في حديث سابق، عن دخول البحر، وكانت تسير على نهج الاجداد والاباء.

ويتابع: كما انني عدت الى تلك الحادثة من اجل امر وهو التأكيد على نوعية الاساتذة الكرام الذين تشرفنا بالتعلم على ايدهم ولم يكونوا مجرد اساتذة بل اخوة كبار وآباء ومربين، كانوا حريصين اشد الحرص على تعليمنا وتربيتنا والتعامل معنا بشكل اخوي وانساني، لقد كنا نتحدث عن اساتذتنا ولا نزال بكثير من الفخر والاعتزاز وهم اهل لذلك الاستحقاق.

ويؤكد الفنان جاسم النبهان: اليوم حينما اتصدى لاي من التجارب الفنية فانني استدعي جوانب من تلك التجربة او جملة من التجارب واعيشها من جديد خصوصاً في تقديم جوانب من تلك الشخصيات او الذهاب الى معاني المغامرة، واعتقد بان الفن بشكل عام هو فضاء من المغامرة لا يستطيع ان يخوضه الا من يمتلك تلك الروح العالية، والخلفية المشبعة بالتجارب واللحظات الكبيرة. وانا استمد الكثير من تلك اللحظات في الاعمال التي اقدمها الآن.

في الغد ينتقل الفنان جاسم النبهان الى مرحلة جديدة من مشواره حيث يتحدث عن علاقته بوالدته...


يتبع.....



http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225405

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2010, 12:54 AM   #6 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,011

افتراضي حديث الذكريات {6}

والدتي نموذج للمرأة الكويتية التي تحمّلت المسؤولية



على مدى الحلقات الماضية من «حديث الذكريات» مع الفنان الملتزم جاسم النبهان، توقفنا أمام محطات عدة أساسية في طفولته وحياته، شكلت تلك الوقفات اطلالة على أبرز الجوانب التي مثلت لاحقاً الكثير من الرصيد الانساني، وفي هذه المحطة، نتوقف عند علاقته مع والدته تلك الإنسانة التي تحملت مسؤولية تربيته ورعايته، خصوصاً بعد وفاة والده في مرحلة مبكرة من طفولته، وفي هذا المجال نسأل الفنان جاسم النبهان:

بودي أن تحدثنا عن الدور والمكانة التي تمثلها والدتك في مسيرتك، خصوصاً، وأنها كما اسلفنا في اشارات من الحلقات السابقة تحملت مسؤولية هذا البيت الصغير الى جوار شقيقك الأكبر علي.

والدتي هي نموذج للمرأة الكويتية التي تحملت المسؤولية مبكراً، وبودي أن أشير إلى مجموعة من الحقائق أن المرأة في السابق هي من كانت تتحمل المسؤولية، فمع سفر زوجها إلى الغوص أو السفر فإنها كانت تقوم بدورها في تحمل جميع أعباء المنزل والحياة الأسرية وعندها تقوم المرأة الكويتية بدور الأم والأب في رعاية ابنائها والاهتمام بهم، ولو عدنا بالذاكرة بالنسبة لجميع أبناء الكويت، لوجدنا حضور الأم الطاغي في حياتهم مع اضطرار الأب الى السفر بحثاً عن لقمة العيش.

ويتابع: الأم هي التي تربي، وهي التي تعلم الأبناء تحمل المسؤولية ومواجهة مصاعب الحياة والظروف القاسية التي تحيط بهم. واتذكر بعض الأمور البسيطة ولكنني حينما استعيدها اليوم، أجد بأنها كانت دروساً حقيقية ومعاني كبيرة، ودعني أروي لك شيئاً عنها، في بداية الخمسينيات ومع انتشار الخبازين، بدأت الكثير من البيوت تتوقف عن العجن والخبز في البيت، فكان ان طلبت مني والدتي أن أذهب مبكراً من أجل شراء الخبز من المخبز في الفريج، ويومها كنت طفلاً ولم استوعب دلالات ذلك الأمر، ولكنني ومع تكرار التجربة بدأت اعتمد على نفسي وبدأ البيت يعتمد علي في القيام بمثل هذه المهمة حتى وان كانت مهمة بسيطة ولكنها كانت تربي بداخلي (شخصيا) الثقة والمثابرة.. وهي جزء من العمل من أجل الأسرة.

