عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-2010, 01:19 PM   #4 (permalink)
بحر الحب
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963

افتراضي حديث الذكريات (4)

«أمير الانتقام» طور اهتمامي الفني والثقافي








أعرف الفنان الملتزم جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي، منذ أكثر من أربعة عقود، وفي كل مرة القاه فاذا هو نموذج حقيقي للفنان الملتزم الذي يعي أبعاد حرفته، ومنذ انطلاقته الفنية، في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وهو يمتاز بلغة عالية من الاختيارات الفنية والتماس الحقيقي مع جيل الرواد الذين عاش بينهم سواء في ردهات فرقة المسرح الشعبي أو الساحة الفنية بكل شمولها وتنوعها، وحينما راح يحلق عالياً، ظل ذلك النموذج المقرون بالالتزام، على صعيد الحرفة.. والاختيارات.. والمواعيد.. والتعامل، ومن يعرف الفنان جاسم النبهان، يعلم جديته، في كل شيء، ولهذا فان سيرته هي انعكاس لتلك الجدية التي صاغها بروح هي اليوم مصدر فخر واعتزاز، خصوصاً، اذا ما عرفنا تلك النقلات الفنية المهمة في مسيرته، وبالتالي مسيرة الحركة الفنية، في الكويت والمنطقة. وفي (حديث الذكريات) يفتح لنا الفنان الكبير جاسم النبهان قلبه وعقله ووجدانه في حوار طويل، اعترف بانني سعدت به، لأنه حملني الى عوالم وذكريات ومحطات متعددة، هي في الحقيقة، محاولة لاختزال شيء من مسيرته.. ومشواره.. ومحطاته الفنية.. والشخصية.

يطوف بنا الفنان الملتزم جاسم النبهان بكم من الحكايات، التي يستدعيها من ايام الطفولة والصبا والشباب، واصفا أدق التفاصيل التي كانت تعيشها الكويت الامس، عبر كم من الذكريات التي راحت تتداعى بكثير من العفوية والبساطة، متجاوزا في هذه المحطة مراحل الطفولة المبكرة، الى ايام الدراسة حيث يحدثنا الفنان جاسم النبهان قائلا:

نصل الى مرحلة الاولى المتوسطة، واتذكر جيدا، الاستاذ الذي درسني اللغة الانكليزية في ذلك الفصل، هو الراحل صالح شهاب، وكنت كما اسلفت في مدرسة عمر بن الخطاب استاذ فاضل حببنا في اللغة الانكليزية في مرحلة مبكرة من حياتنا ومن طفولتنا، راح يؤكد على المفردة واسلوب الالقاء وكم آخر من المعطيات، الذي اسهمت في تأسيس جيل حقيقي، نشأ على محبة اللغة الانكليزية وهنا يتذكر دور المدرس الحقيقي ومقدرته على ان يحبب اللغة لتلاميذه، واعترف شخصيا انني عشقت الغلة الانكليزية من ذلك اليوم، واليوم حينما اتحدث باللغة الانكليزية فانني استحضر دائما الدور الذي قام به الراحل الكبير في تعليمنا وتدريسنا وتطوير علاقتنا مع المفردات والمعاني، بل انه كان يبتكر الاساليب الخاصة لتعلم تلك اللغة الجميلة، واستطيع ان اقول ان جيلي هو من اكثر الاجيال مقدرة على التعامل مع اللغة الانكليزية. ويتابع الفنان جاسم النبهان متحدثا عن ابرز احداث تلك الفترة قائلا:

في ذلك العام، جاءنا مطر غريب، تواصل المطر على مدى اكثر من يوم، وغرقت الكويت بكاملها تقريبا، وكان ذلك في عام 1954 وقد هدمت نسبة كبيرة من البيوت.