ويستطرد:

وضمن تقاليد كويت الأمس، كانت هناك بعض العادات الجميلة التي أتمنى أن تعود وهي (النغصة) بمعنى، أن يشتهي اهل البيت لجيرانهم أو اقربائهم شيئا من طعامهم فيتم تكليف ابنائهم بارسال بعض الأكل الى الجيران، وهي رسائل محبة ورسائل تواصل يقوم بها الأبناء حيث نشاهد ابناء أو بنات الحين (في بعض الأحيان) وهم يحملون اطياب موائدهم الى جيرانهم، ولربما يصل الامر الى سابع جار، ومثل هذا الأمر يفتح ابواب التواصل والتواد والتراحم والقربى، وهو أمر يتم في ايام رمضان وغير ايام رمضان.

ويؤكد:

حتى حينما كنت أعاقب من والدتي في بعض الأحيان، فإن الجيران اول من يتحرك لحمايتي أو الرد عني، وهذا شأن جميع أهل الكويت في تعاونهم وتواصلهم وحمايتهم لبعضهم البعض.

التكافل الاجتماعي

ويقول الفنان النبهان:

كان التكافل حاضراً من قبل جميع افراد وقطاعات المجتمع، وهو مجتمع رائع، لا توجد خباثة، أو سوء نية، الجميع أهل حيث العفة، وعيون الأهل على الأبناء وايضاً حرص الابناء على أهلهم وذويهم وجيرانهم.. حالة من التكامل والتكافل، ساهمت في بناء مجتمع حقيقي نفتخر ونعتز به.

ويؤكد:

كما ان الثقة كانت حاضرة، حتى حينما نشاهد شاباً مع فتاة، لا نضع سوء النية، بل الثقة هي التي كانت حاضرة ويتم ترسيخها في التعاملات اليومية والحياتية، كل انسان كان رقيباً وحريصاً على تصرفاته.

هل تحدثنا في هذه الزاوية، عن الأعراس على أن نعود الى محورنا السابق لاحقاً..؟

أجل الاعراس كانت من الايام الجميلة في حياتنا وكان لي ان شاهدت وشاركت في مناسبات عدة، وأعراس وشاهدت الراحلة عودة المهنا أو سلامة (الله يرحمها).. وشاهدت الكثير من الاعراس (يومها كنت طفلاً) وكانت سلوتنا مشاهدة تقاليد العرس من غناء وملابس وبخور.. كانت أياماً جميلة.

ونعود للراحلة والدتك:

كما أسلفت لقد تحملت المسؤولية هي وشقيقي «علي» أطال الله في عمره، ومنذ فتحت عيني وأنا أشاهدها رحمها الله، وهي تعمل من أجلنا، ومن أجل ذلك البيت الصغير ضحت بحياتها من أجلي مع أخي، وتحملت صعوبة الحياة والوحدة، وكانت حريصة أشد الحرص على تربيتنا ورعايتنا، ولا أزال أتذكر دورها في الاهتمام بي، سواء أيام الطفولة والمدرسة والصبا والشباب... وسرعان ما تحولت الى صديقة كبيرة نتحاور وتستمع الينا ولا تبخل علينا بعطفها ومحبتها وكرمها ومنها تعلمت الكثير من الدروس الكبيرة، ولعل من أبرزها الحرص على الدراسة... وايضا التأكيد على تجمع الأسرة الواحدة.

أغاني الطفولة

دعنا ننتقل الى جانب آخر... هل كنت تستمع في تلك الفترة من طفولتك الى الاغاني... ولمن كنت تستمع؟

كنا نسمع الى (القنوات)، الاسطوانات، وبالذات، - الله يرحمه - عبداللطيف الكويتي في المرحلة الاولى، وبعدها محمود الكويتي - رحمه الله -، وحينما ظهرت الاذاعة، بدأت علاقتنا تتطور مع الاغاني والمطربين ومنهم عوض الدوخي... وايضا الأصوات الجميلة التي كانت مسجلة على اسطوانات لمطربين راحلين أمثال «ضاحي بن وليد»، وكانت تلك الأغاني تطربني، بالذات، الأصوات والسامريات، وأنا عاشق للفن الشعبي الاصيل وهو ما يميز أبناء الكويت جميعا.