مشاهد الهدم

ويتابع: بعيوني شاهدت الكثير من المناظر، امام بيتنا، كانت «البركة - البئر» الذي نأخذ منها الماء، وامام البركة «البرجة» شارع صغير، ثم نقعة العثمان، هذه البركة يأتي اليها الحمّاره واصحاب العربات لاخذ الماء منها، وهي مقابل المدرسة، وسكة «بن بحر» قريبة، ولما صار السيل، بحيث اصبحت السكة بكاملها وكأنها نهر، واتذكر ان «القرب» كانت تطفو والحمير صارت تتحرك في اتجاهات متعددة، وكأنها تبحث عن المنقذ، واصحابها يحاول السيطرة عليها، والعبور بها الى المنطقة اليابسة.

وكنت وانا طفل، بانتظار والدتي حتى اعود معها الى البيت، وكان جميع اولياء الامور بانتظار اولادهم في ذلك اليوم لانه احد الاحداث التاريخية المهمة، التي جسدت عمق الوحدة الاسرية والترابط والتكامل لقد هب يومها جميع اهل الكويت من اجل مساعدة بعضهم البعض..

ويستطرد:

ذلك المشهد لن انساه في حياتي، الجميع كان يتحرك صوب المدرسة من اجل استلام اطفالهم واهلهم وذويهم والعودة بهم الى البيت، وفي ذلك الوقت كان المطر يتواصل بقوة، ولنا ان نعرف ان اغلب المباني والبيوت وقتها في الكويت كانت تبنى من الطين وبعض الحجارة، وقد تهدمت الكثير من البيوت التي لم تستطع الصمود امام المطر والسيول التي تشكلت وراحت تقتلع كل شيء في طريقها، من بيوت واشجار وحيوانات.

ويواصل..

يومها هدم بيتنا، وذهبت الى الشامية، خلف السور.

هذه اول مرة نخرج خلف السور، للاقامة هناك؟

اجل، ذهبنا الى الشامية لفترة محدودة، وكانت تعتبر بعيدة بعض الشيء، لانها خلف السور.

ويومها بدأ البناء في المناطق الجديدة، مثل الشامية ومنطقة «ميم» الدسمة ومنطقة «واو» وغيرها؟

كلا، الشامية لاتزال لم تبنى بكاملها، الا بعض المباني، او المناطق التي بنيت كانت منطقة «باء» وهي «الشويخ باء» واشر هنا الى اننا كنا نسمي منطقة الشويخ «ب» باسم الكويت الجديدة لانها بنيت في الفترة نفسها التي بنيت فيها منطقة «مصر الجديدة» وكنا نسميها «الكويت الجديدة».

ويتابع:

بقينا في الشامية تقريبا سنة كاملة، وبعدها عدنا الى القبلة من جديد، وكملت الى الصف الثالث المتوسط في مدرسة عمر بن الخطاب وكان ذلك في اعوام 1958-1959 تقريبا.

بعدها بنيت منطقة الشامية، وبعدها انتقلت مع اسرتي الى الشامية لنقيم هنا.

التجربة المسرحية

دعني اعود بك الى الوراء قليلا، اشرت في حديثك في الحلقة السابقة، الى ذهابك الى المسرح في عام 1954 مع اخيك، من شاهدت على المسرح؟

اجل كان ذلك في عام 1954.. وقد شاهدت هنا الفنان الراحل محمد النشمي وعبدالرزاق النفسي، وايضا عقاب الخطيب.. وانا لا اتذكر جميع الوجوه، ولكنني اتذكر جيدا تلك التجربة والمناسبة وهي من التجارب واللحظات المهمة في مشواري.

هل سعدت بتلك التجربة؟

كل السعادة، كان شيئا غريبا، تجربة نادرة، تمثيل حقيقي، فنانين قد اكون لا اعرفهم من ذي قبل، ولكنني سعدت وفرحت بوجودهم، وايضا حضورهم الفني ولغتهم والموضوع الذي طرحوه، وقد ظلت تلك التجربة عالقة في ذاكرتي حتى اليوم، وهذا ما استعدته لاحقا فكرت بالذهاب الى المسرح الشعبي، او حينما قدمت احدى التجارب المسرحية في المدرسة، ويومها استعدت الاسلوب ذاته تقريبا، الذي شاهدته في ذلك العرض.

ويستطرد الفنان جاسم النبهان:

ومن التجارب التي علمت بداخلي ايضا، وكانت قادمة من البعد الفني، على وجه الخصوص ، حينما شاهدت فيلم «امير الانتقام» وقد فتح هذا الفيلم على ابواب المعرفة على اوسع ابوابها، عندما عرفت ان القصة الخاصة بفيلم «امير الانتقام» قدمها انور وجدي مأخوذة عن قصة الامير دي مونتي كريستو بأت اسأل نفسي من هذه الشخصية ومن كاتبها، وهو الكاتب الفرنسي «الكيسندر داماسس في اليوم التالي ذهبت الى المدرسة وقد وجدت الرواية «الكونت دي مونتي كريستو» موجودة في مكتبة المدرسة وهو كتاب من القطع الكبير، وطلبت من الاستاذ «ابوعلي» مسؤول المكتبة، ان استعير الكتاب وهو ا ول كتاب قرأته، وهو اول رواية حقيقية قرأتها وعلمت بداخلي، لقد اخذت الكتاب معي الى البيت، وكنت مسحورا بالرواية واحداثها وشخصياتها وتطورها، كنت لا افارق الكتاب حتى وانا آكل، وانا اروى لكم هذه الطرفة، فحينما شاهدني ابن عمي «الله يرحمه ابراهيم» قالت لي: لا تقرأ بعد الغداء، لانه مضر بصحتك.

وعندما سألته عن السبب، قال لي ان الدم بكامله سيتحرك الى معدتك من اجل اتمام عملية الهضم، وعندما تقرأ يتوزع الدم، فيصبح عندك عسر هضم، وانا كنت سعيد بتلك المعلومة، التي رحت ارددها الى اصدقائي، وكأنني صاحبها، وتعلمت منذ ذلك اليوم انه لا قراءة بعد الاكل الا الراحة التامة،

ومنذ تلك الرواية، بدأت اقرأ، واعترف انني قارئ نهم، اقرأ الكثير وبسرعة كبيرة، والرواية لاتزال اعرفها وشخصياتها عامرة في ذاكرتي وذهني، كما هي بقية الروايات التي كنت حريصا على قراءتها والتعرف عنها وعلى كتابها، وفي تلك الفترة ايضا تنوعت قرأتي، بحيث رحت اقرأ الروايات العالمية والعربية..

ويقول: تلك الرواية خالدة، واعتقد انه من الذكاء من قبل الفنان الراحل انور وجدي، لان يقدم تلك الشخصية، وبنسق فني ودرامي جعلها قريبة من الواقع العربي، واعتقد ان تلك الرواية يمكن اسقاطها على اي مجتمع في العالم. ويتابع:

ولو عدت اليوم الى فيلم «امير الانتقام» ستجد عملية «التمصير» العالية ا لمستوى، وايضا عملية التقنيات الفنية المتطورة وقتها، ولكنها شاهدت الفيلم ولو عدت له الان ستجده يشترك وكأنه عمل جديد ومن خلال تلك المحطات بدأت علاقاتي مع الفن والابداع الفني، وبدأت اعرف ان هناك ابداع انساني حقيقي يتعلق بالجوانب الفنية، فكان وقتها بحثي عن كل ما هو جديد في عالم الفن والفنون بشكل عام، المسرح او السينما او حتى الغناء. ويؤكد الفنان جاسم النبهان:

انه محطات شكلت معادلات التغيير في مسيرتي وقد تم مرور الكرام على الاخرين، ولكنها في حقيقة الامر، شكلت منعطفات غاية في الاهمية اسهمت في بلورة شخصيتي الفنية التي ارتكزت عليها لاحقا خلال مشواري الفني.