ماذا عن الاذاعات في تلك الفترة؟

اذاعتي المفضلة في ذلك الوقت، كانت اذاعة صوت العرب، وكانت حقيقة اذاعة كل العرب، وكانت تبث ولاتزال من جمهورية مصر العربية (او سابقا الجمهورية العربية المتحدة).

ويكمل كل الغناء كنا نستمع اليه من اذاعة صوت العرب، جديد عبدالحليم وصباح ونجاح الصغيرة..

وهنا يتذكر قائلا:

- من أغاني نجاة الصغيرة التي أحببتها كثيرا، أغنية «العواذل ياما قالوا ليه تحب ليه» وهي من ألحان محمد عبدالوهاب، وهي أغنية جميلة وكان الجميع يرددها في ذلك الوقت، وحققت شهرة وانتشارا واسعين، وأتذكر بانني اشتريتها كأسطوانة، عندما دخلنا الى البحر، وكان عندنا (قوان)، غرامافون، نسمع من خلاله كثيرا من الأغاني، ولنا كثير من الذكريات في هذا المجال.

ضمن تداعيات حديث الذكريات مع الفنان الملتزم جاسم النبهان يذهب الى عدد من المحطات، من مشواره وذكريات الامس، بالذات نهاية الاربعينيات والخمسينيات ومطلع الستينيات من القرن الماضي، وبعد كم من الذكريات التي يطغى عليها الطابع الخصوصي، يذهب بنا الفنان جاسم النبهان الى حدث بارز تمثل في تهديدات الرئيس العراقي الاسبق عبدالكريم قاسم بضم الكويت، فكان ان تحركت الكويت عن بكرة ابيها لمواجهة تلك التصريحات والتهديدات وعن هذه الحادثة يقول الفنان جاسم النبهان.

كان ذلك في مطلع الستينيات، وبعد الاستقلال بفترة قصيرة، حيث صدرت تصريحات عبدالكريم قاسم ضد الكويت وشعبها، فكان ان هب ابناء الكويت بجميع اطيافهم من اجل الالتفاف حول راية الكويت، واتذكر جيداً، انني ذهبت مع اخي علي وعدد من اصدقائنا الى قصر نايف مقر الحاكم يومها المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح «ابو الاستقلال والدستور» وهناك شاهدت الالاف من الكويتيين والمقيمين الشرفاء، الذين راحوا يهتفون باستقلال الكويت، والتأكيد على وحدتها، والمطالبة بحمل السلاح من اجل مواجهة تلك التهديدات المتغطرسة التي اطلقها قاسم العراق في وقتها.

ويستطرد: كما توجهنا من قصر نايف ايضا إلى مخفر كيفان، حيث تم توزيع الجميع حسب مواقع سكنهم من اجل الحصول على السلاح والاستماع الى التعليمات سواء من الاذاعة او المخافر التي تتبع لكل منطقة.

ويتابع: ومن مخفر كيفان، توجهنا وبشكل منظم جداً، الى مدرسة الخليل بن احمد، حيث تم توزيع قطع السلاح، وتم التأكيد على الحماسة الوظيفة، والالتفاف تحت راية الكويت واسرة آل الصباح الكرام والحكومة الرشيدة.

تجربة الكشافة

ويقول: ولعل تجربتي في الكشافة من تلك الفترة، اعطتني اولوية بين زملائي وأقراني، وهو امر جعلني اشعر بشيء من التميز، حيث تم تصنيفنا بشكل ايجابي، الى جوار رجال الجيش والشرطة، كسند اساسي وكوادر متخصصة يمكن ان تتحمل المسؤولية ويعول عليها الكثير.

لقد كان الكشاف مثل العسكري، بل لا يقل عنه مكانة وأهمية، حيث كان يساهم في تنظيم المرور وغيره من العمليات وكنا موجودين في الشارع ونقدم المساعدة لرجال الامن، وايضا المواطنين والمقيمين على حد سواء.

ويقول الفنان جاسم النبهان:

لقد كان ذلك الحادث بمنزلة المحفز لابناء الكويت في جميع قطاعاتهم من أجل تأكيد ولائهم لهذه الارض الطيبة أميراً وحكومة وشعباً، لا يمكن ان اصف لك ايام ولحظات تلك الحادثة، التي فجرت الحماسة بداخلنا، ويومها كنت في بداية المرحلة الثانوية، ولكنني كنت اشعر بكل التحديات الملقاة على عاتقي وعاتق زملائي وعلى ابناء الكويت بشكل عام.

ويتابع:

لقد أكدت الحركة الكشفية دورها في تأسيس الرجولة، وايضاً أكدت ان كوادرها كانوا على قدر المسؤولية في ايام الازمات الحقيقية، ومن بينها الازمة التي واجهتها الكويت ابان التهديدات التي قام بها عبدالكريم قاسم ضد الكويت وشعبها.

ويؤكد:

وفي هذه المرحلة، اليوم أؤكد أهمية وجود فرق الكشافة في جميع المدارس، وذلك للدور الذي تقوم به في صقل الانسان والشباب على وجه الخصوص، كما هو دور المسرح والانشطة الرياضية بتنوعها وتعددها، واختلافها لأن كل منها يذهب الى حرفة رياضية وبدنية. بينما المسرح يتجه الى تنمية وتوعية العقل.. وفرق الكشافة هي مختبرات حقيقية لاكتشاف الرجولة والتأكيد عليها.

ويقول الفنان جاسم النبهان:

ان جيلنا صقلته الايام، وهو لا يكل ولا يتعب من العمل، جيل صبور دؤوب معطاء، ساهم في بناء الكويت الحديثة، وتحمل اصعب الايام واللحظات، وواصل مسيرة الاجداد والاباء، وقام بعملية الاعمار والنهضة الحضارية، ولايزال يواصل الركب متحدياً كل المصاعب، وأنا افتخر بانني انتمي لذلك الجيل من ابناء الكويت الذين عاشوا النقلات المحورية والاساسية في مسيرة الكويت الامس واليوم والغد.

ويتابع: ابناء جيلي تعلموا العطاء ونذروا انفسهم لهذا النهج، لانهم عاشوا التأسيس الصحيح، ولهذا نجدهم اليوم هم النماذج الحقيقية للعطاء والاستمرارية.

الذهاب للمسرح

لا اريد ان انطلق من هنا الى ذهابك للمسرح، لانني اريدك ان تواصل الحديث عن بقية المراحل الدراسية، وظروف كل مرحلة..

دخلت ثانوية كيفان، وهنا اعترف ان النشاطات اختلفت تماما، فمن النشاطات ذات البعد الثقافي وايضا الكشافة وهنا اتذكر حادثة، فقد كنت قبل تلك المرحلة بالذات، انا والزميل جاسم النجدي «الله يذكره بكل خير» عملنا اول «عقله حلق» و«متوازي» في الشامية.

جمباز؟

اجل جمباز، وهذا ما يمثل نقله في حياتي واهتماماتي ونشاطي، وكنا اول من يقوم بمثل هذا الامر لقد كان الشباب يخططون لعمل ملاعب كرة قدم او بحد اقصى ملاعب لكرة السلة او طائرة، ولكنني مع جاسم النجدي، قمنا بتجربة رائدة، وكان ذلك في منطقة الشامية، حينما عملنا «عقله حلق» معلقة، وايضا «متوازي» ووفق المواصفات الحقيقية لتلك الالعاب، لاننا كنا مغرمين بتلك اللعبة.

وكنا نأتي الى مقابل ثانوية الجزائر، حيث تم بناء «عقله حلق» و«متوازي» وكنا نلعب ونمارس هوايتنا حتى قبل دخولنا الى ثانوية كيفان، او التحاقي بفريق الجمباز لاحقا في ثانوية كيفان.