أصدقاء الطفولة

ويواصل الفنان جاسم النبهان حديثه قائلا:

أعتقد بان تلك المحطات، ومنها مشاهدة العرض المسرحي الذي قدمه الراحل «محمد النشمي» ومتابعة عدد من الأفلام ومنها «أمير الانتقام» لأنور وجدي، وقراءة الروايات كانت أبرز المحطات التي طورت علاقتي بالفن، وفي أيامها كانت علاقتي دائمة مع الصديق خليفة عمر خليفوه، وهي صداقة تعود الى أيام الطفولة، وكما أسلفت اننا كنا في فريج واحد، ثم مدرسة واحدة، ولكنني ابتعدت عنه في عام 1956 تقريبا، فيما انتقل مع أهله الى منطقة حولي.

ويستطرد: وفي تلك الفترة ظلت علاقتي قائمة مع علي عبداللطيف وخليفة، بالذات علي (بوعبداللطيف) وكنت في تلك الأيام، أقوم بالذهاب الى حولي، من القبلة (جبلة) الى حولي مشيا على الأقدام وفي الفترة الثانية على دراجة هوائية، من أجل لقاء أصدقائي وربعي، وأنا افتخر بتلك الصداقة والاخوة، التي تواصلت على مدى كل تلك السنوات الطويلة ولاتزال بحمد الله (صادف أثناء تسجيل هذا الحوار في مقر فرقة المسرح الشعب تواجد الفنان خليفة عمر خليفوه الذي كان يحضر لعرض مسرحي.

كل تلك الفترة بقيت في منطقة «القبلة»؟

كما أسلفت من القبلة ذهبنا الى الشامية، وعدنا بعد اعادة بناء بيتنا هناك، ومنها الى خيطان ولفترة قصيرة، بانتظار ان يحصل أخي (علي) على بيت جديد...

ويستطرد:

في خيطان، وكان ذلك (57 - 58)، وأنا هنا أشير الى تواريخ عامة، لان الأحداث تكاد تكون مختلطة في ذاكرتي حسب التواريخ، ولكن هنالك ثوابت تتمثل في تلك النقلات من مكان لآخر...

حدثنا عن خيطان في تلك المرحلة؟

شيء يختلف عن خيطان اليوم، كان هناك الشارع الشمالي والجنوبي، وكانت المنطقة التي هي مقابل الخالدية كانت كلها عشيش (مبان من خشب)، وكنا نطلع مع أخي، وكان عنده سيارة (اوستن)، نذهب بها الى كيفان (حيث أهل اخي علي «من عائلة الخشتي»... ومنها الى القبلة.

ويكمل:

- في مطلع 1958 حصل أخي علي على بيت جديد في منطقة (كيفان)، وأمضينا في خطيان (سنة وبضعة أشهر تقريبا) ولهذا لم أقم صداقات حقيقية، بل معارف اعتز بها، وتلك ظلت صداقاتي هي تلك التي ولدت في القبلة.

أين كنت تدرس وقتها؟

لم أغير مدرسة الشامية بعد الانتقال اليها، حتى حينما كنت مقيما في خيطان، ولهذا حينما انتقلت للاقامة في البيت الجديد في كيفان، بقيت في مدرسة الشامية، التي كنت أذهب اليها، لان المسافة بين كيفان والشامية قريبة جدا، وكنت انتقل بواسطة الدراجة الهوائية، كنا نقيم في كيفان قطعة (1) وكانت بيوتنا تسمى (البيوت السود)، وهي اول بيوت حكومة تم بناؤها في ذلك الوقت، وقد تم بناء تلك النوعية من البيوت في كيفان والدسمة (منطقة واو) وهي كما أسلفت بيوت الحكومة.

وأغلب اصدقائي الذين كانوا في (قبلة) انتقل بعضهم الى الخالدية وكيفان والشامية، وكنت حريصا أشد الحرص على التواصل معهم، وكما أشرت سابقا، بانني كنت أذهب الى حولي من أجل لقاء أصدقائي علي عبداللطيف وخليفة عمر خليفوه.

(يتبع).....


http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=225272

 

 

__________________

 






حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292