وعندما دخلت ثانوية كيفان تقريبا عام 1959.

بالمناسبة انا دخلت ثانوية كيفان عام 1969 اي بعدك بعشرة اعوام تقريبا، تابع حديثك..!

كان الاستاذ «خليل علوش» الله يذكره بالخير «مصري من العريش» كان بطل الجمباز في جمهورية مصر العربية عام 1956 وكان مدرس الرياضة في ثانوية كيفان، وقتها، وتم تشكيل فريق الجمباز، والتحقت به انا ومصطفى حمدو «والد الاعلامية رشا مصطفى» واحمد الزين «الله يذكره بالخير رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية سابقا»، وفعلا خلال عام واحد تقريبا جوائز وبطولات على مستوى المدارس الثانوية في الكويت، وكان جاسم الجيماز «الله يذكره بالخير» كان في ثانوية الشويخ، ونحن كنا في كيفان، وكان التحدي بيننا قائما والتنافس رفيع المستوى، ولكن ضمن الروح الرياضية الحقيقية بين ابناء المدارس والهيئات التدريسية في تلك المدارس.

كما ان التنافس لا يقتصر على المدارس الثانوية فقط، بل يسرى حتى على المدارس المتوسطة يومها، وهو تنافس يأتي لصالح الطالب حركة بناء فعل رياضي وثقافي وابداعي وعلمي وعلى جميع بقية المستويات، وكان ذلك الاهتمام هو المحرك لذلك النشاط وايضا الحصاد والذي اسهم في تقديم عدد من الكوادر التي راحت لاحقا لتتحمل المسؤولية.

اعرف من ذلك ان اهتماماتك في تلك المرحلة، كانت رياضية؟

اجل رياضية.

لماذا الجمباز وليس كرة القدم؟

كلا، كنت العب كرة القدم ايضا، ولكنني اضفت اليها الجمباز كنشاط اضافي، كنت العب كرة القدم في المدرسة، والجمباز وفي الفترة ذاتها التحقت فيما يسمى بالكشاف البحري، وكنا مع بعض انا واحمد الزين ومصطفى حمدو.

هل تحدثنا عن تلك التجربة؟

لقد قطعنا شوطا طويلا فيما يسمى بالكشافة البحرية، وحققنا درجات عالية، وخضنا كم من المغامرات، بل وفي احدى تلك الرحلات البحرية غرقنا!

اتمنى ان يعرف القارئ الكريم جوانب عن تلك المغامرة؟ وحكاية غرقكم.. ولكن هذا ما سنتركه للحديث في الحلقة المقبلة.. مشيرين الى ان رحلتنا مع الفنان جاسم النبهان وحديث الذكريات تتواصل عبر مسيرة وحكايات تتواصل على مدى اكثر من ستة عقود من الزمان.

(يتبع)......




 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-2010, 07:15 PM   #7 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
الصورة الرمزية أمير الكلمة
 
 العــضوية: 11363
تاريخ التسجيل: 15/09/2010
المشاركات: 55

افتراضي

اللقاء يجنن ماشاء الله متكامل
يعطيك العافية أخوي بحر المحبة
والله يطول بعمر بوطلال

 

 

أمير الكلمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسؤولاً, منطقة, الخشتي, النبهان, على, عني!, في, ولدت, وشقيقي, «القبلة», كان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شادية.. حياتي منطقة محظورة! محمد العيدان الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 6 04-11-2010 01:36 PM
والد أنچلينا چولي يصف العرب بـ «القتلة والمجرمين» محمد العيدان الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 12 26-06-2010 10:17 PM
في أي منطقة ولد خالد النفيسي سليّم الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 8 15-12-2009 10:46 PM
«الداية» تفتتح «بيت ديفا» في منطقة الرقعي .. امل الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 9 02-06-2009 11:45 AM
أوباما يحتفظ بستيوارت ليفي مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية الفنون القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 04-02-2009 04:16 AM


الساعة الآن 04:23 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292